مجمع البحوث الإسلامية: إخلاص النية أساس قبول العمل في الإسلام
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
أكد مجمع البحوث الإسلامية على أهمية إخلاص النية في الأعمال، مشددًا على أن العبرة في الإسلام ليست بكثرة الأعمال الظاهرة بقدر ما تكون بجودة النية وصفائها. واستشهد المجمع بما قاله الإمام أبو سليمان الداراني رحمه الله: "طوبى لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى"، موضحًا أن هذه الكلمات تلخص مفهومًا عميقًا في الإسلام، وهو أن الأعمال مهما بلغت عظمتها لا قيمة لها إذا لم تكن خالصة لله.
وأشار المجمع إلى أن مفهوم إخلاص النية حاضر بقوة في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى"، مما يعكس أن قيمة العمل ترتبط بالنية التي تُدفع إليه. وأكد العلماء في المجمع أن النية الصادقة تعني أن يقوم الإنسان بالعمل من أجل إرضاء الله وحده، بعيدًا عن الرياء أو طلب المدح.
تحقيق الإخلاص في العملوأوضح المجمع أن تحقيق الإخلاص في العمل يُعتبر تحديًا كبيرًا للنفس البشرية، لكنه في الوقت ذاته باب لتحقيق البركة في الحياة والسكينة في القلب. وتابع علماء الأزهر قائلين: "أحيانًا تكون خطوة صغيرة خالصة لله خيرًا من عمل كبير صاحَبَه رياء. وهذا المعنى هو الذي قصده الإمام الداراني بقوله: طوبى لمن صحت له خطوة واحدة لا يريد بها إلا الله تعالى. فهذه الخطوة الصغيرة تكون أساسًا لحياة نقية وبداية لنيل رضا الله".
تربية النفس على الإخلاصوأضاف المجمع أن تربية النفس على الإخلاص تبدأ بتصفية القلب من حب الظهور وترك طلب الثناء، ويحتاج هذا إلى تدريب وصبر، مشيرًا إلى أن الإنسان كلما أخلص النية لله، كلما شعر برضا داخلي وانشراح في صدره، وشهد لذلك تأثيرًا إيجابيًا على علاقته بربه.
ويؤكد مجمع البحوث الإسلامية أن الإخلاص ليس أمرًا يقف عند حدود العبادة فقط، بل هو منهج حياة يجب أن يظهر في سلوك الفرد وأخلاقه وتعاملاته مع الناس. ويدعو المجمع المسلمين إلى مجاهدة أنفسهم للوصول إلى إخلاص النية، لأن فيه الخير والصلاح للعبد في الدنيا والآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إخلاص الإخلاص النية مجمع البحوث الإسلامية
إقرأ أيضاً:
هل الإسلام أقر بمكارم الأخلاق بين الزوجين؟
تحدث الشيخ رمضان عبد المعز عن مكارم الأخلاق، قائلاً: إن «الله أرسل الرسل والكتب السماوية والهدف من ذلك قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)، أي أن يتحلى الناس بالفضائل ويتخلون عن الرذائل».
وتابع أنه في سورة الجمعة يقول تعالى: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ».
وأوضح أن هناك اختلاف بين معنى التطهير والتزكي فالتطهير هو إزالة الخبث والوسخ والنجس، لكن التزكية معناها السمو والعلو بالأخلاق والآداب، لافتاً إلى أهمية الكرم في العلاقات الإنسانية كإحدى مكارم الأخلاق، فقد وصف الله تعالى نفسه في كتابه بـ«الأكرم» و«الكريم».
وأكد: «من الكرم أن تتغافل عن الأخطاء البسيطة وما تقفش على الواحدة، مثل تعاملك مع زوجتك، فعليك أن تبرز الأمور الطيبة وتتغافل عن الأخطاء، فالمؤمن إذا رأى سيئة دفنها وإذا رأى حسنة أذاعها، أما المنافق فالعكس، وأنه كان من منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يسأل السيدة عائشة عن طعام اليوم فإذا لم يكن هناك طعام فيصبح صائمًا».
وأضاف الشيخ رمضان: «المؤمن يأكل بشهوة أهله، أي يسأل زوجته ماذا تحب هي أن تأكل، كما كان النبي يأكل من الموضع الذي تأكل منه السيدة عائشة»، ولفت إلى أن «الأمر كذلك بالنسبة للزوجة التي عليها أن تشعر بتعب زوجها وأعبائه فيجب أن تخفف عنه وترضى بالقليل ولا تقارن حالها بحال غيرها».