كتب جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست، أن تصنيف الصحفيين ووسائل الإعلام كان في انحدار منتظم في الاستطلاعات العامة السنوية بشأن الثقة والسمعة.

وأوضح بيزوس -في مقال له- أن وسائل الإعلام كانت تأتي دائما أعلى بقليل من الكونغرس، ولكن استطلاع غالوب لهذا العام هبط بها وبالصحفيين إلى ما دون الكونغرس، مما يعني أن مهنة الصحافة الآن هي الأقل ثقة على الإطلاق، ما يشير إلى خلل ما.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: انتخابات مزلزلة تدفع أكثر دولة ديمقراطية استقرارا بآسيا نحو الفوضىlist 2 of 2غارديان: إسرائيل ستصبح دولة مارقة تحت حكم نتنياهوend of list

ويأتي المقال بعد رفض واشنطن بوست تأييد مرشح انتخابي، وهي ممارسة اعتادتها بعض الصحف الأميركية، وهو ما لاقى استياء واسعا.

وذكّر الكاتب بأن الانحياز في الانتخابات الرئاسية لا يرجح كفة على أخرى، ولن يقول ناخب متردد إنه "سيؤيد مرشحا بناء على رأي صحيفة ما"، وما يفعله التأييد في الواقع هو خلق تصور للتحيز وعدم الاستقلال، وإنهاء هذا التأييد قرار مبدئي، وهو خطوة ذات مغزى في الاتجاه الصحيح.

وأضاف: "أتمنى لو أجرينا هذا التغيير في وقت أبكر مما فعلنا، في لحظة أبعد عن الانتخابات والعواطف المحيطة بها".

تراجع بالمصداقية

وضرب الكاتب مثالا للصحافة بآلات التصويت، قائلا إن هناك معيارين لعملها، فلا يكفي أن تحسب الأصوات بدقة، بل يجب أن يكون الناس على ثقة بأنها تحسب الأصوات بدقة، و"نحن في الصحافة بالمثل، يجب أن نكون دقيقين، ويجب أن يُصدق الآخرون أننا دقيقون، غير أن معظم الناس يعتقد أن وسائل الإعلام متحيزة".

ونبه الكاتب إلى أنه من السهل أن نلوم الآخرين على "انحدار مصداقيتنا المستمر"، ولكن "عقلية الضحية هذه لن تساعد، والشكوى ليست إستراتيجية فعالة"، مما يعني أنه يتعين على الصحفيين العمل بجدية أكبر للسيطرة على ما يمكن السيطرة عليه لزيادة المصداقية.

وقال جيف بيزوس إن الافتقار إلى المصداقية ليست مشكلة صحيفة واشنطن بوست، بل إن الصحف الشقيقة تعاني من المشكلة نفسها، وهي مشكلة لا تواجه وسائل الإعلام فحسب، بل تواجهها الأمة أيضا لأن عديدا من الناس يتجهون إلى المدونات غير الرسمية، والمنشورات غير الدقيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من مصادر الأخبار غير الموثوقة التي يمكن أن تنشر بسرعة معلومات مضللة وتعمق الانقسامات.

وأشار إلى أنه بينما تعتبر الصحيفة ناجحة وتنال الجوائز، إلا أن جمهورها تقلص ليشمل النخبة فقط على عكس التسعينيات.

صوت مستقل وجدير بالثقة

وأكد بيزوس أنه لن يسمح لواشنطن بوست بالاستمرار على هذا الطريق والسقوط في التفاهة، مشيرا إلى أن العالم يحتاج الآن -أكثر من أي وقت مضى- إلى صوت مستقل جدير بالثقة، وأفضل مكان لتحقيق ذلك هو عاصمة أهم دولة في العالم، غير أن الفوز في مثل هذه المعركة سيتطلب بعض التغييرات التي سيكون بعضها بمثابة عودة إلى الماضي، وبعضها الآخر بمثابة اختراعات جديدة.

وخلص مالك واشنطن بوست إلى أن التغيير لن يكون سهلا، ولكنه يستحق العناء، وقال "أنا سعيد للغاية لكوني جزءا من هذا المسعى. العديد من أفضل الصحفيين يعملون في واشنطن بوست، وهم يعملون بجد كل يوم للوصول إلى الحقيقة، وهم يستحقون أن نصدقهم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات وسائل الإعلام واشنطن بوست إلى أن

إقرأ أيضاً:

لماذا اختفى فيديو دفع زوجة ماكرون له من تغطيات وسائل الإعلام الفرنسية؟

(CNN) --  رغم الانتشار واسع النطاق لمقطع الفيديو الذي يُظهر بريجيت، زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهي تدفع وجهه قبل نزوله من الطائرة خلال زيارة إلى فيتنام،  الاثنين، لم تنشر أي صحيفة فرنسية على صفحتها الأولى خبرا عنه صباح اليوم التالي.

هذا المقطع الفيديو كان سيُسيطر على أخبار الولايات المتحدة لأيام، ولكنه عُرض في فرنسا لمدة 24 ساعة فقط ثم اختفى، فهل كان ذلك لأن رئيس الوزراء فرانسوا بايرو كان يتحدث عن الجهود المالية التي سيتعين على الفرنسيين بذلها في ظل ميزانيته التي سيُكشف عنها قريبًا؟ أم لأن أشخاصًا احتُجزوا مؤخرًا في سلسلة عمليات اختطاف مرتبطة بالعملات المشفرة؟. 

يبدو أن هذا الفيديو سلط الضوء على فجوة ثقافية بين فرنسا ودول العالم الناطقة بالإنجليزية، حيث أبرز التقليد الفرنسي الراسخ بضرورة حماية الحياة الخاصة للسياسيين.

وهذا التقليد الذي يهدف إلى كتمان الأسرار أبقى ابنة الرئيس فرانسوا ميتران غير الشرعية مخفية لسنوات كما أدى إلى صمتٍ رقيقٍ حول حياة شخصية أخرى مثيرة للجدل، مثل فضائح المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان النسائية.

وأدى اعتقال ستراوس كان بتهمة الاعتداء الجنسي في نيويورك عام 2011 إلى إنهاء مسيرته السياسية فجأةً في الوقت الذي كان يبرز فيه كمرشح رئاسي بارز.

مقالات مشابهة

  • لماذا اختفى فيديو دفع زوجة ماكرون له من تغطيات وسائل الإعلام الفرنسية؟
  • عاجل | واشنطن بوست عن مصدر دبلوماسي: وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان تعدان حزم عقوبات محتملة ضد روسيا
  • خبراء: الإعلام التقليدي يكسب الثقة وسيعود إلى مكانته
  • كونوا حرّاس الحقيقة وصانعي الوعي وحلفاء النهوض
  • شيخ الأزهر يدعو إلى منح قضية غزة الأولوية في وسائل الإعلام العربية
  • حماس تنفي تقارير عن وجود خلافات داخل الحركة
  • شيخ الأزهر بقمة الإعلام العربي: استهداف الصحفيين في غزة محاولة لإسكات الحقيقة
  • شيخ الأزهر: الاستهداف الممنهج للصحفيين بغزة يهدف لإسكات صوت الحقيقة
  • حكومة طرابلس تنفي اقتحام مقرها وتستنكر نشر معلومات غير موثقة
  • واشنطن بوست: أكثر من مليون طالب أجنبي يدرسون بالولايات المتحدة فما أهميتهم؟