يمن مونيتور:
2025-06-09@15:56:14 GMT

ترامب وأوروبا.. وتحولات مفهوم الغرب

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

ترامب وأوروبا.. وتحولات مفهوم الغرب

بمناسبة فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، كتب عدد من الكتاب والباحثين والخبراء الفرنسيين مقالةً مشتركة في صحيفة «لوموند» (6 نوفمبر) دَعوا فيها الاتحادَ الأوروبي إلى الاستعداد للانفصام المؤلم مع الولايات المتحدة بعد عقود من الشراكة الخاصة.

لقد اعتبر الموقعون على المقال (العريضة) أن إعادة انتخاب ترامب من شأنها أن تزعزع المبادئ الثلاثة التي قامت عليها الرفاهية الأوروبية، وهي: الحركية الاقتصادية المستندة للتجارة الأطلسية بين القارة القديمة وأميركا، ونظام الأمن الذي أقامه حلف «الناتو»، والمنظومة الديمقراطية الليبرالية الجامعة.

وبخصوص الجانب الاقتصادي، أصبحت أوروبا منذ عقود في وضع منفصل عن القوتين العالميتين المتنافستين، أي الولايات المتحدة والصين، مما عرَّضها للتراجع والانكماش ولم تعد تجذب الاستثمار الخارجي. أما المنظومة الأمنية، فقد عانت من وضع مزدوج خطر هو تنامي الانعزالية الأميركية وتصاعد التهديد الروسي، بينما انهارت وحدة المرجعية القيمية الليبرالية بين جناحي الغرب الديمقراطي.

ما يتعين التنبّه إليه هنا هو أن انتخاب ترامب ذاته ليس هو سبب هذه القطيعة بين الولايات المتحدة وأوروبا، فلقد بدأ الاتجاه منذ سنوات طويلة، رغم الخطاب الرسمي الذي دأب على تكراره الرئيس بايدن في لهجته الاستقطابية للقادة الأوروبيين. لا يهمنا هنا الجانب الاقتصادي أو المعطيات الاستراتيجية الأمنية، بل العنصر الثالث المتعلق بوحدة المرجعية الليبرالية التي شكلت المفهومَ الحديث للغرب. كان الفيلسوف الألماني الشهير هيغل يقول إن أميركا تولّدت بشرياً وفكرياً من أوروبا، لكن الفرق الأساسي بينهما هو أن أوروبا هي موطن الحداثة وأميركا هي مسرح المستقبل.

والحداثة تحيل إلى ثلاثة مكونات أساسية هي: الثورة التقنية الأولى القائمة على الطبيعة الجامدة والصناعة المادية، والنظام الليبرالي المكرس للفصل الجذري بين دائرة القناعات الفردية الحرة والمجال العمومي الذي هو فضاء الحقوق والمشاركة المدنية، وفكرة الإنسانية الكونية باعتبارها إطاراً لضبط الروابط بين الأمم والشعوب وفق قيم الحرية والتضامن.

لقد استوعب التنوير الأميركي هذه المحددات وتبلورت بقوة في الثورة الأميركية ولدى الآباء المؤسسين، وكانت الأرضية التي قام عليها التحالف الغربي منذ بدايات القرن العشرين، وبصفة خاصة منذ الحرب العالمية الثانية. بيد أن النموذج الأميركي فرض خصوصياتِه منذ البداية في السياق الغربي الواسع، عبر سمات عديدة توقف عندها المؤرخون وعلماء الاجتماع، نشير من بينها إلى قوة القيم المحافظة التي تشكل نقطةَ ارتكاز «الديانة المدنية» التي تحدث عنها الكثيرون.

وما نعيشه راهناً هو تغلب القطب المحافظ على المكون الليبرالي في نموذج الحداثة الأميركية. كما أن التجربة السياسية الأميركية قامت منذ تشكلها الحديث على جدل استراتيجي معقد بين دعاة الانعزالية لصيانة الخصوصية الحضارية والمجتمعية المحلية والحفاظ على المصالح القومية العليا ودعاة الكونية الأممية الذين صاغوا النظم المؤسسية للشراكة مع أوروبا وبقية العالم من منظور كون أميركا هي «المدينة التي تشع على التلة»، حسب عبارة رونالد ريغان. وما نشهده مع ترامب هو انتصار النزعة الانعزالية ضمن رؤية تمنح الأولوية لمصالح الولايات المتحدة اقتصادياً واستراتيجياً.

أما ما سنراه مع ترامب، فقد عبّر عنه هو نفسه بنهاية «النظام الليبرالي العالمي» القائم على وحدة الرؤية الأيديولوجية لا المصالح الموضوعية، أي اعتبار المرجعيات الفكرية والأيديولوجية ليست أساساً للشراكات السياسية والاقتصادية التي يجب أن يحكمها منطق المصالح المحضة. عندما كانت الولايات المتحدة تواجه خطراً وجودياً خلال عهد الحرب الباردة، كانت بحاجة إلى العمق الأوروبي، بقدر ما كانت هي مظلةَ الحماية الفاعلة للقارة القديمة، لكنها اليوم لا تَعتبر روسيا خطراً مماثلاً للاتحاد السوفييتي، حتى وإن كانت تمثل «تهديداً حقيقياً» بالنسبة لأوروبا، في الوقت الذي تحرص فيه الدول الأوربية على حفظ مصالحها المشتركة مع الصين التي يرى ترامب أنها محور التهديد الأول للريادة الأميركية في العالم.

لقد حذّر الزعيمُ الفرنسي الراحل الجنرال شارل ديغول الأوروبيين من حتمية خروج الولايات المتحدة من القارة القديمة، مبيناً أن المشتركات الليبرالية ليست دعامة تحالف دائم. وما نشهده راهناً هو تحقق هذا التوقع الذي ستكون له آثار نوعية على تركيبة وتوازنات النظام الدولي. لقد قال ترامب من قبل في لغة صريحة إن أميركا لا يمكن أن تستمر في حماية الرفاهية الأوروبية متحمِّلةً تكاليفَها دون فائدة أو مصلحة بالنسبة لها. وما كشفت عنه الحرب الأوكرانية الحالية هو فشل دول الاتحاد الأوروبي في تحقيق الاستقلال الأمني والاستراتيجي، رغم تحذيرات ترامب ورغم ضغط الواقع الميداني على الأرض.

*أكاديمي موريتاني

*نشر أولاً في صحيفة الاتحاد الإماراتية

يمن مونيتور10 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام عبدالله العليمي: الأعمال الغادرة لن تؤثر على طبيعة العلاقات بين اليمن والسعودية 85 بالمائة من الأراضي الزراعية في اليمن تضررت بسبب السيول مقالات ذات صلة 85 بالمائة من الأراضي الزراعية في اليمن تضررت بسبب السيول 10 نوفمبر، 2024 عبدالله العليمي: الأعمال الغادرة لن تؤثر على طبيعة العلاقات بين اليمن والسعودية 10 نوفمبر، 2024 زيارة نادرة لرئيس هيئة الأركان السعودي إلى طهران 10 نوفمبر، 2024 التحالف العربي يقول إن “الحادث الغادر” لا يمثل الجيش اليمني 10 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف رسالة من الأمير تركي الفيصل إلى دونالد ترامب 9 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية 85 بالمائة من الأراضي الزراعية في اليمن تضررت بسبب السيول 10 نوفمبر، 2024 ترامب وأوروبا.. وتحولات مفهوم الغرب 10 نوفمبر، 2024 عبدالله العليمي: الأعمال الغادرة لن تؤثر على طبيعة العلاقات بين اليمن والسعودية 10 نوفمبر، 2024 زيارة نادرة لرئيس هيئة الأركان السعودي إلى طهران 10 نوفمبر، 2024 التحالف العربي يقول إن “الحادث الغادر” لا يمثل الجيش اليمني 10 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك رسالة من الأمير تركي الفيصل إلى دونالد ترامب 9 نوفمبر، 2024 الإدارة الأمريكية الجديدة واليمن 8 نوفمبر، 2024 ترامب رئيساً مجددا ً ماذا يعني هذا لليمن؟ 7 نوفمبر، 2024 التحالف المُحتمل بين إسرائيل وإقليم “أرض الصومال” 7 نوفمبر، 2024 في ذاكرة القلب: رحلة في حنايا المشاعر المختبئة 4 نوفمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 14 ℃ 21º - 11º 45% 2.46 كيلومتر/ساعة 21℃ الأثنين 21℃ الثلاثاء 22℃ الأربعاء 22℃ الخميس 22℃ الجمعة تصفح إيضاً 85 بالمائة من الأراضي الزراعية في اليمن تضررت بسبب السيول 10 نوفمبر، 2024 ترامب وأوروبا.. وتحولات مفهوم الغرب 10 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬403 غير مصنف 24٬191 الأخبار الرئيسية 14٬989 اخترنا لكم 7٬074 عربي ودولي 7٬001 غزة 6 رياضة 2٬358 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬259 كتابات خاصة 2٬090 منوعات 2٬013 مجتمع 1٬843 تراجم وتحليلات 1٬804 ترجمة خاصة 84 تحليل 14 تقارير 1٬617 آراء ومواقف 1٬552 صحافة 1٬485 ميديا 1٬418 حقوق وحريات 1٬328 فكر وثقافة 903 تفاعل 817 فنون 481 الأرصاد 328 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات Abdaullh Enan

نور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...

SALEH

تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...

محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

.

نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...

issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الولایات المتحدة یقول إن

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في لندن

بدأت اليوم الاثنين محادثات تجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في قصر لانكستر هاوس بلندن، في محاولة لإعادة إحياء الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه في جنيف الشهر الماضي، والذي هدّأ مؤقتًا التوترات بين البلدين بسبب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوم جمركية عالية على البضائع الصينية، ردت عليه بكين بفرض رسوم على البضائع الأميركية.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية أمس الأحد "ستعقد الجولة المقبلة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في بريطانيا يوم الاثنين… إننا أمة تدعم التجارة الحرة ولطالما كنا واضحين بأن الحرب التجارية ليست في مصلحة أحد، ولذلك نرحب بهذه المحادثات".

ويشارك في المحادثات وفد أميركي يقوده وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير، فيما سيرأس وفد الصين نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنغ.

ويأتي هذا التطور بعد أربعة أيام من اتصال هاتفي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ، في أول تواصل مباشر بينهما منذ تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعرب خلاله الطرفان عن استعدادهما لاستئناف التعاون الاقتصادي وتخفيف القيود.

إعلان

وخلال الاتصال الذي استمر لأكثر من ساعة، طلب شي من ترامب التراجع عن الإجراءات التجارية التي ألحقت الضرر بالاقتصاد العالمي وحذره من اتخاذ خطوات تتعلق بتايوان من شأنها أن تمثل تهديدا، وفقا لتفاصيل صدرت عن الحكومة الصينية.

لكن ترامب قال على وسائل التواصل الاجتماعي إن المحادثات ركزت في المقام الأول على التجارة وأدت إلى "نتيجة إيجابية للغاية" بما يمهد الطريق لاجتماع اليوم الاثنين في لندن.

وتتهم كل من واشنطن وبكين الطرف الآخر بالتراجع عن اتفاق جنيف في مايو/أيار الماضي، والذي نصّ على خفض مؤقت للرسوم الجمركية التي تجاوزت 100%.

وكانت الصين قد أعلنت السبت الماضي عن موافقتها على بعض طلبات تصدير المعادن النادرة، دون تحديد البلدان أو القطاعات المستفيدة. ويُعد هذا التلميح خطوة أولى لإعادة تدفق المواد الخام الحيوية التي تسيطر عليها الصين عالميًا، والمستخدمة في صناعات دقيقة كالدفاع والطاقة والسيارات الكهربائية.

قلق أميركي من تباطؤ الإمدادات

وقال كيفين هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني الأميركي، أمس الأحد عبر شبكة سي بي إس: "نحن نصرّ على عودة تدفق المعادن النادرة والمغناطيس دون تأخير، كما كانت قبل أبريل/نيسان الماضي، دون أن تعيق التفاصيل التقنية هذا الانسياب. وقد بات هذا واضحًا للجانب الصيني."

ويحاول الطرفان معالجة توتر تصاعد منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، إذ فرضت واشنطن رسومًا إضافية على واردات صينية، وردّت بكين بتقييد صادرات حيوية. كما شملت الخلافات قضايا أخرى تتعلق برقائق الذكاء الاصطناعي، وتأشيرات طلاب صينيين، ومنع تصدير مكونات حساسة إلى شركات صينية كبرى.

وقد تدهورت العلاقات التجارية مجددًا في الأشهر الماضية بعد أن فرضت إدارة ترامب رسومًا جمركية إضافية على المنتجات الصينية، وردّت بكين بتقييد صادرات المعادن النادرة والمغناطيس، في حين انتقدت الصين قيود واشنطن على رقائق الذكاء الاصطناعي من شركة "هواوي"، وبرمجيات تصميم الشرائح، ومحركات الطائرات، وتأشيرات آلاف الطلاب الصينيين.

بيسنت (يسار) ونائب وزير المالية الصيني لياو مين خلال لقائهما في جنيف الشهر الماضي (رويترز) آمال محدودة رغم الاتصالات المباشرة

وعلى الرغم من الإشارات الإيجابية التي نتجت عن الاتصال بين ترامب وشي، فإن التفاؤل في "وول ستريت" ظل محدودًا. فترامب، الذي وعد بإعادة تشكيل العلاقات التجارية الأميركية، لم يُبرم حتى الآن سوى اتفاق واحد جديد، مع المملكة المتحدة وفقا لبلومبيرغ.

إعلان

وينتهي قرار ترامب بتجميد الرسوم على السلع الصينية في أغسطس/آب المقبل، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، تخطط الإدارة لإعادة فرض الرسوم التي أُعلن عنها في أبريل/نيسان الماضي، والتي قد تتجاوز النسبة الحالية البالغة 10%.

وأوضح جوش ليبسكي، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في مجلس الأطلسي في حديث للوكالة، أن فشل اتفاق جنيف ناتج عن الغموض: "لقد تُركت العديد من البنود مفتوحة للتأويل، ودفع الطرفان الثمن خلال الأسابيع التالية. الآن، يريد الجانبان فقط العودة إلى ما تم الاتفاق عليه في سويسرا، ولكن بتفاصيل أوضح بشأن ما يُرخّص وما يُمنع."

الجولة الحالية من المحادثات أكثر تعقيدًا من مفاوضات جنيف السابقة بحسب خبراء بلومبيرغ (شترستوك) فرصة لتحقيق المكاسب

ومع تزايد الضغوط الاقتصادية الداخلية في الصين، مثل الانكماش المستمر ومعدلات البطالة المرتفعة، يبدو أن بكين ترى في استئناف المحادثات فرصة لتحقيق مكاسب ملموسة.

وفي تعليق نشرته وكالة الأنباء الرسمية "شينخوا"، وُجّه انتقاد لواشنطن بسبب التعامل مع القضايا الاقتصادية من منظور أمني، محذّرة من أن "هذا التفكير سيُشكل العقبة الأكبر أمام التعاون المتبادل إذا لم يتم تصحيحه."

ورغم النقد، أبقت الوكالة الصينية الباب مفتوحًا لتحسّن العلاقات، مؤكدة أن "الولايات المتحدة والصين تتقاسمان مصالح مشتركة واسعة النطاق، وأن جوهر العلاقة الاقتصادية بينهما يقوم على المنفعة المتبادلة."

وفي لفتة رمزية، نقلت الخارجية الصينية عن ترامب ترحيبه بالطلاب الصينيين في الجامعات الأميركية، قائلًا إن "استقبالهم سيكون شرفًا له."

لكن المحللين في بلومبيرغ إيكونوميكس، ومنهم آدم فارار ومايكل دينغ، حذروا من أن الجولة الحالية من المحادثات ستكون أكثر تعقيدًا من سابقاتها.

وأوضحوا في تقريرهم أن "الفرص السهلة لتحقيق اختراقات أصبحت نادرة هذه المرة، ومع وجود ملفات حساسة على الطاولة، سيكون من الصعب الخروج بنتائج ملموسة."

إعلان

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في لندن
  • محادثات تجارية في لندن بين الولايات المتحدة والصين
  • بدء تنفيذ قرار ترامب بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة
  • الصين توافق على تصدير بعض المعادن النادرة قبل المحادثات مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تنشر 2000 جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس
  • كيف تسبب “مجتمع دولي من فاعلي الخير” في فقدان الولايات المتحدة بوصلتها في اليمن؟
  • محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين في لندن الأسبوع المقبل
  • عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة تحت نيران ترامب
  • ترامب: مباحثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين الإثنين في لندن
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران