أحمد كريمة عن طبيبة كفر الدوار: إشاعة أسرار المرضى حرام شرعاً
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
رفض الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، تصريحات الطبيبة وسام شعيب، التي أفشت فيها أسرار المرضى، قائلاً: «إشاعة الأسرار أو كشفها أو كشف الأمور الخاصة التي يُعيَّر بها الإنسان يحرم البوح بها تحريمًا مؤكدًا لا سيما ما يتعلق بأمن الوطن».
ونبه الدكتور أحمد كريمة في تصريح له، على أنَّ هناك أسرارًا شخصية وأخرى عامة، وأن كل ما هو متفق عليه أو اقتضى العرف عدم البوح أو الكلام عنه فلا يجوز أن يتم إفشاؤه.
وشدد على أنَّ الأسرار الأمنية أو العلمية أو العسكرية يحرم تمامًا على الإنسان أن ينشرها، لكونها تضر بالوطن والأمن المجتمعي، كذلك بالأمر بالنسبة للأسرار الشخصية.
منهج الإسلام هو الستروأشار أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن منهج الإسلام هو الستر والاستتار، كما جاء بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من سَتَر مسلمًا سترَهُ اللَّهُ في الدُّنيا والآخرةِ» (رواه مسلم)، موضحاً أن هذا الأمر يشمل المجتمع الإنساني بأسره وليس فقط المسلمين.
وختم: إن كل فعل فيه إشاعة الأسرار أو كشفها أو كشف الأمور الخاصة التي يُعيَّر بها الإنسان فيحرم البوح بها تحريمًا مؤكدًا، لا سيما ما يتعلق بأمن الوطن.
وتضامنت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، تصريحات طبيبة كفر الدوار وسام شعيب التي نشرت مقطع فيديو تضمن وصفًا لحالات حمل سفاح لفتيات، بينهن طفلة 17 عامًا، في شهرها الثامن، وأن أسرتها حاولت إجهاضها، وفيديو آخر تحدث عن سيدة لجأت إلى الزواج العرفي من شاب أصغر منها لتسجيل الطفل باسمه، مؤكدة أن الطفل نتاج علاقة غير شرعية من رجل آخر.
حديثها بغرض النصيحة
وقالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه «لا يجوز الحديث عما حدث في واقعة طبيبة كفر الدوار وسام شعيب، بقصد الإساءة على الإطلاق، لأنه كان بغرض النصيحة»، بحسب قولها.
طبيبة كفر الدوار لم تقصد أي إساءةوأوضحت «صالح» في تصريح لها: «طبيبة كفر الدوار لم تقصد أي إساءة بالفيديو الذي أذاعته»، مستشهدةً بالمثل الشعبي: «البقرة إذا وقعت تكثر سكاكينها».
نصيحة للأمهات فقط لا غير
وأضافت: «أعتقد بأن الدكتورة وسام شعيب قالت هذه المعلومات من باب النصيحة للأمهات فقط لا غير، فمفهوم الحرية زاد في مجتمعنا خلال الآونة الحالية، وأصبحت جميع الأمهات تتأثر بوسائل التواصل الاجتماعي».
وأكملت: الدكتورة وسام شعيب لم تذكر أسماء بعينها، بل ذكرت حالات بقصد التنبيه والتحذير للأمهات، بمعنى أنه لا بد للأم أن تكون قريبة من ابنتها، مستشهدة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة».
حبس الدكتورة وسام شعيب 4 أيام على ذمة التحقيق
أمرت النيابة العامة بحبس الدكتورة وسام شعيب لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق، في إطار التحقيقات الجارية بشأن واقعة الفيديو المتعلق بزواج القاصرات والمشاكل الأسرية. صدر القرار برئاسة المستشار أحمد يسري، رئيس نيابة مركز كفر الدوار.
وجهت النيابة العامة 3 تهم إلى وسام شعيب، وهي:
التعدي على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري بهدف الإخلال بالنظام العام والإضرار بالسلام.
نشر أخبار كاذبة بسوء نية من شأنها تكدير السلم والأمن العام.
إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة البلبلة بين أفراد المجتمع المصري.
من جانبها، أنكرت الدكتورة وسام جميع التهم الموجهة إليها، موضحة أن هدفها كان النصح والتوعية نتيجة انتشار مثل هذه الحالات، وأنها لم تقصد أي ضرر. كما قدمت اعتذارها عن الأسلوب الذي قد يكون خانها نتيجة الانفعال، وعن بعض الألفاظ التي صدرت منها دون قصد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وسام شعيب طبيبة كفر الدوار أحمد كريمة الدکتورة وسام شعیب طبیبة کفر الدوار بجامعة الأزهر أستاذ الفقه سعاد صالح أسرار ا
إقرأ أيضاً:
آداب الطريق.. احذر من البصق على الأرض ممنوع شرعا
حرصَ الإسلامُ على النظافة، وحثَّ أتباعه على اقتفائها، وشَرَع لهم من العبادات ما يحقِّق هذه الغاية، وذلك يأتي في سياق أَنَّ الدين الإسلامي قد وضع ضوابط وآدابًا تَصون كرامةَ الفرد، ويُراعَى فيها شعور المجتمع وتحميه من كل أذى وعدوان.
وعَدَّ رسول الله، كف الأذى عن الطريق، حَقًّا مِن حقوق الطريق التي ينبغي مراعاتها، ولا شك أنَّ البَصْق على الأرض مِن الأفعال التي يتأذَّى بها الطَّبْع البشري ويستقذرها، كما أنَّه يتنافى مع أهمية النظافة التي شدَّد عليها الإسلام، فالأَوْلَى بالمسلم أن يَتحرَّز عن هذه الفِعْلة المستقذرة لينال الأجر بالتزامه النظافة والطهارة المطلوبَين شرعًا.
وجَعَل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم مِن حق الطريق: كف الأذى، وهو لفظ عام ويَشْمَل كل أنواع الأذى، والذي منه التَّنَخُّم -أي: إخراج النُّخَامة وبَصْقها- على الأرض في الطرقات العامة؛ فهو أمر مستقذرٌ طَبعًا، ويُؤَدِّي إلى نفور النَّاس من الأماكن التي تُلْقَى فيها النُّخَامة، بل قد يؤدّي إلى إلحاق الأذى بهم؛ كإصابتهم بالأمراض والأوبئة.
ولاستقذار هذا الأمر -أي: التَّنَخُّم-؛ وَرَد النهي عن فعله في المسجد؛ ففي الحديث: «الْبُزَاقُ في الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا» رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَ رَبِّهِ فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ في وَجْهِهِ؟ فَإِذَا تَنَخَّعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَنَخَّعْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَتْفُلْ هَكَذَا» وَوَصف القاسم بن مهران -أحد رواة الحديث- فتَفَل في ثوبه ثم مسح بعضه على بعض. رواه مسلم.
ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «عُرِضَتْ عَلَىَّ أَعْمَالُ أُمَّتِى حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا؛ فَوَجَدْتُ في مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ، وَوَجَدْتُ في مَسَاوِي أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ في الْمَسْجِدِ لاَ تُدْفَنُ» رواه مسلم.
البصق على الأرضوهذه النصوص النبوية وإن كانت واردة في شأن البصق في المسجد، لكن يُقاس عليها غيرها من الأماكن التي يرتادها الناس بجامع الاستقذار في كُلٍّ؛ فلا فرق في استقذار هذا الأمر بين كونه في أماكن اجتماع الناس للصلاة، واجتماعهم في وسائل المواصلات والحدائق العامة والشوارع والطرقات، فالاستقذار الحاصل من التَّنَخُّم وارد في كليهما.
ومع هذا؛ فقد يكون التَّنَخُّم أمرًا عارضًا يحتاج إليه الإنسان، ولو مُنِع من إخراجه لأصيب بأضرار صحية؛ لذا أجاز الفقهاء في هذه الحالة التَّنَخُّم على الأرض، لكنهم أرشدوا إلى فعل الأَوْلَى في ذلك.
وينبغي للمسلم ألا يَبْصُق على الأرض؛ لأنَّه فعلٌ مُستَقذَرٌ طَبْعًا، وقد يؤدّي إلى إلحاق الأذى بالآخرين، والأفضل إذا عَرَض التَّنَخُّم للإنسان أن يلقيه في منديل، فإن لم يتيسر له ذلك فليُلقه في طرف ثوبه، فإن لم يستطع فليدفن بصاقه أو يدلكه برجله؛ لأنَّه إذا دُفِن لا يَبْقى له أَثَرٌ، فلا يَلْحَق الآخرين منه أذى.