الثورة نت:
2025-08-01@01:18:15 GMT

الاقتصاد وكرامة الإنسان

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

 

 

من مهام الدول الحديثة تحقيق الرفاه للإنسان من خلال المواكبة المستمرة للمستويات الحضارية التي وصل إليها الإنسان من حولنا، وبما يحقق مجتمعاً مستقراً يشعر بالأمن الاجتماعي، والأمن السياسي، وهما خاصيتان امتّن الله بهما على قريش، أي خاصية الأمن من الخوف، وخاصية الأمن من الجوع،  وقد اشتغل الفكر الإسلامي على فكرة الكليات الست، والكليات الست التي قالوا بها هي : الدين،  النفس، العقل، المال، النسل، العرض، وقال المفكرون المسلمون بضرورة جلب المصالح للناس ودفع المفاسد، فالشريعة الإسلامية تقوم على تحقيق هذه المقاصد حتى تحقق مقاصد الله في الأرض وتحفظ كرامة الإنسان باعتباره مكرما, وأبواب هذه الكليات متعددة وكل التشريعات والقوانين في الكون لا تخرج عن هذه الكليات قيد أنملة، سواء ما كان منها مسلما أو كافرا أو يتبع ديانات أخرى غير الإسلام،  ولذلك تتعدد الاجتهادات وتكون الحكومات في الدول الحديثة هي الظلال لهذه الكليات، فالعقل ورعايته يتمثل في مؤسسات التكاثر الثقافي مثل التعليم والإعلام والثقافة، والدين يتمثل في مؤسسات الإفتاء والإرشاد وغيرها، والمال يتمثل في المؤسسات الاقتصادية مثل الخزانة أو المالية والبنوك وغيرها، والعرض والكرامة يتمثل في أجهزة الضبط والقضاء وهكذا دواليك.

ولا بد من معرفة أننا نعيش مستوى حضاريا واقتصاديا يختلف كل الاختلاف عن المستوى الذي عاش فيه فقهاء القرن الثاني والثالث والرابع الهجري، ولذلك فكل رأي يستند إلى تلك الفترات دون وعي بحركة الاقتصاد أو معرفة بنظم الاقتصاد المعاصر وموازين النمو ومؤشرات الانهيار يصبح قاتلا ومدمرا لحركة الحياة في عالمنا المعاصر ويخلق بيئة غير ملائمة وغير مستقرة ومناخا للصراع وشرائع الغاب .

فحالة الاستقرار في اليمن ضابطها الأساس هو البناءات الاقتصادية القادرة على تحقيق العدالة الاجتماعية والشراكة في أبعادها الفلسفية المختلفة، والقادرة على تخفيف حدة الصراعات والخروج من  دائرة الاقتصاد السياسي  الهادف إلى إدارة التناقضات الاجتماعية إلى دائرة الاقتصاد الوطني وفق أسس وقواعد الشراكة الوطنية من أجل التنمية والاستقرار .

ففي كل منعطف تاريخي أو حالة تحولية أو انتقالية يبرز السؤال الاقتصادي كرديف لعملية التحول ويظل السؤال الاقتصادي سؤالاً دائماً ومستمراً في الحالة الوطنية، فهو دائم الحضور ولكنه الأكثر غياباً أو تغييباً وكلما تمتد يدُ التغيير والتحديث للإجابة عليه تكشر المصالح التقليدية أنيابها في الدفاع عنه، ولذلك ظل الحال على ما هو عليه من حيث المؤشرات ونسبة النمو فهي تراوح مكانها إن لم تكن في تدنٍ مستمر.

لا يمكن أن يكون الموضوع الاقتصادي ترفاً ذهنياً بل هو رؤية منهجية مؤصلة وعلمية بقياسات واضحة تدرك أماكن النجاح وتدري الثغرات وأماكن الفشل.. ولذلك فالقول بمعالجة الحالة الاقتصادية الوطنية دون رؤية علمية واضحة ودون دولة قوية وعادلة ودون شفافية مدنية قول باطل لا يمكن الوثوق به ولا يمكنه ادعاء الخروج واقتراح البدائل والمعالجات، فالإطار العام للموازنة العامة للدولة مثقل بكل صراعات وتراكمات وأخطاء الماضي وهو إطار تقليدي تراكم عبر السنين والعقود والأزمنة ولابد من الوقوف أمامه وتشذيبه وتهذيبه، وبالتالي تحديثه حتى يكون الأقرب إلى روح العصر الذي نحن فيه ولا بد أن يكون إطاراً إلكترونياً، أي الانتقال إلى الحكومة الإلكترونية – بدلاً عن الابتزاز الذي يمارسه الموظف المالي في كل المؤسسات- فالحكومة الإلكترونية تخفف من وطأة الابتزاز والفساد وتقاليده الممقوتة وتجعل من الحركة الزمنية ذات قيمة تفاعلية وهو الأمر الذي يتيح سرعة الإنجاز وقد يكون عاملاً مهماً في تعزيز الثقة بين مؤسسات الدولة وجميع المنتفعين، فالضرائب وهي أكبر وعاء إيرادي مع الجمارك إذا لم نتمكن من تحديث البنية التنظيمية والإجرائية وربطها بالتقنية الحديثة في إطار الشبكة الإلكترونية المكتبية وبما يعزز من الرقابة ومن التحفيز على الإنجاز فلا يمكن أن تتجاوز ذات الإطار التقليدي وهو المساومة والابتزاز والتحايل على إيرادات الدولة للمنافع الشخصية.

وموضوع التحديث والتحوّل إلى الحكومة الإلكترونية ليس بالأمر الصعب إذا أردنا إصلاحاً ودرءاً للفساد والمفسدين في هذا البلد.. وقد أصبح إحداث الحركة في المصارف أمراً محتماً وضرورياً، فالمكلف بالضرائب يقوم بالتوريد إلى أحد المصارف بدلاً من ابتزاز المحصل، وإنفاق الدولة يجب أن يكون عبر المنافذ المصرفية وفق آلية إجرائية ضامنة لسلامة الإجراء ووصول الحق إلى أصحابه، واستبدال الكَتَبَة وأمناء الصناديق بالمصرف ضمان أكيد لمثل تلك السلامة.

ثمة معالجات قد تبدو شكلية في ظاهرها ومحدودة الأثر لكنها بالغة الأهمية إذا أمعنا النظر وحاولنا مواكبة الزمن المتسارع، فالزمن تجاوز المكاتبات البريدية التقليدية التي تأخذ وقتاً مضاعفاً، ومثل تلك المكاتبات لا تأخذ جزءاً بسيطاً من الثانية في عالم اليوم، فالإنجاز أصبح أوفر وأكثر وبتكاليف أقل بعد أن تطورت أدواته ولم يعد بحاجة إلى تلك العمالة الفائضة.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فتح باب التحويلات الإلكترونية إلى كليات جامعة عين شمس

أعلنت جامعة عين شمس عن فتح باب التحويلات الإلكترونية أمام الطلاب الراغبين في التحويل إلى كليات جامعة عين شمس للعام الدراسي الجديد ٢٠٢٥-٢٠٢٦م ، اعتبارًا من ٣٠ يوليو وحتى ١٨ سبتمبر، من خلال منصة التحويلات الإلكترونية بالجامعة.

ومن خلال هذه الخدمة، يمكن لطلاب البكالوريوس والليسانس التحويل من جامعة أخرى لجامعة عين شمس إلكترونيًا بسهولة وسداد المقابل المالي لخدمة التحويل والقبول المركزي 
ويتم تقديم تلك الخدمة لكافة الفئات سواء (فرق أعلى –  ثانوية عامة وما يعادلها سنوات سابقة – التحويل لبرامج الساعات المعتمدة – تقديم ذوي الاحتياجات الخاصة بفئاتهم المختلفة – المفصولين – الناجحين في اختبارات الدبلومات والمعاهد الفنية بالمجلس الأعلى المرشحين لجامعة عين شمس .... الخ) ...

وبالنسبة لتقديم المؤهلات العليا سيتم بدء التعامل مع المنصة بدءًا من ٥ أغسطس وحتى ١٨ سبتمبر .

لبرامج مميزة وجديدة للطلاب

كما تقدم كليات جامعة عين شمس، مجموعة من البرامج المميزة والجديدة للطلاب والتي تساعدهم على مواكبة متطلبات سوق العمل من ناحية والحصول على وظائف مرموقة من ناحية أخرى، كما أنها توفر لهم فرصًا لمواكبة آخر التطورات العلمية في بعض المجالات والتخصصات التي قد تكون نادرة.

مرفق خطوات التقديم وأرقام تليفونات مخصصة للاستفسار التليفوني أو من خلال خدمة الواتساب عن شروط كل كلية أو مجموعة كليات لأي استفسارات تخص التقديم أو المتابعة، علمًا بأن التواصل الهاتفي يكون من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 6 مساءً خلال أيام العمل الفعلية فيما عدا (الجمعة والسبت) وفي حالة عدم الرد التليفوني لانشغال الخطوط في الخدمات الطلابية يتم إرسال رسالة واتساب وسيتم الرد على طالب الخدمة فور الإتاحة .

ووجب التنويه لابنائنا الطلاب بعدم التعامل مع أى شخص يدعى القدرة على المساعدة أو تسهيل إجراءات التحويل. وعلى الطلاب وأولياء الأمور التعامل فقط مع السادة المختصين والمنوطين بتقديم المساعدة لأبنائنا الطلاب من خلال المنصة الالكترونية المعلنة فقط ومعامل الاستفسارات أو عن طريق أرقام التواصل الرسمية.

ونؤكد ايضاً أن سداد مقابل خدمة التحويل يتم إلكترونياً عن طريق الكود الذى يصل للطلاب من خلال منصة التحويلات الإلكترونية.

ولمعرفة شروط التحويل إلى كليات الجامعة و البرامج التي تقدمها كليات الجامعة يمكن الدخول على الرابط التالي: 
https://drive.google.com/drive/mobile/folders/1VNF1SdwjJeVFNR2OkNiOZahhc88Hwz-_?usp=sharing
لينك منصة التحويلات الإلكترونية:
https://ums.asu.edu.eg:7090/ASUTransfer/App

طباعة شارك جامعة عين شمس كليات جامعة عين شمس التحويلات الإلكترونية فتح باب التحويلات الإلكترونية الطلاب

مقالات مشابهة

  • عندما يكون هناك «خداع بصري وتلوث صوتي»!
  • ترامب: إنهاء الأزمة الإنسانية بغزة يتمثل في استسلام حماس وإطلاق سراح المحتجزين
  • ترامب: إبرام اتفاق تجاري مع كندا قد يكون صعبا بعد موقفها الداعم لدولة فلسطينية
  • إندونيسيا تدعم الرياضات الإلكترونية كمحرك للاقتصاد الإبداعي
  • تحذر: جسم غامض يتجه نحو الأرض قد يكون مصدره كائنات فضائية
  • خطوات الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة 2025 إلكترونيًا
  • موعد وأماكن صرف معاش تكافل وكرامة لشهر أغسطس 2025.. خطوات الاستعلام
  • فتح باب التحويلات الإلكترونية إلى كليات جامعة عين شمس
  • معاون وزير التموين يكشف حقيقة عدم صرف الخبز المدعم لأصحاب معاش تكافل وكرامة|فيديو
  • الاعتصام بحبل الله.. اعرف كيف يكون وماذا يتضمن وما ثمراته