توماس فريدمان: هذا ما يتعين على ترامب فعله في السياسة الخارجية
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
أعرب الكاتب الأميركي توماس فريدمان عن استغرابه مما يقوله الناس من أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيواجه تحديات صعبة في السياسة الخارجية.
وكتب في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أن كل ما يتعين على ترامب فعله هو ممارسة الضغوط على بعض زعماء الدول من أجل حل المشكلات الحدودية مع جيرانهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميلانشون: معاداة السامية تهمة جاهزة بفرنسا لكل من ينتقد إبادة غزةlist 2 of 2"رجل التعريفات".. ترامب يضع بريطانيا في مرمى الحرب التجاريةend of list
وفي سبيل ذلك، فإن على ترامب -وفق الكاتب- أن يحمل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تقديم تنازلات بشأن الأراضي الحدودية المتنازع عليها بين البلدين.
ودعاه أيضا إلى دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لترسيم حدود بلاده الغربية والجنوبية، والضغط على المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لتوضيح الحدود الغربية لبلاده، بما يعني الكف عن محاولة السيطرة على لبنان وسوريا والعراق واليمن.
كما نصحه بأن يحمل الصين على تعريف حدودها الشرقية بحيث لا تتعدى على حقوق تايوان، وأن يجعل الحوثيين يدركون أن حدودهم الساحلية تنحصر في بضعة كيلومترات دون أن يكون لهم الحق في منع سفن الشحن من المرور عبر البحر الأحمر.
بعبارة أخرى -يقول فريدمان- إن كان هناك من يعتقد أن الحدود الوحيدة التي ستشغل بال ترامب عندما يتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني القادم هي الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، فهو لا يولي الأمر الاهتمام الذي يستحقه.
لكن الكاتب لم يترك القارئ ليخمن ما الذي يقصده من كل ذلك، فعمد إلى شرح ما يعنيه بالتفصيل، فقال إن ترامب عندما غادر منصبه في عام 2021، لم تكن روسيا قد غزت أوكرانيا، ولم تشتعل الحرب بين إسرائيل من جهة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني من جهة أخرى، حيث يمكن القول إن العالم كان ما يزال في حقبة "ما بعد الحرب الباردة".
ومضى إلى شرح وجهة نظره قائلا إن روسيا قضمت، بعد ذلك، أراضي من أوكرانيا، لكنها لم تحاول قط التهامها كلها. وفي حين كانت إيران وإسرائيل، آنذاك، تناصب كل منهما الأخرى العداء، لكن لم تهاجم إحداهما الأخرى بشكل مباشر، واحتلت إسرائيل الضفة الغربية لكنها لم تشهد حكومة يدعو بعض وزرائها إلى ضم هذه الضفة بل حتى إلى احتلال قطاع غزة، وفي الوقت نفسه لم تُلق واشنطن -في البدء- بالا لما يفعله الحوثيون في اليمن ولم ترسل قط قاذفات الشبح من طراز (بي 2)، كل ذلك حدث بعد أن خسر ترامب انتخابات عام 2020.
وبدا فريدمان موقنا إلى حد كبير بأن "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى" -وهو الشعار الذي ظل يرفعه الرئيس المنتخب- سيتطلب بالتأكيد من الولايات المتحدة استخدام القوة والدبلوماسية "القسرية" على نحوٍ أكثر دقة وتعقيدا مما كان يفكر فيه ترامب إبان فترة رئاسته الأولى أو اقترحه في حملاته الانتخابية.
ولفت الكاتب الأميركي اليهودي -الذي قال إنه يتواجد حاليا في إسرائيل- إلى أن وزير المالية الإسرائيلي "الأشد تطرفا"، بتسلئيل سموتريتش، أعلن أن فوز ترامب يمثل "فرصة مهمة" لــ"فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في يهودا والسامرة"، مستخدما الأسماء التوراتية لمناطق الضفة الغربية.
غير أن فريدمان يرى أن فوز ترامب ربما كان مفاجئا لإسرائيل أكثر بكثير مما كان يتوقعه سموتريتش. "فهو أول رئيس أميركي يستميل علنا ويستفيد من أصوات الأميركيين العرب والمسلمين" الذين لم يكونوا راضين عن دعم بلادهم غير المشروط لإسرائيل في حربها ضد قطاع غزة.
أما التحدي الأكبر الذي يعتقد فريدمان أن دبلوماسية الرئيس المنتخب قد تواجهه، فيتعلق بحمل بوتين على الموافقة على نوع من وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام يعيد الأوضاع على الحدود الروسية مع أوكرانيا إلى سابق عهدها.
وإذا كان ثمة أمل في التوصل إلى اتفاق يرضي طرفي النزاع في أوكرانيا، فمن المرجح أن يحدث ذلك فقط -من وجهة نظر كاتب المقال- بعد أن يتجرع بوتين مزيدا من الهزائم هناك، ويعلن ترامب أنه سيزود كييف بالسلاح "إذا لم ينصع" الرئيس الروسي.
وأبدى فريدمان خشيته من أن تُقدم إدارة ترامب على تجاوز الخطوط الحمراء، بانسحابها من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو إظهارها تراجعا في استعدادها لحماية حلفائها القدامى.
ومضى إلى القول إن دولا حليفة لأميركا -وهي اليابان وبولندا وكوريا الجنوبية وتايوان- لديها جيران "معادون ومسلحون نوويا" ويمتلكون التكنولوجيا والموارد اللازمة لتطوير أسلحة نووية خاصة بهم.
فإذا فقد هؤلاء الحلفاء ثقتهم في الولايات المتحدة، وطوروا أسلحتهم النووية الخاصة بهم -بعد أن كانوا يظنون أنهم ليسوا بحاجة إليها لأن واشنطن تساندهم- فإن من شأن ذلك أن يكتب نهاية معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ويمحو كل الخطوط الحمراء، على حد تعبير فريدمان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
توماس مولر ينقلب على رونالدو: بلا نقاش.. ميسي الأفضل في التاريخ!
معتز الشامي (أبوظبي)
عاد الجدل الأشهر في تاريخ كرة القدم الحديثة إلى الواجهة من جديد: ليونيل ميسي أم كريستيانو رونالدو؟ لكن هذه المرة جاء الحسم على لسان أحد أبرز نجوم الكرة الألمانية، توماس مولر، الذي لم يتردد في إعلان خياره المفضل، في تصريح أثار تفاعلاً واسعاً عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل أمس.
مولر، الذي خسر مؤخراً نهائي كأس الدوري الأميركي أمام ليونيل ميسي وإنتر ميامي بقميص فانكوفر وايتكابس، سُئل في مقابلة مع شبكة ESPN عن رأيه في الصراع التاريخي بين أيقونتي هذا القرن. ورد ضاحكاً «السؤال القديم المتجدد»، قبل أن يؤكد أن كلا النجمين لا يزالان قادرين على العطاء وصناعة الأرقام رغم تقدمهما في العمر.
ورغم إقراره بعظمة الاثنين، لم يُخفِ مولر انحيازه الواضح لقائد منتخب الأرجنتين، قائلاً «بالنسبة لي، ميسي أكثر إبهاراً، أسلوبه أكثر سحراً، وأكثر نقاء من حيث الموهبة». وأضاف «أخلاقيات العمل الاحترافي لدى رونالدو استثنائية، وربما تتفوق حتى على ميسي، لكن مشاهدة ميسي وهو يلعب كرة القدم أمر مختلف، هو لا يفاجئني لأنني أعرف ما يستطيع فعله أسبوعاً بعد أسبوع، ودائماً يترك انطباعاً مذهلاً»
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحدد فيها مولر موقفه من المقارنة بين ميسي ورونالدو، لكنه اعترف بأن رأيه تغيّر مع مرور السنوات. ففي تصريحات سابقة للموقع الرسمي للدوري الأميركي عند وصوله إلى MLS، أوضح أن أول عشر سنوات من مسيرته الاحترافية شهدت انحيازه لكريستيانو رونالدو، بسبب شراسته التنافسية، وانضباطه العالي، وقدرته الفريدة على الحفاظ على مستواه لفترات طويلة.
غير أن نظرته لكرة القدم تطورت مع النضج والخبرة لينقلب على رونالدو، أو كما يقول «الآن أصبحت أكبر سناً وأكثر رومانسية. أصبحت أُقدّر الأسلوب والجمال أكثر من الكفاءة الصرفة. ومن هذه الزاوية، كان ميسي دائماً حالة فريدة». وتابع بحسم لافت «بعد فوزه بكأس العالم مع الأرجنتين، لم يعد هناك أي نقاش، ميسي هو أفضل لاعب شهدته هذه اللعبة على الإطلاق».
وتكتسب تصريحات مولر وزناً خاصاً، بالنظر إلى أنه يُعد أحد أكثر اللاعبين الذين ألحقوا الأذى بميسي على المستوى القاري. فقد تواجه النجمان 10 مرات، حقق خلالها مولر 7 انتصارات مقابل 3 هزائم فقط، من بينها مباراتان وديتان دوليتان، ومواجهة شهيرة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة، ورغم هذا السجل، اختار مولر أن ينحاز للسحر الكروي، مؤكداً أن كرة القدم، في نهاية المطاف، ليست أرقاماً فقط، بل متعة خالصة يصنعها لاعب استثنائي اسمه ليونيل ميسي.