النفط الكردي يعود إلى الواجهة: بغداد ترفع التكلفة وتفتح باب التسويات
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
7 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: تعتبر أزمة صادرات النفط بين حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة الاتحادية في بغداد أحد أبرز الملفات التي تشهد تعقيدًا مستمرًا، حيث يتجاوز تأثير هذه الأزمة حدود الجانب الاقتصادي ليصل إلى الصراعات السياسية والحوارات الاستراتيجية المعقدة.
وفي خطوة تبدو كإشارة لتحريك المياه الراكدة، عبرت سلطات إقليم كردستان عن أملها في استئناف صادرات النفط المتوقفة منذ مارس 2023، وذلك بعد قرار الحكومة الاتحادية رفع تكلفة الإنتاج، وهو ما أكّدته تصريحات رسمية من الطرفين خلال الأيام الماضية.
وفي تصريح صدر عن الحكومة الاتحادية، أكد أن لجنة فنية مشتركة ستتولى تحديد تكاليف الإنتاج والنقل عبر جهة استشارية دولية متخصصة، بهدف تسوية الخلافات المالية والفنية، على أن يكون تحديد تلك التكاليف في غضون الشهرين المقبلين.
وقالت مصادر في وزارة النفط العراقية إن هذه الخطوة هي “تجسيد لرغبة الحكومة الاتحادية في تسوية الوضع بشكل نهائي”، في حين أضافت مصادر أن “التعديل الجديد قد يكون نقطة تحول في العلاقة بين الطرفين”.
ومع هذه التصريحات، يظل الأمل قائمًا لدى إقليم كردستان في أن يُفضي هذا التعديل إلى استئناف تصدير النفط “بأسرع وقت ممكن”، وهو ما سيسهم بحسب رأي مسؤولي الإقليم في زيادة الإيرادات وتطوير قطاع النفط.
ورغم التفاؤل الذي أبدته بعض الجهات الرسمية في الإقليم، إلا أن التحديات الكبيرة ما زالت مستمرة، خصوصًا في ظل الخلافات القديمة حول عقود الشركات النفطية في الإقليم.
فقد أشار تحليل من خبير اقتصادي إلى أن “مسائل شائكة أخرى” لا تزال قائمة بين بغداد وأربيل، بما في ذلك إعادة التفاوض على شروط عقود الشركات النفطية، والتي “كانت تمنح الشركات جزءًا من الكميات المنتجة، بالإضافة إلى استرداد تكاليفها”. وأضاف التحليل أن هذا الملف قد يكون أحد أكبر العقبات التي ستواجه الحكومة الاتحادية في سعيها لحل المشكلة بشكل نهائي.
وذكرت بعض التغريدات من ناشطين في الشارع الكردي، أن “زيادة سعر النفط إلى 16 دولارًا للبرميل هي خطوة إيجابية لكنها لن تكون كافية إذا لم يتم التوصل إلى حلول جذرية تضمن حقوق الإقليم”. كما تداول البعض في منصات التواصل الاجتماعي صورًا وخرائط توضح كيف أن توقف الصادرات كان قد أثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي، مع تقديرات تشير إلى خسارة تبلغ 20 مليار دولار جراء توقف تلك الصادرات.
وفي خطوة أخرى، تعتبرها بعض التحليلات بمثابة اختبار حقيقي لحكومة الإقليم، طالبت بغداد بتسليم نفط الإقليم على الفور لتسويقه عبر الحكومة الاتحادية. هذا القرار الذي شمل أيضًا إشرافًا دوليًا على تحديد تكاليف الإنتاج والنقل، أثار ردود فعل متباينة، حيث اعتبر البعض أن هذا يمثل نوعًا من التحكم المباشر على موارد الإقليم.
وقال أحد المواطنين في أربيل عبر تغريدة: “إنها ليست المرة الأولى التي نسمع فيها عن خطوات مماثلة، ولكننا نأمل أن تكون هذه المرة مختلفة، وأن تُثمر هذه المحادثات عن نتائج ملموسة”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الحکومة الاتحادیة
إقرأ أيضاً:
وفد الحزب الكردي يجري أول زيارة لأوجلان بعد إعلان حلَّ العمال الكردستاني
أنقرة (زمان التركية) – توجه وفد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي اليوم في زيارته الخامسة إلى زعيم تنظيم العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، داخل سجن إمرالي.
وتشير المعلومات الواردة عن الحزب الكردي أن الوفد ضم كلًّا من برفين بولدان والمحامي فائق أوزجور أرول.
وتعد هذه أول زيارة لوفد الحزب الكردي إلى أوجلان منذ إعلان تنظيم العمال الكردستاني حل صفوفه وإلقاء السلاح.
وكانت آخر زيارة أجراها وفد الحزب إلى أوجلان في الحادي والعشرين من أبريل/ نيسان الماضي.
وأُجريت أول زيارة لوفد الحزب الكردي إلى أوجلان في الثامن والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول من عام 2024 أعقبها زيارة ثانية في الثاني والعشرين من يناير/ كانون الثاني من عام 2025 الجاري واستمرت لنحو 4 ساعات.
وعقب الزيارة الثالثة التي ضمت وفدًا من سبعة أشخاص، عقد وفد الحزب مؤتمرا صحفيا في السابع والعشرين من فبراير/ شباط في إسطنبول كشف خلاله عن رسالة أوجلان التي دعا خلالها العمال الكردستاني إلى تفكيك صفوفه وإلقاء السلاح وشدد خلالها على تحمله المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة.
وفي الحادي والعشرين من أبريل/ نيسان، أجرى وفد الحزب زيارته الرابعة إلى أوجلان.
وخلال الأيام الماضية، أعلن تنظيم العمال الكردستاني عن عقده مؤتمرا تقرر خلاله تفكيك صفوف التنظيم وتسليم سلاحه.
Tags: العمال الكردستانيحزب الديمقراطية والمساواة للشعوبسجن إمراليعبد الله أوجلان