تُعد زراعة الزيتون من الأنشطة الزراعية الحيوية في مصر، حيث تُسهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، و في السنوات الأخيرة، شهدت هذه الزراعة اهتمامًا متزايدًا من الحكومة والمزارعين، نظراً لقيمتها الاقتصادية والاجتماعية.

 المحاصيل الواعدة

تنتشر زراعة الزيتون في العديد من المناطق المصرية، وخاصة في سيناء والوجه البحري، حيث تقدر المساحة المزروعة بحوالي 40 ألف فدان، وتُعتبر مصر واحدة من أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم العربي، مما يفتح آفاقًا واسعة للتصدير وزيادة العائدات.

القيمة الغذائية

يُعتبر زيت الزيتون أحد الزيوت الصحية الأكثر استخدامًا، حيث يحتوي على دهون غير مشبعة، ومضادات أكسدة، ومواد غذائية مفيدة، ويُشجع تزايد الوعي الصحي على استهلاك زيت الزيتون، مما يعزز الطلب المحلي والدولي عليه.

التصدير وزيادة الإيرادات

تُسهم صادرات زيت الزيتون في رفع الإيرادات الوطنية، حيث تُصدر مصر كميات كبيرة إلى دول مختلفة، مما يُساعد في تعزيز الميزان التجاري، و تشير الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة في صادرات زيت الزيتون المصري، وهو ما يعكس الطلب المتزايد على المنتج.

الزراعة: رئيس شئون المديريات يتابع كارت الفلاح وضبط منظومة الأسمدة

خلق فرص العمل

تُعتبر زراعة الزيتون مصدرًا لفرص العمل في المناطق الريفية، مما يُسهم في تحسين مستويات المعيشة، وتحتاج زراعة الزيتون إلى يد عاملة كبيرة، من الزراعة إلى الحصاد، مما يساعد في تقليل معدلات البطالة وتعزيز التنمية الاجتماعية.

دعم الحكومة والمبادرات

تُعزز الحكومة المصرية من زراعة الزيتون عبر برامج دعم مختلفة، مثل مشروع الـ100 مليون شجرة، الذي يهدف إلى زيادة الإنتاجية وتحسين نوعية الزيتون، وهذه المبادرات تساعد في تقديم الدعم الفني والمالي للمزارعين، مما يُسهم في تحقيق استدامة القطاع.

التكامل مع السياحة

تُعد زراعة الزيتون أيضًا عنصرًا رئيسيًا في تطوير السياحة الزراعية. يمكن للزوار الاستمتاع بتجارب فريدة تشمل حصاد الزيتون وزيارة مصانع الزيت، مما يُضيف بُعدًا جديدًا للتجربة السياحية ويعزز من الإيرادات.

زراعة الزيتون

قال الدكتور سعد موسى، المشرف على قطاع العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، إن هناك أراضٍ واسعة في مصر، خاصة في سيناء، تصلح لزراعة الزيتون، مشيرا إلى أهمية التعاون مع الاتحاد العام لمنتجي الحاصلات البستانية لتنفيذ حملات توعية حول الفوائد الصحية لزيت الزيتون، داعيًا إلى دعم هذه المبادرات من جميع الوزارات المعنية.

"الزراعة" تواصل إطلاق منافذها المتنقلة بالمحافظات وطرح منتجاتها للمواطنين بأسعار مخفضة

وأكد موسى أن مشروع الـ100 مليون شجرة، الذي يأتي ضمن المبادرة الرئاسية، سيسهم في تعزيز زراعة الزيتون، مما يستدعي تنظيم دورات تدريبية وحملات إرشادية توعوية.

كما تم الإعلان اليوم عن تدشين أول مجلس نوعي للزيتون، الذي يهدف إلى تحسين جودة وكفاءة الزيتون المصري للتصدير والاستهلاك المحلي. سيركز المجلس على تقديم الدعم لصغار ومتوسطي مزارعي ومصدري الزيتون، وتعزيز التعاون مع جميع الجهات المعنية بالقطاع.

وسيتولى المجلس تقديم الدعم الفني والإداري والتسويقي لصغار ومتوسطي المزارعين من خلال إنشاء أو إعادة تأهيل الجمعيات المحلية والأهلية والتعاونية في مناطق زراعة الزيتون، كما سيعمل على تنظيم العلاقات بين هؤلاء المزارعين وكبار المنتجين والمصدرين والتجار المحليين، بهدف تعزيز التكامل والتعاون لزيادة الإنتاج وتحقيق مزيد من التصدير.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: زراعة الزيتون الانشطة الزراعية الاقتصاد الوطني المحاصيل الواعدة الزيتون القيمة الغذائية زراعة الزیتون زیت الزیتون

إقرأ أيضاً:

بين الغبار والحصار.. مرضى القرنية بغزة يبحثون عن نور يعيد أبصارهم

لم تكن الفلسطينية خولة الطلاع، تتخيّل أن السنوات الطويلة التي قضتها في متابعة علاج القرنية المخروطية ستتوقف فجأة أمام جدار حرب الإبادة  الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.

وكانت الطلاع (41 عاما) تقترب من موعد عملية زراعة القرنية الثانية التي انتظرتها بشغف، قبل أن يتحوّل كل شيء إلى رماد بعد تدمير الجيش الإسرائيلي للمستشفيات ومنع دخول المستلزمات الطبية.

وخلال عامين من حرب الإبادة، تكبدت المنظومة الصحية في غزة خسائر واسعة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المستمر، ما أدى لخروج 34 مستشفى و80 مركزا صحيا عن الخدمة، إضافة لتدمير 132 مركبة إسعاف، وفق بيانات مكتب الإعلام الحكومي بالقطاع.

وأنهى اتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الإبادة الإسرائيلية التي استمرت عامين في غزة وخلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة كلفتها بنحو 70 مليار دولار.

ومنذ بدء ذلك الاتفاق، تخرقه إسرائيل بوتيرة يومية عبر عمليات القصف ونسف المنازل وإغلاق المعابر، والتضييق على المساعدات الإنسانية والطبية الداخلة إلى القطاع كما ونوعا، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

معاناة يومية

خولة التي تشعر بالمعاناة كلما هبّت رياح تحمل غبارا أو أتربة وتحاول أن تغمض عينيها للتخفيف من الألم، قالت للأناضول: لا أرى بشكل جيد، وكل شيء صعب، الشمس والغبار والنار تؤثر على عينيّ. حتى القصف للمنازل المجاورة تسبب لي بحدوث تشويش في الرؤية.

وعانت خولة من القرنية المخروطية منذ عام 2008، وخضعت آنذاك لأول عملية زراعة قرنية ساعدتها على استعادة جزء من بصرها.

ومع ذلك، ظلّت مضطرة للالتزام بإرشادات صارمة: تجنّب الغبار، وعدم التعرّض للشمس، والامتناع عن حمل الأوزان الثقيلة. وعلى الرغم من الصعوبات، كانت تواصل علاجها وفحوصها الدورية، إلى أن اندلعت الحرب في غزة.

إعلان

وبصوت متعب يخفي خوفا عميقا من فقدان بصرها نهائيا، أضافت خولة: العلاج لم يعد متوفرا، وأسعاره ارتفعت، والفحوصات الشهرية ليست موجودة.

وتطالب بتوفير العلاج لمرضى القرنية المخروطية أو السماح لهم بالسفر إلى الخارج لزراعة القرنية.

بنية منهارة

في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، حيث كان من المفترض أن تُتابع خولة علاجها، يقف الطبيب علي حجازي، اختصاصي طب وجراحة العيون، أمام واقع يصفه بـالمنهار تماما.

وشرح حجازي لمراسل الأناضول أن مرض القرنية المخروطية يبدأ تدريجيا، ويمكن تداركه مبكرا عبر الفحوصات اللازمة ونظارات طبية، لكن إذا تطور في ظل غياب تشخيص مبكر، يصل المريض لمرحلة يصبح فيها إجراء زراعة قرنية أمرا لا جدال فيه.

وقبل حرب الإبادة الإسرائيلية المدمرة، كانت وزارة الصحة تُشرف على برنامج ناجح لزراعة القرنيات في قطاع غزة، وأُجريت مئات العمليات من خلاله، إلا أن هذه المنظومة توقفت بالكامل بعد تدمير إسرائيل للمستشفيات في غزة، بحسب الطبيب.

وأضاف حجازي: كان لدينا أجهزة حديثة لفحص سماكة القرنية.. كلها دُمّرت. اليوم؛ لا تشخيص، ولا علاج، ولا عمليات والقطرات الأساسية غير متوفرة، ولا الحلقات، ولا حتى النظارات المناسبة.

وأشار إلى أن الجزء الأخطر في الأزمة هو أن المرضى الذين يحتاجون للخروج للعلاج لم يتمكنوا من مغادرة القطاع بسبب إغلاق المعابر، ما أدى إلى تفاقم الحالات التي كانت قابلة للعلاج سابقا.

علاج نادر

من جانبه، قال محمد ريان، مسؤول قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى، إن الوضع ازداد تعقيدا مع موجات النزوح الكبيرة التي جلبت معها آلاف المرضى، بينهم مرضى القرنية المخروطية الذين فقدوا إمكانية الوصول للعلاج.

وأوضح ريان أن غزة كان فيها أطباء وأجهزة لفحص المرض وعمليات زراعة قرنية لكن الحرب دمرت كل شيء.

وأضاف لمراسل الأناضول أن جراحة القرنية الآن غير موجودة، كما التشخيص، بينما العلاج نادر.

وتابع: كل يوم نستقبل حالات فقدت الأمل لأنها لا تستطيع تلقي العلاج داخل او خارج غزة.

وأشار إلى أن غياب التشخيص المبكر، ونقص الأدوية، وتوقف برنامج زراعة القرنية، وافتقاد أجهزة القياس والتشخيص، كلها عوامل جعلت المرضى مثل خولة في مواجهة خطر فقدان البصر.

مقالات مشابهة

  • جمعية تجار لبنان الشمالي تبحث مع تيار المستقبل خطة لتحريك العجلة الاقتصادية
  • بالفيديو: وزيرا استثمار الأردن وإندونيسيا يناقشان فرص ومشاريع مستقبلية
  • وزير الزراعة يتابع مع مدير برنامج الأغذية العالمي بمصر مشروعات التعاون المشترك
  • وزير الزراعة يلتقي مدير برنامج الأغذية العالمي بمصر لمتابعة مشروعات التعاون المشترك
  • بلدية بلعما تطلق حملة لزراعة 10 آلاف شجرة لتعزيز الغطاء النباتي وتحسين البيئة
  • بين الغبار والحصار.. مرضى القرنية بغزة يبحثون عن نور يعيد أبصارهم
  • بالصور.. متطوعون يشاركون في زراعة الأشجار بكورنيش الدمام
  • 451 الف زائر وحجم مبيعات تجاوز 5 ملايين دينار لمهرجان الزيتون الوطني الخامس والعشرون
  • زراعة الشيوخ: القفزة التاريخية للصادرات تعزز الاقتصاد وتفتح أسواقا جديدة
  • إطلاق أول مشروع في متنزه شمال الرياض جيوبارك لزراعة 400 ألف شتلة