قمة الخزي العربي في الرياض.. بيان أجوف ومخرجات مخيبة للآمال
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
تعرضت الأمة الإسلامية عبر تاريخها لنكسات، أبرزها الحروب الصليبية والغزو المغولي، إلاّ أن إصرار المسلمين وقوة إيمانهم وثقتهم بالله وتوكلهم عليه، أعطاهم الثقة في مواجهة كل التحديات والمخاطر والانتصار للحق في مواجهة الباطل عبر تجميع عناصر القوة من الوحدة والتمسّك بخيار المقاومة ضد الأعداء في مراحل متعددة ومتفرقة من تاريخها.
ما تعاني منه الأمة الإسلامية اليوم من انكسار وضعف وخضوع للقوى الاستعمارية، شبيه بما حصل لها نهاية الخلافة العباسية، عندما غزاها التتار وأسقطوا الدولة الإسلامية، وهو الأمر ذاته، باختلاف أن الأعداء زرعوا الكيان الصهيوني اللقيط في "فلسطين" كذريعة لهم لاحتلال البلدان والشعوب العربية والإسلامية ونهب الخيرات والثروات التي تمتلكها.
ما تعيشه الأمة الإسلامية حاليًا أسوأ بكثير مما طالها سابقًا من مؤامرات استهدفت وجودها البشري، وما يُقدّمه محور المقاومة الإسلامية اليوم من تضحيات في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران شواهد حيّة على المضي في التحرر من هيمنة القوى الاستعمارية.
لطالما انعقدت قمّم عربية وإسلامية وراء قمم ومشاورات واجتماعات ولقاءات منذ منتصف القرن الماضي، لتدارس القضايا على الساحة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها "قضية فلسطين"، لكن مخرجاتها مع الأسف تأتي مخيبة لآمال وتطلعات الشعوب في الحرية والكرامة والاستقلال ودحر المحتل الصهيوني من الأراضي العربية المحتلة.
بعد أكثر من عام على حرب الإبادة الصهيونية في غزة بمشاركة أمريكية وبريطانية مباشرة وسقوط ما يقارب من 150 ألف شهيد وجريح وأسير ومفقود، تداعى حكام العرب والمسلمين المتخاذلين لعقد قمة في مدينة الرياض السعودية، لبحث العدوان الإسرائيلي المتواصل على فلسطين ولبنان وانعكاساته على المنطقة والتحرك إزائه، ويا ليتها لم تُعقد!!
كالعادة لم تأت هذه القمة بأي جديد ولم تكن مخرجاتها عند مستوى التحدي الذي تواجهه الشعوب العربية والإسلامية إزاء العدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني على غزة ولبنان ومعظم الدول المناهضة لإسرائيل، ولم تتخذ أية قرارات شجاعة، وإنما صدر بيان أجوف مشحون بعبارات الشجب والتنديد والمطالبة بإيقاف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان.
وبالنظر إلى مستوى الجُرم الذي ترتكبه إسرائيل وما تزال حتى اليوم منذ أكثر من عام في غزة، وما تفرضه من حصار وتضييق وتجويع للمدنيين، كان يُؤمّل من المجتمعين في قمة الرياض، كأقل واجب تصنيف إسرائيل كياناً إرهابياً ومطالبة العالم بتصنيفه وإيقاف دعمه بالأسلحة المحرمة دوليًا التي تقتل المدنيين في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن.
لكن من يُقيم مهرجانات الرقص والمجون ويستقطب فنانين وفنانات عرب وأجانب إلى بلاد الحرمين الشريفين، في ظل مأساة كبيرة يعيشها الشعبان الفلسطيني واللبناني، لا يُؤمل فيهم الانتصار لقضايا الأمة ولا إيقاف حملات التشويه التي تسيء للإسلام والمسلمين ولا دعم الدول والفصائل المناهضة للمشروع الأمريكي، الصهيوني، الأوروبي في المنطقة.
وبهذا الصدد قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة الخميس الماضي "لقد أدمى قلوبنا وأحزننا وأغضبنا وآسفنا جدًّا، إعلان النظام السعودي عن موسم الرياض، موسم الرقص والمجون، يستضيف فيه عدداً كبيراً من الفرق الغربية، من أمريكا وأوروبا من الفرق المروِّجة للشذوذ والفاحشة والرذيلة، بالتزامن مع ما يحصل في غزة من جرائم رهيبة من العدو اليهودي الصهيوني، ومن مأساة كبيرة للشعب الفلسطيني".
وأضاف "أنَّ الأنظمة العربية ونعني أكثرها تفقد الجدية وانعدام الإرادة للتحرك الجاد تجاه ما يجري في فلسطين، في غزة، وهذا شيءٌ واضح، أكثر الأنظمة العربية لم تتوفر لديها الجدية، ولم تمتلك الإرادة للتحرك الجاد بحجم المسؤولية كما ينبغي، ولو في الحد الأدنى؛ ولذلك حتى مع القمة الأخيرة، التي هي عنوان قمة طارئة عربية إسلامية لـ 57 دولة، لم تخرج بأي موقفٍ أو إجراءٍ عملي، وهذا أمرٌ محزن، ومخزٍ".
وتساءل السيد القائد "يقولون عن القمة أنها تمثل كل المسلمين، المليار وأكثر من نصف مليار مسلم، تمثل 57 بلداً عربياً وإسلامياً، وقمَّة طارئة، وتخرج فقط ببيان، وبيان مطالبة، ومطالبة كلامية، بدون أي مواقف عملية، هل هذه قدرات 57 بلداً مسلماً وعربياً؟! هل هذه هي قدرات وإمكانات وثقل ودور أكثر من مليار ونصف مليار مسلم وعربي؟! أن يخرجوا ببيان يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية، يمكن أن يصدر من شخص واحد، يُصدِر بياناً يطالب فيه، ويناشد فيه، ويقدِّم ما قدَّموا فيه، ليس هناك أي إجراء عملي".
خلاصة القول: كل عناوين القومية العربية، والحماية للعروبة والراية والحضن العربي، تلاشت مع ما يحصل في غزة ولبنان من مذابح صهيونية، بتخاذل عربي وإسلامي وتواطؤ دولي، وما يحتاجه حكام الأنظمة العربية والإسلامية اليوم، الجرأة والشجاعة في مواجهة المشروع الصهيوني، الأمريكي، الأوروبي، وليس المشاورات ولا انعقاد القمم الجوفاء.
سبأ
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: العربیة والإسلامیة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
السيد القائد يهنئ الأمة الإسلامية بعيد الأضحى ويحمّل الأنظمة المتواطئة مسؤولية الجرائم بحق غزة
يمانيون – صنعاء
توجه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بتهانيه إلى الأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني المظلوم ومجاهديه الأبطال، وحجاج بيت الله الحرام، والشعب اليمني المجاهد، ووحدات وتشكيلات القوات المسلحة والأمنية وكافة الجهات الرسمية.
وأكد السيد القائد في بيان صادر عنه، أن هذا العيد يأتي في ظل مآسٍ غير مسبوقة يتعرض لها الشعب الفلسطيني، نتيجة الإبادة الجماعية والتجويع وجرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة، بمشاركة أمريكية وتخاذل عربي وإسلامي فاضح، معتبراً ذلك وصمة عار على كل من فرّط وتواطأ مع الكيان الغاصب.
وأوضح أن التخاذل من بعض الأنظمة العربية والإسلامية تجاه المجازر المرتكبة ضد الفلسطينيين هو تفريط فادح في المسؤوليات الدينية والإنسانية، في وقت يتعرض فيه المسجد الأقصى الشريف لأخطر الانتهاكات، من اقتحامات وتدنيس متعمد وإساءات إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ضمن مشروع صهيوني أمريكي لتهويد المقدسات الإسلامية.
وأشار إلى أن الجرائم في الضفة الغربية، من قتل واختطاف وتدمير وتجريف وإحراق، والاعتداء على النساء وتعذيب الأسرى، ليست سوى امتداد للعدوان المتواصل منذ الاحتلال البريطاني بدعم من الصهاينة، مشدداً على أن ما يجري من تهجير قسري وتوسيع للمغتصبات، هو تأكيد على زيف الوعود والاتفاقات والمبادرات، ودليل قطعي على أن خيار الجهاد هو السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال.
وتابع السيد القائد قائلاً: “ما من جدوى من مسار الخنوع، والتفريط، ودفع الأثمان الباهظة، وتحمُّل الأوزار العظيمة، فالإصرار على التخاذل أدهش حتى شعوب وأمم الأرض ذات الضمائر الإنسانية”، لافتاً إلى أن كل يوم يمرّ ومعاناة الفلسطينيين تزداد، تتضاعف فيه أوزار الأمة الإسلامية.
وحذر من أن التخاذل يشجع الأعداء على تنفيذ مخططاتهم العدائية، ويعرض الأمة لعقاب الله، مستشهداً بآيات قرآنية تحذر من عاقبة النكوص عن نصرة المستضعفين والجهاد في سبيل الله.
وأكد أن العودة إلى القرآن الكريم هي السبيل الوحيد لاستعادة كرامة الأمة، والتحرر من الطاغوت، والانتصار على المستكبرين، لافتاً إلى أن شعائر الدين كالحج وعيد الأضحى والتكبير، تحمل دلالات تربوية عظيمة تعزز الوعي والعزة والكرامة لدى المسلمين، وتمكنهم من التصدي لأعدائهم.
وقال السيد القائد إن عيد الأضحى مناسبة للفرح بطاعة الله، وتعزيز روابط الإخاء والتكافل، والتمجيد لله تعالى، داعياً الشعب اليمني إلى إقامة وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني بعد صلاة العيد، وإلى الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.
وفي ختام بيانه، دعا الله تعالى أن يعيد العيد على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والنصر والبركات، وأن يرحم الشهداء، ويشفي الجرحى، ويفرج عن الأسرى، وينصر الشعب الفلسطيني ومجاهديه الصامدين في غزة وسائر الأراضي المحتلة.