وضع الاستهداف الإسرائيلي لمواقع عسكرية في إيران المنطقة أمام حافة الهاوية مجدداً، وأثار كثيراً من الهواجس حول الأوضاع الهشة ومستقبل الاستقرار في هذا الإقليم الحيوي والملتهب منذ أكثر من عام في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وامتدت إلى لبنان وتهدد بالتوسع إلى حدود أبعد.
أمام هذا التصعيد الخطر، توالت ردود فعل إقليمية ودولية واسعة ودعوات ملحة إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التصعيد".
وقد استنكرت دولة الإمارات بشدة الاستهداف العسكري لإيران، وشددت على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد، وهو موقف يتساوق مع ثوابت الإمارات الراسخة في التشبث بتغليب العمل الدبلوماسي والحلول السياسية لتجنب الحروب وأثمانها الباهظة وتأثيراتها السلبية سياسياً واقتصادياً وإنسانياً وأمنياً.
وبناءً على ذلك، يمكن أن توفر هذه اللحظة الحرجة انفراجة نحو التهدئة الشاملة تقود إلى إنهاء كل عوامل التوتر، والعودة إلى الفعل الدبلوماسي وفتح قنوات التواصل والحوار لإيجاد حلول جذرية ودائمة لأسباب التوترات الإقليمية المزمنة، وأولها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتمادية في المنطقة.
الدعوات إلى ممارسة أقضى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب خطر توسيع رقعة الصراع، تتأسس على مخاوف من وقوع ما لا يحمد عقباه في المنطقة، فاستمرار تبادل الهجمات والردود بين إيران وإسرائيل بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة ولبنان، سيجعل من هامش الخطأ والانزلاق إلى حرب شاملة أقرب من تجنبها وتفادي ويلاتها، ولذلك فإن العمل الإقليمي والدولي يجب أن ينصب في الظرف الراهن على خوض معركة سياسية لا تقل قساوة عن المواجهات العسكرية، حتى تنجو المنطقة برمتها من تهديدات ومخاطر ستكون خارج السيطرة ولن تخدم أي طرف مهما كان موقعه ووضعه وقوته.
ربما ما يفتح نافذة للأمل، أن الاستهداف الإسرائيلي لإيران، يتزامن مع تحركات دبلوماسية، توحي بأنها جادة، لإنهاء الحرب العدوانية على غزة ولبنان. فقد عاد بشكل مفاجئ الحديث عن عودة المفاوضات للتوصل إلى صفقة لإطلاق الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار في غزة، وهناك جولة محادثات في الدوحة خلال ساعات، بالتزامن مع اتصالات وضغوط لإنهاء القتال في جنوب لبنان، ونجاح هذين المسارين يمكن أن ينزع فتيل التوتر، وربما يقطع الطريق على رد إيراني محتمل على الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وتحقيق مثل هذا الاختراق يمكن أن يقود إلى وضع سياسي جديد يمكن التعامل معه من خلال المفاوضات والجهود السياسية، ويبنى عليه لتجسيد رؤية اليوم التالي ليس في غزة فحسب، بل في عموم منطقة الشرق الأوسط.
عندما بدأ التصعيد في السابع من أكتوبر 2023، كانت التوقعات تشير إلى أن هذه الجولة من العنف ستكون خاطفة وأنها محسومة سلفاً لطرف دون آخر، وبعد أكثر من عام ما زال الجرح مفتوحاً وينزف، ولم يسفر المشهد الدموي عن نصر بائن أو هزيمة صريحة، بل أصبح الوضع فوضوياً وقابلاً للاشتعال والتمدد واستقطاب مزيد من عوامل التوتر.
وحتى لا يكون المصير أكثر فظاعة، يجب أن يتوقف هذا التصعيد وتنتصر الحكمة وتكسر دائرة التهور والجنون.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي: قواتنا في حالة استعداد عالية تحسباً للتطورات في سوريا
توغلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم الاثنين في الجهة الغربية لقرية صيدا الحانوت في ريف القنيطرة الجنوبي بسوريا، وفق ما أفادت به وكالة “سانا”.
وأوضحت الوكالة أن القوة العسكرية الإسرائيلية المتمركزة في المنطقة تتألف من ثلاث سيارات، إلى جانب طائرة مسيرة تحلق فوق القرية لمراقبة الوضع، فيما تم نقل دبابتين من نقطة البرج إلى نقطة الحميدية في ريف القنيطرة الشمالي.
وكانت القوات الإسرائيلية قد نفذت أمس عمليات توغل في شمال وجنوب القنيطرة، وأقامت حاجزين لتفتيش المارة.
في السياق نفسه، زار اللواء رافي ميلو، قائد قيادة المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي، القوات المتمركزة على طول الحدود مع سوريا ولبنان للاطلاع على التدريبات وإجراء تقييمات للأوضاع الميدانية.
وأشار ميلو إلى العملية الأخيرة في بلدة بيت جن جنوب سوريا، والتي أصيب خلالها ستة جنود من قوات الاحتياط، مؤكدًا أن القوات نجحت في تنفيذ المهمة واعتقال المشتبه بهم رغم تعرضهم لإطلاق نار مباشر.
وشدد على أن العمليات العسكرية تأتي ضمن سلسلة جهود واسعة لمكافحة الإرهاب في سوريا، مؤكدًا أهمية التحرك الاستباقي والدفاع المتقدم، وقال: “انتظار العدو ليبدأ الهجوم ليس خيارًا، وعلينا المبادرة لتحديد التهديدات قبل تفاقمها”.
وأكد ميلو أن الجيش الإسرائيلي ملتزم بالبقاء خط الدفاع الأول بين السكان والجهات التي يعتبرها معادية، مع الاستمرار في العمل على تحديد التهديدات والرد عليها والدفاع عن الحدود بكل الوسائل المتاحة.
ويشكل ريف القنيطرة الجنوبي والشمالي أحد أبرز مناطق التوتر على الحدود الإسرائيلية-السورية، حيث تتكرر عمليات التوغل الإسرائيلية ضمن ما تصفه تل أبيب بـ”منطقة الأمن” للحد من نشاط التنظيمات المسلحة والمسلحين في جنوب سوريا.
رئيس الوزراء العراقي يبحث مع مبعوث ترامب دعم المسار الدبلوماسي لحل خلافات المنطقة
بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأحد، مع مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك، سبل دعم المسار الدبلوماسي لحل الخلافات في المنطقة وتعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء أن اللقاء تناول دور العراق في دعم استقرار سوريا وأمنها وازدهارها الاقتصادي، بما يعزز في الوقت نفسه استقرار وازدهار العراق، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول منع أي تصعيد إضافي في المنطقة.
وأشار باراك إلى أهمية الدور البنّاء الذي يمكن للعراق أن يلعبه لتحقيق هذه الأهداف المشتركة.