عن دلالة لفظتى (الخمار) و(الجيب) والفرض بتغطية الجيوب!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 قال الله تعالى  وليضربن بخمرهن على (جيوبهن) فجعلوها  على (شعرهن) !

ضيق البعض من المفسرين  بشدة فى دلالة لفظة (الخمار) وجعلوها (غطاء الرأس) فقط وحصرا وهذا انتقائى وتعسفى ولا يخلو من غرض وعجيب !

وتوسعوا للغاية فى دلالة لفظة (الجيب)  فجعلوا تحت الابط جيب وبين النهدين جيب وهذا غريب أيضا !

ولفظة (الخمار) ياحضرات فى اللغة تدل على  (الغطاء) لاى جزء من اجزاء الجسم، وليس غطاء الشعر فقط وهذا حسب كل معاجم اللغة وراجعوا كل المعاجم وكل الفقهاء قالوا بذلك ايضا فالخمار ليس غطاء الشعر فقط كما زعموا بليل لكن أى غطاء يغطى أى جزء من الجسم هو خمار فى اللغة 

المتشددون  من المفسرين العرب   جعلوا معنى كلمة خمار  (غطاء الشعر) حصرا وهذا عجيب للغاية وانتقائى ويريد تحويل الزى البدوى العربى للمرأة الى زى دينى عالمى، وفرض للباس المرأة البدوية الصحراوية العربية على كل نساء العالم والغاء لعالمية الرسالة الالهية وتحويلها الى رسالة محض محلية للعرب .

وأى غطاء لأى جزء من الجسم يسمى فى اللغة خمار، (الملابس الداخلية) أخمرة تغطى اجزاء داخلية من الجسم  و(الشراب) الجورب خمار يغطى القدم  والبنطلون والجونتى خمار يغطى اليد.. والمرأة لها اخمرة عديدة فلكل جزء من الجسم له مايخمره، والاخمرة هى الاغطية.

 والأمر فى كتاب الله يضربن بخمرهن على جيوبهن أى بوضع الغطاء (الخمار) على الجيب وليس على الشعر لا يوجد امر بتغطية الشعر اصلا.. يقول تعالى( وليضربن بخمرهن على جيوبهن) من سورة النور 31.

 

 ولكن ماهو( الجيب) فى اللغة؟!

الجيب فى عربية القرآن مايدخل فيه وفى معجم مقاييس اللغة هو (الثقب) فى الشئ وإذا راجعنا مادة (ج، و، ب)، لتبين لنا بعد التدقيق أنها  تفيد (الخرق)، و(النفاذ)، ففي مقاييس اللغة لهم أصل واحد، وهو (الخرق فى الشيء،) يقول صاحب أساس البلاغة (... وجاب الصخرة: خرقها...).فالاية تتحدث عن ضرورة تغطية الدبر والقبل وتجاوز العرى الكامل الذى كان ايام الجاهلية (الاولى) ايام ادم وما قبلها ولقد توسع الارهابيون فى معنى الجيب فغطوا كل المرأة وجعلوا من الخمار غطاء فقط للشعر

ومعنى (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) وليضربن بأغطيتهن على ثقوبهن ولكن يبقى السؤال أية ثقوب نغطيها؟! 

 قلنا ان الخمار يعنى الغطاء، بغض النظر عن مكان التغطية أين هو وماهو 

وقلنا ان للانسان  أخمرة عديدة يلبسها  اغطية عديدة يلبسها  لكل جزء من اجزاء جسمه غطاء (خمار) فالشراب الذى تلبسه فى قدميك خمار، والبنطلون خمار يخمر رجليك ونحوها، والقميص خمار ايضا يخمر صدره وبطنه وذراعيه والغيارات الداخلية اخمرة تخمر اعضاؤك التناسلية وغيرها.

هناك خمار لكل جزء او عضو من الجسم والامر فى سورة النور بضرب الخمار اى الغطاء على ماذا؟! على الجيوب والجيوب ماهى؟! الجيوب هى الثقوب التى يدخل فيها ولها قعر.

انظر إلى قوله تعالى مخطابًا موسى: [وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء] النمل

  والمرأة لديها 5 جيوب اى 5 ثقوب يدخل فيها ولها قعر (3 فى رأسها) و(2 فى الاسفل)

واذا كانت الخمر هى(الاغطية) والجيوب هى (الثقوب) وربى لم يأمر بتغطية كل الثقوب طبعا قال تعالى (الا ماظهر منها) فى الاية التى تليها مباشرة والتى فهمنا منها ان هناك مايجب تغطيته من الثقوب  وهناك مايجب اظهاره طبعا فالثقوب 5  منها 3 فى الوجه (اذن وانف وفم)  و2 منها فى الاسفل(القبل) و(الدبر).

  وفهمنا اننا نغطى الاتنين اللذين فى الاسفل طبعا ونترك ال3 الموجودة بالرأس طبعا

والاية ليس فيها اى  امر نهائيا  بتغطية (الشعر) بل تغطية الجيوب  اى الثقوب واستنتاج انه هناك امر بتغطية الشعر ظنى وليس له قرينة واضحة تؤكده فى الاية 

والامر بتغطية ثقوبك الجنسية (كحد ادنى) عالمى وضعته الرسالة لكل اهل الارض بينما ترك ربى الحد الاقصى دون تحديد مكتفيا بتحديد الحد الادنى فقط 

يعنى ربى يرفض التعرى الكامل للانسان مثل الانسان فى العصر البهيمى الاول الجاهلية الاولى عصر حياة الانسان مع الحيوانات فى الغابة ماقبل ادم

أما الحد الاقصى للتغطية فقد تركه ربى للعادات والتقاليد والخصوصية الثقافية فى كل بلد فالرسالة عالمية للعالم لليابان والسعودية والدنمارك وجنوب افريقيا ولكل شعب ولكل بلد  ولكل منطقة داخل كل بلد عقدها الاجتماعى الذى يقبله المجموع والذى اذا خرجت عليه احداهن تعرضت للعقاب او الاذى من الباقين، لذلك وجب على المرأة الا تخرج على العرف الاجتماعى لبلدها او محافظتها او قريتها حتى لا تتعرض للاذى او التحرش ونجد ذلك فى احدى الايات التاريخية فى المصحف والتى وردت ضمن قصة النبى محمد وقومه والتى اشار فيها رب العالمين لاهمية الالتزام بالعرف الاجتماعى فى الثياب والملابس وحجم التغطية وحجم المسموح بكشفه حتى لاتعرض الأنثى  نفسها للاذى والموضوع هنا بعيد تماما عن الدين وعن الحلال والحرام، حيث قال تعالى ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ولم يقل ذلك أدنى أن يدخلوا الجنة أو النار.

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) الاحزاب

صدق الله العظيم

 

المصدر: البوابة نيوز