استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، اليوم (الإثنين) معالي فام مينه تشينه رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى الدولة.
ورحّب سموّه بمعالي رئيس الوزراء الفيتنامي والوفد المرافق في مستهل اللقاء الذي جرى في قصر زعبيل في دبي، حيث أعرب سموّه عن تقديره للتطور الإيجابي المستمر للعلاقات الثنائية في إطار الحرص المشترك على بناء المزيد من مسارات التعاون البنّاء الذي يخدم مصالح الدولتين ويواكب تطلعات الشعبين الصديقين.


وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: “علاقاتنا اليوم مع فيتنام مميزة… ونحن الشريك التجاري الأكبر لهم في الشرق الأوسط.. وتجارتنا غير النفطية بلغت أكثر من 12 مليار دولار العام الماضي… نوقع اتفاقية شراكة جديدة لأننا نؤمن بمستقبل هذه العلاقات… لقد ارتفع التبادل التجاري بنسبة 38% بين 2022 و2023… ومع توقيع هذه الاتفاقية سيزيد بشكل أكبر إن شاء الله في السنوات القادمة”.
وأضاف سموّه: “شركاتنا الوطنية مثل موانئ دبي ومبادلة وبروج تدير استثمارات ضخمة في فيتنام… ونريد شركات إماراتية أكثر أن تدخل السوق الفيتنامي”.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أهمية هذه الزيارة وأثرها في إعطاء دفعة جديدة للعلاقات المزدهرة بين الجانبين والتي واصلت نموها على مدار العقود الثلاثة الماضية ومنذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1993 ضمن مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية، حيث تعد فيتنام أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات بين دول رابطة دول جنوب شرق آسيا المعروفة اختصاراً باسم “آسيان”.
وتم خلال اللقاء بحث آفاق تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين وصولاً إلى ترسيخ أسس الشراكة الإستراتيجية عبر اكتشاف المزيد من فرص التعاون الثنائي لاسيما على صعيد التبادل السياحي والاستثمار والصناعة والتكنولوجيا، في ضوء اهتمام الجانبين بتنمية تلك القطاعات الحيوية التي تمثل أعمدة رئيسية للتنمية الاقتصادية في البلدين، حيث تم بحث متطلبات زيادة حجم التبادل التجاري والسياحي بين البلدين، كذلك فرص التعاون في تطوير القدرات اللوجستية واستحداث مجالات مبتكرة للاستثمار وتشجيع مؤسسات القطاع الخاص في البلدين على زيادة مساحة التعاون.
واستعرض الجانبان فرص الارتقاء بوتيرة التعاون الاقتصادي لاسيما على صعيد تحفيز الاستثمارات المتبادلة وزيادة الفرص المطروحة أمام المجتمع الاستثماري في البلدين، وما يتطلبه ذلك من بناء شراكات جديدة بين مجتمعي الأعمال في الجانبين، وتأكيد المقومات الداعمة للمستثمرين ورواد الأعمال من تشريعات مرنة وبنية تحتية عالية الاعتمادية وغيرها من العناصر اللازمة لتأكيد فرص نمو الاستثمار.
من جانبه، أعرب معالي رئيس الوزراء الفيتنامي عن اعتزاز بلاده بروابط الصداقة والتعاون التي تجمع الجانبين، منوهاً بتطورها المستمر، وما ينتظرها من مزيد الازدهار خلال المرحلة المقبلة، في ضوء الرؤية المشتركة لمستقبل الشراكة والحرص على إكسابها زخماً جديداً يعزز من أثرها الإيجابي على مجمل الخطط التنموية لدى الطرفين، مؤكداً حرص فيتنام على توثيق عرى تلك الروابط في إطار سعيها المستمر لتعزيز التكامل الدولي وتعميق مسارات التعاون مع الدول الصديقة ومن أهمها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتطرق اللقاء إلى بحث أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والموضوعات محل الاهتمام المشترك، والأوضاع التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مع التأكيد على ضرورة مضافرة الجهود الدولية من أجل ضمان نشر مقومات السلام في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من المناطق التي تعاني من حالات عدم الاستقرار حول العالم، ومضافرة الجهود في سبيل تعزيز بيئة السلام والتعاون بما يسمح للشعوب بالمضي قدما في مضمار التنمية.
حضر اللقاء سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، وسموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، وسموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي لأمن المنافذ والحدود، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
– شراكة اقتصادية شاملة.
وقد شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي فام مينه تشينه توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فيتنام الاشتراكية، وقام بتوقيعها من الجانب الإماراتي معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومن الجانب الفيتنامي معالي نجوين هونغ دين، وزير الصناعة والتجارة، في خطوة تستهدف إطلاق مرحلة جديدة من التعاون البنّاء والنمو الاقتصادي المشترك للبلدين الصديقين، من خلال تعزيز الوصول إلى الأسواق العالمية وتسهيل الإجراءات الجمركية وتعزيز المنافسة على أساس التجارة العادلة.
ومن المنتظر أن تسهم اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في تعزيز وصول مزودي الخدمات في دولة الإمارات إلى قطاعات واسعة من السوق الفيتنامي، بما في ذلك قطاع الأعمال التجارية والاتصالات والمقاولات الهندسية، والخدمات المالية، والرعاية الصحية والاجتماعية، والسياحة والسفر، والنقل.
وتستهدف الاتفاقية تعزيز زخم التجارة الثنائية بين الدولتين، حيث تشهد فيتنام أعلى مستويات النمو الاقتصادي في منطقة رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، بمعدل نمو سنوي يبلغ 7 بالمئة، كما تعدّ أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات في المنطقة، حيث تخطى حجم التجارة غير النفطية بين الدولتين 6.06 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2024، بزيادة قدرها 9 بالمئة عن الفترة نفسها من عام 2023.
وتعد التجارة الخارجية ركناً أساسياً لأجندة دولة الإمارات الاقتصادية. وقد وصلت التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مع العالم إلى أعلى مستوياتها عام 2023، حيث بلغت 3.5 تريليون درهم.
وتشكّل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع فيتنام إضافة مهمة إلى شبكة التجارة الخارجية لدولة الإمارات، والتي تساعد على دفع تقدّم التجارة الخارجية غير النفطية نحو هدفها البالغ 4 تريليون درهم (1.1 تريليون دولار) بحلول عام 2031.
كذلك، تم خلال اللقاء الإعلان عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية فيتنام الاشتراكية، والتي من شأنها تعزيز الشراكة بين الجانبين ورفع مستوى التنسيق والتعاون الثنائي في العديد من القطاعات الحيوية والتي تشمل: الاقتصاد والاستثمار والتجارة والتطوير الحكومي، والتعليم والبحث العلمي، والخدمات اللوجستية.
وتضمنت المذكرات الموقّعة بين الجانبين: مذكرة تفاهم حول التعاون الاستثماري في مجال الابتكار والمراكز المالية بين وزارة الاستثمار في دولة الإمارات ووزارة الاستثمار والتخطيط في فيتنام، ومذكرة تفاهم بشأن التبادل المعرفي الحكومي بين مكتب التبادل المعرفي الحكومي بوزارة شؤون مجلس الوزراء مع حكومة فيتنام.
كما شملت التفاهمات التي تم الإعلان عن توقيعها من قبل الجانبين: مذكرة تفاهم في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات ووزارة التعليم والتدريب في فيتنام، ومذكرة تفاهم بين مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي وبنك الدولة الفيتنامي، ومذكرة تفاهم تجمع بين موانئ أبوظبي والإدارة العامة للجمارك الفيتنامية، كما تم الإعلان عن توقيع اتفاق للتعاون بين غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي وغرفة تجارة وصناعة فيتنام.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: صاحب السمو الشیخ محمد بن راشد آل مکتوم اتفاقیة الشراکة الاقتصادیة الشاملة الإمارات العربیة المتحدة التجارة الخارجیة لدولة الإمارات دولة الإمارات غیر النفطیة بین البلدین

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة القاهرة يبحث تعزيز علاقات التعاون المشترك بين جامعتى القاهرة وشاندونغ الصينية.

استقبل الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، السيد ليو واي مين نائب رئيس اتحاد العلوم الاجتماعية لمقاطعة شاندونغ الصينية، والوفد رفيع المستوي المرافق له، وذلك لبحث سبل تعزيز أوجه التعاون المشترك  في المجالات البحثية والأكاديمية بين جامعة القاهرة وجامعة شاندونغ.

حضر اللقاء، الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور الصاوي الصاوي أحمد منسق العلاقات الصينية المصرية، والدكتورة هايدي بيومي المشرف على مكتب العلاقات الدولية بجامعة القاهرة.

وتناول اللقاء، مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين جامعة القاهرة وجامعة شاندونغ، في تخصصات السياسة والإقتصاد والدراسات الاجتماعية، والحاسبات والذكاء الاصطناعي، والتاريخ، وإمكانية إنشاء مركز بحثي مشترك داخل جامعة القاهرة الأهلية بمدينة 6 أكتوبر.

وفي مستهل كلمته، رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق بوفد جامعة شاندونغ، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي تجمع بين مصر والصين، والتي شهدت تطورًا كبيرًا في مختلف المجالات، وذلك في اطار حرص القيادة السياسية في البلدين على تعزيز علاقات الشراكة والتعاون في مختلف المجالات، مؤكدًا حرص جامعة القاهرة على تعزيز التعاون مع الجامعات الصينية، ولافتًا إلى وجود علاقات تعاون ممتدة مع جامعات بكين وشنغهاي الدولية، ودار النشر التعليمية للشعب الصيني، وغيرها من الكيانات الكُبرى بالصين.

وقدم رئيس جامعة القاهرة، شرحًا تفصيليًا للوفد حول تاريخ جامعة القاهرة، وعدد كلياتها ومعاهدها التي تبلغ 26 كلية ومعهدا، مشيرا إلى أن الجامعة يدرس بها 250 ألف طالب، و32 ألف طالب وافد من 100 دولة علي مستوي العالم من بينهم عدد كبير من الطلاب  الصينيين الدارسين بالجامعة الأم وبالفرع الدولي بمدينة 6 أكتوبر، مضيفًا أن الجامعة بها أكثر من 140 مركزا بحثيا وخدميا في مختلف التخصصات لتقديم الخدمات المختلفة داخل مصر وخارجها، لافتًا إلى الدور المهم  لمعهد كونفوشيوس وجهوده في مجال تعليم اللغة الصينية وآدابها، وقسم اللغة الصينية بكلية الآداب.

ومن جانبه، عبر السيد ليو واي مين نائب رئيس اتحاد العلوم الاجتماعية لمقاطعة شاندونغ الصينية، عن سعادته لتواجده  داخل جامعة القاهرة العريقة، متطلعًا إلى توسيع نطاق التعاون المشترك مع جامعة القاهرة لتبادل الخبرات الأكاديمية والبحثية في مختلف التخصصات، مشيرًا إلي التعاون الوثيق بين جامعة شاندنغ والحكومة الصينية وامتلاك الجامعة عددا من المراكز البحثية المتخصصة تقدم خدماتها داخل الصين وخارجها، وأن جامعة شاندنغ تضم 150 كلية ومعهدا، مقدمًا الشكر للدكتور محمد سامي عبد الصادق لرعاية الجامعة للطلاب الصينين من جامعة شاندونغ الدارسين بجامعة القاهرة.

ووجه السيد ليو واي مين، الدعوة لرئيس جامعة القاهرة لزيارة جامعة شاندونغ للإطلاع على الحركة التعليمية والبحثية بداخلها.

وعلى هامش الزيارة، عقد الوفد، اجتماعًا موسعًا بمكتب الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وبحضور الدكتورة حنان محمد علي القائم بأعمال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والدكتورة لبني فريد القائم بأعمال عميد كلية التجارة، ود.هناء فاروق وكيل كلية الإعلام لشئون التعليمى والطلاب، ود.شريف محمد عوض وكيل كلية الآداب للدراسات العليا والبحوث، وذلك لمناقشة  بعض مشروعات التعاون المقترحة خلال الفترة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة القاهرة يبحث تعزيز علاقات التعاون المشترك بين جامعتى القاهرة وشاندونغ الصينية.
  • خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من رئيس فنزويلا البوليفارية تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين
  • ولي العهد يبحث هاتفيًا مستجدات الأحداث مع قادة دول مجلس التعاون
  • ولي العهد يبحث مع قادة مجلس التعاون التطورات الأخيرة ومستجدات الأحداث في المنطقة
  • عاجل: ولي العهد يبحث هاتفيًا مستجدات الأحداث بالمنطقة مع قادة دول مجلس التعاون
  • اليمن يبحث مع سوريا تعزيز التعاون المشترك بين البلدين
  • المغرب وتركيا يقيمان اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين
  • رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على الجهود الدبلوماسية
  • وزير الخارجية يلتقي نظيره السعودي بإسطنبول ويؤكد أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية
  • الغرف العربية وروس كونغرس يوقّعان اتفاقية لتعزيز التعاون العربي- الروسي