أقرت فرنسا، الجمعة، بمسؤوليتها في مقتل القيادي في جبهة التحرير الوطني الجزائرية، العربي بن مهيدي عام 1957، وذلك في سياق احتفال هذا البلد المغاربي بالذكرى الـ70 لاندلاع الثورة ضد الاستعمار الفرنسي.

وجاء في بيان صادر عن قصر الإليزيه أن رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون"يعترف اليوم بأن العربي بن مهيدي، البطل الوطني للجزائر وأحد قادة جبهة التحرير الوطني الستة الذين أطلقوا ثورة نوفمبر 1954، قتله عسكريون فرنسيون كانوا تحت قيادة الجنرال بول أوساريس".

وصنفت الرئاسة الفرنسية القيادي في الثورة الجزائرية ضمن "الكثير من الأبرياء" الذين صدرت بحقهم أوامر الاعتقال خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.

وقبل هذا الإقرار، سبق للرئيس ماكرون أن اعترف في مارس عام 2021 بمسؤولية بلاده عن تعذيب وقتل القيادي علي بومنجل خلال الحرب الجزائرية عام 1957 وأنه لم ينتحر كما ظلت باريس تؤكد لسنوات.

كما اعترفت فرنسا عام 2012 بمجازر الـ17 أكتوبر عام 1961، يوم قتلت شرطة باريس بقيادة موريس بابون عشرات المتظاهرين الجزائريين وألقت بالعشرات منهم في "نهر السين".

فمن يكون بن مهيدي؟

ولد العربي بن مهيدي في مدينة مليلة شرق الجزائر عام 1923، وهو أحد أبرز مفجّري الثورة الستة والملقّب ثوريا بـ"حكيم"، ثم أطلق عليه بعد ذلك وصف "حكيم الثورة".

تلقى بن مهيدي تعليمه الإعدادي في مدينة قسنطينة شرق البلاد، وانضم عام 1939 إلى فوج من الكشافة في بسكرة جنوب شرق الجزائر.

يصفه الباحث الجزائري في تاريخ الثورة الجزائرية، البروفيسور، عبد المجيد بوجلة، في تصريح سابق لـ"أصوات مغاربية" بـ"ابن الوطن البار".

ويضيف بوجلة "هو من الرعيل الأول للثورة التحريرية الجزائرية، صاحب ثقافة ثورية مناهضة للمظالم الاستعمارية التي طال أمدها في الجزائر لأزيد من قرن، من عناصر مجموعة قادة الثورة في الداخل".

ونجح بن مهيدي في وقت وجيز من تسلق مراكز القيادة في الثورة الجزائرية وأشرف بنفسه على عدة عمليات استهدفت الجيش الفرنسي انطلاقا من مركزه كمسؤول عسكري على المنطقة الخامسة (الغرب الوهراني 1954-1956) ثم بعدها على الولاية الخامسة خلال الفترة الممتدة بين عامي 1956-1962.

وإلى جانب ذلك، قاد بن مهيدي التنسيق بين المقاومين وقيادة الثورة في القاهرة، كما تولى بنفسه عددا من العمليات التي عززت إمدادات الثوار بالسلاح.

وكان القيادي واحدا أيضا من الثوار الجزائريين البارزين المشاركين في مؤتمر الصومام في صيف عام 1956، المؤتمر الذي شكل انعقاده منعطفا رئيسيا في النضال الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.

توقفت "تكتيكات" هذا المقاوم، التي كبدت الاستعمار الفرنسي الكثير من الخسائر، عام 1957، سنة اعتقاله وسجنه، ليتوقف نشاط "حكيم الثورة الجزائرية" الذي عرف بمقولته الشهيرة "القوا بالثورة في الشارع يحتضنها الشعب".

البطل الذي قهر عدوه بابتسامته ❗️

فبراير 1957 اعتقل #العربي_بن_مهيدي وقُتل تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957 .
أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه.
إذ عُذب إلى حد سلخ جلد وجهه بالكامل .خلّدته شهادة المجرم الجنرال مارسيل بيجار الذي يئس هو وعساكره من أن ينتزع منه… pic.twitter.com/IEviILOj65

— ???? أحلام مستغانمي (@AhlamMostghanmi) March 2, 2024

ويتذكر الجزائريون صورة شهيرة لبن مهيدي لحظة اعتقاله في العاصمة، محاطا بمظليين فرنسيين والابتسامة مرسومة على وجهه، ورغم ما تعرض له من تعذيب إلا أن "حكيم الثورة" لم يدل بأي معطيات بشأن زملائه، ثم أعلن في ليلة الرابع من مارس عام 1957 عن إعدامه دون حكم قضائي.

وفي أبريل عام 2021، طالبت الجزائر فرنسا بالاعتراف بتعذيب وقتل محمد العربي بن مهيدي، وكان ذلك في حوار أجراه سفير الجزائر في فرنسا حينها، محمد عنتر داود، مع التلفزيون العمومي الجزائري.

حيث قال في الحوار إن "الجزائر لا تزال تنتظر اعتراف واعتذارا من الدول الفرنسية بخصوص تعذيب وقتل العربي بن مهيدي".

المصدر: موقع الحرة

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الاستعمار الفرنسی الثورة الجزائریة العربی بن مهیدی عام 1957

إقرأ أيضاً:

المتهم بسرقة مطعم: أشعلت النار به بعد سرقته لإبعاد الشبهات عنى

أدلى عامل متهم بسرقة محل في مدينة السلام بالقاهرة، باعترافات تفصيلية أمام رجال المباحث، حيث اعترف المتهم بأنه كان يعمل في مطعم، ونظرا لمروره بضائقة مالية اختمر في عقله سرقة المحل نظرا  لعلمه بتواجد المبلغ المستولى عليه بالمطعم، فقام بالانتظار بإحدى المقاهى حتى تأكد من قيام مالك المطعم بغلقه، عقب ذلك تمكن من فتح الباب الحديدى وسرقة المبلغ المالي وسكب كمية من سائل البنزين وإضرام النيران بالمطعم لإبعاد الشبهات عنى وتضليل رجال المباحث، وتم بإرشاده ضبط المبلغ المالى المستولى عليه، لتأمر النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.

كشفت الداخلية ملابسات ماتبلغ لقسم شرطة السلام أول بمديرية أمن القاهرة من مالك مطعم كائن بدائرة القسم بنشوب حريق بالمطعم خاصته وعقب إطفائه بمساعدة الأهالى اكتشف سرقة مبلغ مالى من داخل المحل لعلمه بتواجد المبلغ المستولى عليه بالمطعم، فقام بالانتظار بإحدى المقاهى حتى تأكد من قيام مالك المطعم بغلقه، عقب ذلك تمكن من فتح الباب الحديدى وسرقة المبلغ المالى وسكب كمية من سائل البنزين وإضرام النيران بالمطعم ولاذ بالفرار، وتم بإرشاده ضبط المبلغ المالى المستولى عليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

 



مقالات مشابهة

  • الفيصل الزبير يسعى للعودة إلى منصة التتويج في سباق ماني كور الفرنسي
  • وفاء عامر كلمة السر.. من هي بنت الرئيس مبارك التي أشعلت السوشيال ميديا؟
  • ضحكات محرز والعطار تشعل منصات التواصل.. فيديو
  • على امتداد سبعة عقود.. ما هي أبرز المحطات في مسار الموقف الفرنسي من الاعتراف بفلسطين؟
  • عبير سندر تعلن حملها بطفلها الثالث .. فيديو
  • استقبل الفجر الجزائرية 2025 التردد الجديد لمشاهدة "المؤسس عثمان"
  • المتهم بسرقة مطعم: أشعلت النار به بعد سرقته لإبعاد الشبهات عنى
  • وزير الخارجية الفرنسي: الاعتراف بدولة فلسطين سيزيل حماس
  • 20 ألف جولة رقابية على جوامع ومساجد المدينة المنورة
  • محرز: تمنيت اللعب مع بنزيما في الجزائر ولكنه اختار فرنسا