ماذا يعني قبول المحكمة الأوروبية التحقيق بجرائم مصر وفرنسا بالعملية سيرلي؟
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
نجحت أخيرا، جهود حقوقية مصرية ودولية في فتح التحقيق بجريمة مقتل آلاف المهربين على الحدود المصرية- الليبية في العملية المخابراتية والعسكرية المعروفة بـ"سيرلي"، التي امتدت بين أعوام 2015 و2019، والتي كشف فيها موقع (ديسكلوز) الاستقصائي عن اشتراك السلطات العسكرية الفرنسية والعسكرية المصرية فيها بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، بدعوى محاربة الإرهاب.
وفي خطوة لافتة، قبلت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان نظر القضية التي أقامتها منظمتا "مصريون بالخارج من أجل الديمقراطية"، و"كودبينك"، المسجلتين بأمريكا، ضد حكومة باريس في شباط/ فبراير الماضي، بشأن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والتواطؤ، والتعذيب، على الأراضي المصرية من تموز/ يوليو 2015 وحتى كانون الثاني/ يناير 2019، كجزء من العملية الأمنية والاستخباراتية الفرنسية لصالح الجيش المصري.
المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان اتخذت أولى الخطوات بإبلاغ فرنسا بالشكوى مع توجيه مع مجموعة من الأسئلة، لباريس، وفقا لإخطار نشرته المحكمة بموقعها الإلكتروني 30 أيلول/ سبتمبر الماضي.
"القصة.. وتطوراتها"
مع الانقلاب العسكري الذي ضرب مصر منتصف العام 2013، حصل قائد الانقلاب -قائد الجيش حينها- عبد الفتاح السيسي، على الكثير من الدعم المالي الخليجي والأمريكي والأوروبي، إلى جانب الدعم الاستخباراتي والأمني، وتوفير التقنيات الأمنية المتقدمة.
وهذا الإطار، وفي شباط/ فبراير 2016، أطلق وزير الدفاع الفرنسي، آنذاك، جان إيف لودريان، العملية "سيرلي" الاستخباراتية السرية للمراقبة الجوية وتأمين حدود مصر الغربية مع ليبيا (1200 كيلومتر)، بهدف وقف تهريب الأسلحة من ليبيا لمصر ومنع أي تهديد إرهابي، عبر فريق من 10 عسكريين فرنسيين من تخصصات مختلفة.
وبعد نحو 5 سنوات ونصف، من إطلاق العملية بعلم السلطات الفرنسية وفي تكتم شديد بعيدا عن الإعلام المحلي والدولي، وتحديدا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، أعلن موقع "ديسكلوز"، حصوله على مئات الوثائق الرسمية الفرنسية السرية التي تكشف عن انتهاكات ارتكبت خلال عملية عسكرية سرية لفرنسا في مصر، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
الموقع الاستقصائي أكد أن القوات الفرنسية شاركت في 19 عملية قصف مدنيين بين العامين 2016 و2018، دمرت عدة سيارات، وربما تسببت بسقوط مئات الضحايا، موضحا أنه "وفقا لمعايير قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (56\83)، يمكن إثبات تواطؤ فرنسا بعمليات الإعدام غير القانونية هذه"، كنه لم يذكر تحديا لعدد الضحايا.
منذ ذلك الحين يقوم حقوقيون مصريون إلى جانب المنظمتين المذكورتين سابقا، بجهود تقودها المحاميتان الأمريكية هايدي ديكستال، والفرنسية لويز دوماس، وركزت منذ أيلول/ سبتمبر 2022، على فتح التحقيق في فرنسا مع إمكانية الملاحقة القضائية بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية.
"تعنت ورفض فرنسي"
وفي حديث سابق مع "عربي21" أوضحت ديكستال أنه بعد رفض المدعي العام الفرنسي النظر في الشكوى في كانون الأول/ ديسمبر 2022، الأمر الذي أكده ثانية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدعوى أن الشكوى غير مشفوعة بأدلة كافية، ومع استنفاد كافة سبل الانتصاف المحلية في فرنسا؛ تم رفع القضية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في شباط/ فبراير 2024.
وبينت أن "القضية تسعى خلف الإجراءات القانونية اللازمة لإجراء تحقيق جدي في فرنسا، ولا تطلب من المحكمة الأوروبية التحقيق بنفسها في الجرائم والانتهاكات التي تسببت فيها العملية سيرلي".
وأوضحت أن هذا الأمر خارج نطاق قدرة المحكمة الأوروبية، لكن يمكنها النظر فيما إذا كانت باريس وفرت الظروف اللازمة والفعالة لإجراء تحقيق كامل، ونظر الشكوى بفرنسا، كما تنص الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
وتتضمن الشكوى وجود انتهاكات بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وفق المواد: (2) الخاصة بالحق في الحياة، و(6) المتعلقة بالحق في محاكمة عادلة، و(13) الخاصة بالحق في الانتصاف، وهي أمور تزعم الشكوى أن فرنسا لم توفرها فيما يتعلق بالجرائم المرتبطة بسيرلي.
وأعلنت المحكمة الأوروبية في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي أنها ستبدأ المرحلة الأولية من الإجراءات من خلال إحالة القضية إلى فرنسا بسلسلة من الأسئلة، كما أصدرت إشعارا عاما بالقضية بموقعها الإليكتروني، طارحة مجموعة أسئلة ترى أنها ضرورية، بما يشمل اختصاص فرنسا بالنظر في الجرائم المرتكبة في مصر، والتزام باريس بالتحقيق في الوفيات المدنية الناتجة عن العملية سيرلي.
وأكدت المحامية ديكستال، أن هذا يعني أن القضية التي جاءت إثر قتل المئات من المدنيين -وليس الإرهابيين- وتقديم أدلة على هجمات أدت إلى مقتلهم وجرحهم وتكشف تورط مسؤولين فرنسيين ومصريين في جرائم ضد الإنسانية وجرائم تعذيب، وتواطؤ "بدأت تأخذ خطواتها الأولية، وأن فرنسا أصبحت الآن على دراية بالاتهامات، والأسئلة الأولية التي طرحتها المحكمة، بشأن الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان بموجب الاتفاقية الأوروبية في هذه القضية".
"تجميل لوجه قبيح"
وفي قراءته لقرار المحكمة الأوروبية بقبول التحقيق في قضية العملية السرية "سيرلي"، قال الحقوقي والإعلامي المصري هيثم أبوخليل: "رغم حالة التفاؤل، لست مستبشرا بما يحدث، والذي يقول فقط إن حقوق الإنسان في العالم بخير، وأن المنظمات الحقوقية بخير، لكن الكل يعرف أن القصة كلها تخضع للقرار السياسي مثل قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني بمصر مطلع 2016، ومثل انتهاكات كثيرة جدا وقعت".
وفي حديثه لـ"عربي21"، قلل ألو خليل من أهمية قبول المحكمة الأوروبية للقضية، مؤكدا أنه "لو هناك عدل لدى الاتحاد الأوروبي لفتحوا ملف قتل فرنسا 10 ملايين جزائري، والجماجم بمتحف الطبيعة بباريس، ومجازر حدثت بالبوسنة والهرسك سربرينتشا بتسعينيات القرن الماضي".
وحول أهمية توقيت القرار في ظل تراجع الحديث عن ملف مصر الحقوقي في عهد السيسي، يعتقد أن قرار المحكمة الأوروبية "تجميل لوجه قبيح، في النهاية لا يساوي الحبر الذي كُتب عليه، ويبين فقط أن هناك مجتمع دولي ومحكمة، ولكن لا نرى لها أثرا، لأن المجتمع الدولي يفتقد الشفافية والعدل والمساواة، وعنصري يبغض كل ما هو عربي ومسلم".
"كارثة كبرى.. وعالم غير منصف"
وعن النتائج المرتقبة من قرار المحكمة الأوروبية، وهل يعني قبول القضية أنه سيحدث إدانة لمصر وفرنسا؟ قال الحقوقي المصري محمد زارع: "القرار يعيد القضية للسلطات القضائية الفرنسية للتحقيق، فهذا ما تقدر على فعله المحكمة الأوروبية بأنها تحث السلطات للتحقيق في الشكوى والمزاعم، لأنه في السابق لم يهتم القضاء الفرنسي بتلك الشكاوى ورأى أنها بغير موضعها فتجاهلها".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "كل الاحتمالات واردة؛ والقضاء الفرنسي يحقق بالشكوى وبالنهاية يصل إلى الإدانة أو يصل إلى العكس، وفي كل الأحوال كانت هناك جولات سابقة ربما كانت أكثر وضوحا في ذلك، وأظن أن الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان كانت فيها، وقدمت شكاوى وحركت قضية، لكن كل تلك التحركات بلا جدوى وتأخذ في النهاية بعد إعلامي".
وفي إجابته على السؤال: هل يمنع ذلك بعض دول أوروبا وأمريكا من دعم نظام السيسي بمعدات عسكرية أو أجهزة تجسس؟ رأى زراع، أنه من "المهم أن يتقدم الناس بشكاوى تحاول أن تحجم كم البطش الذي يحدث".
ولفت إلى أنه "بحسب المعلومات الواردة فآلاف الأشخاص قد يكونوا فقدوا حياتهم دون ارتكاب جريمة كبيرة، وهم بعض المهربين نتيجة التعاون الأمني مع المخابرات الفرنسية، وبعض الأشخاص على الحدود تم قصفهم دون التأكد من أنهم إرهابيين، وللأسف المزاعم تقول إنهم كانوا مجرد مواطنين عاديين وبعضهم يهرب أشياء مثل السجائر، ما يمثل كارثة كبرى تورطت فيها فرنسا ومصر".
ويرى أن "الحديث عن هذه الأشياء ربما يكون مفيدا في المستقبل؛ لكن التعاون بهذا الشكل أو الدعم الأعمى غير المبصر بشكل ليس به أية مراجعة قد يتوقف مع هذه الدول، وهذا مهم بحد ذاته، أما محاولة الإنصاف ومحاسبة المتورطين الفرنسيين ومن ساعدوا المصريين بالجرائم فالمحكمة يمكنها التعامل مع الجانب الفرنسي وأظن أنه لن يصل لأشياء كبيرة، وإنصاف كامل، والموضوع إعلامي أكثر منه عدالة".
وأشار إلى أنه "قد يؤثر هذا على الداخل الفرنسي؛ لأن هناك رأي عام يعارض الحرب والتجاوزات، وربما يكون الداخل الفرنسي له تأثير أكبر، ويحد من التعاون غير المبصر، لكن في النهاية المصالح تغلب، وسيحدث تعاون، وكما تقول الأحداث الكبرى إن آخر ما يفكر فيه الحكام إلا ما ندر حقوق الإنسان".
وأوضح أن "خير دليل ما يحدث في فلسطين؛ فالعالم كله يرى والمنظمات المحاكم الدولية تشاهد، ومع ذلك المجازر والمذابح والمحارق سارية، وكل هذا يعطي مؤشرات أننا بعيدون عن العدالة، وهو رأي محبط، ولكن هذا الواقع، كما أنه في النهاية آراء المحكمة الأوروبية غير ملزمة، هي تحث الدول ومؤسسات العدالة للقيام بدورها ولكنها لا تجبرهم على الانصياع للتدابير".
وفي رؤيته لاحتمالات أن يحيي ذلك قضايا أخرى تم تجميدها مثل قضايا فض اعتصام رابعة وقتل الرئيس مرسي، وغيرها من الجرائم، ويؤثر في المستقبل الحقوقي في مصر، يعتقد زارع، أنه "ربما يكون بشكل جزئي، لكن المصالح بين الأنظمة الدكتاتورية ومنها المصري قائمة ويتم التعاون مع أوروبا وأمريكا، ومنطقهم أنه ليس بالضرورة أنه ارتكب جريمة أن تكون هناك محاسبة له".
وختم بالقول: "دعنا ننتظر القادم ولعلنا نصل للعدالة يوما ما".
"خطوة لكشف جرائم أخرى"
وقال الحقوقي المصري أحمد العطار: "يأتي قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بقبول النظر في القضية ليفضح كم الانتهاكات والجرائم التي قامت السلطات المصرية بارتكابها بحق أبناء الشعب المصري، بداعي مكافحة ومحاربة الإرهاب، بداية من سن قوانين وتشريعات سجن على أثرها عشرات الآلاف من المواطنين أغلبهم من الشباب بتهم (الانضمام إلى جماعة إرهابية)".
المدير التنفيذي للشبكة المصرية لحقوق الإنسان، في حديثه لـ"عربي21"، أشار إلى أن "تقرير موقع (ديسكلوز) الاستقصائي، أول من كشف عن عمليات القتل والتصفية خارج إطار القانون التي ارتكبت بحق آلاف الأبرياء من أبناء القبائل العربية المنتشرة على الحدود (المصرية- الليبية)، والذين يعملون كمهربين للبضائع والسلع، (وهي جرائم يحاسب عليها القانون المصري بالسجن وليس بالإعدام)".
ويرى العطار، أن "قرار المحكمة الأوروبية جاء ليسلط الضوء على حجم الجرائم التي ارتكبت تحت غطاء الحرب على الإرهاب ليس فقط بالصحراء الغربية ليفتح المجال لتحقيقات أخرى عن ارتكاب مثل هذه الجرائم، في عموم مصر، وخاصة ما ارتكب بشبه جزيرة سيناء وكان الهدف المعلن حينها محاربة الإرهاب، أيضا".
ويعتقد أن "الأمر ليس متوقف فقط على جرائم السلطات المصرية بحق مواطنيها؛ ولكنه يطال أيضا الدولة الفرنسية التي ساعدت وزودت مصر بالمعلومات اللازمة لارتكاب هذه الجرائم؛ بالرغم من علمها المسبق بعد أشهر قليلة من أن العملية ليس لها علاقة بمكافحة الإرهاب".
ولفت إلى أن الحكومة الفرنسية، "رغم ذلك استمرت لسنوات تمد حكومة مصر بالمعلومات، ليسقط مزيد من الضحايا، وتواصل فرنسا سلسلة جرائمها التي ارتكبتها بحق أبناء القارة السمراء، كما فعلت مسبقا في مالي وتشاد وغيرها، من الدول الأفريقية التي قتلت منها الآلاف بالتعاون مع عملائها من قادة هذه الدول، والهدف المعلن كذلك هو مكافحة ومحاربة الإرهاب".
وأضاف: "علينا أن نتذكر أن فضح هذه الجرائم وفضح مشاركة فرنسا مصر بها في حد ذاته يعد أولى الخطوات الصحيحة لتحقيق شفاف"، متوقعا أن "تتوقف التطورات في نظر القضية على مدى قوة الضغط ومواصلته بكافة الأصعدة، لكشف المزيد من الجرائم التي شاركت بها حكومة مصر مع دول أخرى، تقوم بإمدادها بمعدات وأسلحة تُستخدم للتعذيب أو التجسس على معارضيها، ومن ثم إرهابهم وحبسهم لسنوات، والتهمة الانضمام لجامعة إرهابية، وبالرغم من ذلك تستمر في دعمها وإمدادها".
وختم الباحث الحقوقي بالقول: "الحقيقة إن ما ارتكبته السلطة الحاكمة في مصر من جرائم خلال 12 سنة يدعو من لديه القدرة على تفعيل مثل هذه القضايا خارجيا لأجل كشف الحقيقة ووقف سياسة ومنهجية الإفلات من العقاب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مصرية فرنسا العملية سيرلي مصر فرنسا عملية سيرلي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الأوروبیة لحقوق الإنسان قرار المحکمة الأوروبیة فی النهایة فی مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
سفاح المعمورة هادئا.. تفاصيل جديدة في القضية أثناء المحاكمة.. تعرف عليها
استمعت محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار محمود عيسي سراج الدين رئيس المحكمة وبعضوية كل من المستشار تامر ثروت شاهين والمستشار محمد لبيب دميس والمستشار عبد العاطي ابراهيم صالح ،وحسن محمد حسن سكرتير المحكمة، اليوم، لأقوال الشهود في واقعة المعروفة إعلاميًا بسفاح المعمورة، وذلك في ثاني جلسات محاكمة المتهم.
ظهر المتهم " ن.ا.ال" والمعروف إعلاميا بسفاح المعمورة في ثاني جلسات محاكمته، مرتديًا نظارة طبيه وممسكًا مصحفًا ويبدو أنه متزنّا.
استمعت هيئة المحكمة إلى شاهد حسين أفندي رئيس مباحث منتزه ثان، وقال إن القسم تلقى بلاغًا من أحد الأهالي ويدعى "إسلام أحمد ذوق" يفيد بوجود سيدات محتجزة داخل إحدى الشقق بالطابق الأرضي ووجود شجار داخل شقة بالمعمورة، وأنه حاول الدخول إلى الشقة لأنه شك في المتهم وتبين له وجود غرفة مفتوحة بها حفرة.
وقال رئيس المباحث: إن لحظة القبض على المتهم داخل الشقة كان بداخل الشقة كلا من نادية صادق وعلى مصطفى وثروت وإسلام ذوق، وتم دخول الغرفة محل البلاغ التي كانت مضيئة وتم استطلاع تواجد الجثث من عدمه داخل الغرفة، تبين وجود حفرة داخل الغرفة كانت مكان لدفن الجثث وتم إخطار النيابة العامة على الفور.
وأضاف رئيس المباحث: أنه تم استخراج جثتين عند قوم النيابة والأدلة الجنائية، وأثناء تفتيش الشقة تم الحصول على بطاقة خاصة بالمدعوة تركية المجني عليها الثانية ولم نكن نعلم أن الجثة خاصة بصاحبة البطاقة، وأن جثة السيدة منى المتهم أقر أنها زوجته تم التحفظ عليهم داخل الشقة ولحين حضور النيابة العامة للاتخاذ الإجراءات وثم تم أخذهم للقسم تم تحرير المحضر.
وعن الضحية محمد إبراهيم، قال إنه تم التنسيق في النيابة بين المنتزه أول والمنتزه ثان، لأن مكان العثور على جثة محمد إبراهيم كانت في منتزه أول، وقمت بعمل تحريات على المدعوة منى وتركية ومحمد إبراهيم تبين من التحريات أن الزوجة اسمها منى فوزي سليمان كان هناك مشاكل بينها وبين المتهم قام على إثرها بالتعدي عليها بيده ووجه لها العديد من الضربات وخنقها قاصدًا إذهاق روحها ولم يكن مالك الشقة على علم بالواقعة والشجار وأنه كان حسن النيه بشأن الإبلاغ عن الواقعة.
وأضاف: أن المتهم كان عنده سبق إصرار لقتل زوجته حيث أنه تفصيل صندوقًا خشبيًا وذلك دليل على سبق الإصرار قبل ارتكاب الجريمة ولا توجد بلاغات بشأن اختفاء الزوجة لمسكن الزوجية.
وأما عن الضحية تركية عبدالعزيز محمد، قال رئيس المباحث، إن علاقة المجني عليها بالمتهم بأنه محامي وحدث خلافات مالية فيما بينهم وقام المتهم باستداجها إلى مسكنه فقتلها وضربها قاصدًا إذهاق روحها حيث أنه استدرجها للشقة التي كان عبارة عن مكتب لعمله ومقابلة الموكلين، حيث أن التحريات تواصلت إلى أن المتهم قام باستدراجها إلى الشقة لفحص بعض الأمور الخاصة بالعمل واسضافها في الشقة بالطابق الأرضي واستولى على الفيزا وهاتفها المحمول، مضيفًا أن القتل كان بهدف السرقة وسحب مبالغ مالية من الفيزا الخاصة بها حيث استعان بإحدى السيدات المضبوطات "صبحية" لسحب الأموال وأن القتل بهدف السرقة التخلص من المشاكل الموجودة بينهم.
وأما عن الضحية محمد إبراهيم، قال رئيس المباحث أمام المحكمة: "كان هناك خلافات مالية بينه وبين المجني عليه بصفته موكل عنه وتم سرقة السيارة الخاصة به واستخدام الفيزا الخاصة به وسحب المبالغ المالية منها، فقتله بغرض السرقة وتم التخلص من هاتفه المحمول ولا توجد أسلحة داخل الشقة المعمورة خاصة بمواقعة القتل، تم اصطحابة إلى المخزن وتم قتله في شقة بمنطقة ميامي الجديدة وتم معاينتها من قبل النيابة، وقام المتهم بنقل الجثمان إلى المخزن عن طريق صندوق خشبي وضعه على تورسيكل لنقله للمخزن.
وفي المقابل، طالب المتهم التعقيب على أقوال الشاهد، حيث سمحت له المحكمة التعقيب وقال: "إن واقعة المجني عليه محمد إبراهيم ليس من المعقول حمل الصندوق من الطابق الثالث من منطقة ميامي الجديدة إلى التروسيكل ونقله للمخزن، أما عن قول الشاهد بشأن زوجتي منى فإن الصندوق أكثر من مترين فلا يمكن حمله وداخله جثمان، وعلق على اعتراف النيابة العامة بأن به إصابة بضلعه وأنه أجبر على الاعتراف أمام النيابة وقال أن النيابة قالت لي نصًا هتقول نفس الكلام إللي قولته قبل كدا ولا نبعتك للمباحث.
وكان قد أحالت النيابة العامة، المتهم المعروف إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة"، ويعمل محاميًا ويبلغ من العمر 52 عامًا، محبوسًا، إلى محكمة الجنايات المختصة، بعد اتهامه بارتكاب ثلاث جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار، بينها قتل زوجته، وموكلَين له، وخطف ضحيتين باستخدام التحايل والإكراه، بقصد تسهيل ارتكاب جرائم سرقة.
وكشفت التحقيقات أن المتهم قتل موكله الأول طعنًا بسكين بعد أن استدرجه وخدعه، وسرق منه منقولات ومبالغ مالية، بسبب مروره بأزمة مالية، ودفن الجثمان داخل غرفة في شقة مستأجرة. كما قتل زوجته خنقًا، بعد أن واجهته بشكوكها حول سلوكه، فخشي افتضاح أمره، ودفنها في شقة أخرى.
وأسفرت التحقيقات كذلك عن قيام المتهم بخطف موكلته الثالثة، على خلفية خلافات متعلقة بالعمل، وقتلها طعنًا، وسرقة ما بحوزتها من منقولات وأموال، ودفن جثمانها داخل المسكن المستأجر الثاني.
وأكدت النيابة صحة الواقعة، بناءً على اعترافات المتهم، وتحريات المباحث، وتقارير الطب الشرعي، ومعاينة أماكن دفن الجثامين.