قال تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال إن أوكرانيا تعاني أزمة في التجنيد العسكري ونقصا في الجنود في ظل استمرار حربها مع روسيا، وهو ما دفعها لتوسيع نطاق عمليات التجنيد وخفض سن الخدمة العسكرية، وهناك قلق من تصاعد التوترات الاجتماعية نتيجة لذلك.

وبينما كان الجيش يحاول سابقا تجنب التجنيد بالأماكن العامة والمشهورة لتجنب التوترات المجتمعية أو التسبب في مشاكل تنعكس سلبا على الحكومة، أصبح الآن يستهدف المدن الكبيرة والأماكن الراقية، ومن بينها متجر نبيذ في كييف وشارع مطاعم عصرية في أوديسا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سيناريو "سرقة الانتخابات" يطفو مجددا بأميركاlist 2 of 2ما الذي يخفيه مكتب التحقيقات حول تدخل إيران في انتخابات الرئاسة الأميركية؟end of list

وحتى مع محاولة الرئيس فولوديمير زيلينسكي تحصيل المساعدات الغربية، فإن أكبر مشكلة تواجه الجيش محليا هي نقص الجنود، وفق التقرير.

وبرأي كاتبتي التقرير -مراسلة الصحيفة المتخصصة في تغطية شؤون الحرب الروسية الأوكرانية إيزابيل كولز والمراسلة المستقلة جين ليتفينينكو- يعود نقص المجندين إلى أن أغلب من أرادوا الانضمام للجيش قد فعلوا ذلك بالفعل، أما البقية فإما هربوا خارج البلاد أو يختبؤون فيها.

نقص مستمر

وتكافح أوكرانيا لتجديد صفوفها منذ الهجوم الذي شنته صيف العام الماضي، والذي ضحت فيه بآلاف الجنود مقابل مكاسب ضئيلة، وترددت كييف حتى ربيع هذا العام -بالرغم من النقص المتزايد في قوات المشاة- قبل أن تخفض سن الخدمة العسكرية الإلزامية إلى 25 عاما وتفرض عقوبات إضافية على المتخلفين عن التجنيد.

وقد تضاعفت أعداد المجندين في البداية 3 أضعاف، وفقا لمحللين عسكريين، ولكنها تراجعت منذ ذلك الحين، وقال المسؤول العسكري فاسيل روماك إن عدد الجنود تحت التدريب انخفض إلى 20 ألف جندي شهريا مقارنة بـ35 ألفا بعد إقرار قانون التعبئة في الربيع.

وتواجه كييف ضغوطا من حلفائها الغربيين لخفض سن التجنيد مجددا، إلا أن الحكومة رافضة بحجة أن ذلك سيفاقم الأزمة الديمغرافية التي تهدد مستقبل البلاد، فقد خسرت أوكرانيا أكثر من ربع سكانها البالغ عددهم 40 مليون بعد الحرب وفرار الملايين إلى الخارج، وهناك نقص في الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما بسبب انخفاض عدد المواليد بعد استقلال أوكرانيا عام 1991.

مشكلة سياسية ومجتمعية

كذلك أكد التقرير أن مشكلة التعبئة لها عواقب مجتمعية واضحة، فقد تصاعد الاستياء والغضب بين الجنود على الجبهات الأمامية تجاه المتكاسلين عن الخدمة العسكرية، ومن ثم قرر عديد منهم الفرار من الجيش، خصوصا أن النقص المذكور في المجندين الجدد لم يسمح للمقاتلين بالاستراحة أو العلاج، فإما الإصابة وإما الموت.

ويتعرّض زيلينسكي لضغوط هائلة لإثبات أن المجتمع يتقاسم أعباء الحرب بالتساوي، وفي إحدى الحالات صُور جندي خارج حفلة موسيقية وهو يسحب شابا يصرخ "لماذا تمسكني؟ دعني وشأني!"، وسط هتافات الجمهور بأن ما يحصل "عار" على الجيش، وكان تعليق مكسيم زورين نائب قائد اللواء الثالث الهجومي هو: "هذه هي التعبئة العادلة، يجب ألا يؤخذ الناس من القرى والبلدات الصغيرة فقط، بل من المدن الكبيرة كذلك، حيث يرتادون الحفلات الموسيقية والمطاعم".

وقد اعتقل الشهر الماضي الجندي سيرهي هنيزديلوف بتهمة الهروب من الخدمة، ولكنه وضّح أن ما فعله كان احتجاجا على المشكلة، وقال في مقابلة مع قناة أوكرانية قبل اعتقاله: "لن تتغير الحال إلا عندما يشعر جميع المواطنين بأن المسؤولية نفسها تقع على عاتقهم بالتساوي".

وقال التقرير إن روسيا تعاني من خسارات في الجنود كذلك إلا أن تعدادها السكاني يفوق تعداد أوكرانيا بـ4 أضعاف، كما أن نظام الحكم فيها يتيح لها إجبار سكانها على الخدمة العسكرية، مما يعينها على الحرب الطويلة التي دامت لـ3 سنوات حتى الآن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الخدمة العسکریة

إقرأ أيضاً:

الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية

الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية..
..
اربع نقاط جوهرية لابد من استصحابها فى مقاربات المواجهات بين إيران واسرائيل ، دون الاستغراق فى تفاصيل الجانب العسكري والاسلحة المستخدمة ، والتكتيكات وفق مقتضيات المعركة ، ومما ينبغي الوقوف عنده فى خضم كل ذلك زوايا ذات جوانب مهمة في المعركة..
واولها: ايران دولة ذات تاريخ طويل ، يعود إلى الامبراطورية الفارسية وشعب متمرس على تداعيات الحروب وآخرها الحرب مع العراق ، ولديه ارتباط وجودي مع ارضه وبلاده ، وبالتالي قدرتهم على حرب طويلة المدى أكبر من الكيان الاسرائيلي ، والذى اعتمد فيما يبدو على فرضية (انهيار المنظومة السياسية الايرانية) تحت وطأة ضربة خاطفة وتأثير الصدمة وفخ الفضاء الاعلامي والسيطرة على المناورة الجوية..

وهو ما ثبت عدم دقته ، حيث امتصت ايران الصدمات الأولى رغم فداحة خسائرها وبدأت فى التعامل مع معطيات الحرب ، مع أن الضربات الاسرائيلية الأولى كشف عن ثغرات وهشاشة فى المؤسسة العسكرية والأمنية الايرانية لدرجة استهداف أو تصفية رئيس الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان العسكرية..
والنقطة الثانية فى المقاربات تتعلق بالمكونات الداخلية ، فإيران مساحتها أكثر من مليون و600 ألف كيلو متر مربع ، وقياساً مع الكيان الاسرائيلي وهو يستوطن فى ما لا يتجاوز 22 ألف كيلو متر مربع ، هذا الفارق فى المساحة يعطي للإسرائيليين خيارات متعددة للإستهداف وتوجيه الضربات ، كما أنه يعطي الايرانيين حصر ضرباتهم فى مساحات أقل وتأثير أكثر وقعاً ، وقس على ذلك مقارنة الخسائر فى البنية التحتية أو المطارات أو نسبة الخسارة قياساً على عدد السكان (85 مليون نسمة في ايران) و (9.8 مليون اسرائيلي).. وتفاعلات كل طرف مع نتائج الحرب واستنزافها ، ولهذا يمكن القول أن تطاول الحرب ستكون مؤثرة على الكيان الاسرائيلي..
وثالثاً: تمتلك اسرائيل امتياز اسناد دول كبرى ، وقدرة على التمتع بتقنيات الرصد والتتبع ، والحماية (القبة) ، وجمع المعلومات وسرعة تحليلها ، وهذه نقاط ضعف إيران التى تعاملت مع الحرب ببطء اعطى صورة المهزوم..

وبإمكان إيران كسر العظم إذا استخدمت موقعها الجيوسياسي ، وهذا خيار بتداعيات صعبة ، فهو يعنى الدخول فى مواجهة عالمية ، ولذلك استبعد دخول إيران فى هذه المغامرة..
والنقطة الرابعة هى طبيعة النظام السياسي فى كل دولة ، فبينما يعتبر المرشد العام هو المرجعية السياسية والعسكرية فى اوقات الحرب (القائد الأعلى للجيش) ، وبيده كل القرارات الحاسمة دون الكثير من النقاشات والضغوط ، فإن الحكومة الاسرائيلية ذات حمولة سياسية ضاغطة وكنيست وفرقاء من الأحزاب المختلفة وضغوط داخلية..

ستكشف مجريات الحرب خلال الأيام القادمة عن نتائج ذات قيمة عالية وتأثيرات على المدى الطويل فى المنطقة ، خاصة إذا:

– رفضت إيران الدخول في مفاوضات حول سلاحها النووي مع استمرار الهجمات العسكرية عليها ، فإن أى مفاوضات قادمة ستسقط اسطورة (ضربة قاضية) وستفرض خيارات جديدة.. فالنقطة المحورية فى هذه الحرب (الضغط العسكري للإبتزاز السياسي وتقديم تنازلات فى صفقة النووي..

– حدثت خسائر بشرية كبيرة ، ووفق العقيدة الدينية ووفق تجارب الشعوب ، فإن الجانب الاسرائيلي سيتأثر بصورة أكبر دون شك..
ابراهيم الصديق علي
16 يونيو 2025م..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية
  • تفاقم أزمة الكهرباء في ساحل حضرموت يوسع الاحتجاجات الشعبية
  • وضع الإجراءات الخاصة لاستقبال طلبات الراغبات في الالتحاق بشرف الخدمة العسكرية
  • مؤشر الخوف في وول ستريت يتراجع بأكثر من 5%
  • الدبلوماسية العمانية.. خيار المجتمع الدولي لإحلال السلام
  • روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
  • وول ستريت جورنال: الغارة الإسرائيلية على صنعاء استهدفت القيادي محمد علي الحوثي
  • الأسواق العربية تتراجع بحدة بفعل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران
  • الرئيس الأوكراني يدعو ترامب لتشديد العقوبات على روسيا
  • زيلينسكي: أوكرانيا أوقفت تقدم القوات الروسية في منطقة سومي