بعد تصريحات وسام شعيب .. دار الإفتاء: «منْ كشف عورة أخيه كشف الله عورته»
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
أثارت تصريحات طبيبة كفر الدوار وسام شعيب ، جدلاً كبيراً، بعدما نشرت مقطع فيديو تضمن وصفًا لحالات حمل سفاح لفتيات، بينهن طفلة 17 عامًا، في شهرها الثامن، وأن أسرتها حاولت إجهاضها، وفيديو آخر تحدث عن سيدة لجأت إلى الزواج العرفي من شاب أصغر منها لتسجيل الطفل باسمه، مؤكدة أن الطفل نتاج علاقة غير شرعية من رجل آخر.
وقالت دار الإفتاء، إن احترام خصوصياتِ الآخرين واجبٌ شرعيٌ وأخلاقيٌ، ومِن مظاهر احترامِ خصوصية الآخرين، -عدم نَشْر المقاطع المُصوَّرة أو المسموعة عن تفاصيل حياتهم وما يصنعونه -سواء كان هذا الصَّنيع مُبَاحًا أو لا-، فالشرع الشريف نَهَى عن نَشْر وإشاعة ما يُعيَّب به المرء؛ لأنَّ فيه تتبُّعًا للعورات.
لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتِهمواستشهدت الإفتاء في فتوى لها، في إجابتها عن سؤال: «كيف حث الإسلام على احترام خصوصية الآخرين؟» بقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يَدخُل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتِهم، فإنَّه مَن اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومَن يتبع الله عورته يَفْضَحه في بيته» (رواه أبو داود).
الشرع الشريف أمر بالستر
وتابعت: إن الشرع الشريف أمر بالستر وغض الطرف عن عثرات الناس وعيوبهم، وعدم تتبع عوراتهم، وعدم التشهير بهم؛ لئلا يكون سببًا في نشر السوء من وجه، وسترًا وعونًا على التوبة وإصلاح النفس من وجه آخر؛ فعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وواصلت: وفي رواية أخرجها الإمام ابن ماجه في "سننه": «مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ»؛ قال الإمام الصنعاني في "سبل السلام" (2/ 638، ط. دار الحديث): [من ستر مسلمًا اطلعَ منه على ما لا ينبغي إظهارهُ من الزلاتِ والعثراتِ، فإنه مأجور بما ذكره من سترهِ في الدنيا والآخرة؛ فيسترهُ في الدنيا بألَّا يأتي زلةً يَكْرَهُ اطلاعَ غيرهِ عليها، وإن أتاها لم يُطلعْ الله عليها أحدًا، وستره في الآخرة بالمغفرة لذنوبه وعدم إظهار قبائحه وغير ذلك].
وأكملت: قد حرص الإسلام على احترام خصوصية الإنسان، وهو أمر داخل في مقصد حفظ العرض، وهو أحد المقاصد الكبرى للشريعة، وشرع الله عزَّ وجلَّ لأجل ذلك من الأحكام والتشريعات ما يحفظ به للإنسان حقه في الخصوصية، في هيئته وصورته، وهذا ليس مقصورًا على أن يخترق الإنسان سترًا مسدلًا أو أن ينظر إلى عورةٍ، بل هو نهيٌ عن عموم اختراق خصوصية الآخرين بغير علمهم وبغير ضرورة لذلك.
رفض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تصريحات الطبيبة وسام شعيب، التي أفشت فيها أسرار المرضى، قائلاً: «إشاعة الأسرار أو كشفها أو كشف الأمور الخاصة التي يُعيَّر بها الإنسان يحرم البوح بها تحريمًا مؤكدًا لا سيما ما يتعلق بأمن الوطن».
ونبه الدكتور أحمد كريمة في تصريح له، على أنَّ هناك أسرارًا شخصية وأخرى عامة، وأن كل ما هو متفق عليه أو اقتضى العرف عدم البوح أو الكلام عنه فلا يجوز أن يتم إفشاؤه.
إفشاء الأسرار الشخصية حرام شرعاوشدد على أنَّ الأسرار الأمنية أو العلمية أو العسكرية يحرم تمامًا على الإنسان أن ينشرها، لكونها تضر بالوطن والأمن المجتمعي، كذلك بالأمر بالنسبة للأسرار الشخصية.
منهج الإسلام هو الستروأشار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن منهج الإسلام هو الستر والاستتار، كما جاء بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من سَتَر مسلمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ» (رواه مسلم)، موضحاً أن هذا الأمر يشمل المجتمع الإنساني بأسره وليس فقط المسلمين.
وختم: إن كل فعل فيه إشاعة الأسرار أو كشفها أو كشف الأمور الخاصة التي يُعيَّر بها الإنسان فيحرم البوح بها تحريمًا مؤكدًا، لا سيما ما يتعلق بأمن الوطن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وسام شعيب الدكتورة وسام شعيب دار الإفتاء وسام شعیب الله علیه
إقرأ أيضاً:
أداة مخفية لتعزيز خصوصية المحادثات بواتساب
أميرة خالد
يوفر تطبيق ” واتساب ” ميزة جديدة تحمل اسم “خصوصية الدردشة المتقدمة”، وهي أداة أمان اختيارية تمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في المحتوى الذي يشاركونه، رغم أن هذه الخاصية لا تزال غير معروفة على نطاق واسع.
تتيح هذه الخاصية للمستخدمين تقييد تصدير الرسائل، وتعطيل التنزيل التلقائي للوسائط، ومنع إعادة استخدام المحتوى خارج نطاق المحادثة، وعلى الرغم من توفرها في بعض الإصدارات، لم تصبح بعد ممارسة شائعة بين غالبية مستخدمي التطبيق.
و توفر هذه الميزة مرونة في تعديل إعدادات الحماية بما يتناسب مع طبيعة الاتصال ونوع المحتوى المتداول، كما تعدّ ذات فائدة كبيرة للأشخاص الذين يتعاملون مع محتوى حساس، سواء في بيئات العمل، أم في الأوساط الأكاديمية، أم حتى في المحادثات العائلية التي تتطلب مستوى عاليًا من الخصوصية.
ولتفعيل “خصوصية الدردشة المتقدمة”، يمكن القيام به من خلال الخطوات التالية: الدخول إلى المحادثة أو المجموعة المراد حمايتها، واختيار “إعدادات الخصوصية المتقدمة” من قائمة الخيارات، وتفعيل الميزات المناسبة لحماية الرسائل والملفات.
تُطبق القيود تلقائيًا على تلك المحادثة فقط، ما يحدّ من إمكانية مشاركة أو حفظ المحتوى دون إذن مسبق بمجرد تفعيل الإعدادات.
كما توفر هذه الميزة طبقة أمان إضافية للمستخدمين، إذ تقلل من إمكانية الاستخدام الثانوي للمحتوى، مثل إعادة إرساله أو تخزينه بوسائل تقليدية. ومع ذلك، فإنها لا تمنع تمامًا جميع الوسائل المحتملة لنسخ المحتوى، مثل لقطات الشاشة أو الحفظ اليدوي.
و أشارت شركة “ميتا”، المالكة لتطبيق “واتساب”، إلى أن الخاصية لا تزال في مراحلها الأولية، مع خطط مستقبلية لتوسيع قدراتها وتعزيز مستوى الحماية عبر إضافة قيود إضافية.
وبدأت “واتساب” باختبار ميزة جديدة ضمن النسخة التجريبية (2.25.17.36) لنظام “أندرويد”، في خطوة موازية نحو تحسين تجربة المستخدم، إذ تتيح تعديل إعدادات التباين البصري من خلال تغميق ألوان واجهة التطبيق في الوضع الفاتح.
ويهدف هذا التحديث إلى تحسين وضوح العناصر التفاعلية كالأزرار والأيقونات، خاصةً لفائدة المستخدمين الذين يعانون من ضعف البصر أو حساسية تجاه الألوان الساطعة، كما تلبي هذه الميزة تفضيلات بصرية تتماشى مع توجهات التصميم الحديثة، ما يعزز من جاذبية التطبيق وسهولة استخدامه.
وتأتي ميزتا “خصوصية الدردشة المتقدمة” و”تحسين التباين البصري” في إطار استراتيجية واضحة لـ”واتساب” تركز على تمكين المستخدم من التحكم ليس فقط في ما يتم تداوله من محتوى، بل أيضًا في كيفية عرض التطبيق والتفاعل معه.
ولم يعد الأمر يقتصر على الرسائل النصية أو الوسائط المتبادلة، بل امتد ليشمل طبيعة المشاركة، وهوية المتلقين، وحتى تصميم التطبيق نفسه، ما يعكس توجهًا متزايدًا نحو تقديم تجربة استخدام أكثر تخصيصًا وأمانًا.