تخطّى الإجرام الإسرائيلي الممعن على اللبنانيين حدود البيوت والمباني والمناطق. فمع انتشار النازحين الهاربين من العدوان إلى كل المناطق اللبنانية التي نشأت فيها مراكز إيواء متعددّة، بات الأمن الصحي اللبناني بكامله معرّضاً لخطر انتشار الأوبئة والفيروسات، التي قد تكون بدورها مهدّدة للحياة.

تعالت التحذيرات الدولية والأممية من مخاطر تكدّس النازحين في مراكز الإيواء بطريقة عشوائية، خاصة وأن الكثير منها غير مجّهز لوجستياً لاستقبال هذا الكمّ الهائل من النازحين دفعة واحدة.

فمليون و200 نازح لجأ إلى حيث توفّر له مكان تحت أي "سقف" لحماية نفسه وعائلته من الصواريخ والقذائق الإسرائيلية.

خطر إنتشار الأوبئة والأمراض الإنتقالية بين النازحين أمر جدّي وخطير، على الرغم من أنه لم يحصل بعد على مدى واسع، بحسب ما قال أخصائي الأمراض المعدية، البروفسور والنائب عبدالرحمن البزري لـ"لبنان 24".

البزري لفت إلى أن حالات من الإسهال والإلتهابات الجلدية والطفيلية سجّلت، إلا أن الواقع لا يزال مقبولاً وهناك جهود لمنع تحوّل الإصابات لوباء، خاصة وأن أعداداً كبيرة من اللبنانيين تعيش في ظروف إستئثنائية وغير طبيعية، وبالتالي يجب حمايتها ومراقبة ظهور أية عوارض عليها والتدخل السريع لمنع انتشارها.

وفي هذا الإطار، حذّر من ان الإكتظاظ هو من أهم العوامل المؤدية لانتشار الأوبئة فضلاً عن غياب المكان الملائم للسكن والنوم، وقلة توفر المياه لأهداف النظافة الشخصية، وعدم القدرة على تأمين الصرف الصحي في مراكز الإيواء، كما أن ظروف الرقابة الصحية عادة ما تكون ضعيفة في مثل هكذا حالات من النزوح الجماعي الهائل.

الأطفال والمسنّون هم من الأكثر عرضة للإصابة، بحسب ما قال البزري لـ"لبنان 24" لافتاً إلى أن الخطر يطال أيضاً الحوامل ومن هم مصابون بأمراض مزمنة وأمراض نقص المناعة، وهؤلاء معرضون لأشنع النتائج في حال التقاطهم أي عدوى.

وعن  مدى خطورة الوضع خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، رأى البزري أنه فضلاً عن الإسهال والأمراض الجلدية، من السهل جداً في هذه الأوقات التقاط البكتيريا الرئوية والتنفسية، ومتخوفاً من أننا قد نشهد انتشاراً لفيروس كورونا، الإنفلونزا، الفيروس التنفسي الخليوي والرشح والإلتهابات الأخرى.

وفي ظل غياب الوعي والإمكانيات لحماية الأفراد من الإصابة، أكّد البزري أن فصل الشتاء قد يكون قاسياً على المواطنين الذين يسكنون في أماكن مزدحمة وبظروف غير مناسبة.
وقال: "لا أعتقد أننا أمام جائحة مقبلة، لأن هذا التعبير العلمي يتعلق بانتشار مرض جديد في أكثر من بلد وقارة، إلا أننا أمام خطر ظهور وباء وانتشاره أي Outbreak خصوصاً في صفوف النازحين واحتمال انتقال الأوبئة منهم إلى كل من يتعامل معهم بشكل يوميّ ودائم".

وعن الحلول في ظل الإزدحام الحاصل، أكد البزري أنه يجب تشديد الرقابة والترصد، والإصرار على تأمين عناصر الناظافة والمياه الصالحة ومواد التنظيف والصرف الصحي الجيد للمراكز، فضلاً عن ضرورة التثقيف الصحي بين العائلات، والتبليغ عن الحالات والتدخل المبكر لمعالجتها أو عزلها، فضلاص عن ضرورة تأمين لقاحات معينة للأطفال والمسنين.

وختم البزري بالقول إن "في هذه اللحظة لا نواجه أي وباء، إلا أن الخطر موجود بالفعل وهو من الممكن أن يطال أي دولة في العالم تواجه ظرفاً مماثلاً"، مشدداً على ضرورة تدارك الوضع بشكل مبكر وتأمين كل عناصر السلامة الصحية.

وضع متهالك بالفعل يعشيه المجتمع اللبناني الواقف على "سوس ونقطة"، بكل ما للكلمة من معنى، قبيل الإنفجار الكبير. فهل سنتمكن من إبعاد شبح انتشار الأوبئة في وقت تعمل فيه المستشفيات بالحد الأدنى؟
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

يستهدف 500 ألف أسرة.. بن بريك يوجه ببدء تنفيذ المسح الميداني لمشروع الحوالات النقدية

وجه رئيس مجلس الوزراء سالم صالح بن بريك، الخميس، الوزارات والجهات الحكومية بالبدء في تنفيذ المسح الميداني لمشروع الحوالات النقدية غير المشروطة، وفق التصميم المحسن للبرنامج الذي تنفذه منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" بتمويل من البنك الدولي.

 

جاء ذلك خلال اجتماع لقيادة وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل، والتخطيط والتعاون الدولي، برئاسة رئيس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن، بالإضافة لقيادتي الصندوق الاجتماعي للتنمية، وصندوق الرعاية الاجتماعية.

 

وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن اللقاء نافش الترتيبات الجارية لإطلاق برنامج "مساندة" للدعم الاجتماعي، والذي يهدف إلى تقديم تحويلات نقدية غير مشروطة للفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً في جميع أنحاء اليمن، وفق المعايير الجديدة.

 

وأشارت إلى أن اللقاء بحث المقترحات الكفيلة بتسريع تنفيذ المشروع الذي يستهدف 500 ألف أسرة يمنية، وآليات التنسيق القائمة مع اليونيسيف، بما في ذلك مراعاة المتغيرات جراء موجات النزوح بسبب حرب مليشيات الحوثي، ومراعاة نوعية ومناطق الاستهداف ضمن البرنامج الجديد.

 

وأكد رئيس الوزراء على إبلاغ منظمة اليونيسيف بجاهزية الحكومة لبدء مشروع المسح، مشدداً على ضرورة مراعاة توزيع المساعدات الأممية والدولية وفق الاحتياجات والتوزيع السكاني والتغيرات التي حدثت جراء موجات النزوح من مناطق سيطرة جماعة الحوثي.

 


مقالات مشابهة

  • حضرموت على أبواب أزمة كهرباء خانقة وسط عجز تمويلي وارتفاع درجات الحرارة
  • قصف واسع لأماكن النزوح في قطاع غزة على وقع مجاعة طاحنة
  • سقوط شهداء وجرحى.. قصف إسرائيلي يستهدف خيام النازحين في خان يونس
  • أزمة مياه خانقة تضرب حجة ومبادرات انقاذية تعجز عن تغطية الاحتياجات
  • برلماني يشيد بخطوات الحكومة لضمان الأمن الدوائي: الاستقرار الصحي أولوية
  • تحذير أمني.. هاكرز يستغلون لعبة ماينكرافت لنشر فيروسات تجسس
  • العبدلي: أزمةُ النزاع على رئاسة مجلس الدولة كانت السبب الرئيس في نهايته
  • يستهدف 500 ألف أسرة.. بن بريك يوجه ببدء تنفيذ المسح الميداني لمشروع الحوالات النقدية
  • الدفاع المدني: العدو الصهيوني يركّز قصفه على تجمعات النازحين بغزة
  • نحو 100,000 إسرائيلي يُجبرون على النزوح من تل أبيب وضواحيها في ظل موجات الصواريخ الإيرانية