د. جمال القليوبي يكتب: الشرق الاوسط بعد فوز ترامب بين الأيباك والصفقات
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
مرورا بالكثير من التصريحات والأحاديث الانتخابية الساخنة وحلقات التصارع بين كامالا هارس ودونالد ترامب إما بالتلفظ أو حتي بكيل الاتهامات بين المتباريين في كل القضايا الاقتصادية التي تخص الرأي العام الامريكي والتوجهات والتصرفات السياسية التي اثرت سلبا بشكل عام علي الموقف المتردي التي وصلت اليه الولايات المتحده الامريكية جراء السياسات من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي ، والكثير من دول العالم بل والعالم كله ينتظر إما التغير أو الاستمرار في النهج الجانح لوجه السياسية الامريكية التي طبقها الديمقراطيون خلال ٢٥ سنه السابقة وكانت نتائجها الكارثية القاسية وخاصة علي دول الشرق الاوسط .
ويبدو أن تبادل الأدوار بين كلا من الجمهوريين والديمقراطيين في كل تاريخ سياستهم عبر السنوات السابقه يركز علي تغيير كامل في منطقة الشرق الأوسط والهدف واضح ومستمر وهو إضعاف وتركيع دول الشرق الأوسط جميعا دون استثناء لأي دوله سواء نفطية أو دينية أو قوية أو ضعيفة ولكن الاهم في ذلك هو إضعاف وسلب محاور القوي من دول المنطقة كي تكون القوة الوحيدة مركزة في تطبيق أطماع إسرائيل , وبالعودة الي نجاح ترامب الذي يعد مفاجأة لكثير من دول العالم الذين أدركوا من الوهلة الأولي لظهور أوباما داعما لكامالا ومصاحبا لها في كل جولاتها الانتخابية أن هناك تصميما من الديمقراطيين علي الاستمرارفي تطبيق الأوضاع الكارثية سواء في أوروبا بالإصرار علي دعم أوكرانيا كي تحارب روسيا وتكريس مجهود حلف الناتو علي تكتل الحرب وإجبار دول الاتحاد الأوروبي علي دفع رسوم الحماية كى تضمن عدم اتساع رقعه الحرب في اوروبا ،او بالاستمرار بكسر ومخالفه قوانين ومواثيق الامم المتحدة والتعدي علي كل الأعراف الإنسانية من اجل تسهيل التوسع الاسرائيلي المستهدف في المنطقة ترتيبا علي توابع السابع من أكتوبر الذي بدأته بعنوان الحرب من اجل عودة المختطفين ثم الدخول في تهجير أهالي غزه في اتجاة رفح ثم احتلال محور فلادلفيا بعنوان أنفاق حماس داخل مصر ثم خطة التوسع في جنوب لبنان للقضاء علي حزب الله واحتلال الجنوب ثم ماذا!! ‘ والسوال يتضح ان الأيام القادمة قد تشهد تطورات سريعة من حكومة نتينياهو في الجولان والضفة الغربية وقد يكون ميزان التغيير في كفة الانتخابات التي أدت الي نجاح ترامب ان هناك مقابل لهذا النجاح حيث نجد من ان نبرة التصريحات لنتيناهو والقرارات الجديدة بإقالة جالنت وزير الدفاع وتعيين اسرائيل كات الأكثر تشددا وعنصرية ما يعنى أن تكملة المخطط مستمرة والدعم الأوروبي والغطاء الأمريكى ايضا مازالا موجودين .
ويبدو أن تصريحات ترامب أثناء دعايته الانتخابية قد تكون مجرد تصورات أو حتي طموحات قد توقفها أرض الواقع من الصفقات والالتزامات التي منحت لترامب, وبالتالي عندما تقييم ما صرح به تجاة الحرب الأوكرانية الروسية وأنه قادر علي وقفها لما لديه من تاثير قوي علي الرئيس الروسي وكذلك قراره علي كلا من حلف الناتو والرئيس زلينسكي وأوامره لوقف الدعم العسكري من بقية الدول الأوروبية ، بينما قد تكون هناك صفقه ليست ظاهرة أمام الرأي العام ألا وهي المقابل لوقف تلك الحرب هل سيكون ثمنه تجميد تكتل بريكس الاقتصادي الذي قد يكون الخصم الاقتصادي الذي يوقف تطلعات الرأسمالية الأمريكية وهو هدف أساسي للصين والتي تسعي من خلال وروسيا والبرازيل جنوب أفريقيا ومصر والسعودية والإمارات والمكسيك ودوّلا أخرى تسعى أن تكون أسواق ذات كثافة سكانية مستهلكة للمنتج والعملة الأمريكية ويمثل تكتل بريكس المتنفس الوحيد كبديل لكثير من تلك الدول التي عانت من ضياع أراضيها وضمور مواردها وضعف اقتصادها وقتل شعوبها وتدمير دولها بسبب السياسة الأمريكية في الشرق الاوسط وفي اوروبا .
وهناك أيضا تصريح للرئيس ترامب يأخد الأهمية لدي الإيرانيين وهو وقف التصعيد مع الاسرائيليين وتكملة البرنامج النووي لتخصيب اليورانيوم الذي يعد الأمل لدي ولاية الفقية وعودة العلاقات مع أمريكا.
ويظل السؤال هل سياسة أمريكا الفترة القادمة احتواء ايران والتضحية بالعلاقات الخليجية أم أن هناك خيار صفقات سنراه في الأيام القادمة.
ويبدو ان الظهور المفاجيء لايلون ماسك بعد فوز ترامب ودعمه من خلال منصة اكس ثم الظهور معه وحديثه مع زلينسكي الرئيس الاوكراني والتصريح إليه باستمرار الدعم الأمريكي في الحرب الأوكرانية مع روسيا وهذا عكس ما صرح به ترامب في جولته الانتخابية حيث قال إنه بمجرد فوزه سيوقف الحرب الأوكرانية الروسية , وعلي الناحية الأخرى تظهر كل التصريحات الإسرائيلية بأنها مستمرة في الحرب دون أي تفهمات في حين أن تصريحات ترامب في جولته الانتخابية لديه إيمان كامل بأن الحرب في غزة سيوقفها ولكن بظهور تكتلات في المجمع الانتخابي الذي كان غير متوقع يعني الكثير والأهم فيها هو وجود صفقات من ايباك كي يتغير الموقف من كامالا إلى ترامب .
ولكن مازالت هناك متغيرات إقليمة ودولية ليست ظاهرة خلال الفترة الانتقالية القادمة لحين انتهاء ترامب من هيكلة حكومته وتعيين الشخصيات من حولة حتى تبدأ فترته في يناير ٢٠٢٥ وعندها ستكون سياسته وتصريحاته في كل قضايا الشرق الاوسط المفاجأة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشرق الاوسط
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إسرائيل وإيران وصلتا للامتحان الحقيقي الذي سيحسم في واشنطن
سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية، الضوء على جهود إيران في تطوير قدراتها النووية، وتسريع هذه الجهود منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بحسب البيانات التي نشرها تقرير المراقبين، ما يشكك في إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالنصر على المحور الذي تقوده طهران.
وقالت الصحيفة في مقال كتبه ألوف بن، إنّ "التقديرات الإيرانية تشير إلى أن إسرائيل غير قادرة على تدمير المشروع النووي"، مشددة في الوقت ذاته على أن الطرفين وصلا الآن إلى الامتحان الحقيقي، الذي سيتم حسمه في البيت الأبيض.
ولفتت إلى أن "تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية حول إيران، كشف عن مكانة طهران القريبة جدا من ترسانة السلاح النووي، في حين أن إسرائيل غارقة في وحل غزة"، معتبرة أن "هذه البيانات تعرض وبدقة هندسية إنجاز إيران وتضع في محل شك إعلانات الناصر لنتنياهو على المحور الإيراني".
وذكرت أنه "في بداية الحرب عام 2023 كانت إيران تمتلك 128.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 بالمئة"، منوهة إلى أنه "قبل أسبوعين كان لديها 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، أي أكثر من ثلاثة أضعاف".
وتابعت: "الآن مطلوب من إيران درجة واحدة أخرى من التخصيب كي تتمكن هذه المادة المتفجرة من أن تصبح قنبلة نووية"، مضيفة أن "البنية التحتية، والمعرفة والقدرة، توجد منذ زمن في يدها، والوقت المطلوب للتخصيب النهائي يصل إلى صفر تقريبا".
وبحسب خبير الطاقة الأمريكي ديفيد البرايت، فإن أسلوب فقط مطلوب لإنتاج اليورانيوم المخصب لقنبلة واحدة في منشأة بوردو، والمخزون الذي يوجد لدى إيران يكفي لإنتاج 10 رؤوس حربية نووية، ويوجد لديها مادة لتغذية أجهزة الطرد المركزية لشهرين أو ثلاثة أشهر.
ولفتت "هآرتس" إلى أنه وفق التقارير فإنه في السنة الأولى للحرب حافظت إيران على وتيرة تخصيب اليورانيوم، معتقدة أن "الانقلاب حدث في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2024، حينما بدأت طهران بتغذية أجهزة الطرد المركزي باليورانيوم المخصب بمستوى 20 بالمئة، من أجل مراكمة كمية كبية من اليورانيوم المخصب بالمستوى الأعلى الذي يصل إلى 60 بالمئة، بوتيرة أعلى سبعة أضعاف مما كان في السابق".
وأوضحت أن "ذلك نقل العتبة النووية إلى نقطة الانطلاق قبل الأخيرة"، منوهة إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة النووية لم تجد أي دلائل على مشروع نشيط لتركيب رؤوس حربية نووية".
وأشارت إلى أن المخابرات الأمريكية أيضا تقدر بأنه لا يوجد مثل هذا التطوير، وعلى فرض أنهم على حق، فإن إيران بحاجة إلى وقف إضافي من أجل تركيب القنابل على الصواريخ، التي يمكن أن تصل إلى إسرائيل، مشددة على أن "مراكمة المادة المتفجرة هي المرحلة الأكثر حسما في الطريق إلى السلاح النووي".
ورأت الصحيفة العبرية أن الإيرانيين عملوا في وقت مريح، ففي ديسمبر الماضي كانت الولايات المتحدة في فترة انتقالية بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، والإدارة السابقة كانت منهكة من الهزيمة بالانتخابات والخشية من عودة ترامب، وترأسها رئيس مريض وجد صعوبة في أداء عمله.
وتابعت: "إسرائيل كانت مصابة بثمل النصر بسبب انهيار حزب الله ونظام الأسد، وتستعد لاحتلال قطاع غزة وطرد سكانه بعد ترك بايدن ورفع ترامب القيود عن الجيش الإسرائيلي".
ولفتت إلى أنه "في 20 كانون الأول نشرت في "وول ستريت جورنال" مقابلة مع نتنياهو، التي تبجح فيها بالنصر في الحرب وبالضربة القاسية التي وجهتها اسرائيل لإيران. هو لم يقل وربما لم يعرف، بأنه في حينه كان مهندسو الذرة يعملون في بوردو على القفزة الأكبر نحو القنبلة".
وقالت "هآرتس": "الآن وصل خامنئي ونتنياهو إلى الامتحان الحقيقي الذي سيحدد نتيجة الحرب، وميزان القوة في الشرق الأوس، فإيران كما يبدو تقدر بأن إسرائيل غير قادرة على تدمير مشروعها النووي، سواء بسبب نقص السلاح المناسب أو بسبب معارضة ترامب الذي يخشى من التورط العسكري وارتفاع أسعار النفط".
وختمت: "نتنياهو يحاول التلميح إلى أن المنع العلني لترامب لمهاجمة إسرائيل في إيران هو في الحقيقة موافقة بصمت على عملية مفاجئة، تعطي للأمريكيين هامش إنكار (..)، كل طرف يتصرف وكأن الأوراق لديه، وينتظر القرار الحاسم في البيت الأبيض، إما اتفاق نووي يدحرج المشكلة إلى المستقبل أو المعركة".