عبدالله المعينة لـ«الاتحاد»: عَلَم الإمارات راية السلام والتضحية والعطاء والقوة
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
جمعة النعيمي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةقال عبدالله محمد المعينة، سفير ودبلوماسي سابق لدولة الإمارات العربية المتحدة، في حواره مع «الاتحاد»: «إن قصة ذكرياته المتعلقة بظروف تصميم عَلَم دولة الإمارات قبل 53 عاماً، بدأت عندما لفت نظره إعلان في جريدة الاتحاد في الأشهر الأخيرة من عام 1971، لمسابقة نظمها الديوان الأميري في أبوظبي، بالتعاون مع دائرة الإعلام، حول تصميم عَلَم الدولة، حيث تم الإعلان عن استقبال مشاركات المصممين لعَلَم الإمارات، وذلك قبل شهرين من الإعلان عن قيام الاتحاد».
وتابع: «كنت نشيطاً في صغري، حيث كانت لدي مجموعة من الهوايات الفنية، فقد كنت مولعاً بالرسم، حيث كنت أرسم كل شيء، وأن تلك الأمور هي التي استندت إليها فور قراري بالمشاركة في تصميم عَلَم دولة الإمارات، إضافة إلى وجود حافز وشغف، حيث كنت متخرجاً وقتها في الثانوية العامة، وكان عمري حينها قرابة 19 عاماً، للمشاركة وتسجيل بصمة في تاريخ اتحاد دولتنا الحبيبة».
وأضاف: «على خلفية هواياتي الفنية، كنت أحصل على علامة 100 % في المادة الفنية (الرسم)، وهي من الأمور التي كنت أتميز بها في المراحل الدراسية الأولى، ووجدت في الإعلان المنشور فرصة كبيرة للدخول في المسابقة، لا سيما بعد أن عاودتني ذكريات طفولتي وأنا أشاهد أعلام الدول، فقد كان زمن المشاركة في المسابقة ضئيلاً جداً من إعلان الاتحاد، وهو بالنسبة لي كان متأخراً، حيث لم يبق على الموعد النهائي لتسليم التصاميم سوى 3 أيام على ما أذكر».
وتابع: «عندما عدت إلى البيت أمضيت ليلتي بشغف وفرحة كبيرة وأنا منهمك في عمل تصاميم ونماذج عدة، وقمت باختيار 6 نماذج وجدتها الأكثر ملاءمة، ووضعتها في ألبوم خاص، قمت بتصميمه بنفسي، ثم وضعت النماذج في ظرف مغلق إلى مكتب بريد العاصمة في أبوظبي، فقد كان طموحي منذ الصغر أن أنجز عملاً عظيماً لوطني دولة الإمارات، ولقد أكرمني الله بشرف تصميم عَلَم بلدي الذي سأظل أفتخر به طيلة حياتي».
وأضاف «إن المسابقة صدرت عبر الصحف من قبل الديوان الأميري في ذلك الوقت عن طريق دائرة الإعلام في أبوظبي، وبلغ عدد المشاركين في المسابقة 1030 متسابقاً».
وتابع: «معرفتي بفوز تصميم عَلَم الإمارات كان في يوم الثاني من ديسمبر 1971، عندما شاهدت من خلال وسائل الإعلام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبحضور أعضاء المجلس الأعلى وهو يرفع بيديه الكريمتين العَلَم على السارية في قصر الضيافة في دبي، وبجانبه أخوه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وأعضاء المجلس الأعلى، وحينها تأكدت من ذلك بذهابي صباح يوم الثاني من ديسمبر 1971، إلى قصر المشرف في أبوظبي الذي كان مقراً للديوان الأميري، لأرقب هذه اللحظة التاريخية بأم عيني، عندما كان عَلَم الدولة يرفرف على المبنى بألوانه الزاهية ولأول مرة على أرض دولتنا دولة الإمارات العربية المتحدة».
وأضاف: «حينها وأنا أراقب بدقة ومن بعيد خارج سور القصر تفاصيل العَلَم وألوانه، قطعت الشك باليقين ووقفت في مكاني مدة طويلة من دون أن أشعر وأنا أراقب العَلَم بزهو وفرحة كبيرة وبشعور مزدوج من الابتهاج، فرحة قيام الدولة وفرحة اختيار تصميمي عَلَماً للدولة الفتية، وأتذكر ذاك الموقف حتى هذه اللحظة، وذلك لأن العَلَم يرافقني على الدوام».
ألوان العَلَم
وأضاف المعينة: «إن للعلم مقاييس محددة، فهو دائماً مستطيل الشكل، طوله ضعف عرضه، وينقسم إلى 4 أقسام، الأول أحمر اللون وهو الطرف الرأسي القريب من السارية وطوله بعرض العَلَم وعرضه مساوٍ لربع طول العَلَم، والأقسام الثلاثة الأخرى عبارة عن مستطيلات متوازية أفقية ومتساوية العرض، الأعلى أخضر والأوسط أبيض والأسفل أسود، وتتناغم ألوان عَلَم دولة الإمارات وتتوافق مع بيت الشعر العربي الذي قاله الشاعر صفي الدين الحلي، (بيض صنائعنا خضر مرابعنا... سود وقائعنا حمر مواضينا)، والمعنى في هذه الأبيات، أن الصنائع هي الأعمال التي تميل للبر والخير، والوقائع هي المعارك، كما أن المرابع هي الأراضي الواسعة، بينما المواضي هي السيوف التي خضبتها دماء الأعداء».
وتابع: «إن ما يميز ألوان العَلَم، هي لكونها من الألوان المألوفة ولها دلالات ومعانٍ معبرة، فاللون الأبيض يجسد التسامح والسلام والمحبة والمودة وأعمال الخير والبر، واللون الأحمر يعبر عن لون التضحية والشهادة التي تمثل أسمى درجات الوطنية، ويعكس اللون الأخضر الخير والنماء والعطاء والرزق، باعتبار أن كل شيء نابع من الأخضر هو مفيد للبشرية، أما الأسود فهو يعبر عن الصلابة والأرض والقوة».
مناسبة وطنية
أكد المعينة أن يوم العَلَم يعتبر مناسبة وطنية مهمة تحمل في طياتها العديد من المفاهيم والقيم النبيلة والإنسانية، كما أنها تعتبر فرصة للتعبير عن مشاعر الولاء والانتماء وحب الوطن، إضافة إلى أنها تعكس الوحدة والترابط بين القيادة الرشيدة وشعب دولة الإمارات، من خلال المظاهر الوطنية المتجددة كل عام، الأمر الذي يبرز مدى تعلق أجيال الوطن بالعَلَم ورمزيته باعتباره مُعبِّراً عن الدولة.
وتابع، المعينة: «إن العَلَم يعتبر رمزاً لسيادة الدولة وهو في الوقت ذاته قوتها وكرامتها ويترجم الولاء والانتماء للوطن، ولهذا فإن العَلَم له قدسية خاصة، والاحتفال السنوي بالعَلَم الذي تتميز به دولة الإمارات هو احتفال بحب الوطن ومناسبة لتأكيد وتجديد الولاء والانتماء للوطن، وإشهار المحبة للقيادة وتعزيز التلاحم معها».
سنوات العطاء
عبد الله المعينة سفير ودبلوماسي سابق لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي تقاعد قبل 4 أعوام، يعتبر من الرعيل الأول الذي شكل نواة الدبلوماسية الإماراتية، إذ تصل مدة خدمته في السلك الدبلوماسي إلى 49 عاماً، فقد تدرج خلالها في وظائف عديدة ومختلفة، حيث شغل منصب سفير الدولة في كل من جمهورية كوريا وجمهورية تشيلي وجمهورية التشيك.
وكان أيضاً سفيراً غير مقيم لدى كل من كوريا الشمالية وجمهورية بوليفيا.
حصل على وسام الخدمة الدبلوماسية المتميزة من رئيس جمهوريا كوريا ووسام مماثل من رئيسة الجمهورية التشيلية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: علم الإمارات الإمارات العلم الإماراتي يوم العلم الاحتفال بيوم العلم دولة الإمارات ع ل م الإمارات تصمیم ع ل م فی أبوظبی الع ل م
إقرأ أيضاً:
الإمارات تنفذ إخلاءً طبياً عاجلاً لــ 188من المرضى ومرافقيهم من غزة
أبوظبي - وام
تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بتقديم العلاج والرعاية الصحية لـــ 1000 طفل فلسطيني من الجرحى و 1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة. قامت دولة الإمارات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بتنفيذ رحلة إخلاء جديدة قادمة من مطار رامون في إسرائيل وعبر معبر كرم أبوسالم، ضمت 101 من المرضى برفقة 87 فردا من عائلاتهم، ليصل العدد الإجمالي حتى اليوم إلى 2634 مريضاً ومرافقاً، ما يعكس حرص دولة الإمارات على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في مستشفيات الدولة.
وقال سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية نائب رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية:«تندرج مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، في إطار الدعم التاريخي لدولة الإمارات للشعب الفلسطيني الشقيق ووقوفها مع سكان غزة في الأزمة الحالية، حيث تساهم المبادرات الإنسانية الإماراتية في التخفيف من الآثار الكارثية التي يواجهها سكان القطاع، وخاصة فئات الأطفال والنساء وكبار السن».
وأضاف الشامسي :«في هذا الوقت الحرج، لن تدخر دولة الإمارات جهداً في مد يد العون للأشقاء الفلسطينيين وتقديم المبادرات لغوثهم سواء براً أو بحراً أو جواً، وستستمر في العمل الحثيث – والقيام بدور قيادي وريادي – مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لمضاعفة الجهود اللازمة لدعم المساعي المبذولة لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، وضمان تدفق المساعدات فوراً وبأمان ودون عوائق وعلى نطاق واسع ومستدام عبر كافة الطرق الممكنة».
وأشار إلى أن دولة الإمارات تصدرت قائمة الدول الأكثر دعما لسكان قطاع غزة منذ بداية الأزمة في أكتوبر 2023 وبنسبة تجاوزت 40 % من مجمل المساعدات المقدمة.
وأكد الشامسي أن جهود دولة الإمارات في عمليات الإخلاء الطبي المتواصلة تعكس حرصها على توفير الرعاية الصحية المتقدمة للمصابين الفلسطينيين، والمساهمة في تقديم الدعم الإنساني خلال هذه الأوضاع الحرجة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات لن تألو جهدا في دعمها الإنساني لشعب غزة خلال هذه الأوقات الصعبة، وستواصل جهودها الإنسانية والإغاثية وإخلاء المصابين والمرضى، ما يعكس التزامها العميق بإنقاذ الأرواح.
وأضاف الشامسي:'منذ اندلاع الأزمة، بذلت دولة الإمارات جهوداً حثيثة لتقديم الرعاية الصحية المتقدمة للمصابين والمرضى الفلسطينيين من قبل المستشفى الميداني الإماراتي في جنوب غزة والمستشفى العائم قبالة ساحل مدينة العريش المصرية، وقدّمت دولة الإمارات منذ بداية الأزمة استجابة إغاثية واسعة للأشقاء الفلسطينيين لمساندتهم في الظروف الحرجة التي يمرون بها، حيث قدمت اكثر من 65000 ألف طن من الإمدادات الإغاثية والغذائية والطبية.