شبكةألمانية: مليشيات الحوثي تشعر بالضعف وتخشى أن تكون الهدف التالي لإسرائيل والسعودية أصبحت أكثر انفتاحا وترغب في الخروج من الصراع
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
في أحدث موجة اعتقالات، سجن المتمردون الحوثيون في اليمن عشرات الأشخاص بسبب احتفالهم بعيد وطني في تاريخ تعتبره الميليشيا المدعومة من إيران تاريخًا خاطئًا.
وقال توماس جونو، وهو محلل لشؤون الشرق الأوسط وأستاذ في جامعة أوتاوا في كندا، "منذ عام 1962، يحتفل اليمنيون بيوم 26 سبتمبر باعتباره ذكرى ميلاد الجمهورية العربية اليمنية".
وأضاف أن "هذا التاريخ بالنسبة للحوثيين يمثل رمزيا تهديدا واضحا للغاية لشرعيتهم"، مضيفا أن "أي احتفال بيوم 26 سبتمبر يمكن اعتباره دعوة للعودة إلى اليمن الجمهوري، وهو ما يتناقض مع ما يمثله الحوثيون".
وبدلا من ذلك، سعى الحوثيون إلى فرض يوم 21 سبتمبر/أيلول كعيد وطني للبلاد.في ذلك اليوم من عام 2014، سيطرت الميليشيا - التي أعادت الولايات المتحدة تصنيفها كمنظمة إرهابية في يناير/كانون الثاني 2024 - على العاصمة اليمنية صنعاء.
وأدى ذلك إلى اندلاع حرب أهلية بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا. وتصاعد الموقف في عام 2015 عندما انضم تحالف دولي بقيادة السعودية لدعم الحكومة.
وقالت شبكة دويتشه فيله الألمانية انه ومنذ ذلك الحين، انقسمت البلاد فعليًا إلى قسمين. فالشمال الغربي، بما في ذلك صنعاء وحوالي 70% من السكان، تحت سيطرة الحوثيين، بينما ترأس الحكومة، التي يمثلها في الوقت نفسه مجلس رئاسي، مدينة عدن الساحلية الجنوبية.
كما يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو جماعة انفصالية متحالفة مع المجلس الرئاسي ومدعومة من الإمارات العربية المتحدة، على الأراضي الواقعة إلى الشرق.
لكن المملكة العربية السعودية أصبحت أكثر انفتاحا بشأن رغبتها في الخروج من الصراع، وقد التقت بالفعل بممثلي الحوثيين لإجراء مفاوضات السلام .
وقال جونو لـ DW: "لقد انتصر الحوثيون بالحرب الأهلية بطريقة ما على مدى السنوات القليلة الماضية، لكنهم يديرون حكومة استبدادية وقمعية للغاية في شمال اليمن. إنهم لا يتسامحون على الإطلاق مع المعارضة، سواء كانت جمهورية أو غير ذلك".
تصاعد الحملة القمعية
وقالت نيكو جعفرنيا، الباحث في شؤون اليمن في هيومن رايتس ووتش: "لقد أظهر الحوثيون اهتماما أكبر بكثير بضمان بقاء اليمن في حالة حرب مقارنة باهتمامهم بحكمه فعليا".
وأضافت أن "أغلبية السكان الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتهم يفتقرون إلى الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء".فلقد تحمل المدنيون اليمنيون العبء الأكبر من الحرب الوحشية على مدى العقد الماضي.
وقال جويس مسويا، المسؤول الرفيع في مكتب تنسيق المساعدات الأمم المتحدة، في أكتوبر/تشرين الأول، إن حوالي نصف سكان اليمن البالغ عددهم 38.5 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات الإنسانية ، وإن الجوع يتزايد، وقد تضاعفت مستويات الحرمان الشديد من الغذاء في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون منذ العام الماضي.
وأشارت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مرارا وتكرارا إلى أن اليمنيين يعانون من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ، والتي أسفرت بالفعل عن مقتل مئات الآلاف من الناس. ومن المرجح أن يتفاقم الوضع الإنساني في البلاد في المستقبل القريب.
ومنذ مايو/أيار الماضي، يشن الحوثيون حملة اعتقالات ضد أعداد متزايدة من الموظفين الدوليين. فقد أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن نحو 50 من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والمجتمع المدني تعرضوا للاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري.
وقال مسويا في 15 أكتوبر/تشرين الأول: "إن الاحتجاز التعسفي للعاملين في المجال الإنساني والاتهامات المزورة الموجهة إليهم لا تزال تعيق بشكل كبير قدرتنا على تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن".
وفي أكتوبر/تشرين الأول، جدد العديد من رؤساء هيئات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية مثل اليونسكو واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وأوكسفام دعوتهم إلى "الإفراج الفوري عن موظفيهم المعتقلين تعسفيا من قبل سلطات الأمر الواقع الحوثية في اليمن". جاء ذلك ردا على إعلان الحوثيين الأخير بأن المعتقلين سيواجهون "محاكمة جنائية" في المستقبل القريب.
ولكن المراقب للشؤون اليمنية توماس جونو قال إنه لا يوجد شيء مثل الإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمات العادلة والشفافية والمساءلة في النظام القضائي الذي أنشأه الحوثيون.
ويتفق هشام العميسي، وهو محلل للصراعات في المعهد الأوروبي للسلام ومدير سابق لمركز موارد المعلومات في البعثة الأميركية في اليمن، مع هذا الرأي. وقال لـ DW: "إن هذا [الإعلان عن الملاحقة القضائية] لهو علامة سيئة للغاية"، مضيفًا أن هذا "يعني أنهم يمضون قدمًا في إصدار الأحكام، وأن الكثير من الناس يستعدون لإصدار أحكام الإعدام".
"الحوثيون يشعرون بالضعف"
وقال جونو إن التصعيد الحوثي ضد السكان المحليين وكذلك عمال الإغاثة الدوليين يمكن تفسيره بحقيقة أن "الحوثيين يشعرون أنهم بحاجة إلى تعزيز سلطتهم بشكل أكبر".
وأوضح أن الوضع المالي في المناطق التي يحكمونها غير جيد على الإطلاق، والوضع الإنساني سيء للغاية، وحقيقة أن الحوثيين لم يتمكنوا من السيطرة على كامل البلاد تجعلهم يشعرون بالضعف.
وتتعرض الجماعة أيضًا لضغوط دولية متزايدة بسبب استهداف ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر. ورغم أن الهجمات عززت شعبية الجماعة في الداخل، فإنها أسفرت أيضا عن ضربات أميركية وإسرائيلية على أهداف للحوثيين في اليمن.
وقال العميسي إن " الضربات الأميركية التي نفذتها الأسبوع الماضي بقاذفات بي-2 زادت من الضغوط على الحوثيين". وفي رأيه فإن الميليشيا تستعد "لتدهور الأمور".
وأضاف أن "الحوثيين يخشون الآن بعد أن استهدفت إسرائيل قادة حماس وحزب الله أن يكونوا التاليين في القائمة".
ولفت إلى أنه بالمقابل، قاموا بسجن المزيد من الناس في صنعاء، بما في ذلك أشخاص من صفوفهم، لأنهم أصبحوا مصابين بجنون العظمة لدرجة أنهم تسللوا إلى صفوفهم". وتابع بالقول "إنهم في حالة من الذعر الكامل، وفي الوقت نفسه، لا يريدون إظهار أنهم خائفون".
المصدر: dw الألمانية
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: كارثة إنسانية وشيكة في شرق تشاد مع تزايد أعداد اللاجئين السودانيين
منذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023، عبر أكثر من 844 ألف لاجئ سوداني إلى تشاد، التي كانت تستضيف بالفعل ما يقرب من 409 آلاف سوداني فروا من موجات سابقة من الصراع في دارفور منذ عام 2003.
بورتسودان: التغيير
دقّت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ناقوس الخطر إزاء تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية في شرق تشاد، حيث تضاعف عدد اللاجئين السودانيين بأكثر من ثلاثة أضعاف في ظل الصراع الدامي في بلدهم.
وأكدت أنه بدون زيادة كبيرة في التمويل، “لا يمكن تقديم المساعدات المنقذة للحياة بالحجم والسرعة المطلوبين”.
ووفقا للمفوضية، فر أربعة ملايين شخص من السودان إلى الدول المجاورة منذ بداية الحرب، مما يمثل “نقطة تحول كارثية في أزمة النزوح الأكبر في العالم”.
وحذرت من أنه إذا استمر الصراع، سيستمر آلاف آخرون في الفرار، مما يعرض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر.
ومنذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023، عبر أكثر من 844 ألف لاجئ سوداني إلى تشاد، التي كانت تستضيف بالفعل ما يقرب من 409 آلاف سوداني فروا من موجات سابقة من الصراع في دارفور منذ عام 2003.
وفي إحاطة للصحفيين في جنيف من الحدود التشادية السودانية، قال منسق المفوضية في تشاد دوسو باتريس أهوانسو، إن هذا الوضع يضغط على قدرة تشاد على الاستجابة.
وقد تصاعد عدد اللاجئين بشكل كبير منذ تكثيف الهجمات على المدنيين في شمال دارفور في أواخر أبريل، بما في ذلك على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين وفي الفاشر.
فقد وصل ما يقرب من 69 ألف شخص إلى تشاد خلال ما يزيد قليلا عن شهر، وبلغ متوسط عدد الذين يعبرون الحدود يوميا 1400 شخص في الأيام الأخيرة.
وقال أهوانسو إن هؤلاء المدنيين “يفرون برعب، والكثير منهم تحت النار، ويتنقلون عبر نقاط التفتيش المسلحة والابتزاز والقيود الصارمة التي تفرضها الجماعات المسلحة”.
وأوضح أن ما يقرب من 72% من اللاجئين الذين قابلتهم المفوضية مؤخرا أبلغوا عن تعرضهم لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجسدي والجنسي، والاحتجاز التعسفي، والتجنيد القسري، وقال 60% منهم إنهم انفصلوا عن أفراد أسرهم.
أزمة إنسانية وطفولةوأضاف مسؤول الوكالة الأممية أن أزمة الأطفال المدمرة تتكشف أيضا، حيث إن ثلثي الأطفال الوافدين حرموا من المدرسة لسنوات، وأصيب الكثير منهم بجروح جسدية ونفسية عميقة.
وروى قصة فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات تُدعى حواء، بترت ساقها نتيجة هجوم على مخيم زمزم فقدت فيه والديها وشقيقين. وقال إن هناك “العديد والعديد من الأطفال الذين يواجهون وضعا مشابها لحواء”.
وشدد على ضرورة توسيع نطاق توفير الرعاية الصحية ودعم الصحة النفسية لمعالجة المعاناة الفورية وإرساء أسس التعافي والمصالحة.
وعلى الرغم من جهود الشركاء الإنسانيين والسلطات المحلية، قال أهوانسو إنه لم تتم تلبية سوى 14% من الاحتياجات الحالية بسبب النقص الخطير في التمويل، مما يترك عشرات الآلاف معرضين للظروف الجوية القاسية وانعدام الأمن.
وأشار إلى أن اللاجئين لا يحصلون حاليا إلا على خمسة لترات من الماء للشخص الواحد يوميا، وهو أقل بكثير من المعيار الدولي الذي يتراوح بين 15 و20 لترا لتلبية الاحتياجات اليومية الأساسية.
وأضاف أن حوالي 239 ألف لاجئ ما زالوا عالقين على الحدود، معرضين لتقلبات الطقس وانعدام الأمن وخطر المزيد من العنف.
وقال: “هذه أزمة إنسانية، وأزمة أمن، وأزمة طفولة. إن حياة ومستقبل ملايين المدنيين الأبرياء، بمن فيهم أطفال مثل حواء، على المحك. وبدون زيادة كبيرة في التمويل، لا يمكن تقديم المساعدة المنقذة للحياة بالحجم والسرعة المطلوبين”.
الوسومآثار الحرب في السودان الأمم المتحدة اللاجئين السودانيين في تشاد