جمعة: هناك شرط واحد ليسمى الصحابي بهذا الأسم
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهروية السابق، أن رسول الله ﷺ كان جميل الصورة حسن الهيئة، ولرؤية هذا الجمال النبوي أثر كبير في ارتقاء الناس في الدنيا والآخرة، فبرؤيته يرقي العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله.
وتابع جمعة أنه من هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقاء رسول الله ﷺ واجتماعه بجسده الشريف، وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابي.
وأضاف جمعة أنه قد ارتفع الصحابة منزلة على رؤوس العالمين بسبب اجتماعهم به ﷺ ورؤيتهم له ﷺ والنظر إليه، وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على المسلم الصادق إذ يقول ﷺ: «من رآني في المنام فقد رآني» [رواه البخاري ومسلم].
وقد تعجب أصحابه من جماله ومدحوا ذلك الجمال فيه ﷺ فقد قال حسان بن ثابت: وأجمل منك لم تر قط عيني ... وأكمل منك لم تلد النساء، خلقت مبرءا من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء
فكان هذا الجمال المغطى بالجلال، والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سببا في دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى بمجرد مواجهته الشريفة ﷺ.
وكان أصحابه يعظمونه ويهابونه ويقومون لهذا الجمال والجلال تأدبًا منهم، وعجز عن ترك القيام رغم أن النبي ﷺ نهاهم عن ذلك القيام [رواه أبو داود في سننه] لشدة جماله وبهائه ﷺ فقال حسان: قيامي للحبيب علي فرض ... وترك الفرض ما هو مستقيم، عجبت لمن له عقل وفهم ... ويرى ذاك الجمال ولا يقوم
ورؤية رسول الله ﷺ تحتاج إلى تصوره وتخيله، وهذا لا يكون إلا إذا علمت أوصافه وشمائله، ولم يصف رسول الله ﷺ كثيرون لما كان يعلوه ﷺ من الجلال فكانوا لا يستطيعون النظر إلى وجه الكريم، فقد وصفته أم معبد، وهند بن أبي هالة، وعلي بن أبي طالب رضى الله عنهم، فأما حديث أم مبعد فتقول:
« رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (مشرق الوجه) لم تبعه نحلة (نحول الجسم) ولم تزر به صعلة (والصعلة صغر الرأس، وخفة البدن ونحوله)، وسيم قسيم (حسن وضئ) في عينيه دعج (شدة السواد)، وفي أشفاره وطف (طويل شعر الأجفان)، وفي صوته صهل (بحة وحسن)، وفي عنقه سطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثافة الشعر)، أزج أقرن (حاجباه طويلان ورقيقان ومتصلان)، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلو المنطق، فصل لا نزر ولا هذر (كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربعة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه عين من قصر (ربعة ليس بالطويل البائن، ولا القصير)، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود (عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وكلامه خال من الخرافة)».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصحابي النبي رسول الله جمعة رسول الله ﷺ
إقرأ أيضاً:
فاطمة الزهراء عليها السلام.. سيدة النور وأقرب الناس إلى رسول الله ﷺ
تُعدّ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من أعظم نساء البشرية مكانةً وقدراً، فقد كانت أقرب الناس شبهاً برسول الله ﷺ خَلقاً وخُلُقاً، وورثت عنه النور والطهارة والهيبة والمحبة.
شبهها برسول الله ﷺ
اتفق الصحابة على أنّ فاطمة عليها السلام كانت أشبه الناس بسيدنا محمد ﷺ في حديثه ومشيته وحركاته وسكناته. حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان النبي ﷺ وفاطمة إذا استدبراني لم أعرف أيّهما النبي من شدّة الشبه بينهما».
مكانتها عند رسول الله ﷺ
كان النبي ﷺ إذا رأى فاطمة مُقبلةً يقوم لها، ويقبّل وجنتيها، ويبسط لها عباءته، ويجلسها في مكانه، ويقول لها:«مرحباً بأمّ أبيها».كما قال فيها ﷺ: «فاطمة بضعةٌ مني»، وهو دليل على عمق مكانتها في قلبه الشريف.
ملامحها وصفاتها
وُصفت السيدة الزهراء بأنها بيضاء اللون مشربة بحُمرة، طويلة القامة، ويميل جسمها للنحافة من شدة العبادة.وحملت شبهاً من أمها السيدة خديجة عليها السلام، وكذلك من جدتها السيدة آمنة بنت وهب عليها السلام.
علاقتها بأمهات المؤمنين
كانت أمهات المؤمنين إذا أردن شيئاً من رسول الله ﷺ لجأن إلى فاطمة عليها السلام لقربها منه، وثقتهن بمحبته لها.
ميلادها وبشارات النبي ﷺ
عند ولادتها، قال النبي ﷺ للسيدة خديجة: «يا خديجة، إنها النسمة الميمونة الطاهرة، ومنها يكون نسلي»، فكانت بحقّ أمّ النور الممتد في الأمة.
زواجها وحياتها المباركة
تزوجت السيدة فاطمة الزهراء من الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وعاشت حياةً مباركة ملؤها العبادة والزهد والصبر.
وفاتها ولقاؤها بالنبي ﷺ
انتقلت السيدة فاطمة عليها السلام إلى الرفيق الأعلى وهي في التاسعة والعشرين من عمرها، وكانت أول من لحق برسول الله ﷺ من أهل بيته بعد وفاته بستة أشهر.
أبناؤها وذريتها الطيبة
هي أمّ الأولياء والصالحين العارفين:
الإمام الحسن
الإمام الحسين
المُحسَّن
السيدة زينب
السيدة أم كلثوم
عليهم السلام أجمعين.
وهم الامتداد المبارك لبيت النبوة.
وتبقى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام نموذجاً خالداً للطهارة والعبادة، وقدوة لكل مسلم ومسلمة في الأخلاق والصبر والمحبة.