جريمة مأساوية.. تفاصيل مقتل صاحب "مقهى أسوان" على يد مالك محل عصائر
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى شارع الكوربة بمصر الجديدة، حيث يلتقى صخب المدينة بعبق تاريخى قديم، جرت حادثة مأساوية هزت القلوب وأبكت العيون، كان ضحيتها الشاب الأربعينى "محمد عبد الرازق"، المعروف بـ"حمص أبو آسيا"، شريك بأحد المقاهى “قهوة أسوان”.
ورغم أنه كان معروفًا بطيبته، إلا أن قدره حمل له نهاية مأساوية، فالمتهم، "ناصر- صاحب محل عصائر"، لم يكتفِ بخصومته القانونية معه، بل انتزع حياته فى مشهد يملؤه الغدر.
صراع وتراكم الخلافات
بدأت القصة منذ سنوات بين ملاك مقهى أسوان وهما: الضحية "حمص" وشريكه "هادي" من جهة، وملاك محل العصائر وهما: المتهم "ناصر" وشريكه شخص آخر من جهة أخرى، وكان الصراع حول ملكية العقارات ومحلات تجارية بموجب عقود شرعية وقضائية.
حكم قضائي
وفى شهر سبتمبر ٢٠٢٤ ، حصل ملاك المقهى (حمص وهادي) بموجب قرار قضائى على حكم طرد، ضد "ناصر" - مالك محل العصائر، وانتظر المالكان حتى يوم ٢٧ أكتوبر من الشهر المنصرم، أى لمدة ٤٠ يومًا، لاستخراج شهادة بعدم حدوث استئناف، بمقتضاها يتم تنفيذ حكم طرد "ناصر" صاحب محل العصائر.
هذا النزاع القانوني، الذى امتد لسنوات طويلة، وصل إلى ذروته بعد إصدار الحكم القضائى لصالح أصحاب المقهى، مما أشعل نار العداوة بين الطرفين.
المواجهة الأخيرة
فى اليوم المشئوم، وبينما كان "حمص" يمارس عمله المعتاد فى المقهى ، اقترب "ناصر" بصمت مشحون بالانتقام، ولم يدرِ الضحية أن تلك اللحظة ستكون آخر لحظاته.
بدأ الشجار بتبادل كلمات قاسية، وسرعان ما تطور إلى عنفٍ مفاجئ، أخرج "ناصر" مطواة من طيات ملابسه، ولم يتردد فى غرسها فى جسد "حمص"، طعنة تلو الأخرى.
رغم المقاومة الشديدة من "حمص" الذى كان يعانى من إعاقة، إلا أن الضربات كانت أسرع وأقوى من أى محاولة للهروب أو الدفاع، كان الدم يسيل بسرعة، والنظرات الممتلئة بالرعب تعكس وجوه المارة الذين وقفوا مصدومين أمام مشهد الجريمة المروع.
صرخات "حمص" الضعيفة لم تجد صدى فى قلوب من كانوا حوله، سوى صديقه الذى وقف عاجزًا على الجانب الآخر، يشاهد صديقه يُقتل بلا رحمة.
نهاية مأساوية
بعد أن أجهز عليه بطعناته، ذبح "ناصر" الضحية بوحشية أمام الملأ، ملوثًا الشارع بدمائه، ومضى من المكان كأنه لم يرتكب فعلًا شنيعًا، حاولت مجموعة من الشباب نقل "حمص" إلى مستشفى هليوبوليس، إلا أن الجروح كانت قاتلة.
صرخات مطالبة بالقصاص
أسرة "حمص"، التى فقدت معيلها الوحيد، وقفت أمام ثلاجة الموتى وهى تملأ المكان بنحيبها، تردد: "نريد القصاص.. الإعدام لا يشفى غليلنا"، فيما ألقت الشرطة القبض على المتهم "ناصر"، ليواجه الآن عقوبة تنتظره من خلف قضبان السجن. من جانبها؛ رأت أجهزة الأمن ملابسات تداول مقطع فيديو على عدد من المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى يتضمن قيام أحد الأشخاص بالتعدى على آخر بسلاح أبيض بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة مما أدى إلى وفاته.
بالفحص تبين أنه بتاريخ ٣٠ أكتوبر الماضى نشبت مشاجرة بدائرة قسم شرطة مصر الجديدة بين كل من طرف أول (مالك محل عصائر بأحد العقارات بدائرة القسم ) طرف ثان (شريك بمقهى بذات العقار "متوفى")، وذلك بسبب خلافات بينهما حول رغبة المتوفى فى طرد الأول من المحل المشار إليه بدعوة ملكيته لحصة بالعقار وشرائه الشقة التى تعلو المحل الخاص به، قام على إثرها الأول بالتعدى عليه بسلاح أبيض محدثاً إصابته التى أدت إلى وفاته.
تم ضبط مرتكب الواقعة فى حينه وعرضه على النيابة العامة التى قررت حبسه على ذمة التحقيقات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مصر الجديدة محل العصائر
إقرأ أيضاً:
محمد دياب يكتب: غزة بين الإنهيار وتمرد الإحتلال
تجتاح العواصف قطاع غزة المنهك، فتغرق الأمطار خيام النازحين الذين لم يبقَ لهم من الحياة سوى ما تحميه الأقمشة الممزقة، بينما تواصل الطائرات الإسرائيلية ضرب كل ما بقي على قيد الحياة فوق الأرض المحاصرة الغارات تتصاعد حدّتها يومًا بعد يوم ويخرج قائد جيش الاحتلال «زامير» ليتبجح بأن «حدود إسرائيل الجديدة» أصبحت عند الخط الأصفر الذى يشطر غزة، فى تحدٍ سافر لكل الاتفاقات والقرارات الدولية التى اعتادت إسرائيل أن تتجاوزها بلا حساب.
وفى الوقت نفسه، تطلق المنظمات الدولية تحذيرات متصاعدة من كارثة إنسانية وشيكة تهدد سكان القطاع خمسون يومًا مرت منذ وقف إطلاق النار، ومع ذلك تصرّ إسرائيل على استمرار عملياتها العسكرية، وتمنع دخول المساعدات الضرورية، وكأنها تدير حربًا موازية هدفها تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة، تمهيدًا لفرض مخطط التهجير القسرى الذى لم تعد تخفيه.
وبعد أن تسلمت كل أسراها أحياءً وأمواتًا، لم تجد إسرائيل حتى الذريعة الواهية التى ما دام احتمت بها؛ فلم يتبق لها سوى جثة واحدة تبحث عنها بالتنسيق مع الصليب الأحمر. لكنها تتجاهل فى الوقت ذاته أنها تحتجز ٧٥٠ جثة لشهداء فلسطينيين، وترفض إدخال المعدات اللازمة لانتشال نحو عشرة آلاف شهيد مازالوا تحت الأنقاض. ورغم وقف إطلاق النار، تضيف إسرائيل يوميًا وبدم بارد أعدادًا جديدة إلى قوائم الشهداء، فى استهانة كاملة بقرارات مجلس الأمن.
وتؤكد منظمات الأمم المتحدة أن التحرك العاجل أصبح ضرورة لمنع انهيار أكبر فى غزة، ولإجبار إسرائيل على فتح المعابر أمام آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والأدوية والخيام والأغطية، المحتجزة عند الحدود بذريعة جثة واحدة. وإذا استمرت هذه الفوضى التى تمارسها إسرائيل دون ردع دولى، فالعالم كله سيدفع ثمن تقاعسه.
إن قرار إنهاء الحرب انتقل من خانة المقترحات إلى مستوى الالتزام الدولي عقب اعتماده في مجلس الأمن
وما تمارسه إسرائيل الآن هو تحدٍ جديد للشرعية الدولية، التى ستفقد جدواها إذا سمحت باستمرار هذا السلوك الهمجي.
فالفلسطينيون ليسوا وحدهم على حافة الانهيار… العالم كله أمام اختبار أخلاقى وإنسانى قد يحدد مصير المنطقة لعقود قادمة.