لجريدة عمان:
2025-12-13@06:16:26 GMT

علاقات ملتبسة

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

لا تذهب الصورة هنا إلى التشكيك في كل العلاقات القائمة بين الناس فيما بينهم، ولا إلى العلاقات القائمة بين الأطراف التي يمثل أحدها الأفراد، ويمثل أحدها الآخر في مستويات «مؤسسة» مهما كان نوع هذه المؤسسة، وقيمتها المعنوية، ولا العلاقة القائمة بين المؤسسات فيما بينها، فهذه العلاقات كلها محكومة بكثير من النظم والقوانين، والآليات الاجتماعية، في حالة علاقات الناس بعضهم ببعض، والآليات الإدارية في حالة العلاقات الأفراد بالمؤسسة، أو المؤسسات فيما بينها، إذن: ما الذي يخرج عن ذلك كله، ليتلبس بشيء من عدم الاطمئنان، أو ينتابه شيء من التشكيك؟ قد يحضر الجواب هنا إلى غياب شيء من الحقيقة، حيث لا حقيقة مطلقة يمكن الجزم بها، وقد يحضر هنا شيء من مستويات النسبية في مختلف هذه العلاقات، حيث لا يمكن الحصول على الصورة الكاملة للجزم بها، وقد يحضر هنا مستويات الثقة بين مختلف هذه العلاقات القائمة بين مختلف هؤلاء الأطراف، عولجت هذه المسألة في ما يعرف بـ «الآليات» في الشأن الإداري، ومع ذلك لا تزال هناك ما يسمى بالثغرات، فلا توجد نصوص قانون موضوعة لا تخفي فيما بين سطورها شيئا من الثغرات، وهذه الثغرات هي التي تتيح الفرص الكثيرة للوصول إلى كثير مما لا يمكن الوصول إليه بصورة مباشرة، ولذلك يدور حول هذه الآليات الكثير من الالتباس، والالتباس هنا يذهب إلى معنى منع حق لفرد، وإتاحته لفرد آخر، وقس على ذلك أمثلة كثيرة.

قد يتم التسليم هنا في شأن الآليات الإدارية، ولكن كيف يمكن قياس ذلك فيما يخص الآليات الاجتماعية، حتى تدخل في متون الالتباس؟ هنا: يمكن القول إن المسألة مرتبطة بقناعات الفرد نفسه، دون أن يخضع لأي قيمة اجتماعية متعارف عليها بين أبناء المجتمع، وهذه إشكالية موضوعية في مسألة الالتباس، فيما أكنه لفلان من الناس من ود، أو كره، وكلا الشعورين لا يمكن أن يطلع عليهما أحد من خلق الله إلا بقدر إفصاحي له، ومن خلال هذين الشعورين يمكنني أن أوزع هبات الود لمن أريد، ومآسي الكره لمن أريد، وكلا هذين اللذين يتلقيان النقيض لا يستطيعان تحييدي أنا لأن أكون منصفا عندهما معا، ومن هنا يأخذ الالتباس مجراه لكلا الطرفين؛ لأن كليهما يظنان بي خيرا، وإن صدقت نية الأول، وخابت نية الثاني، فقد اتخذ قرارا آخر فأبدل الهبات، والمآسي لكليهما انعكاسا لمستجدات في هذه العلاقة، فما بين عشية وضحاها يصبح العدو صديقا، ويصبح الصديق عدوا، ولا يمكن الجزم بديمومية العلاقات بين الناس، فالإنسان، كما هو معروف عنه، «حمال أوجه» أي أنه لا يستقر على حال، ولذلك جاء في الحديث، عن أبي موسى عبدالله بن قيس الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها» - رواه مسلم، حسب المصدر -.

وهل الالتباس يعد ضعفا في مجمل العلاقات؟ شخصيا، لا أنزله منزلة الضعف، لأنه حقيقة، ولا أحد ينكرها، وهو يعكس الحالة غير المطلقة في فهم العلاقات، ولذلك تأتي المكاتبات، والتدوينات، والتوثيق تحاشيا للضرر المرتقب من هذا الالتباس، ولا أقول في حالة حدوثه، فهو حادث بالفعل، وإنما يتوارى عن الأنظار في ظروف آنية، ويستل سيفه في لحظات فارقة، واللحظات الفارقة هنا، هي تلك التي قد يشعر أحد طرفي العلاقة أنه إن لم يتخذ قراره المصيري في ذات الأمر سيفوّت الفرصة النادرة له لتحقيق ما تصبو إليه نفسه، دون أي اعتبار لمستوى الضرر الذي قد يصيب الطرف الآخر في هذه العلاقة أو تلك.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القائمة بین فیما بین لا یمکن

إقرأ أيضاً:

قاذفتان روسيتان تنضمان لدوريات صينية مع توتر علاقات طوكيو وبكين

موسكو - صفا

قالت وزارة الدفاع اليابانية إنها أرسلت طائرات لمراقبة القوات الجوية الروسية والصينية التي تسير دوريات مشتركة حول اليابان، وسط تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين.

وأضافت الوزارة في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن قاذفتين استراتيجيتين روسيتين (تو-95) ذات قدرة نووية حلقتا من بحر اليابان باتجاه بحر الصين الشرقي للالتقاء مع قاذفتين صينيتين (إتش-6)، وقامتا «برحلة مشتركة لمسافات طويلة» في المحيط الهادي.

وأضاف البيان أن أربع طائرات مقاتلة صينية (جيه-16) انضمت إلى القاذفتين في أثناء تحليقهما ذهابا وإيابا بين جزيرتي أوكيناوا ومياكو اليابانيتين. ويُصنف مضيق مياكو الواقع بين الجزيرتين على أنه مياه دولية.

وقالت الوزارة إن اليابان رصدت أيضا نشاطا متزامنا للقوات الجوية الروسية في بحر اليابان، يتألف من طائرة إنذار مبكر (إيه-50) ومقاتلتين (سو-30).

وقال وزير الدفاع الياباني شينجيرو كويزومي في منشور على موقع إكس اليوم الأربعاء إن العمليات الروسية والصينية المشتركة «تهدف بوضوح إلى استعراض القوة ضد أمتنا، وهو ما يشكل مصدر قلق بالغ لأمننا القومي».

وذكرت وكالات أنباء روسية نقلا عن وزارة الدفاع أن التحليق الروسي الصيني المشترك بالقرب من اليابان استمر ثماني ساعات.

وقال جيش كوريا الجنوبية أيضا إن سبع طائرات روسية وطائرتين صينيتين دخلت منطقة دفاعها الجوي.

وكانت اليابان ذكرت يوم الأحد أن طائرات مقاتلة صينية أطلقتها حاملة طائرات صينية استهدفت بالرادار طائرات عسكرية يابانية في اليوم السابق، وهي رواية اعترضت عليها بكين.

وتأتي التحركات العسكرية المتزايدة لبكين بالقرب من اليابان في أعقاب تعليق رئيسة الوزراء الياباني ساناي تاكايتشي الشهر الماضي بأن طوكيو يمكن أن ترد على أي عمل عسكري صيني ضد تايوان يهدد أمن اليابان أيضا.

وعززت الصين وروسيا التعاون العسكري في السنوات القليلة الماضية في أماكن أخرى، حيث أجرتا عمليات مشتركة مثل التدريب المضاد للصواريخ على الأراضي الروسية والتدريبات البحرية بالذخيرة الحية في بحر الصين الجنوبي.

مقالات مشابهة

  • مركز غزة يكشف عن فقدان 1700 فلسطيني بصرهم فيما 5 آلاف مهددون جراء العدوان
  • رشيد وبوتين يتفقان على مواجهة التحديات وتعزيز علاقات العراق وروسيا
  • البيت الأبيض: ترامب قادر في الحفاظ على علاقات جيدة مع اليابان والصين
  • مصادر تكشف كيف حقق البنتاغون فيما إذا كان هيغسيث قد أضر بالأمن القومي بقضية سيغنال
  • محلل سياسي: اجتماع طهران يستهدف استعادة العلاقات بين الرياض وإيران
  • بوتين: علاقات روسيا وإندونيسيا تتطور بشكل جيد
  • سلطنة عُمان.. علاقات دبلوماسية متوازنة وثقة صلبة من الجميع
  • المالكي يؤكد على أهمية تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين بغداد وواشنطن
  • قاذفتان روسيتان تنضمان لدوريات صينية مع توتر علاقات طوكيو وبكين
  • من التأسيس إلى الالتباس.. أيُّ تاريخ لم يُكتب بعد عن الثورة التونسية؟