ميقاتي في القمة العربية - الإسلاميّة: الاساس هو وقف العدوان على لبنان والحكومة ملتزمة بالـ1701
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنّ "لبنان يمرُّ بأزمةٍ تاريخيَّةٍ مصيرية غيرِ مسبوقةٍ تُهَدِّدُ حاضره ومستقبلَهُ، فهو يُعاني من اعتداءٍ إسرائيليٍّ صارخٍ ينتهكُ أبسطَ قواعدِ القانونِ الدوليِّ الإنسانيِّ واتفاقياتِ جنيفَ، التي وُضِعَتْ لحمايةِ المدنيِّينَ في النزاعاتِ المسلَّحة. وهذا الاعتداء يأتي ليضاف الى كمّ من التحديات البنيوية والازمات المتراكمة والملفات الشائكة".
وشدّد ميقاتي على أنّ "الأساس يبقى وقف العدوان المستمر على لبنان فورا واعلان وقفٍ اطلاقِ النار، وإرساءِ دعائمِ الاستقرارِ المستدامِ، مع تأكيد التزام الحكومةً اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا". كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي
خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
صاحب السمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن العزيز آل سعود
أصحاب الجلالة والسمو والسيادة والفخامة
معالي الأمينين العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي.
رؤساء الوفود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بداية أتقدَّمَ بالشكرِ العميقِ للمملكةِ العربيةِ السعوديةِ على دعوتِها إلى هذه القمَّةِ لمناقشةِ العدوانِ الإسرائيليِّ المستمرِّ على فلسطينَ ولبنانَ والتداعياتِ الخطيرةِ لهذا العدوانِ على أمنِ المنطقةِ واستقرارها ، تنفيذًا لتوجيهاتِ خادمِ الحرمينِ الشريفينَ الملكِ سلمانَ، وبدعمٍ وجهودٍ من وليِّ العهدِ سموِّ الأميرِ محمَّدِ بنِ سلمانَ.
أخاطبكم اليوم من هذا المنبر باسم لبنان، للتعبير عن هول الكارثة التي نعيشها هذه الايام، فلا أحَدِّثُكُم عن لبنانَ الذي تعرِفونَهُ، حضارةً وعلماً وجامعاتٍ ومستشفياتٍ، وصحافةً رائدة، ولا أحدِّثُكُم عمَّا مرَّ بِهِ من نكباتٍ وويلاتٍ على مدى نصفِ قرن، وما بذلَه في سبيلِ العروبةِ والقضيةِ الفلسطينية، وما فعلَتْهُ حروبُ الآخَرين على أرضِه، بل أحصُرُ كلامي بلبنانَ الذي لم يَتَسَنَّ لكم بَعْدُ أن تَرَوْهُ كما تراه عيونُ اللبنانيين، مشاهدَ يتبدَّلُ شريطُها ثانيةً فثانية، وغارةً فغارة، وجريمةً ضدَّ الإنسانية تِلْوَ أخرى، بأبشعِ الوسائلِ وأفدحِ الإجرام.
أصحاب الجلالة والسمو والسيادة والفخامة
أصحاب الجلالة والسمو والسيادة والفخامة
يمرُّ لبنان بأزمةٍ تاريخيَّةٍ مصيرية غيرِ مسبوقةٍ تُهَدِّدُ حاضره ومستقبلَهُ، فهو يُعاني من اعتداءٍ إسرائيليٍّ صارخٍ ينتهكُ أبسطَ قواعدِ القانونِ الدوليِّ الإنسانيِّ واتفاقياتِ جنيفَ، التي وُضِعَتْ لحمايةِ المدنيِّينَ في النزاعاتِ المسلَّحة.
وهذا الاعتداء يأتي ليضاف الى كمّ من التحديات البنيوية والازمات المتراكمة والملفات الشائكة.
وبطبيعة الحال، لا يجوز ولا يمكن أن تستمر اسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد علة وجوده من دون حسيب أو رقيب. هذا الوطن- الرسالة الذي يعتبره الاشقاء والاصدقاء بمثابة حاجة للامن والسلم والامان والاستقرار والازدهار في المنطقة.
إنه لبنان الذي يتفق اللبنانيون جميعا على نهائية كيانه وفق مقدمة الدستور"المنبثق من اتفاق الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية ، هو لبنان السيد، الحر، المستقل، الوطن النهائي لجميع ابنائه .لبنان العربي الهوية والانتماء الملتزم مواثيق الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة وهو احد مؤسسيهما، والملتزم شرعة حقوق الانسان والاعلان العالمي لحقوق الانسان.
صاحب السمو
أصحاب الفخامة والسيادة
لقد تسبَّبَ العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان بخسائر انسانية فادحة،فتجاوز عدد الضحايا حتى الآن أكثر من ثلاثة الآف شهيد، والجرحى أكثر من ثلاثة عشر الف شخص.
وقد تسبب هذا التصعيد باجبار حوالى مليون ومئتي الف لبنانيٍّ، على النُّزوحِ في غضونِ ساعاتٍ معدودةٍ ممَّا أضافَ عبئًا جديدا على كاهلنا وعلى وضعنا الداخلي المثقل بالازمات المتتالية.
وتأتي الآثارُ الاقتصاديَّةُ لهذا التصعيدِ العسكريِّ لتزيدَ من حجمِ المأساةِ، إذ ،وفقًا لتقديراتِ البنكِ الدوليِّ الأخيرةِ، قدِّرَت الأضرارُ والخسائرُ المادية لغاية اليوم بثمانية مليار و500 مليون دولار ، منها ثلاثة مليارات واربعمئة مليون دولار تشمل تدميرا كليا او جزئيا لمئة ألف مسكن ، فيما الخسائر الاقتصادية بلغت خمسة مليارات ومئة مليون دولار وتشمل التربية والصحة والزراعة والبيئة وقطاعات أخرى.
ولا يُمكِنُ لأيِّ دولةٍ أنْ تتحمَّلَ وحدَها عبءَ هذا الدمارِ الهائلِ، فكيفَ بلبنانَ، الذي يُواجِهُ أزمةً اقتصاديَّةً ومالية متفاقمة وغيرَ مسبوقةٍ منذُ خمسِ سنواتٍ.
باسم جميع اللبنانيين انتهز هذه المناسبة لاوجه كلمة شكر وامتنان لكل الدول التي دعمت لبنان وتدعمه باستمرار ، مثنيا على الروابط التي تشُدُّكم دوما إلى لبنان وتشدنا دوما اليكم.
ما يجمعنا لا يفرّقه اي ظرف، من هنا ادعوكم صادقا الى التكرّم بمساندة الدولة اللبنانية والمؤسسات الدستورية والسيادية والنقدية والاستمرار مشكورين في ارسال المساعدات الانسانية والغذائية والصحية العاجلة والملحة.
كما ادعو بلدان الاقليم والعالم الى احترام خصوصية لبنان ودعمه كنموذج تعددي يقتدى به في كافة المجتمعات التعددية،وهو يدعو ايضا الى الامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية عبر دعم هذه الفئة او تلك بل دعم لبنان الدولة والكيان.
وبانتظار الظروف الملائمة لعودة النازحين الى ديارهم، أعدّ لبنان برنامج دعم دقيق وشفاف لحسن ضيافة النازحين خارج ديارهم وتأمين المتطلبات الانسانية لاقامتهم الموقتة واخلاء المدارس لاعادة التدريس وتأمين التحاق الأولاد النازحين بمدارس ملائمة وتأمين المساعدة الغذائية والصحية، والتحضير ، وفور بلوغ مرحلة وقف اطلاق النار، لعودة الاهالي الى قراهم، وذلك باعداد برنامج للعودة.
ونحن في صدد إنشاء صندوق تمويلي يتغذى من اسهامات الدول الشقيقة والصديقة باشراف ادارة اممية على أن يكون الانفاق لاعادة الاعمار ، خاضعا للتدقيق الدولي الموثوق.
ويبقى الاساس هو وقف العدوان المستمر على لبنان فورا واعلان وقفٍ اطلاقِ النار، وإرساءِ دعائمِ الاستقرارِ المستدامِ، مع تأكيد التزام الحكومةً اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا.
واليومَ نُجَدِّدُ نداءَنا إلى أصدقائِنا من الدولِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ، وإلى المجتمعِ الدوليِّ بأسرهِ، للدفعِ معنا في الوصولِ إلى وقفٍ فوريٍّ لإطلاقِ النارِ وبدءِ تنفيذِ هذا القرارِ كمدخلٍ لاستقرار دائمٍ.
أبها السادة
يتمثل التحدي الاقليمي الابرز في القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال ويصارع لنيل ابسط حقوقه الانسانية.اجدد الدعوة الى وقف اطلاق النار في غزة، والعمل على تحقيق السلام العادل والشامل والدائم المستند الى حل الدولتين.
وهنا اثمن عاليا الطرح الذي تقدم به سابقا صاحب السمو الامير محمد بن سلمان والذي ينص على منح الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني باقامة دولة مستقلة كسبيل ناجع لتحقيق الاستقرار المنشود في المنطقة.
ختاما
السلام عليكم أيها الأخوة ورحمة الله وبركاته، من وطنٍ تحت نار العدوان، يفتقد السلام والرحمة والبركات.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أکثر من ثلاثة هذا التصعید ملیون دولار الذی ی
إقرأ أيضاً:
حرائق جديدة تلتهم غابات تركيا والحكومة تعلن منطقتي كوارث
اندلعت حرائق غابات جديدة على ساحل تركيا المتوسطي، الجمعة، حيث أعلنت الحكومة محافظتين غربيتين في البلاد مناطق كوارث، مع ارتفاع إجمالي ضحايا الحرائق هذا العام إلى 13. اعلان
أظهرت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام المحلية ألسنة اللهب والدخان تتصاعد في السماء بالقرب من مباني سكنية شاهقة في أنطاليا، حيث يتوافد الزوار المحليون والأجانب خلال أشهر الصيف.
وأفادت وسائل إعلام تركية أنه تم إخلاء المنازل في وسط المدينة ومنطقة أكسو النائية مع امتداد الحريق، كما أدى انتشار النيران إلى إغلاق طريق ساحلي رئيسي.
هرع السكان المحليون، حاملين خراطيم المياه والدلاء، لمساعدة رجال الإطفاء، بينما كانت طائرات الهليكوبتر والطائرات التي تُلقي المياه تُكافح النيران. كما استُخدمت مدافع المياه التابعة للشرطة وشاحنات المياه التابعة للبلدية في جهود مكافحة الحرائق.
استعادة السيطرة
صرح محافظ أنطاليا، خلوصي شاهين، بأن الحرائق تحت السيطرة باستثناء حريق واحد في أكسو، الذي "يُظهر ميلًا للنمو"، وآخر في غازي باشا، شرق مانافغات.
وقال: "كانت الحرائق مقلقة وخطيرة حقًا، لأنها اندلعت في مراكز المدن، بين المنازل". وأضاف: "أخلينا بعض منازلنا ولم تُسجل وفيات أو إصابات".
بلغت درجات الحرارة في مدينة أنطاليا 46.1 درجة مئوية، وهي الأعلى لهذا الشهر منذ بدء تسجيلها عام 1930.
في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية، علي يرلي كايا، الجمعة، أن محافظتي إزمير وبيله جك أُعلنتا "مناطق كوارث تؤثر على الحياة العامة"، وهي درجة أقل من أخطر مستوى للطوارئ.
عمليات إجلاء واسعة النطاق
وأضاف يرلي كايا أنه بين 27 يونيو/ حزيران ويوم الخميس، تم إجلاء سكان من 120 حيًا في جميع أنحاء البلاد، وأن أكثر من 12 ألف عامل تابعين للوزارة، من بينهم رجال شرطة وموظفو إنقاذ، كافحوا الحرائق.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الوزير إن 311 منزلًا دُمرت أو تضررت بشدة خلال الحرائق التي استمرت شهرًا، وتم إنشاء 85 وحدة سكنية مؤقتة في ثلاث محافظات غربية لمن شردوا.
وفي حديثه بعد صلاة الجمعة، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن تركيا "تواجه كارثة كبيرة حقًا". وأضاف أن 25 ألف فرد يكافحون الحرائق في جميع أنحاء البلاد، بمساعدة 27 طائرة و105 مروحيات و6000 مركبة برية.
شهر من اندلاع الحرائق
تواجه تركيا اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق منذ أواخر يونيو/ حزيران. لقي ثلاثة عشر شخصًا حتفهم، من بينهم عشرة من متطوعين الإنقاذ وعمال الغابات الذين لقوا حتفهم يوم الأربعاء في حريق اندلع في إسكيشهير، غرب تركيا. وشُيِّعت جنازات الضحايا يوم الخميس.
وتفاقمت درجات الحرارة التي تجاوزت المعدلات الموسمية بسبب الرياح القوية والجفاف، مما أدى إلى اندلاع عشرات حرائق الغابات.
وشرق أنطاليا، اندلعت حرائق في أضنة ومرسين يوم الجمعة. وفي أماكن أخرى من البلاد، واصل رجال الإطفاء مكافحة الحرائق المستعرة منذ عدة أيام في إسكي شهير وكارابوك المجاورة.
الحرائق تتوسّع في ألبانيا وقبرص
شهدت موجة الحر في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط مشاركة ألف رجل إطفاء وجندي في مكافحة النيران في ألبانيا، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية.
وفي مدينة إلباسان الألبانية، يكافح رجال الإطفاء حريقًا استمر أسبوعًا في غابات الجبال الوسطى في البلاد. كما اندلعت حرائق بالقرب من الحدود الجنوبية مع اليونان.
في أعقاب إحدى أسوأ حرائق الغابات التي شهدتها قبرص في تاريخها الحديث، لم يخفِ على المسؤولين القبارصة أن تغير المناخ ربما كان عاملاً مساهماً رئيسياً في سرعة انتشار النيران وضراوتها.
أشار كل من المتحدث باسم الحكومة كونستانتينوس ليتيمبيوتيس ورئيس الإطفاء نيكوس لونغينوس إلى الظروف القاحلة، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية وهبوب رياح عاتية سرعان ما أربكت فرق الإطفاء.
حتى 14 طائرة إطفاء لم تتمكن من إخماد جبهات النيران المتعددة سريعة الانتشار بالسرعة الكافية.
تشهد قبرص عامها الثالث من قلة الأمطار الشتوية التي تعتمد عليها في توفير مياه الشرب والأغراض الزراعية، حتى مع قيام الحكومة بتسريع مشاريع تحلية المياه.
أسفر الحريق الذي انتشر بسرعة فائقة عن مقتل شخصين، وإجبار 16 منطقة سكنية على إخلاء، وحرق عشرات المنازل، وتدمير العديد من البساتين والمزارع.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة