بغداد اليوم -  متابعة

في عملية لم تكن مفاجئة من حيث طبيعتها، أقدمت قوة كوماندوس إسرائيلية، أول امس الجمعة، على تنفيذ إنزال على ساحل منطقة البترون في الشمال، وتوجّهت قوة خاصة ضمّت نحو 20 شخصاً ارتدوا زي جهاز أمني لبناني، يرافقهم إلى مبنى يضم عدداً من الشاليهات، حيث تمّ اقتحام شقة وخطف المواطن عماد أمهز.

وأعلن جيش الاحتلال أنه خطف عنصراً في القوة البحرية التابعة لحزب الله، وأن الهدف هو الحصول منه على معلومات عن عمل القوة البحرية.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي أن أمهز، الذي يتدرب على مهمة قبطان بحري، كان يعمل على نقل أسلحة إلى حزب الله من سوريا إلى لبنان عن طريق البحر وشكّلت العملية صدمة لبعض الجهات الرسمية.

وبحسب المصادر تم ملاحظة عدة أمور ابرزها :-

إن المنطقة المستهدفة ليس فيها أي وجود عسكري أو أمني لحزب الله، ولا يمكن اعتبارها قريبة من الحزب لناحية البيئة الاجتماعية والسياسية والطائفية كما ان إسرائيل فقط من زعمت بصورة شبه رسمية بأن المواطن المخطوف عضو في القوة البحرية للحزب، ثم سرّب أنه كان يقوم بنقل أسلحة إلى حزب الله من سوريا عبر البحر.

إن المنطقة التي حصلت فيها العملية تقع بكاملها تحت سلطة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الرسمية، ما يطرح سؤالاً عن دور هذه القوى والأجهزة في مواجهة مثل هذه الاختراقات خصوصا ان القوة المنفذة لبست ملابس جهاز أمني محلي، وتحدّث أفراده باللهجة اللبنانية وأزالوا تسجيلات كاميرات.

إن العملية وقعت في عمق بحري يقع تحت حماية القوات الدولية، وتحديداً تحت سلطة القوة البحرية التي تشرف عليها ألمانيا ما يع تساؤلا هل ما حصل يجعل اللبنانيين أكثر اطمئناناً لتولي القوات الدولية والقوى الغربية حماية لبنان ومنع العدو من الاعتداء عليه، ضمن برنامج تنفيذ واسع للقرار 1701؟.

المصدر: وكالات


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: القوة البحریة

إقرأ أيضاً:

دعوة إسرائيلية لوقف سياستها العدوانية في المنطقة حرصا على علاقاتها مع الصين

بينما تشهد العلاقات الإسرائيلية الأمريكية حالة من عدم الاستقرار، ولو بصورة مؤقتة، فقد سُمعت المزيد من الأصوات العديدة من الخبراء والجمهور في دولة الاحتلال التي تُعرب عن شكوكها بشأن العلاقات تجاه الصين، في ضوء نفوذها الواسع، وتأثيره في العديد من المجالات، مع التركيز على البنية التحتية والنقل والتجارة، دون أن تتخذ قيادة الاحتلال سياسة حازمة وواضحة في مواجهة ما بات بعرف بـ"التهديد الصيني".

وقال آيال بروبر، المحاضر بجامعة رايخمان، والمبعوث الدبلوماسي في بكين، والقنصل العام في شنغهاي، إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاول استغلال الفاعلية الصينية للإشارة إلى الإدارة الأمريكية المتوترة بأن إسرائيل لديها بديل، رغم أصوات الخبراء والرأي العام التي دأبت على التحذير من "التهديد الصيني"، ومع ذلك فإنها لم تكن في عجلة من أمرها لاختيار جانب معين".

وأضاف في مقال نشره موقع زمان إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "التوترات الإسرائيلية الأمريكية بشأن العلاقة مع الصين بلغت ذروتها في يوليو 2023، عندما التُقطت صورة لنتنياهو يحمل كتابًا للزعيم شي جين بينغ، أهداه إياه السفير الصيني، وقال إنه يعتزم زيارتها في أقرب وقت ممكن، في وقت كان فيه الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن مترددًا بدعوته للبيت الأبيض، لكن الزيارة أُجريت للولايات المتحدة في نهاية المطاف، بينما لم تُجرَ الزيارة إلى الصين، التي كانت مُخططًا لها في نهاية أكتوبر 2023، بعد بدء الحرب على غزة".

وأوضح بروبر أنه "لابد من التأكيد على أن إسرائيل لم يكن لديها بديل صيني حقيقي، وأن الصين، لا إسرائيل، هي التي اختارت الانحياز، بدليل أنها اتخذت قرارات وتصريحات حادة اللهجة ضد إسرائيل خلال عملية سيف القدس في مايو 2021، وقد تبنّت هذه السياسة في إطار تصعيد الصراع بين القوى، ورغبةً منها في إظهار الوجه المزدوج للولايات المتحدة، الذي لا يُساعد المسلمين عمومًا، والفلسطينيين خصوصًا، من خلال مهاجمة إسرائيل".

وأكد أن "حرب السابع من أكتوبر عززت هذا التوجه بشكل كبير، حيث رفضت الصين إدانة حماس، وأصبحت إسرائيل هدفًا سهلًا للهجوم، وامتد العداء لها إلى مظاهر معاداة السامية في وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية، وكلها خاضعة لسيطرة الحزب الشيوعي، مع العلم أن هذا النهج الاستراتيجي الذي اختارته الصين تجاه تل أبيب سوف يستمر ما لم تظهر مصلحة صينية جوهرية تستدعي تغيير هذه السياسة".



وأشار بروبر إلى أن "سؤالين مهمين يظهران في هذه الحالة أولهما ما هي تلك المصلحة الصينية الجوهرية التي قد تؤدي لتغيير هذه السياسة، وثانيهما أين تقف دولة إسرائيل في هذا السياق، مع أن الإجابة عليهما تستدعي العودة قليلًا إلى الوراء، لأنه قبل وبعد إقامة العلاقات عام 1992، نظرت الصين لإسرائيل كأصل فريد وقيم لبناء القدرات العسكرية، وتحديثها، وباعتها تكنولوجيا متقدمة لحماية قلب الولايات المتحدة".

وأضاف بروبر أنه "بعد عقد من الزمن، أدّت بعض الأزمات إلى توقف تام في بيع التكنولوجيا والمعدات العسكرية، وتراجع كبير في التعاون، فضلًا عن تراجع النظرة الاستراتيجية الصينية لإسرائيل كأصل استراتيجي، وقد مرّ عقدٌ آخر تقريبًا، ودفعت أزمة "الربيع العربي" الصينيين إلى تقدير استقرار إسرائيل في الشرق الأوسط، وتلقّي معلومات قيّمة من خلالها".

وأوضح أنه "في الوقت نفسه، سعت الصين للتعرّف على الابتكار، ونقل التقنيات المدنية المتقدمة من إسرائيل إليها، حيث وسّعت الشركات الصينية، مع التركيز على البنية التحتية، أنشطتها التجارية، بما في ذلك بناء وتشغيل موانئ بحرية جديدة في إسرائيل، وازدهرت التجارة، ما جعل الصين ثاني أكبر شريك تجاري لها، مع أنه في السنوات الأخيرة، لاسيما منذ حرب السابع من أكتوبر، ازدادت جاذبية إسرائيل، وسمعته".

وأكد أنه "في ضوء التطور التكنولوجي السريع في الصين، لم تعد التكنولوجيا الإسرائيلية فريدة كما كانت، وفي الوقت نفسه، لا يزال الاهتمام التجاري الصيني بالبنية التحتية في إسرائيل قائمًا، مع إدراك أنها سوق صغيرة نسبيًا مقارنةً بانتشار الصين حول العالم، لأنه من وجهة نظر الصين، لا تزال دولة إسرائيل لاعبًا مؤثرًا في الشرق الأوسط، ولها قدراتٌ كبيرة".

وبين أنه "على عكس الماضي، باتت الصين تنظر اليوم الى إسرائيل على أنها عامل يُؤجج الحروب والدمار، وعدم الاستقرار، ولا ينبغي أن يتغير هذا التصور الاستراتيجي، ومع ذلك، إذا بدأت عملية حقيقية لإعادة تأهيل غزة، وإعمارها، وانتقلت دول الشرق الأوسط، بما فيها سوريا ولبنان، من رؤية الدمار والموت إلى بناء استقرار شامل، وإنشاء بنية تحتية للرفاهية، فستسعى الصين بالتأكيد للاندماج، بما في ذلك في المبادرات التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، وجني مكاسب اقتصادية وسياسية".

وأضاف بروبر أن "الصين، بكل ما يترتب على ذلك من مشاكل، يجب على إسرائيل أن تدرك أنها لاعب عالمي قوي للغاية، ولا يمكن تجاهله، لأن التصريحات الإسرائيلية غير المألوفة ضد الصين، أو الإضرار بمصالحها الجوهرية، كما هو الحال في سياق تايوان، وقد تُلحق بدولة إسرائيل ضرراً مباشراً وغير مباشر، وعلى سبيل المثال، يُعد استيراد البضائع من الصين أمراً بالغ الأهمية للمستهلك الإسرائيلي، ويُساعد في خفض تكلفة المعيشة المرتفعة أصلاً".

وأوضح أنه "في مجال البنية التحتية، وفي الوقت الذي تُطرح فيه مناقصات بناء المترو، تحتاج إسرائيل إلى الشركات الصينية، سواء من حيث الخبرة، أو الأسعار التنافسية، لأن البدائل، بما فيها الشركات الأمريكية، أغلى بكثير، وهي على أي حال ليست في عجلة من أمرها، وفي ضوء ذلك، يجب مواصلة العمل مع الصين مع الحفاظ على الضوابط، والتوازنات في سياق الأمن القومي".

وتشير هذه القراءة الإسرائيلية إلى أن استمرار السياسة العدوانية في المنطقة عموما، وضد الفلسطينيين خصوصا، يعني أنها لن  تستطيع إعادة بناء التعاون مع الصين، بما في ذلك دمج شركاتها في مشاريع مختلفة مقابل سياسة أكثر توازناً، ولتحقيق هذا الغرض، ستكون هناك حاجة إلى رؤية طويلة الأمد تتضمن رؤية للعلاقات الإقليمية، بعيدا عن مخططات السيطرة والاحتلال والقمع.

مقالات مشابهة

  • القناة 12 الإسرائيلية: المستوى الأمني يضغط باتجاه شن عملية تستهدف حزب الله
  • إسرائيل تستهدف تدريبات "قوة الرضوان" في جنوب لبنان
  • غارات إسرائيلية عنيفة على لبنان.. والجيش: استهدفنا حزب الله
  • إسرائيل توحّد الخصوم في المنطقة
  • غارات إسرائيلية متزامنة على مواقع حزب الله جنوب وشرق لبنان
  • دعوة إسرائيلية لوقف سياستها العدوانية في المنطقة حرصا على علاقاتها مع الصين
  • صحيفة إسرائيلية: تل أبيب قد تقبل بدخول قوات تركية إلى غزة
  • محلل سياسي: اجتماع طهران يستهدف استعادة العلاقات بين الرياض وإيران
  • كشف تفاصيل عملية سرّية إسرائيلية بغزة قبل يوم من هجوم 7 أكتوبر
  • تقرير استرالي: مع اقتراب الموعد .. هل سينجو لبنان من حرب إسرائيلية جديدة؟