صرح مسؤول رفيع بالأمم المتحدة لمجلس الأمن اليوم الأربعاء، أن الحرب في السودان وعدم اليقين السياسي في جنوب السودان قد أعاقا التقدم في الحوار السياسي بشأن الوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين بجانب قضايا الحدود.

الخرطوم ــ التغيير

وأطلعت مارثا أما أكيا بوبي، مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا في إدارات الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام، مجلس الأمن وحث الأعضاء على تقديم المزيد من الدعم لقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي “يونيسفا” في الوفاء بولايتها، قبل انتهاء ولايتها في 14 نوفمبر.

وأفادت في إحاطتها للمجلس بشأن تنفيذ القرار 2046 (2012)، فضلاً عن تقديم تحديث عن التطورات في أبيي وقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي، بما في ذلك دعمها لآلية التحقق والمراقبة المشتركة للحدود.

وفي معرض حديثها عن التطورات الأخيرة، أشارت إلى أن انعدام الأمن أدى إلى اضطرابات في إنتاج النفط وصادراته في جنوب السودان، مما أدى إلى تفاقم الوضع المالي المحفوف بالمخاطر. وعلى الصعيد الإنساني، فر مئات الآلاف من اللاجئين من القتال في السودان، وعبروا إلى جنوب السودان، حيث واجهوا مثلهم كمثل مواطني جنوب السودان ظروفا مزرية، مع عدم كفاية الوصول إلى المياه النظيفة والغذاء والخدمات الصحية.

وفي الوقت نفسه، أشارت إلى استمرار انتشار الأسلحة الصغيرة والأسلحة الثقيلة في منطقة أبيي، حيث أفاد مسؤولون من جنوب السودان بتوغل مجموعة من مقاتلي قوات الدعم السريع في 21 أكتوبر الذين نهبوا مقاطعتي أمان أقواك وميجاك.

وأضافت أن تحركات الجماعات المسلحة تؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني الهش في جنوب السودان وأبيي، وخاصة فيما يتصل بالتوترات القائمة بين مجتمعي تويج ميارديت ودينكا نقوك، مضيفة أن التحديات المتعلقة بتغير المناخ، بما في ذلك الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة، أدت إلى نزوح أكثر من 18 ألف شخص في أبيي وحدها، فضلا عن التأثير في المحاصيل والبنية الأساسية، وتعطيل الخدمات الصحية والتعليمية.

حرب السودان

وقالت مارثا إن دخول الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شهرها التاسع عشر، فإنها تظل مصدرا رئيسيا لزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي ومنطقة الساحل، مع عواقب أمنية وإنسانية واقتصادية وخيمة على جيران السودان.

كما أكدت أن التنفيذ الكامل للقرار 2046 (2012) مستحيل دون حل الصراع في السودان.

وفيما يتعلق بقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي، قالت إنه في حين لم يكن هناك تقدم في عام 2024 فيما يتعلق بالحوار بين السودان وجنوب السودان بشأن الوضع النهائي لأبيي وقضايا الحدود، تواصل البعثة مراقبة الوضع بحثا عن الظروف التي قد تكون مواتية لاستئناف المحادثات، وتقدم الدعم لاستئناف الآلية السياسية والأمنية المشتركة، التي اجتمعت آخر مرة في يناير 2023، ولجنة الرقابة المشتركة في أبيي، التي لم تُعقد اجتماعاتها منذ عام 2017.

وقالت إن قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي تركز في الوقت ذاته على “المهمة الحاسمة” المتمثلة في دعم الاستقرار على الأرض في أبيي، مسلطة الضوء على دورها البارز في تعزيز وتعميق المصالحة، مما ساهم في عدم الإبلاغ عن أي اشتباكات بين مجتمعي دينكا نقوك والمسيرية.

انتهاكات

كما أعربت عن قلقها إزاء الوجود المقلق لأفراد الأمن من جنوب السودان في جنوب أبيي، في انتهاك لاتفاقية 20 يونيو 2011 بين السودان وجنوب السودان بشأن إدارة وأمن أبيي، مما أدى إلى فرض قيود على حرية حركة قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي، في تناقض مع اتفاقية وضع القوات.

وقالت إن البعثة تواصل إشراك سلطات جوبا في الدعوة إلى انسحابها، كما دعت سلطات جنوب السودان إلى العمل مع قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي لتسهيل تشغيل آلية الأمن السياسي المشترك القطاع 1، في أقرب وقت ممكن.

الضغوط على الموارد

وقالت إن من القضايا المثيرة للقلق أيضا زيادة الضغوط على الموارد في أبيي، في أعقاب وصول النازحين الفارين من القتال في السودان، مما أدى إلى زيادة الجريمة، ودعت المجلس إلى تقديم الدعم لدعوات قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي المستمرة إلى البلدان المضيفة لتمكين نشر الشرطة التابعة للأمم المتحدة بالكامل، نظراً لقدرة قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي المحدودة على دعم سيادة القانون في أبيي، في وقت الحاجة المتزايدة.

الوسومأبيي السودان اليونسفا دولة الجنوب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أبيي السودان دولة الجنوب

إقرأ أيضاً:

العراق والمخدرات: قراءة في منظومة الحرب الناعمة على المخدرات

30 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: تتكشف أبعاد المعركة العراقية ضد المخدرات، فيما تصوغ الأمم المتحدة مساراً جديداً، متعدد الأبعاد، لدعم بغداد في مواجهة ما وصفته بالأزمة الصحية والاجتماعية المعقدة.

وتسعى الأمم المتحدة عبر مكتبها المعني بالمخدرات والجريمة إلى إرساء دعائم شراكة استراتيجية مع وزارتي الصحة والداخلية، لإطلاق برنامج شامل لا يكتفي بردع الاتجار بل يتوغّل في بنية الدولة الإدارية والتنسيقية، لتقوية قدرات إنفاذ القانون وتحسين الهيكلة المؤسسية لمكافحة المخدرات.

ويعكس هذا التوجّه نزوعاً نحو مقاربة أمنية – صحية مزدوجة، تنسجم مع ما بات يعرف في الأدبيات الدولية بـ”الصحة العامة الجنائية”، حيث لا تُعالج الظاهرة من منطلق أمني صرف، بل تُفكك بوصفها أزمة بنيوية تشمل الجسد الاجتماعي ومؤسسات الدولة على السواء.

ويؤكد علي اليساري، كبير منسقي المكتب الأممي، أنّ التقرير الصحي المرتقب حول حالة المخدرات في العراق سيشكّل نقطة تحوّل فارقة، كونه يستند إلى بيانات علمية وتحليلات سببية، تتجاوز الوصف إلى تقديم خارطة طريق مفصّلة لوزارة الصحة.

وتسير هذه الخطوات بالتوازي مع دعم منهجي لمديرية مكافحة المخدرات، من خلال تطوير تقنيات التحقيق وتفكيك الشبكات، وتوسيع نطاق التدريب، إلى جانب إسناد الطب العدلي بقدرات تحليل دقيقة تُدمَج ضمن منظومة جودة دولية تتيح للعراق تبادل النتائج والمعايير مع المختبرات العالمية.

وتلفت الأمم المتحدة بوضوح إلى أن إساءة استخدام المخدرات ليست انحرافاً أخلاقياً، بل عرض لأزمة صحية تستدعي استجابات علاجية قائمة على الدليل، مما يمثّل تحوّلاً في فلسفة التعامل مع المدمنين من التجريم إلى التأهيل.

وتعكس هذه المقاربة تفكيكاً للثنائية التقليدية بين “الأمن” و”الصحة”، في ظل اعتراف بأن المخدرات صارت ظاهرة عابرة للحدود، ترتبط بالفساد وغسل الأموال وسقوط مؤسسات إنفاذ القانون، وتهدد الحوكمة والشرعية السياسية في دول ما بعد الصراع، والعراق ليس استثناء.

وتشير الملامح الأولية للتقرير الدولي إلى إدراك عميق لأبعاد الظاهرة المتعددة، ما يؤشر إلى رغبة دولية في إرساء مقاربة مستدامة، تتجاوز الاستجابات الموسمية، نحو بناء نظام وقاية ومعالجة وتحقيق جنائي متكامل.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مرتزقة أجانب يغادرون محاور القتال في كردفان ويتجهون إلى دولة مجاورة
  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • اشتباكات حدودية بين جنوب السودان وأوغندا تخلف قتلى وجرحى
  • العراق والمخدرات: قراءة في منظومة الحرب الناعمة على المخدرات
  • لجنة ضبط الوجود الأجنبي بجنوب كردفان تعقد اجتماعا بسلاطين جنوب السودان
  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • رئيس وزراء بريطانيا: سنعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل
  • وزير الخارجية يؤكد على أهمية استكمال مشروع المياه في منطقة الحوبان
  • سعد بحث مع قائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الأوضاع الأمنية
  • منظمات أممية: السودان بحاجة ماسة للدعم مع عودة 1.3 مليون نازح