كاتبة قطرية: وساطاتنا تؤخذ بالهدوء والدراسة والمشورة وتقريب وجهات النظر
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
بعد وساطة قطرية مباشرة في أفغانستان في تبادل الأسرى بين الجانبين أنهت التواجد الأمريكي فيها بعد أكثر من 20 سنة متواصلة وعودة طالبان إلى سدة الحكم فيها، وبعد وساطة قطرية بين فنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية تعود الدوحة بأكثر الوساطات تعقيدا في الوقت الذي كان يظن العالم بأن ملف التواصل الأمريكي الإيراني لا يمكن أن يتزحزح من مكانه وأنه سوف يظل معلقا حتى يلين أحد الجانبين ويخضع لمطالب الآخر، ولكن شاء الله أن تحرك الدوحة المياه الراكدة بعد محاولات سابقة كانت قد ظهرت على الساحة في الماضي وتوقفت إلى ما يظهر عزم واشنطن على مضاعفة عقوباتها الاقتصادية والمالية على إيران أمام تعنت طهران فيما أسمته الخضوع للمطالب الأمريكية ومحاولة فرض هيمنتها على إيران دون وجه حق.
واليوم تنجح قطر في فتح السجون الإيرانية والأمريكية أيضا في صفقة تبادل الأسرى بين البلدين مما مثل تقدما ملحوظا نحو ما ترجوه الدوحة وهو العودة للاتفاق النووي والجلوس على طاولات المباحثات والحوار وجمع ممثلين من البلدين على طاولة واحدة، لم تنف الدوحة استعدادها لاستضافتها في حال الرغبة لذلك من الطرفين بعد أن وافقت طهران على إعادة مساجين أمريكيين إلى بلادهم مقابل الإفراج عن خمسة من مواطنيها كانوا محتجزين في السجون الأمريكية، وهذا أمر لا يمكن الاستهانة به وسط الصلف الأمريكي من التراجع عن مطالبها التي تراها طهران تجاوزا على حقوقها وسيادتها في حين لا توجد هذه المطالبات على إسرائيل مثلا التي تتمادى في تصنيعها لأسلحة ومصانع نووية لم تخف على أحد، ومع هذا فإيران المذنبة الوحيدة في نظر واشنطن بحسب أقوال إيرانية لا ترى واشنطن أنه يمكن الاعتداد بها أو الرد عليها حتى.
والآن السؤال الأبرز ماذا بعد ؟
ونقول إن هذه البداية تبدو مشجعة جدا للعودة المأمولة لما يريده شعب إيران المسلم الذي يعاني دون أن نشعر بالعقوبات المفروضة على بلاده منذ سنوات عديدة، والتي أثرت كثيرا على مسيرته وانتقصت من احتياجاته اليومية، ومع هذا فهذا التقدم يمثل بداية طيبة لإنهاء معاناة إيران التي لربما لم يشعر كثيرون بأنها تؤثر على المنطقة بأسرها وإن كنا كشعوب لا نشعر بذلك ولكن الخلاف الأمريكي الإيراني يجب أن يحل والعودة لاتفاق الملف النووي يجب أن يحدث رغم انزواء أوروبا اليوم من هذا الملف الذي تخللته انتقادات، منها على تباطؤ طهران في الالتزام ببنود الاتفاق وأيضا إشادات من بعض الدول الأوروبية في تقيد إيران بمقاييس الاتفاق الذي لا يرتقي للمطالب الأمريكية التي تحاول قدر المستطاع تأمين التواجد الإسرائيلي في المنطقة وإن التجارب الإيرانية النووية يمكن أن تمثل تهديدا صريحا وواضحا لهذا التواجد بحسب الشكاوى الإسرائيلية المتكررة ومحاولات تل أبيب لتقويض أي اتفاق محتمل يمكن أن يجمع الجانبين الإيراني والأمريكي على طاولة واحدة في المستقبل، فمن المصلحة الإسرائيلية أن يظل الخلاف قائما بين الجميع وإيران وأن يعادي الجميع طهران وأن تظل في عزلة كاملة سياسية واقتصادية بينما هي تتقدم في التطبيع العربي الإسرائيلي وتثبيت وجودها في قلب الأمة العربية المنافي للأعراف الدولية التي تقر بضرورة إعلان الدولتين.
ولذا جاء التراجع الأسترالي المتميز في الاعتراف بالمستوطنات الإسرائيلية المخالفة للمواثيق الدولية ورحبت به الدوحة بكل امتنان في تسميتها بالأراضي الفلسطينية المحتلة صفعة لم تفق منها إسرائيل حتى الآن وهو أمر يمكن أن يثير الإعلام الإسرائيلي ضد أستراليا، ولذا فإن أي عودة للاتفاق النووي مع إيران يمكن أن تضاعف من المخاوف الإسرائيلية إزاء أمنها الذي تشعر بأنه مهدد من إيران التي ترفع شعارات معادية لها وإن بدت ملامح الاتفاق في تبادل أسرى ومساجين من الجانبين تمثل بداية مبشرة فإن المبالغة في أحلام العودة لطاولة الحوار والمباحثات تعد ضربا من الجنون الذي لا نمتهنه في وساطاتنا القطرية التي تؤخذ بالهدوء والدراسة والمشورة وتقريب وجهات النظر قبل أن تحقق شيئا من مبتغاها المأمول.
ابتسام آل سـعـد – الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الجنسية البرتغالية ستصبح واحدة من أصعب الجنسيات التي يمكن الحصول عليها في أوروبا
تبتعد البرتغال عن المعيار الذي وضعه الاتحاد الأوروبي. حيث تضاعفت فترة الإقامة ولم تعد الجنسية لأبناء المهاجرين تلقائية. ماذا عن المعايير المتبعة في بقية دول أوروبا؟ اعلان
تمثل مقترحات الحكومة، التي وافق عليها مجلس الوزراء هذا الأسبوع، لإعادة صياغة قانون الجنسية تغييرًا جوهريًا في النظام الحالي، مما يضع البرتغال ضمن الدول الأوروبية التي لديها أكثر المعايير تطلبًا للحصول على الجنسية.
ينص الاقتراح، الذي سيتم مناقشته والتصويت عليه في البرلمان الأسبوع المقبل، على زيادة الحد الأدنى لمدة الإقامة القانونية المطلوبة من خمس إلى عشر سنوات، باستثناء مواطني مجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية، الذين يُقترح أن تكون مدة الإقامة القانونية المطلوبة سبع سنوات. هذا التغيير يبعد البرتغال أكثر عن المتوسط الأوروبي، الذي يتراوح بين خمس وسبع سنوات. على سبيل المثال، تُبقي فرنسا وبلجيكا وفنلندا وأيرلندا والسويد على الحد الأدنى المطلوب وهو خمس سنوات، بينما تسمح ألمانيا، بعد الإصلاح الأخير، بالتجنس بعد خمس سنوات أو حتى ثلاث سنوات إذا كان هناك دليل على الاندماج القوي. من ناحية أخرى، تشترط إسبانيا عشر سنوات، على الرغم من أن هذه الفترة تنخفض إلى سنتين في حالة المواطنين من دول أمريكا اللاتينية.
فيما يتعلق بمعرفة اللغة والثقافة، يهدف الاقتراح البرتغالي إلى تعزيز معايير الاندماج من خلال تقديم امتحان لا يغطي فقط المستوى A2 (الأساسي) المطلوب حاليًا في اللغة، ولكن أيضًا معرفة الثقافة والتاريخ والحقوق الأساسية للجمهورية. هذا يجعل البرتغال أقرب إلى ممارسات دول مثل فرنسا وألمانيا، التي تتطلب معرفة أكثر تعمقًا - يمكن أن يكون شرط اللغة الفرنسية معادلاً للمستوى B1 (المتوسط) أو B2 (المتقدم)، بينما في ألمانيا يعتبر مستوى B1 إلزاميا، إلى جانب امتحان الاندماج.
من ناحية أخرى، تشترط إسبانيا اختباراً لغوياً (B1 أيضاً) واختباراً ثقافياً يقيّم المعرفة الدستورية والاجتماعية والثقافية.
Relatedالإيطاليون يصوتون على استفتاء الجنسية وقوانين العمل في ظل انقسام حكومي-معارضاختبارات إلزامية وزيادة سنوات الإقامة.. البرتغال تشدد شروط الجنسيةأي دولة أوروبية توافق على أكبر عدد من طلبات الحصول على الجنسية؟لم شمل الأسرة يصبح أكثر صعوبةنقطة أخرى مثيرة للجدل في المقترحات هي المعايير المطبقة على الأطفال المولودين على الأراضي البرتغالية. إذ لم يعد أطفال الآباء الأجانب يحصلون تلقائيا على الجنسية ولا يمكنهم الحصول عليها إلا إذا كان أحد الوالدين على الأقل مقيمًا بشكل قانوني في البلاد لمدة ثلاث سنوات على الأقل وتم تقديم طلب رسمي. يتناقض هذا التغيير مع نماذج مثل النموذج الفرنسي، حيث يمكن الحصول على الجنسية تلقائيًا عند بلوغ سن 18 عامًا إذا كان الشاب قد عاش في فرنسا لمدة خمس سنوات على الأقل. أما ألمانيا فتمنح الجنسية عند الولادة لأطفال الأجانب طالما كان أحد الوالدين على الأقل مقيماً بشكل قانوني في البلاد لمدة خمس سنوات ولديه تصريح إقامة دائمة. في إسبانيا وإيطاليا، يعتمد التجنس بالميلاد على شروط متعددة ونادراً ما يكون تلقائياً.
كما خضع الحصول على الجنسية من خلال آلية لم شمل الأسرة إلى تشديد كبير في المعايير، مما دفع المنتقدين إلى اتهام الحكومة بالرغبة في التفريق بين العائلات.
وتتطلب القواعد الجديدة الآن أن يكون مقدم الطلب مقيمًا بشكل قانوني لمدة عامين قبل أن يمكن له ممارسة حقه في لم شمل الأسرة. لكن التشديد لا يتوقف عند هذا الحد: إذ تقصر السلطة التنفيذية الآن لمّ شمل الأشخاص الموجودين في الأراضي الوطنية على القُصّر؛ "أما البالغون فيتعين عليهم طلب ذلك خارج الأراضي البرتغالية ويخضعون لتصريح من السلطات". كما أصبح إثبات وسائل الإعاشة، بما في ذلك الإعانات الاجتماعية، والسكن الملائم إلزاميًا أيضًا. يجب أن يلتحق القاصرون بالتعليم الإلزامي.
سحب الجنسية من الأشخاص المحكوم عليهمفيما يتعلق بإمكانية سحب الجنسية لأسباب أمنية أو جرائم خطيرة، ينص الاقتراح البرتغالي على سحب الجنسية من المواطنين المتجنسين الذين يرتكبون جرائم خطيرة بشكل خاص، مثل القتل أو الإرهاب. وهو إجراء معمول به في العديد من الدول الأوروبية: إذ لدى فرنسا وألمانيا وإسبانيا أحكام مماثلة لحالات تهديد الأمن القومي، خاصة عندما يكون الأفراد من حاملي الجنسية المزدوجة.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى إلغاء النظام الخاص لأحفاد اليهود السفارديم. فحتى وقت قريب، كان لدى البرتغال واحد من أكثر الأنظمة سخاءً في أوروبا في هذا المجال، حيث كان يسمح بالتجنس دون شرط الإقامة لأولئك الذين أثبتوا ارتباطهم بالمجتمعات السفاردية التي طُردت في القرن الخامس عشر. وفي إسبانيا، انتهت آلية مماثلة رسميًا في عام 2021. معظم دول الاتحاد الأوروبي ليس لديها أنظمة مماثلة.
Relatedالأرجنتين تفرض سياسات هجرة أكثر صرامة: ترحيل المدانين وقيود على الجنسية ورسوم جديدةأعداد قياسية من الأمريكيين تطلب الجنسية البريطانية منذ عودة ترامب للحكمفرنسا تضع ثلاثة شروط جديدة للحصول على الجنسية فما هي تلك المعايير؟الاستفتاء في إيطالياخلافًا للتشدد الأوروبي، نظّمت إيطاليا مؤخرًا استفتاءً يهدف إلى خفض مدة الإقامة المطلوبة للحصول على الجنسية من 10 إلى 5 سنوات. ورغم أن غالبية المشاركين في الاستفتاء (65 في المئة) صوّتوا لصالح تقليص المدة، إلا أن الاستفتاء لم يُقرّ بسبب تدني نسبة المشاركة، إذ لم تتجاوز الـ 30 في المئة.
كما تتضمّن مقترحات الحكومة أيضًا، في إطار إلغاء قوات الأمن الخاصة، إنشاء وحدة تابعة لجهاز الأمن العام تتولى مهام مراقبة الحدود، وضبط المهاجرين غير الشرعيين، وتنفيذ إجراءات إعادة المواطنين إلى بلدانهم الأصلية.
قواعد غير مألوفة حول العالمفي عدد من دول العالم، تتخطّى شروط الحصول على الجنسية مجرد الإقامة القانونية أو إتقان اللغة، لتشمل قواعد غير مألوفة تتعلّق بالولاء والانتماء. فالعديد من الدول لا تسمح بالجنسية المزدوجة، أو تشترط التخلي عن الجنسية الأصلية، بحجّة الحفاظ على الولاء للدولة وضمان الاتزام الكامل تجاهها. ومن بين هذه الدول اليابان والصين وجنوب أفريقيا، وحتى إسبانيا، التي تُجيز الجنسية المزدوجة فقط لمواطني دول أمريكا اللاتينية ذات الإرث الإيبيري، إلى جانب الفلبين وأندورا وغينيا الاستوائية.
في قطر، يُشترط على المتقدّمين للحصول على الجنسية اجتياز اختبار للولاء لقيم الدولة، يشمل تقييم السلوك الاجتماعي للفرد، مواقفه السياسية، ومدى مساهمته في المجتمع. أما في الفاتيكان، فترتبط الجنسية بالمناصب في الخدمة العامة، مثل الكرادلة والأساقفة والدبلوماسيين وأفراد الحرس السويسري ومسؤولين كنسيين آخرين رفيعي المستوى، ما يجعلها صالحة فقط بفترة تولي المنصب.
Relatedبريطانيا: هل تنتهك قوانين الجنسية الجديدة الخاصة باللاجئين الاتفاقيات الدولية؟الكويت تسحب الجنسية من 3701 شخصالسويد على عتبة تعديل دستوري يتيح لها سحب الجنسية من الأجانب المدانين بتهديد الأمن القوميوتمنح إسرائيل الحق في الحصول على الجنسية لأي يهودي أو من ينحدر من سلالة يهودية مباشرة، في حين تعتمد فرنسا مسارًا مختلفًا إلى جانب نموذجها التقليدي لمنح جواز السفر الفرنسي. وتشمل هذه الطرق إمكانية منح الجنسية لمن يقوم بأعمال بطولية، كما في حالة مامودو غاساما، المهاجر المالي الذي مُنح الجنسية الفرنسية بعدما أنقذ طفلًا كان على وشك السقوط من شرفة في باريس.
في بوتان، يُعرف نظام منح الجنسية في بوتان بصرامته الشديدة، إذ يشترط أن يكون المتقدّم قد أقام في البلاد لمدة لا تقل عن 20 عامًا، إلى جانب إثبات إتقانه للغة الدزونغخا.
تُظهر هذه الأمثلة كيف أنّ كل دولة تعتمد على قواعد مختلفة لمنح الجنسية، تعكس أولوياتها الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، أو حتى توجهاتها السياسية، كما هو الحال في البرتغال مع الاقتراح الذي قدّمه لويس مونتينيغرو.
وتشكل التدابير الجديدة تراجعًا عن النهج المنفتح الذي تبنّته البرتغال في السنوات الأخيرة، وتضعها في مرتبة أكثر تشددًا مقارنة بالعديد من شركائها الأوروبيين. وإذا ما أُقرّت هذه التعديلات، فستجعل مهمة الحصول على واحد من أكثر جوازات السفر قيمة في العالم، الذي يتيح الدخول إلى 189 دولة من دون تأشيرة، أكثر صعوبة وتعقيدًا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة