في خطوة إيجابية، شهد الدين العام الخارجي لمصر انخفاضًا ملحوظًا وفقًا للمؤشرات الأخيرة، حيث تراجع بأكثر من 15 مليار دولار، أي بنسبة 9.9% خلال النصف الأول من العام الجاري (يناير - يونيو) مقارنة بنهاية ديسمبر الماضي، حسب تصريحات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي.

الدين العام الخارجي لمصر

من جانبه، أوضح خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن مصر نجحت في التعامل مع الدين الخارجي رغم التحديات، لا سيما بعد أزمة خروج رؤوس الأموال الساخنة في 2024، وسعت لتنويع مصادر التمويل، مع التأكيد على ضرورة تمديد فترة الدين الخارجي وزيادة موارد العملة الصعبة.

وأشار الشافعي لـ “صدى البلد”، أن تراجع الدين الخارجي لمصر إلى 152.9 مليار دولار بنهاية يونيو 2024، بعد أن كان 168.034 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2023، يعكس توجه الاقتصاد المصري نحو المسار الصحيح ويعزز الجهود لخفض نسبة الدين إلى 88% من الناتج المحلي الإجمالي، مؤكدا أن تنويع مصادر التمويل يسهم في تقليل تكلفة الاقتراض، من خلال اللجوء إلى أدوات تمويل أقل تكلفة مثل السندات المقومة بالعملات الأجنبية لتلبية احتياجات الموازنة وسد العجز.

عن لقاء زياد بهاء الدين بمدبولي.. أحمد موسى: نقده لاذع ولكن في مصلحة مصر مدبولي لـ"بهاء الدين": مستعد لاستقبال أي آراء تعزز الثقة مع القطاع الخاص

وأضاف أن هناك تجاوبًا من الأسواق الدولية مع السندات المصرية المختلفة، بما فيها السندات الخضراء وسندات الساموراي والباندا، مما يعكس ثقة المؤسسات المالية الدولية في الاقتصاد المصري رغم التحديات العالمية التي تواجه الدول الناشئة، مشددا على أن تغطية السندات المصرية، وسط الانتقادات المتعلقة بمدى الالتزام بسداد الديون، تؤكد عودة الاقتصاد المصري للريادة وتثبت جهود الحكومة في التوسع بالسوق الدولية، حيث إن مكانة مصر الدولية تتيح لها جذب التمويلات من مؤسسات متنوعة.

وأكد الخبير الاقتصادي، أن تراجع الدين العام ليس مجرد رقم، بل يعكس تحسنًا في مؤشرات الاقتصاد وإثباتًا لاستقرار الوضع الاقتصادي، ما يعزز ثقة المستثمرين ويجذب استثمارات جديدة للسوق المصرية، وهذا الانخفاض القوي في الدين الخارجي يطمئن المؤسسات الدولية والمستثمرين بقدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المالية في مواعيدها، ما يؤكد استمرارية مصر في الالتزام، حتى في ظل الأزمات الداخلية والخارجية.

صندوق النقد الدولي

وقد تراجع الدين الخارجي الإجمالي إلى 152.885 مليار دولار بنهاية يونيو الماضي، مقارنة بـ 168.034 مليار دولار في ديسمبر، بينما ارتفع الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى 46.6 مليار دولار بنهاية أغسطس 2024، بزيادة قدرها 11.2 مليار دولار خلال ستة أشهر.

وكان أشار صندوق النقد الدولي إلى توقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 5.1% في العام المالي المقبل 2025-2026، مرتفعًا عن التوقعات الحالية البالغة 4.1% للعام المالي 2024-2025، مع احتمال وصول النمو إلى 5.6% بحلول 2028-2029.

هذا وقد اتفقت مصر مع صندوق النقد في مطلع العام على زيادة التمويلات ضمن برنامج ممتد حتى 2026 من 3 مليارات إلى 8 مليارات دولار، وتم تفعيل البرنامج رغم الاضطرابات الإقليمية التي أثرت على إيرادات قناة السويس، مما دفع الحكومة إلى إعادة تقييم أولويات الإصلاح الاقتصادي.

وتأتي هذه التحسينات في المؤشرات المالية ضمن إطار حزمة سياسات تهدف إلى تعزيز النشاط الاقتصادي، تحقيق الاستقرار المالي، وإجراء إصلاحات هيكلية في الإنفاق العام، وتوسيع القاعدة الضريبية، مع الاستثمار في التعليم وتحسين خدمات الصحة العامة، ودعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وتستهدف الحكومة خفض إجمالي الدين العام إلى 80% بنهاية العام المالي 2026-2027 وفق برنامج الإصلاح الاقتصادي المدعوم من صندوق النقد الدولي بنحو 8 مليارات دولار.

حكم الدين في المشاركة بين شخصين أحدهما بالمال والثاني بالنفوذ سداد الدين أم أداء العمرة؟.. الإفتاء توضح الأصح شرعا

جدير بالذكر أن البنك المركزي المصري أعلن عن ارتفاع صافي الاحتياطات الدولية من النقد الأجنبي خلال سبتمبر الماضى إلى نحو لـ46.737 مليار دولار، مقارنة بنحو 46.597 مليار دولار في نهاية أغسطس، بزيادة بنحو 140 مليون دولار.

وتتكون العملات الأجنبية بالاحتياطى الأجنبى لمصر من سلة من العملات الدولية الرئيسية، هى الدولار الأمريكى والعملة الأوروبية الموحدة "اليورو"، والجنيه الإسترلينى والين اليابانى واليوان الصينى، وهى نسبة توزع حيازات مصر منها على أساس أسعار الصرف لتلك العملات ومدى استقرارها فى الأسواق الدولية، وهى تتغير حسب خطة موضوعة من قبل مسئولى البنك المركزى المصرى.

وتعد الوظيفة الأساسية للاحتياطى من النقد الأجنبى لدى البنك المركزى، بمكوناته من الذهب والعملات الدولية المختلفة، هى توفير السلع الأساسية وسداد أقساط وفوائد الديون الخارجية، ومواجهة الأزمات الاقتصادية، فى الظروف الاستثنائية، مع تأثر الموارد من القطاعات المدرة للعملة الصعبة، مثل الصادرات والسياحة والاستثمارات، بسبب الاضطرابات، إلا أن مصادر أخرى للعملة الصعبة، مثل تحويلات المصريين فى الخارج التى وصلت إلى مستوى قياسى، واستقرار عائدات قناة السويس، تساهم فى دعم الاحتياطى فى بعض الشهور.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدين دولار الدين الخارجي العملة الصعبة الديون صندوق النقد ملیار دولار بنهایة الاقتصاد المصری الدین الخارجی الخارجی لمصر الدین العام صندوق النقد

إقرأ أيضاً:

“رويترز”: كبرى الشركات خسرت 34 مليار دولار بسبب حروب ترامب التجارية

الولايات المتحدة – كشفت وكالة “رويترز” أن الحروب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلفت الشركات العالمية أكثر من 34 مليار دولار نتيجة تراجع المبيعات وارتفاع التكاليف.

وأشارت “رويترز” في تحليل أعدته استنادا إلى إفصاحات الشركات والوثائق التنظيمية ووقائع المؤتمرات الصحفية، إلى أن هذه الخسائر مرشحة للارتفاع في ظل الغموض المستمر بشأن السياسات الجمركية، والذي شل عملية اتخاذ قرارات الاستثمار في كبرى الشركات العالمية.

وحسب تقرير “رويترز”، فإن الشركات لم تتأكد بعد من حجم التكلفة النهائية، وخفضت 42 شركة توقعاتها للأرباح، بينما قامت 16 شركة أخرى بينها “أبل”، و”فورد”، و”بورشه”، و”سوني” سحبت توقعاتها بالكامل أو أجلت نشرها. وتتفق الغالبية العظمى من الشركات على أن السياسة التجارية المتقلبة لترمب تجعل من المستحيل تقدير التكاليف بدقة.

ويرى الاقتصاديون أن الأثر الحقيقي أكبر بكثير مما أفصحت عنه الشركات، وقال جيفري سوننفيلد، أستاذ الإدارة في جامعة ييل، إنه “يمكنك مضاعفة الرقم مرتين أو ثلاث، وسنظل نؤكد أن حجم الأثر أكبر مما يتخيله الناس”.

وأضاف أن تداعيات سياسة ترامب الجمركية قد تكون أسوأ بسبب تراجع إنفاق المستهلكين والشركات، وارتفاع التوقعات التضخمية.

وفي 28 مايو قضت محكمة التجارة الدولية الأمريكية بتعليق جزء من الرسوم التجارية التي أعلنها ترامب، مشيرة إلى أن هذه الرسوم تتجاوز الصلاحيات الرئاسية التي يقضي بها قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة.

وأوقف قرار المحكمة الرسوم بنسبة 30% على الصين والرسوم بنسبة 25% على بعض السلع من المكسيك وكندا والرسوم الشاملة بنسبة 10% على معظم دول العالم. ومع ذلك، لم يشمل القرار القضائي الرسوم المفروضة على واردات السيارات وقطع غيارها، وكذلك الصلب والألومنيوم.

وفي اليوم التالي 29 مايو أعادت محكمة استئناف أمريكية العمل بالأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب بفرض رسوم جمركية. وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت في مؤتمر صحفي إلى أن الإدارة الأمريكية تنوي رفع القضية إلى المحكمة العليا في البلاد.

المصدر: “رويترز”

مقالات مشابهة

  • 4.2 تريليون دولار القيمة السوقية لأسواق المال الخليجية بنهاية 2024
  • تركيا ترفع صادراتها الغذائية إلى 9.2 مليار دولار.. من هي الدول الأكثر استيرادًا؟
  • أخنوش من مسار الإنجازات بكلميم : حنا حكومة المعقول ننصت للمواطنين وماجيناش نقولو ليكم العام زين
  • البنك الوطني البيلاروسي: الأصول الاحتياطية الدولية للبلاد ستزيد على 11 مليار دولار
  • تراجعُ الصادرات الكورية جرّاء الرسوم الجمركيّة الأمريكيّة
  • برلماني: خفض الدين العام وتحقيق الاستقرار الاقتصادي أولوية لتعزيز النمو
  • صادرات الملابس تتجاوز مليار دولار أول 4 أشهر من 2025 بنمو 22%
  • صادرات صناعة الطيران المغربية تلامس مليار دولار في ظرف 4 أشهر فقط
  • “رويترز”: كبرى الشركات خسرت 34 مليار دولار بسبب حروب ترامب التجارية
  • كبرى الشركات خسرت 34 مليار دولار بسبب حروب ترامب التجارية