قوة روسية تزحف إلى غرب أفريقيا في مهمة بغينيا الاستوائية
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قالت مصادر لرويترز إن روسيا نشرت ما يصل إلى 200 مدرب عسكري في غينيا الاستوائية خلال الأسابيع الأخيرة لحماية الرئاسة، مما يُظهر أن موسكو توسّع وجودها في غرب أفريقيا رغم الهزيمة الأخيرة في مالي.
وقالت المصادر إن الروس يدربون حراس النخبة في المدينتين الرئيسيتين بالدولة الصغيرة المصدرة للنفط، التي يبلغ عدد سكانها 1.
ويتناسب هذا الانتشار مع نمط أوسع من تراجع النفوذ الغربي وزيادة التدخلات الروسية في غرب ووسط أفريقيا، حيث أرسلت موسكو آلاف المرتزقة لحماية الأنظمة العسكرية ومساعدتها في محاربة المتمردين.
بالنسبة لروسيا، تمثل هذه المهام وسيلة لكسب المال من الرسوم الحكومية والفرص الاقتصادية في مجال التعدين أو الطاقة، في حين تتحدى الغرب كجزء من مواجهة جيوسياسية عالمية تتجلى بشكل أكثر دراماتيكية في أوكرانيا.
وفي غينيا الاستوائية حيث يحكم الرئيس تيودورو أوبيانغ نغويما مباسوجو، البالغ من العمر 82 عاما، البلاد منذ استيلائه على السلطة في انقلاب عام 1979، ويقوم بإعداد ابنه لخلافته، ويمكن للأمن الروسي درء أي تهديد للأسرة الحاكمة.
وذكرت وكالة تاس للأنباء أن أوبيانغ شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لموسكو في سبتمبر/أيلول الماضي على إرسال "مدربين" لتعزيز دفاعات غينيا الاستوائية.
وأجرت رويترز مقابلات مع 3 مصادر دبلوماسية ومصدر آخر من المعارضة وواحد من المجتمع المدني وشخصين مقربين من الحكومة في المستعمرة الإسبانية السابقة.
وأكدت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، وجود روسيا في غينيا الاستوائية.
وقدر 3 منهم أن ما بين 100 إلى 200 روسي وصلوا في الشهرين الماضيين، وقال اثنان من المصادر إن الأفراد العسكريين ربما يضمون قوات من روسيا البيضاء حليفة موسكو، في حين حددت رويترز أن أحدهم قادم من وحدة مظليين روسية خاصة.
وقال اثنان من المصادر إن الرجال من المرجح أن يكونوا من فيلق أفريقيا (قوة شبه عسكرية يسيطر عليها الكرملين).
ولم تستجب وزارة خارجية غينيا الاستوائية ووزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان لطلبات التعليق.
وقال ويل براون، وهو محلل سياسي في برنامج أفريقيا التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن روسيا تواصل سياسة "التوسع الانتهازي"، التي قوضت النفوذ الغربي في غرب أفريقيا.
وقال مصدران إن الروس كانوا في العاصمة مالابو، الواقعة على جزيرة بخليج غينيا، وفي باتا، بأراضي البر الرئيسي للبلاد.
ويأتي هذا بعد ظهور إعلانات عن العمل في غينيا الاستوائية في يونيو/حزيران الماضي على قنوات تليغرام الروسية الموالية للجيش، والتي استهدفت مقاولي الأمن الخاص.
عرض القائمون على التوظيف عقودا مدتها 6 أشهر براتب شهري يتراوح بين 3000 دولار و5000 دولار، يتم دفعه نقدا أو بالعملة المشفرة، قبل حذف هذه الإعلانات فيما بعد.
ونشرت المعارضة الغينية عدة صور تظهر رجالا بيضا يرتدون الزي العسكري مع القوات المحلية، وتظهر الأعلام الروسية على الزي الرسمي لثلاثة منهم.
وباستخدام برنامج التعرف على الوجه، حددت رويترز أحد الرجال على أنه مظلي من النخبة خدم في وحدات بجنوب روسيا. وقالت مصادر لرويترز إن الهدف الرئيسي للروس هو حماية تيودورو نغويما أوبيانغ مانغو، نجل أوبيانغ الذي يعيش حياة رغيدة، والمعروف باسم تيودورين، نائب الرئيس الملياردير وخليفته المفترض.
وكان نجل الرئيس موضوع تحقيقات وتهم جنائية وعقوبات ومصادرة أصول في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بسبب الاختلاس وغسل الأموال.
واستثمرت شركات الطاقة الأميركية، بما في ذلك إكسون موبيل وماراثون، مليارات الدولارات في غينيا الاستوائية خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما كان خليج غينيا يعتبر حاسما لتلبية الطلب الأميركي على الطاقة، لكن اهتمام الولايات المتحدة تضاءل مع زيادة الإنتاج في الداخل.
وتنتج غينيا الاستوائية حاليا نحو 80 ألف برميل من النفط الخام يوميا، بانخفاض عن الذروة التي تجاوزت 300 ألف قبل عقدين من الزمن.
وفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، ذكرت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية أن البلدين ناقشا شروط دخول الشركات الروسية إلى قطاع النفط والغاز في غينيا الاستوائية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنها شجعت جميع الدول، بما في ذلك غينيا الاستوائية، على تجنب التعاملات مع وزارة الدفاع الروسية أو الوكلاء المدعومين من الكرملين، قائلا إن ذلك قد يؤدي إلى "عواقب وخيمة بموجب القانون الأميركي".
ونجا الرئيس أوبيانغ من عدة محاولات انقلاب، أشهرها في عام 2004 عندما حاول مرتزقة مدعومون من رجال أعمال أجانب الإطاحة به، وقام منذئذ بتعزيز حرسه الرئاسي بمغاربة وإسرائيليين.
وكان التوسع الروسي في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة مدفوعا في المقام الأول بمجموعة فاغنر الخاصة، التي أرسلت آلاف الرجال إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي.
وفي يوليو/تموز، تعرضت مجموعة فاغنر لانتكاسة خطيرة، عندما قُتل العشرات من رجالها في معركة مع المتمردين الطوارق والمسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة في شمال مالي.
وبعد وفاة مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين العام الماضي، استخدمت موسكو بشكل متزايد الفيلق الأفريقي، الذي يقول الخبراء إنه يخضع لسيطرة موسكو بشكل مباشر، في عمليات الانتشار الأفريقية.
ويتواجد رجال الفيلق الأفريقي في بوركينا فاسو والنيجر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی غینیا الاستوائیة
إقرأ أيضاً:
كوشنر وويتكوف في مهمة حساسة ببرلين.. سلام أوكرانيا مقابل تنازلات إقليمية
أفاد موقع أكسيوس، اليوم السبت بأن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر، سيجتمعان بعد غد الاثنين في برلين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة الولايات المتحدة للسلام في أوكرانيا.
تنازل أوكرانيا عن الأراضيويبذل البيت الأبيض جهودًا حثيثة لحث أوكرانيا على الموافقة على خطته، إلا أن التنازلات الإقليمية التي تُطالب كييف بتقديمها لا تزال تشكل نقطة خلاف رئيسية.
ويعتقد الجانب الأمريكي أن جميع القضايا الأخرى قريبة من الحل، وأن زيلينسكي ربما يكون قد طرح مسارًا للمضي قدمًا بشأن التنازلات الإقليمية.
وأشار مسؤول في البيت الأبيض لـ"أكسيوس" إلى أن زيلينسكي ألمح، خلال تصريحات علنية يوم الخميس، إلى إمكانية إجراء استفتاء في أوكرانيا على اتفاق سلام يتضمن التنازل عن بعض الأراضي وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تعتبر ذلك تقدمًا.
سيطرة روسيا على دونباستُصرّ روسيا على سيطرتها على منطقة دونباس بأكملها بموجب أي اتفاق، رغم أن حوالي 14% منها لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا وقد أدرجت الولايات المتحدة مطلب روسيا في خطتها، مقترحةً تحويل المنطقة المعنية إلى منطقة منزوعة السلاح.
منطقة اقتصادية في دونباسوفي التصريحات نفسها، أوضح زيلينسكي تشكيكه الشديد في المقترح الأمريكي بإنشاء "منطقة اقتصادية حرة" في دونباس، ويسعى إلى إدخال تعديلات وتوضيحات على قضايا أخرى.
وقال إنه يعتقد أن مسألة عدالة التنازلات المطلوبة من أوكرانيا "سيُجيب عنها الشعب الأوكراني" في استفتاء أو انتخابات.
ويُعدّ إجراء مثل هذا التصويت في ظل الظروف الراهنة بالغ الصعوبة، لكن مسؤولاً أمريكياً صرّح بأن الأوروبيين، قالوا خلال اجتماع عُقد يوم الجمعة إنهم سيدعمون زيلينسكي إذا اقترح إجراء استفتاء على الأراضي.
خلال ذلك الاجتماع الافتراضي، ناقش ويتكوف وكوشنر خطة إنشاء منطقة منزوعة السلاح مع مستشاري الأمن القومي لأوكرانيا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن تلك المناقشات والجولة الأخيرة من المحادثات الأمريكية الأوكرانية يوم الخميس أظهرت تقدماً كافياً لإقناع ترامب بإرسال ويتكوف وكوشنر إلى أوروبا.
وقال مسؤول ثانٍ في البيت الأبيض: "إنهم يعتقدون أن هناك فرصة للسلام، والرئيس يثق بهم".
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى ، إن إدارة ترامب مستعدة لمنح أوكرانيا ضماناً يستند إلى المادة الخامسة من حلف الناتو، على أن يُقرّه الكونجرس ويكون ملزماً قانوناً.
وأضاف مسؤول أمريكي: "نريد أن نمنح الأوكرانيين ضمانًا أمنيًا لا يكون بمثابة شيك على بياض، بل ضمانًا قويًا بما يكفي. ونحن على استعداد لعرضه على الكونجرس للتصويت عليه".
إعادة الإعمار في أوكرانياوفي التفاصيل، أوضح المسؤول الأمريكي أنه ستكون هناك ثلاث اتفاقيات منفصلة بشأن السلام، والضمانات الأمنية، وإعادة الإعمار، وأن المحادثات الأخيرة منحت الأوكرانيين "رؤية شاملة لما بعد الحرب" لأول مرة.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن المفاوضات بشأن حزمة الدعم الاقتصادي وإعادة الإعمار لما بعد الحرب تسير على نحو جيد، موضحا أنه "عندما يرى الناس ما سيحصلون عليه، وليس فقط ما سيقدمونه، يصبحون أكثر استعدادًا للمضي قدمًا".
وأضاف: "وفقًا للمقترح الحالي، ستنتهي الحرب مع احتفاظ أوكرانيا بسيادتها على 80% من أراضيها، وستحصل على أكبر وأقوى ضمان أمني حصلت عليه على الإطلاق، بالإضافة إلى حزمة دعم اقتصادي كبيرة".