مذكوران في القرآن.. لماذا لا يستغل المسلمون السحر والحسد في تدمير أعدائهم؟
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
وقال الداعية الدكتور عمر عبد الكافي إن السحر عمل من أعمال الكفر وإن من ظن أنه مسحور فلا يجوز له الاستعانة بساحر لتخليصه مما هو فيه، فضلا عن أنه علم مذموم لا يجوز تعلمه.
ووفقا لعبد الكافي، فإن السحر يقوم بالأساس على التخيل كما جاء في قوله تعالى "فخيّل إليه من سحرهم أنها تسعى"، لأن الإنسان لديه قابلية لهذه الإيحاءات.
وأشار إلى أن الأمة كلما تأخرت لجأت إلى السحر وعالم الأحلام، لكنه قال في الوقت نفسه إن على المسلم ألا يهجر القرآن والمعوذات لأن البيت العامر بالقرآن لا تصيبه هذه الأمور.
وإلى جانب الحرص على القرآن، فإن المال الحرام أيضا من الأمور التي تدخل الهم والغم على الإنسان أو على ذريته بما يوهمه بأنه أو أنهم مصابون بالسحر، كما يقول عبد الكافي.
لا قدرة للجن على الإنسان
وردا على سؤال بشأن عجز الإنسان عن القيام بالصلاة مثلا بسبب السحر أو الجن، قال الدكتور عبد الكافي إن الشيطان لا سلطان له على الإنسان وإن الإنسان محاسب على ما هو مخير فيه وقد قال الشيطان للإنسان في القرآن الكريم "وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم".
أما الحسد، فمرجعه بالأساس إلى نقص في الدين لأن الحاسد يرى أن الله فضّل غيره عليه في الرزق مثلا ولا سبب آخر له، لأن من يحسد "يتهم اللهَ في عدله"، كما يقول عبد الكافي.
وتعليقا على المسألة، قال الأستاذ بجامعة الأزهر جمال عبد الستار إن الله خلق الإنسان لعبادته ولم يجعل لأحد سلطانا عليه وقد أوضح هذا صراحة في قوله تعالى "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان".
ووفقا لعبد الستار، فإن الشيطان لا يدخل على أحد عنوة وإنما هو يطرق الباب فهناك من يفتح وهناك من لا يفتح، كل حسب التزامه بالعداوة التي نبهنا الله سبحانه تعالى لها بقوله "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا".
ولفت عبد الستار إلى أن القرآن الكريم في كل مواضعه أشار إلى استخدام الإنسان للجن ولم يشر أبدا إلى العكس، مما يعني أن الخلل في هذا الأمر مرده للإنسان الذي يخرجه إيمانه بالسحر من الملّة.
وحتى الحسد، فهو لا يقع بمجرد وجود نية الحاسد كما يظن البعض وإنما يقع بسعيه في إزالة نعمة الغير وليس مجرد رغبته في زوالها فقط وإلا لاستعانت الأمة بمجموعة من الحساد لإفناء أعدائها.
الإيمان بقدر الله
لذا، فإن المسلم عليه أن يعتقد يقينا بقوله تعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، كما يقول عبد الستار مؤكدا أن من يزعمون قدرتهم على التدخل في أقدار الله بالسحر والشعوذة وغير ذلك من الأمور إنما يتلاعبون بعقول الناس وبدينهم ويتربحون منهم دون حق.
وحذر عبد الستار من أن الأمة تستهدف الآن في مفاهيمها وفي وعيها لأن البعض يستند إلى هذه الترهات لتبرير فشله أو لإفساد حياة غيره متجاهلا قوله تعالى "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله".
وخلص إلى أن الإنسان عليه أن يعلي يقينه بالله وبقدرته وبقدره وألا ينسي أبدا أنه خليفته في أرضه وأنه صاحب القوة العليا فيها، مذكرا بأن الله سخر كل الأشياء لخدمتة الإنسان ولم يخلق الإنسان لخدمة أحد غيره.
لذلك، على المسلم ألا يلقي فشله على أنه مسحور وألا يبرر فشل حياته الزوجية مثلا بأنه محسود كما يقول عبد الكافي مؤكدا أن على الإنسان أن يأخذ بالأسباب التي خلقها الله له وأن يعتصم بدينه من كل أعدائه، وحتى إذا أصيب بأذى فإنه قد يكون من باب الابتلاء الذي أمرنا الله بالصبر عليه.
1/11/2024المزيد من نفس البرنامجالمعاملات البنكية الإسلامية تحت المجهر.. بين الضرورة والضوابط الشرعيةتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات arrowمدة الفیدیو على الإنسان عبد الکافی عبد الستار
إقرأ أيضاً:
وقفة للتأمل
قال تعالى في كتابه الكريم: (وخلق الإنسان ضعيفًا)
من هنا تعلمت وأدركت أن الإنسان هو أضعف كائن حي، وهذه هي الطبيعة البشرية التي جُبِلت على الوهن والضعف، مهما كابرت تلك الأنفس وتعالت وتعاظم شأنها، فهي في حقيقة الأمر ما هي إلا أنفس ضعيفة واهنة لا تقوى إلا على ما يناسبها ويشاكلها.
علمتني هذه الحياة خلال تلك التجارب التي خضتها على مدار خمس وعشرين سنة من الركض المستمر واللهاث المضني في أروقة المستشفيات المختلفةوغرف العناية المركزة وغرف الإنعاش في ذلك الوقت مع رفيق العمر زوجي الراحل رحمه الله.
تعلمت خلال تلك السنوات الطويلة الكثير، وخرجت بكم هائل من الدروس والعبر البليغة في تلك الأروقة وفي تلك الغرف كنت أرى وأسمع أنين وتوجع المرضى، وأحيانًا أرى من فارق الحياة أمامي، ولكم أن تتخيلوا مدى صعوبة ذلك الأمر على أي شخص، وهو أن يرى شخصًا آخر يلفظ أنفاسه الأخيرة أمامه.
كنت أقف وحيدة في تلك الأروقة وبين تلك الأسرة التي يرقد عليها المرضى، ورأيت من خلال تلك المناظر ما جعلني أزهد الدنيا بكبرها.
لم أجد حولي في أحلك الظروف التي مررت بها من يساندني في تلك المواقف، لا إخوة، ولا صديقات، ولا أقارب، ولا معارف.
كنت أقف كالشجرة الثابتة في قيعان الأرض، تهزني رياح الصعاب والمحن من كل اتجاه، ومن كثرة عصف كل تلك الصعاب والمحن المتتالية كدت يومًا أن أُقتلع من جذوري، لولا لطف الله بي وعونه ومساندته ورحمته فقط حينها، وفي تلك اللحظات، أدركت أن المحن هي من تزيح الستار وتكشف لك عن حقيقة معادن من هم حولك، وخاصة في محن المرض، أو الموت وهي من المحن التي يحتاج الإنسان فيها إلى الدعم والمساندة والمؤازرة.
مع الأسف، هذا الوقت الذي نعيش فيه أصبح وجود الأشخاص الحقيقيين حولنا نادراً جدا وهو اشبه بمن يبحث عن إبرة في كومة قش. مع الأسف، لم يعد هناك مشاعر متبادلة، ولا عطف متبادل، ولم يعد الأشخاص يحبذون الخير لبعضهم البعض. لم يعد هناك من تُسره مسراتك، ولا تُحزنه أحزانك، لم تعد هناك مشاركات وجدانية في هذا الزمان،.
لم يعد هناك ملاذ يلجأ إليه الفرد منا وقت شدته وضيقه سوى خالقه سبحانه، وهو أجل وأرحم وألطف من سائر البشر، فالجأوا إليه فقط.
ولأنني مررت بمحن كثيرة خلال فترة مرض “رفيق العمر” رحمه الله، دارت في عقلي تلك الأفكار عن تأثير وجود المعادن الأصيلة والحقيقية من الناس حولك، فقد يساعد ذلك بشكل أو بآخر على التغلب على الصعاب التي تواجهها، ولو بشكل بسيط.
وأخيرًا، هي دعوة للاهتمام بمن حولكم، اهتموا بمن باعدت بينكم وبينهم مشاغل الحياة، لأن الأشخاص الأوفياء النادرون اذا وجدو فهم كنز لا يفنى، فاحرصوا ألا يضيع، فقيمته وقدره يزيد مع الزمن.
وهي دعوة ايضا ووقفة للتأمل في هذه الحياة التي لا تساوي أن نتنازع عليها لحظة، ولا أن نركض وراءها برهة، فهي متاع زائل، فلنغسل قلوبنا من الحقد والغل والحسد، ونتقرب إلى الله بأعمالنا الصالحة وبالتقوى.