«معلومات الوزراء»: 3.55 ملايين طلب براءة اختراع في 2023 على مستوى العالم بزيادة 2.7٪
تاريخ النشر: 13th, August 2025 GMT
أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن قضايا الملكية الفكرية باتت أكثر تعقيدًا وتداخلًا مع الابتكارات التكنولوجية الحديثة في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم الرقمي، حيث أفرزت الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي تحديات غير مسبوقة للأنظمة القانونية التقليدية، بما في ذلك كيفية حماية الإبداعات الرقمية، والتمييز بين الإنتاج البشري وغير البشري، وضمان حقوق المبتكرين في بيئة متغيرة.
جاء ذلك ضمن التحليل الذي أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء حول الملكية الفكرية، والذي تناول الإطار المفاهيمي للملكية الفكرية وأهميتها، والمشهد العالمي لمؤشرات الملكية الفكرية العالمية، وتأثير التكنولوجيا الرقمية في حقوق الملكية الفكرية، حيث أشار التحليل إلى أن المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، عرَّفت الملكية الفكرية (IP) بأنها إبداعات العقل، مثل: الاختراعات، والأعمال الأدبية والفنية، والتصاميم، والرموز والأسماء والصور المستخدمة في التجارة. وتعتبر الملكية الفكرية محمية بموجب القانون، على سبيل المثال، من خلال براءات الاختراع، وحقوق الطبع والنشر، والعلامات التجارية، التي تُمكّن الأفراد من اكتساب التقدير، أو تحقيق منفعة مالية من اختراعاتهم أو إبداعاتهم. ومن خلال تحقيق التوازن الأمثل بين مصالح المبتكرين والمصلحة العامة، يهدف نظام الملكية الفكرية إلى تهيئة بيئة يزدهر فيها الإبداع والابتكار. ومن أنواع الملكية الفكرية: (براءات الاختراع- حقوق الطبع والنشر- العلامات التجارية- التصاميم الصناعية- المؤشرات الجغرافية- الأسرار التجارية).
وأوضح التحليل أن حماية الملكية الفكرية تُعد من الركائز الأساسية لتعزيز القدرات الاقتصادية للدول، إذ تمثل موردًا غير مادي بالغ الأهمية يدعم التنافسية، ويُسهم في بناء اقتصاد معرفي متقدم. وفي ظل الأزمات الاقتصادية والركود الذي تعانيه العديد من دول العالم اليوم، يبرز الاقتصاد الإبداعي-المدفوع بالابتكار والإنتاج الفكري-كأحد الحلول الاستراتيجية لتحقيق النمو والتعافي الاقتصادي.
كما تُشكل حماية حقوق الملكية الفكرية محفزًا رئيسًا للإبداع والابتكار، فهي تضمن للمخترعين والمبدعين حقوقهم المعنوية والمادية، مما يشجعهم على الاستمرار في تقديم المزيد من الإبداعات، وتطويرها، وتسجيلها، بما يسهم في تراكم المعرفة، وتوسيع القاعدة الابتكارية على المستوى الوطني والعالمي، كما أصبحت الموارد الفكرية للدول بمثابة ثروة لا تقل أهمية عن الموارد الطبيعية والبشرية، خاصةً في ظل ازدياد الاعتماد على البحث العلمي والتطوير في إنتاج السلع والخدمات عالية القيمة المُضافة، والتي تُعد أساسًا في القدرة التصديرية والتنافسية العالمية.
وأوضح مركز المعلومات أن تسارع التطورات العلمية والتكنولوجية، حوّل مجال الملكية الفكرية لساحة تنافس عالمية، لا تقل أهمية عن مجالات التنافس الاقتصادي والعسكري، إذ أصبح التفوق في هذا المجال يُقاس بمدى قدرة الدول على حماية إنتاجها الفكري، واستثماره في دعم التنمية المستدامة.
وقد أظهر تقرير مؤشرات الملكية الفكرية العالمية (WIPI) عام 2024، الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، استمرار مرونة النشاط الابتكاري، حتى في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، والتراجع العالمي في رأس المال الاستثماري. وقد استعرض المركز مؤشرات الملكية الفكرية وفقًا لمجالاتها الرئيسة كالتالي:
- براءات الاختراع: سجّل عدد طلبات براءات الاختراع على مستوى العالم نحو 3.55 ملايين طلب براءة اختراع في عام 2023، بزيادة قدرها 2.7٪، مقارنةً بعام 2022. وقد شهدت طلبات براءات الاختراع عالميًا ارتفاعًا للعام الرابع على التوالي، وكان هذا النمو مدفوعًا بشكل رئيس بالزيادة الكبيرة في عدد الطلبات المُقدمة من المتقدمين المقيمين في الصين، وقد شملت الطلبات المقدمة عالميًا في عام 2023، نحو 2.53 مليون طلب من المتقدمين المقيمين داخل الدول، بما يمثل (71.2%) من إجمالي الطلبات، مقابل نحو 1.02 مليون طلب من غير المقيمين، أي ما يعادل (28.8%).
أما بالنسبة لعدد طلبات براءات الاختراع على مستوى المناطق، فقد جاءت منطقة آسيا أعلى المناطق من حيث عدد طلبات المقدمة لبراءات الاختراع، لتسجل نحو 68.7% من إجمالي الطلبات المُقدمة عالميًّا خلال عام 2023، تليها أمريكا الشمالية بنسبة 17.8%، ثم أوروبا بنسبة 10.3%.
وسجلت الصين أعلى عدد طلبات مُقدمة لبراءات الاختراع بعدد 1677.7 ألف طلب مُقدم خلال عام 2023، أي ما يعادل (47.23%) من إجمالي عدد الطلبات المُقدمة عالميًّا، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنحو 598.09 ألف طلب (16.84%)، ثم اليابان بنحو 300.13 ألف طلب (8.45%).
- العلامات التجارية: شهدت طلبات تسجيل العلامات التجارية على مستوى العالم (بحسب عدد فئات السلع والخدمات المحددة في طلب العلامة التجارية أو تسجيلها، ضمن تصنيف نيس (Nice Classification، والتي تصل إلى 45 فئة، تراجعًا خلال العامين الأخيرين، حيث انخفضت بنسبة قدرها 2.0%، لتصل إلى 15.23 مليون فئة في عام 2023، مقارنةً بـ 15.55 مليون فئة في عام 2022، ورغم هذا التراجع، فإن المستوى العام لا يزال مرتفعًا مقارنة بما قبل عام 2020، مما يشير إلى استمرار النشاط في هذا المجال.
كما تكشف بيانات عدد فئات الطلبات المقدمة لتسجيل العلامات التجارية عالميًا خلال العامين الأخيرين عن هيمنة واضحة للصين، التي استحوذت على نحو 47.16% من إجمالي الطلبات عام 2023، بما يعادل نحو 7.2 ملايين طلب، وهو ما يعكس نشاطًا تجاريًا واسعًا.
وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثانية بنسبة 4.85%، تليها روسيا (3.59%)، ثم الهند (3.42%)، وأخيرًا مكتب الاتحاد الأوروبي بنسبة (2.87%).
وتشير هذه الأرقام إلى تركّز أكثر من 60% من إجمالي الطلبات العالمية في عدد محدود من الدول، مما يعكس تفاوتًا كبيرًا في أنماط تسجيل العلامات التجارية حول العالم.
- التصاميم الصناعية: شهدت الطلبات العالمية للتصاميم الصناعية خلال عامي 2022، و2023 تحولات ملحوظة تعكس ديناميكيات الابتكار الصناعي عالميًا. ففي عام 2022، سُجّل تراجع طفيف في عدد الطلبات إلى نحو 1482.6 ألف طلب، مقارنةً بـ 1513.8 ألفًا في عام 2021، بانخفاض بلغت نسبته نحو 2.1%، إلا أن عام 2023، شهد عودة النمو، حيث ارتفع عدد طلبات التصاميم الصناعية إلى 1524.0 ألف طلب، محققًا زيادة بنسبة 2.8%، مقارنةً بعام 2022. ويُشير هذا الاتجاه إلى تعافٍ نسبي في حركة الإبداع الصناعي بعد فترة من التباطؤ، واستمرار الزخم في تسجيل التصاميم الصناعية كوسيلة استراتيجية لحماية حقوق الملكية الصناعية، وتعزيز التنافسية في الأسواق العالمية.
كما ارتفع إجمالي عدد التصاميم المُتضمّنة في طلبات المقيمين داخل الدولة، وغير المقيمين بنسبة 1.8%، و7.4% على التوالي خلال عام 2023. ويُعزى الارتفاع العالمي في نشاط المقيمين بشكل رئيس إلى زيادة نشاط الإبداع في الصين، التي شهدت 26.3 ألف تصميم إضافي في عام 2023.
- الأصناف النباتية: في عام 2023، قُدِّم نحو 29.07 ألف طلب، لتسجيل الأصناف النباتية حول العالم، بزيادة قدرها 6.6٪، مقارنةً بعام 2022، مُواصلًا بذلك هذا النمو للعام الثامن على التوالي. وكانت الصين أكبر مُسهم في هذا التوسع العالمي، تليها هولندا.
- المؤشرات الجغرافية: تشير البيانات التي تلقتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية من 86 هيئة وطنية وإقليمية إلى وجود ما يُقدر بـ 58.6 ألف مؤشر جغرافي محمي في عام 2023، حيث سجلت أوروبا أعلى نسبة من المؤشرات الجغرافية السارية، حيث بلغت 52.5%، تليها آسيا (39.5%)، وأوقيانوسيا (3.6%)، وأمريكا الشمالية (2.8%)، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (1.6%)، وإفريقيا (0.2%).
وأشار المركز إلى أن الانتشار الواسع للمحتوى الرقمي في مجال حقوق الطبع والنشر شكّل تحديًا كبيرًا للأنظمة القانونية القائمة، فقد أتاح التطور التكنولوجي إمكانية نسخ وتوزيع الأعمال الرقمية بشكل فوري وعبر منصات متعددة، ما أدى إلى تفشي انتهاكات حقوق النشر على نطاق واسع. وتطلب هذا الواقع الجديد إعادة النظر في مفاهيم الحماية القانونية للأعمال الرقمية.
وقد كانت صناعة الموسيقى في مقدمة القطاعات المتأثرة، حيث غيّر التحول من الوسائط المادية إلى التنزيلات وخدمات البث من طبيعة الاستهلاك، وأعاد تشكيل نماذج تحقيق الدخل، مما جعل من الصعب تتبع استخدام الأعمال وحمايتها.
وفي هذا السياق، سُنّت قوانين، مثل: قانون الألفية الرقمية لحقوق الطبع والنشر لعام 1998 The Digital Millennium Copyright Act (DMCA) في الولايات المتحدة الأمريكية، لمحاولة التصدي لهذه الظواهر، إلا أنها وجهت بانتقادات عديدة باعتبارها لا تواكب تطورات العصر الرقمي.
وتأثرت العلامات التجارية بشكل ملحوظ بالطبيعة العابرة للحدود التي فرضتها شبكة الإنترنت، إذ أصبح من الضروري توسيع نطاق الحماية القانونية للعلامات في الأسواق الرقمية العالمية.
وتُعد المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ساحة خصبة لانتهاكات العلامات التجارية وبيع السلع المقلدة، ما يستدعي تبني استراتيجيات قانونية دولية فعالة لحماية الهوية التجارية، وتعزيز إنفاذ الحقوق في البيئة الرقمية.
وفيما يخص براءات الاختراع، فقد دفع التسارع الكبير في الابتكار الرقمي باتجاه تسريع عمليات التسجيل، ما أثار تساؤلات بشأن جودة هذه البراءات ومدى دقتها.
كما فتح المجال أمام نقاش واسع حول جدوى حماية البرمجيات والتقنيات الرقمية، وما إذا كانت تستوفي شروط القابلية للحصول على براءة.
ويُلقي هذا بظلاله على أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية والضبط القانوني لتفادي الإفراط، أو التفريط في حماية الابتكارات الرقمية.
ويعتبر توزيع المحتوى الرقمي أحد أبرز التحديات التي تواجه حماية حقوق الملكية الفكرية في العصر الرقمي. فقد أدّت سهولة نسخ الأعمال الرقمية ومشاركتها إلى تفشي القرصنة والتوزيع غير المصرّح به، لا سيما في قطاعات، مثل: السينما، والموسيقى، والنشر، حيث يمكن الوصول إلى المحتوى، وتداوله عالميًّا بشكل سريع وبأقل تكلفة وجهد.
ومع تطوّر المنصات الرقمية وتزايد طلب المستخدمين على محتوى متنوّع ومتجدد، أصبحت آليات نشر الوسائط المتعددة أكثر تعقيدًا وابتكارًا، ما زاد صعوبة ضبطها قانونيًا.
كما تُسهّل مواقع القرصنة، وشبكات (Peer 2 Peer) (وهي شبكات تصل الأجهزة ببعضها مباشرة لتخزين الملفات، وتبادلها بشكل جماعي دون الحاجة إلى خادم مركزي) عمليات التوزيع غير المشروع للمحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر، مما يُقوّض مصادر دخل المبدعين والمنتجين، ويُضعف قدرتهم على الاستفادة العادلة من أعمالهم.
وأوضح المركز أنه رغم الجهود المتواصلة لإغلاق هذه المواقع والمنصات المخالفة، تظهر بدائل جديدة باستمرار، وهو ما يُبرز التحديات المرتبطة بإنفاذ قوانين الملكية الفكرية في البيئة الرقمية المتغيرة.
لذا، يُصبح من الضروري أن يكون الممارسون القانونيون والمبدعون على وعي تام بالأدوات القانونية والتقنية المتاحة لمكافحة هذه الانتهاكات، بما في ذلك إشعارات الإزالة، والإجراءات القضائية، وآليات التعاون الدولي.
وتزداد التحديات تعقيدًا مع تصاعد حجم المحتوى الذي يُنشئه المستخدمون على منصات، مثل: يوتيوب، وإنستجرام، وتيك توك، حيث تختلط المواد الأصلية بالمحتوى المنتهَك، مما يُصعّب عملية رصد الانتهاكات وإنفاذ الحقوق.
وفي هذا السياق، يُعدّ تطبيق تقنيات التعرف الآلي على المحتوى، مثل أداة معرّف المحتوى التابعة ليوتيوب، خطوة مهمة نحو تحسين الرقابة، إلا أن فاعليتها لا تزال محدودة، وقد تؤدي أحيانًا إلى نتائج غير دقيقة، كالإبلاغ الكاذب، أو تجاهل الانتهاكات الفعلية.
ورغم هذه الجهود، لا تزال انتهاكات حقوق الملكية الفكرية في البيئة الرقمية في تصاعد مستمر، ما يستدعي استجابات تشريعية وتقنية أكثر مرونة، وآليات تعاون دولي لتعزيز الامتثال وحماية الإبداع في عصر الرقمنة.
وتولي الدولة المصرية اهتمامًا متزايدًا بمنظومة الملكية الفكرية، إدراكًا منها لأهميتها في دعم الاقتصاد القائم على المعرفة، وتعزيز الابتكار والإبداع.
وحرصت على دمج الملكية الفكرية ضمن سياساتها الوطنية واستراتيجياتها التنموية، باعتبارها أداة محورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وركيزة أساسية في رؤية مصر 2030، التي تركز على المعرفة، والبحث العلمي، كدعائم لبناء مجتمع حديث واقتصاد تنافسي.
وتجسيدًا لهذا التوجه، أطلقت مصر الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية (2022- 2027) في سبتمبر عام 2022، كإطار شامل يهدف إلى تطوير البنية القانونية والتنظيمية والمؤسسية للملكية الفكرية.
ويشمل ذلك تحديث الإطار التشريعي ليواكب مستجدات العصر الرقمي، وتأسيس الجهاز المصري للملكية الفكرية كجهة مُوحدة تتولى تنسيق السياسات، وتنفيذ الاستراتيجية على نحو متكامل.
كما تسعى مصر إلى بناء منظومة وطنية متطورة لحماية الملكية الفكرية، تتفاعل مع التحولات التكنولوجية العالمية، وتُسهم في تحسين موقعها على المؤشرات الدولية، مثل مؤشر الابتكار العالمي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. واستعرض المركز أبرز جهود الدولة المصرية في هذا الشأن:
- اعتماد عدد من القوانين المتخصصة التي تنظم مختلف مجالات الملكية الفكرية، وفي مقدمتها: القانون رقم 82 لسنة 2002، بشأن حماية حقوق الملكية الفكرية ويتضمن أربعة أقسام رئيسة: العلامات والبيانات التجارية والمؤشرات الجغرافية والتصميمات والنماذج الصناعية، وبراءات الاختراع ونماذج المنفعة والتصميمات التخطيطية للدوائر المتكاملة والمعلومات غير المفصح عنها، وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والأصناف النباتية.
- كما أصدرت الدولة المصرية عدة قوانين ذات صلة في إطار سعيها لتعزيز منظومة الحماية القانونية، من أبرزها:
1- قانون رقم 190 لسنة 2008، بشأن حماية المنافسة، ومنع الممارسات الاحتكارية، يُسهم في ضبط استخدام حقوق الملكية الفكرية، ويمنع إساءة استخدامها من خلال ممارسات احتكارية تضر بالسوق، أو تُقيد الابتكار والمنافسة.
2- قانون رقم 175 لسنة 2018، بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، يعالج هذا القانون الجرائم المتعلقة بالفضاء الإلكتروني، بما في ذلك الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية الرقمية، والدخول غير المشروع على المواقع، والانتفاع بخدمات الاتصالات دون وجه حق، والاعتداء على نظم المعلومات والبريد الإلكتروني.
3- قانون رقم 180 لسنة 2018، بشأن تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تضمّن هذا القانون نصوصًا واضحة في المادة (70)، تُلزم المؤسسات الصحفية والإعلامية باحترام أصول المهنة، والالتزام بحقوق الملكية الفكرية في المحتوى الإعلامي المنشور.
- الإطار المؤسسي للملكية الفكرية في مصر: حيث أصدرت الدولة المصرية في عام 2023، قانونًا بإنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية، كهيئة عامة تختص بتنظيم ورعاية وحماية حقوق الملكية الفكرية، بما يتوافق مع التزامات مصر الدولية في هذا المجال.
ويهدف الجهاز إلى توظيف نظام الملكية الفكرية بطريقة تُحقق التوازن بين حماية الحقوق من جهة، وتحفيز التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتكنولوجية من جهة أخرى، وذلك في إطار دعم توجه الدولة نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وخطوة نحو تعزيز حوكمة البنية المؤسسية لمنظومة الملكية الفكرية.
وأوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن الاتجاهات تشير إلى استمرار توسع وتطور المشهد الرقمي، مما يفرض تحديات وفرصًا جديدة أمام نُظم الملكية الفكرية، خاصةً مع ظهور تقنيات ناشئة، مما يستدعي ذلك من المتخصصين مواكبة هذه التحولات عبر تطوير مهاراتهم، وفهم الجوانب التقنية والقانونية المستجدة، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حقوق الملكية الفكرية، من خلال حملات توعية، وتيسير إجراءات التسجيل، بما يرسخ ثقافة الابتكار، والامتثال القانوني.
اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء» يرصد جهود مصر في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة
«معلومات الوزراء»: ثورة رقمية تُعيد تشكيل مستقبل الرعاية الصحية عالميًّا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء حقوق الملكية الفكرية براءات الاختراع قضايا الملكية الفكرية الابتكارات التكنولوجية الحديثة حمایة حقوق الملکیة الفکریة المؤشرات الجغرافیة العلامات التجاریة حقوق الطبع والنشر براءات الاختراع للملکیة الفکریة مرکز المعلومات العصر الرقمی الطلبات الم على المعرفة عدد طلبات على مستوى فی عام 2023 خلال عام من خلال ألف طلب عالمی ا التی ت سهم فی م قدمة فی هذا عام 2022
إقرأ أيضاً:
«معلومات الوزراء» يستعرض الأهمية الاستراتيجية للملح وتنوع استخداماته الصناعية
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً حول «الملح»، مشيراً إلى كونه أحد أقدم الموارد الطبيعية التي استخدمتها الحضارات البشرية، حيث تجاوز دوره كونه مجرد مكون غذائي أساسي ليصبح أداةً لحفظ ومعالجة الأغذية البشرية والحيوانية، وسلعة رائجة للتجارة، كما حافظ على مكانته الاستراتيجية في العصر الحديث مع استخدامه على نطاق واسع في العديد من الصناعات مثل الأغذية، والأدوية، والكيماويات، ومعالجة المياه، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 90% من الإنتاج العالمي للملح مخصص للاستخدامات الصناعية وليس للاستهلاك البشري المباشر.
وأشار المركز إلى أن الأهمية المتعددة للملح قد أسهمت في تعزيز مكانته في الاقتصاد العالمي، مما جعل صناعته من القطاعات الديناميكية التي تشهد تطورات تكنولوجية مستمرة لتحسين الجودة ورفع الكفاءة الإنتاجية، مع التركيز بشكل متزايد على معايير الاستدامة البيئية.
وعلى الصعيد المحلي، تمتلك مصر إمكانات كبيرة في مجال إنتاج الملح بفضل ما تتمتع به من موارد طبيعية تشمل عددًا كبيرًا من الملّاحات الطبيعية، مما يبرز أهمية دراسة اتجاهات هذه الصناعة، وتحليل آفاقها التطورية على المستويين العالمي والمحلي.
وعلى الرغم من بساطة تكوينه الكيميائي، يمتلك الملح العديد من الخصائص التي تجعل منه مادة بالغة الأهمية، إذ تُقدر استخدامات الملح بأكثر من 14000 استخدام، ما يجعله عنصرًا أساسيًّا في العديد من القطاعات والعمليات الصناعية والطبية والعلاجية، وذلك كالتالي:
الغذاء والصحةالصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل: حيث يُعد الملح من المواد الكيميائية المُستخدَمة في تصنيع الأدوية ومستحضرات التجميل والمنظفات، وفي إنتاج الأقراص وغيرها من الأدوية غالبًا ما يكون الملح جزءً من المواد غير الدوائية المستخدمة في التصنيع لتحسين بعض خصائصها (الرائحة - المظهر - الطعم) أو لتحسين ذوبان المكونات الفعّالة، وتجانس تركيبتها، وتوافرها الحيوي.
الصناعات الحديثة: تُعَد الصناعة الكيميائية المستهلك الأكبر للملح على الإطلاق، إذ يُستخدَم الملح كمادة خام في التركيب الكيميائي لأكثر من 50% من المنتجات الكيميائية سواء كمادة خام أولية أو كعامل مساعد في التفاعلات الكيميائية المختلفة، مما يعكس أهميته الاستراتيجية في دعم الصناعات التحويلية والكيماوية على مستوى العالم، ومن ذلك الكلور، والصودا الكاوية (هيدروكسيد الصوديوم)، ورماد الصودا (كربونات الصوديوم). وتُعَد هذه المواد الكيميائية أساسية لمجموعة واسعة من الصناعات التحويلية، بما في ذلك: البلاستيك، والمنظفات، والورق، والمنسوجات، والدهانات، والمطاط، والزجاج، وفي أنظمة تنقية المياه للاستخدام الصناعي والمنزلي. كما يحتل الملح موقعًا مهمًّا في طليعة المواد المستخدمة للتحول في مجال الطاقة باعتباره معدنًا أساسيًّا في تطوير التقنيات النظيفة الناشئة، بما في ذلك الألواح الشمسية وأنظمة البطاريات.
النفط والغاز: يُشكِّل الملح عنصرًا أساسيًّا في صناعة النفط والغاز، حيث تدخل تطبيقاته في مختلف مراحل العملية الإنتاجية بدءً من مرحلة الحفر وصولًا إلى التكرير. ففي عمليات الحفر، يُستخدَم الملح لزيادة كثافة سوائل الحفر، كما يلعب دورًا حيويًّا في تركيبات الأسمنت المُستخدَم في تبطين الآبار. أما في مرحلة المعالجة، فيُسهم في تنقية المنتجات النفطية من الشوائب المختلفة، وتبرز أهمية الملح أيضًا في عمليات التكرير، حيث يؤثر بشكل مباشر على كفاءة المُحفِّزات المُستخدَمة. كما تظهر فعاليته في مراحل الاستخلاص المعزِّز للنفط، خاصةً في تقنيات الحقن بالبوليمرات.
البنية التحتية: يُعَد الطلب العالمي المُتزايد على ملح إزالة الجليد في المناطق الباردة مُحرِّكًا رئيسًا لنمو السوق العالمية، حيث يُعتبر عنصرًا أساسيًّا في الحفاظ على سلامة البنية التحتية للنقل خلال المواسم الباردة. وتبرز أهمية هذا النوع من الملح بشكل خاص في أمريكا الشمالية وأوروبا، حيث يُسهم بشكل فعّال في منع تشكل الجليد على الطرقات، مما يضمن استمرارية الحركة المرورية، ويقلل من الحوادث.
وأوضح تحليل المركز أنه في ظل زيادة الطلب العالمي على استخدامات الملح المتعددة في الصناعات الكيميائية، والأغذية، والطب، وغيرها من القطاعات الحيوية، ارتفع إجمالي الإنتاج العالمي للملح على مدار العقود الأربعة الماضية من 159 مليون طن متري في عام 1983 إلى 270 مليون طن متري في عام 2023، وهو العام الذي تصدرت فيه الصين قائمة الدول المُنتِجة للملح عالميًّا بحجم إنتاج يُقدَّر بنحو 53 مليون طن متري.
وقد شهدت تجارة الملح العالمية نموًّا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغت الصادرات العالمية من الملح (بما في ذلك: ملح الطعام، والملح المعطل، وكلوريد الصوديوم النقي وإن كان محلولًا بالماء) نحو 3.5 مليارات دولار في عام 2024 مقابل نحو 2.5 مليار دولار في عام 2015 بنسبة ارتفاع بلغت 40%. فيما بلغت الواردات العالمية منه نحو 5.1 مليارات دولار في عام 2024 مقابل نحو 3.7 مليارات دولار في عام 2015، بنسبة ارتفاع بلغت 37.8%.
أشار التحليل إلى تصدر كل من الهند وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وتشيلي وبلجيكا والصين وكندا والمملكة المتحدة، قائمة أكبر عشر دول مُصدِّرة للملح في عام 2024. وفي المقابل تصدَّرت الصين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا وبلجيكا وألمانيا وكندا وتايوان والمملكة المتحدة وفرنسا، قائمة أكبر عشر دول مستوردة للملح في العام نفسه.
كما أضاف إلى امتلاك مصر إمكانات كبيرة في صناعة الملح، نظرًا لموقعها الجغرافي المتميز وامتلاكها مصادر طبيعية متنوعة لإنتاجه، حيث تنتشر البحيرات والمنخفضات الساحلية التي تغمرها مياه البحر، مما هيَّأ البيئة المثالية لإنشاء الملاحات الشمسية الطبيعية والصناعية، هذا بخلاف مناجم الملح الصخري في مناطق مثل الواحات البحرية وسيناء.
وتُعَد هذه المناطق النواة الأساسية لصناعة الملح في البلاد، حيث تقوم فيها العديد من الشركات باستخراج وإنتاج الملح، ومن أبرزها:
- محافظة الإسكندرية: وتضم ملاحات "المكس" و"برج العرب".
- محافظة البحيرة: وتشتهر بملاحات "وادي النطرون".
- محافظة مطروح: وتضم ملاحات واحة سيوة.
- محافظة دمياط: وتضم ملاحات "عزبة البرج".
- محافظة شمال سيناء: وتشمل عدة ملاحات أبرزها: "السبيكة - العجرة - القطرات - الروضة".
- محافظة بورسعيد: وتضم ملاحة "سنمار".
- محافظة الفيوم: حيث تنتج بحيرة قارون أنواعًا متعددة من الأملاح، مثل: ملح الطعام، وكبريتات الصوديوم، والمغنيسيوم.
- محافظة البحر الأحمر: وتحتوي على ست ملاحات لإنتاج كلوريد الصوديوم.
وأوضح التقرير أنه يتم استغلال الملح المنتج في مصر بأنواعه المختلفة بشكل اقتصادي، إذ تأتي مصر ضمن أكبر الاقتصادات المنتجة للملح في عام 2023، بإنتاج بلغ نحو 2.3 مليون طن متري، وفقًا لإحصاءات موقع World population review.
وتُصدِّر مصر كميات كبيرة من الملح إلى دول أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، حيث بلغت قيمة صادرات مصر من الملح المستخرج من باطن الأرض نحو 28.8 مليون دولار في عام 2024، مقابل نحو 21.9 مليون دولار في عام 2023. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا وهولندا وبولندا وفنلندا وليتوانيا من أكبر مستوردي الملح المصري المستخرج من باطن الأرض في عام 2024.
كما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية من الملح البحري لتبلغ 18.2 مليون دولار في عام 2024 مقابل نحو 16.2 مليون دولار في عام 2023. وتُعَد أوكرانيا والكاميرون واليونان والولايات المتحدة الأمريكية وبلغاريا وبولندا وليتوانيا من كبار مستوردي الملح البحري المصري في عام 2024.
أشار التقرير إلى احتلال ملح الطعام المُعبَّأ في عبوات جاهزة المركز الثالث بين صادرات مصر من الملح في عام 2024، حيث بلغت قيمته نحو 14.6 مليون دولار، وكانت دولة ساحل العاج ومولدوفا والسعودية وفلسطين من أكبر الأسواق المستوردة لهذا النوع خلال ذلك العام.
وتناول التحليل ما أشارت إليه أحدث بيانات شركة "فورتشن بيزنس إنسايتس" من أن سوق الملح العالمية بلغت قيمتها 25.98 مليار دولار في عام 2024، مع توقعات بنمو مطرد لتصل إلى 26.92 مليار دولار في عام 2025، و36.13 مليار دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.3% خلال الفترة (2025 - 2032)، ويرجع هذا النمو إلى عدة عوامل رئيسة، يأتي في مقدمتها الطلب المتزايد على الملح في التطبيقات الصناعية وعمليات إزالة الجليد.وتجدر الإشارة إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ سيطرت على الحصة الكبرى من السوق بنسبة 46.23% في عام 2024، بينما من المتوقع أن يصل حجم سوق الملح الأمريكية إلى 4.91 مليارات دولار بحلول 2032.
وسيطر ملح الصخور على الحصة الكبرى من السوق في 2024، ومن المرجح أن يحافظ على هيمنته حتى عام 2032. في المقابل، يُتوقع أن يشهد ملح الشمس (الملح الذي يُستخرج عبر التبخير الشمسي للمياه المالحة أو مياه البحر) نموًّا ملحوظًا خلال الفترة نفسها، مدفوعًا بالطلب المتزايد على المنتجات عالية الجودة في مختلف القطاعات الصناعية.
ومن الجدير بالذكر أن عملية إنتاج الملح تُعَد نشاطًا كثيف الاستهلاك للطاقة، مما قد يؤدي إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ويُسهم في ظاهرة تغير المناخ. كما يترتب على إنتاج الملح كميات كبيرة من النفايات، وتتضمن عمليات التعدين عادةً تدميرًا للأراضي وتدهورًا للبيئة، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيئي، وضعف قدرة الأرض على امتصاص الكربون.
وأوضح المركز أنه لمعالجة هذه المخاوف البيئية، يتبنى المنتجون بشكل متزايد ممارسات مستدامة، ترتكز على الحفاظ على المياه، والتبخير الشمسي، وسلاسل التوريد المستدامة، وإدارة النفايات، والتغليف الصديق للبيئة. ومن خلال اعتماد هذه الاستراتيجيات، يُمكن للصناعة تقليل بصمتها الكربونية وتعزيز الاقتصاد الدائري.
وتتمثل بعض الممارسات المستدامة الرئيسة في:الحفاظ على المياه وإعادة تدويرها: من خلال الاعتماد على التقنيات الموفرة للمياه كأنظمة الحلقة المغلقة، التي تتيح إعادة استخدام المياه عدة مرات قبل المعالجة، مما يُقلل من استهلاك المياه.
التبخير الشمسي: الذي يُعد طريقة تستخدم طاقة الشمس لتبخير المياه، مما يقُلل الاعتماد على العمليات كثيفة الاستهلاك للطاقة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة تُقلل - بشكل كبير- من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مقارنة بالطرق الأخرى.
إدارة سلسلة التوريد المستدامة: من خلال إعطاء الأولوية للموردين الذين يلتزمون بالممارسات الصديقة للبيئة، بما في ذلك التعدين أو الحصاد المسؤول للملح، والنقل الصديق للبيئة.
إدارة النفايات والاستفادة من المنتجات الثانوية: من خلال اعتماد تقنيات مبتكرة لإدارة النفايات لتقليل استخدام مكبّات النفايات، فتفعيل تقنيات الاقتصاد الدائري يخلق فرصًا تسويقية جديدة، ويقلل من النفايات.
التغليف الصديق للبيئة: من خلال استخدام مواد تغليف قابلة لإعادة التدوير والتحلل الحيوي.
اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء»: توقعات بتسارع نمو الطلب العالمي على الكهرباء خلال عامي 2025 و2026
«معلومات الوزراء» يصدر تقريراً معلوماتياً حول صناعة الزجاج عالميًا ومحليًا