اسرائيل تلعب على حافة هاوية الوقت الضائع أميركيًا
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
في الوقت الذي كان الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين يقوم بـ "آخر فرصة" له لوضع المقترح الاميركي بالنسبة إلى الوضع المتفجر بين اسرائيل و"حزب الله" في قالب يختلف من حيث المضمون عن النظرة العامة إلى المخرج الوحيد والمتاح، كان لبنان مسرحًا لأقصى أنواع القصف الهستيري وكأنه يبحث في مفاوضاته، عبثًا، عن أمل من الصعب أن يتحقق في ضوء الشروط الإسرائيلية التعجيزية، التي تتنافى مع أبسط الحقوق اللبنانية السيادية، والتي تناقض في حيثياتها المواثيق الدولية، التي تعترف بسيادة الدول واستقلالها.
فهوكشتاين حمل معه بعض الأفكار والمقترحات، وإن لم تكن نهائية، وهي قابلة للأخذ والردّ، خصوصًا أن الموقف اللبناني منها لم يكن سلبيًا إلى حدّ الرفض في المطلق، إذ وصف الرئيس بري لقاءه بالموفد الأميركي بأنه كان جيدًا، "ولكن العبرة بالتنفيذ". وهذا يعني باللغة اللبنانية المحكية أن على إسرائيل أن توقف حربها على لبنان ولو على شكل هدنة تمتد ثلاثة أسابيع كمرحلة أولى، على أن تدخل المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية في مرحلة جدّية توصلًا إلى حلّ نهائي غير قابل للاهتزاز على غرار ما حصل بعد وقف الحرب في صيف 2006، إذا استمرّت إسرائيل بخرق بنود القرار 1701 في مقابل اضطرار "حزب الله" لفعل الشيء نفسه. وهكذا يبقي هذا القرار، الذي أوقف الحرب في الماضي، من دون ذي جدوى اليوم. وقد تكون الحرب الدائرة اليوم على أكثر من محور من نتائج عدم التزام أي من الطرفين ما جاء في هذا القرار، الذي تتركّز مفاوضات اليوم على تطبيقه، إن لم يكن بالتراضي فبوسائل أكثر فعالية. ولكن ما لم توقف إسرائيل عدوانها على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت فإن المساعي الأميركية ستذهب أدراج الرياح، ولن يكون منها فائدة تُرجى.
فزيارة هوكشتاين لبيروت، ومن بعدها لتل أبيب، لا يمكن فصلها عن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن لإسرائيل، والتي هدفت في الدرجة الأولى إلى جسّ نبض الحكومة الإسرائيلية لمعرفة ملامح المرحلة المقبلة، حربًا أو هدنة أو سلامًا.
وفي اعتقاد أكثر من مراقب ديبلوماسي أن واشنطن، التي دخلت عمليًا في مرحلة "الصمت الانتخابي" بالمفهوم الديبلوماسي لهذه المرحلة، التي عادة ما تغيب عنها المبادرات المنتجة، لن تقدم على أي خطوة ناقصة في منطقة ملتهبة ويلفها الغموض وتحجب غبار الحرب فيها الرؤية السليمة، خصوصًا أن المعركة الرئاسية بين الجمهوريين والديمقراطيين لا تزال غير واضحة المعالم مع تقارب كل من دونالد ترامب وكاملا هاريس في نقاط استطلاعات الرأي.
ولأن الجمود في السياستين الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الأميركية هو السائد حاليًا فإن التفاؤل بإمكانية الوصول إلى ما يقرّب اللبنانيين من وقف وشيك لوقف إطلاق النار لا يدخل في حسابات حكومة الحرب الإسرائيلية، التي تمعن في القصف والقتل والتدمير وحرق الأراضي والمراحل في آن.
في المقابل، فإن "حزب الله"، وعلى رغم ما يُمنى به من خسائر، لا يزال مصرًّا على أن الحرب لا تزال في بداياتها، وأن "المقاومة الإسلامية" لا تزال قادرة على الصمود والمواجهة وعلى افشال المخططات الإسرائيلية أيًّا تكن نتائج هذه الحرب، وهي كبيرة جدًّا على بيئة "المقاومة" في الدرجة الأولى، وعلى كل لبنان أولًا وأخيرًا اليوم وغدًا، وهي ستطفو إلى السطح عندما يتوقف المدفع. وهذا ما لمسه اللبنانيون من حجم ما يحتاجون إليه من مساعدات بدأت بشائرها تظهر من خلال مؤتمر الدعم الذي رعته فرنسا، وهو يشكّل بداية وليست نهاية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المفاوضات مستمرة خلف الكواليس.. واشنطن تبحث اتفاقا شاملا لإنهاء الحرب
#سواليف
يعتقد العديد من أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي #ترامب أن الوقت قد يكون مناسبا لاقتراح #صفقة_شاملة من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع #الرهائن و #إنهاء_الحرب، حسبما افادت صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية.
وقال المصدر “من الواضح للجميع أن التوصل إلى اتفاق شامل سيكون أصعب بكثير من حيث إقناع الجانبين بالموافقة عليه”.
وفي الوقت نفسه، كشفت الصحيفة أن المسؤولين في اسرائيل يدرسون إصدار إنذار نهائي لحماس: الموافقة على الصفقة، أو مواجهة العواقب.
مقالات ذات صلةفي ذات السياق ، استمرت الاتصالات السرية خلال اليومين الماضيين بين إسرائيل والوسطاء مصر و #قطر و #حماس، سعيًا لاستئناف المفاوضات. وقد التقى مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، عدة مرات خلال تلك الفترة بمسؤولين قطريين كبار في جزيرة سردينيا الإيطالية.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة “رغم أن #فريق_التفاوض عاد إلى #إسرائيل، إلا أنه لا يزال على اتصال دائم مع الوسطاء
وقال ترامب يوم الأحد : “حان الوقت لإعادة الرهائن إلى ديارهم. هناك 20 رهينة على قيد الحياة، بالإضافة إلى رفات آخرين”.
واضاف في حديث مع الصحفيين في اسكتلندا: “هناك العديد من الآباء الذين يرغبون في استعادة رفات أحبائهم. على إسرائيل اتخاذ قرار. أعرف ما كنت سأفعله، لكنني لست متأكدًا من أنه ينبغي عليّ الإفصاح عنه.
ولا يزال من غير الواضح إلى متى ستبقي إسرائيل الممرات الإنسانية مفتوحة، أو تسمح بوقف إطلاق النار في مناطق محددة، أو تساعد في إسقاط المساعدات جواً، وفقاً لما قاله مسؤول إسرائيلي للصحيفة ، ملمحاً إلى أن هذا الإجراء من المرجح أن يستمر حتى تهدأ الانتقادات الدولية.
واضاف المسؤول أن “إسرائيل فشلت في مواجهة رواية المجاعة واضطرت إلى اتخاذ هذه الإجراءات لتخفيف الضغوط الدولية”.