فلسطين ولبنان.. مذابح وقمم..!
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
قمتان عقدتا للقادة “المزعومين” للعرب والمسلمين وتصريحات ومؤتمرات صحفية ورحلات مكوكية وزيارات ولقاءات وتبويس لحى وكل هذا طيلة أكثر من عام لم ينقذ طفلا فلسطينيا أو لبنانيا من همجية ووحشية العدو وقنابل وصواريخ واشنطن، ولم ينقذ طفلا من جوع أو عطش، فقط مشاهد زائفة وأكاذيب تسوق عبر وسائل الإعلام المختلفة، لو جمعت المكافآت والإكراميات وتكاليف الأوراق والأحبار التي صرفت على الاخبار التي تناقلت نشاط أصحاب الفخامة والجلالة والسمو والتي أنفقت على السفريات وعلى اجتماعات المسؤولين وضيافتهم، هذه المبالغ لو جمعت واستخدمت لشراء مواد إغاثية لأطفال فلسطين، لكانت أنقذت بعضا منهم من الموت وخففت من قائمة الأموات الذين تجاوز عددهم أرقاما خيالية فاقت أعداد ضحايا الحرب العالمية، مقارنة بمساحة القطاع الذي يواجه حرب إبادة جماعية مؤكده، فيما العرب والمسلمين يغضون الطرف، بل بعضهم شركاء في الإبادة وموافقون على ما يجري في فلسطين ولبنان ومع ذلك يعقدون القمم ويشكلون اللجان ويطلقون التصريحات فقط لتضليل الشعوب ورفع العتب عنهم.
يكذب العرب ويكذب المسلمون أنهم عاجزون عن إيقاف جرائم الصهاينة بحق الأشقاء في فلسطين ولبنان.. نعم يكذبون أنهم عاجزون ولكنهم ممتنون في الواقع لهذه الإبادة وقد يمنحون الصهاينة تكاليف خسارتهم في هذه الحرب، ولم لا وهم من منحوا الصهاينة الحق للقيام بهذه الإبادة وذلح أطفال ونساء فلسطين ولبنان وتدمير كل مقومات حياتهم..!
نعم بإمكان النظام في مصر إيقاف هذه الإبادة وبإمكان النظام السعودي إيقاف هذه المذبحة أن أراد، لكن للأسف لا النظام المصري يرغب في إيقاف حرب الإبادة هذه ولا النظام السعودي، وكلاهما متفقان عليها وعلى ديمومتها حتى آخر مواطن عربي فلسطيني وآخر مقاوم وحتى آخر مقاوم في لبنان وآخر مواطن لبناني حاضن للمقاومة.. هذه حقيقة وليست افتراء، بل حقيقة يعرفها العالم بأسره، قد لا يعرفها بعض المواطنين العرب والمسلمين الذين يصدقون ما تسوقه أنظمة (العهر والخيانة والعمالة) العربية والإسلامية، هذه الأنظمة التي باعت الهوية والدين والقيم والمشاعر الإنسانية، أنظمة ترغب في التخلص من المقاومة ومن كل شعب يقاوم أو يحضن المقاومة ويؤيدها، -لأنهم أي هؤلاء “القوادين”- يريدون حياة الرفاهية والاستقرار ويا ليتهم تركوا الشعبان الفلسطيني واللبناني يقرران مصيرهما، يا ليتهم تركوهما يواجهان العدو بمفردهما دون تدخلهم وتآمرهم، يا ليتهم حايدوا وبقوا على الحياد، لكنهم لم يحايدوا بل اصطفوا إلى جانب العدو المجرم وتعاونوا معه سواءً بالحصار على الشعبين، أو بالتعاون الاستخباري والضغط السياسي على المقاومة وحتى بالتسويق الإعلامي الذي يخدم العدو ويبرر جرائمه..
إننا في زمن أنظمة عربية وإسلامية تجردت من كل القيم العربية والإسلامية والأخلاقية والإنسانية، أنظمة سيدوِّن التاريخ في صفحاته أنها أحقر وأحط أنظمة عميلة عرفها التاريخ العربي الإسلامي..!
أنظمة لم تكلف نفسها حتى مجرد طرد سفراء الكيان الصهيوني أو سحب سفرائها من هذا الكيان، أنظمة لم تكلف نفسها حتى قطع علاقتها بالكيان أو استدعاء سفرائها من الدول الداعمة للكيان وإن للتشاور..
أنظمة قطعت علاقتها بالشعبين الفلسطيني واللبناني واصطفت إلى جانب العدو وتعمل لمصلحته وسخرت قدراتها لتحقيق انتصار لهذا العدو وتجريد المقاومة من أي مكاسب حققتها في الميدان وفي السياسية.. أنظمة تصب جام غضبها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأنها تدعم المقاومة وتدعم الحقوق المشروعة للشعبين الفلسطيني واللبناني، ولأنها تفعل ذلك، تعمل أنظمة العهر العربية الإسلامية على شيطنتها خوفا من أن يحسب انتصار المقاومة لإيران أو لمحور المقاومة الذي تبغضه أنظمة العهر العربية الإسلامية، التي تكشف لنا مواقفها أنها أنظمة بلا كرامة وبلا سيادة وبلا شرف وبلا هوية وأنها مجرد أنظمة (متصهينة ومتأمركة) وأنها مجردة من كل قيم إنسانية وهي ليست أكثر من أنظمة عميلة مرتهنة تعيش في اسطبلات العبودية للصهاينة والأمريكان وأنها لا تمثل لا الأمة ولا صلة لها بالأمة وقضاياها، بل لا علاقة لهذه الأنظمة حتى بشعوبها، لدرجة أن قادتها عجزوا عن قول أي شيء في ختام قمة (العار والجبن والنذالة والخيانة) التي انعقدت مؤخرا في (إسطبل آل سعود)، حتى أن من سخرية القدر أن أحدهم الذي يمثل المسلمين ألقى كلمته بـ(اللغة الفرنسية)..!
أليس من حقنا أن نقول اللعنة على هذه القمة وعلى غالبية من حضرها من الخونة والعملاء والجواسيس للصهاينة والأمريكان؟!
قمة جاءت لتفصل مسار لبنان المقاوم عن المسار الفلسطيني ولتجزئة محور المقاومة وفصل وحدة الساحات عن بعضها حسب طلب الصهاينة والأمريكان..!
إنها قمة العار الثانية وعنوان التضليل..
إن هذه القمة ومخرجاتها المثيرة تعكس مدى الارتهان الذي وصلت إليه الأمة، ليس بسبب العدو الذي يذله مجموعة مقاومين، بل بسبب هؤلاء الحكام الخونة وانظمتهم العميلة.. الذين يتحدثون عن القانون الدولي وعن عجز القانون الدولي، ومن الطبيعي أن يسخر القانون الدولي من هكذا أنظمة ويقف إلى جانب العدو، طالما أن العرب والمسلمين أنفسهم يتآمرون على الشعبين الفلسطيني واللبناني وعلى مقاومتهما الباسلة التي أذلّت العدو وأهانت أمريكا بكل عظمتها.. نعم صنعت المقاومة طيلة أكثر من عام ما لم تتمكن من صناعته كل أنظمة العهر والخيانة، عربية كانت أو إسلامية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“حماس” ترفض مزاعم تقرير العفو الدولية عن ارتكاب المقاومة جرائم في جيش العدو الصهيوني
الثورة نت /..
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الخميس، رفضها واستهجانها الشديدين للتقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، الذي يزعم ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية طوفان الأقصى ضد فرقة غزة في جيش العدو الصهيوني المجرم، في السابع من أكتوبر 2023.
وأكدت “حماس”، في تصريح صحفي، أن دوافع إصدار هذا التقرير مغرضة ومشبوهة لاحتوائه مغالطات وتناقضات مع وقائع وثّقتها منظمات حقوقية، من ضمنها منظمات “إسرائيلية”؛ كالادعاء بتدمير مئات المنازل والمنشآت والتي ثبت قيام العدو الصهيوني نفسه بتدميرها بالدبابات والطائرات، وكذلك الادعاء بقتل المدنيين الذين أكّدت تقارير عدّة تعرضهم للقتل على يد قوات العدو، في إطار استخدامه لبروتوكول “هانيبال”.
وقالت: “إن ترديد التقرير لأكاذيب ومزاعم حكومة العدو الصهيوني حول الاغتصاب والعنف الجنسي وسوء معاملة الأسرى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن هدف هذا التقرير هو التحريض وتشويه المقاومة عبر الكذب وتبني رواية العدو الفاشي، وهي اتهامات نفتها العديد من التحقيقات والتقارير الدولية ذات العلاقة”.
وطالبت الحركة، منظمة العفو الدولية بضرورة التراجع عن هذا التقرير المغلوط وغير المهني، وعدم التورّط في قلب الحقائق أو التواطؤ مع محاولات العدو الصهيوني شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية أو محاولة التغطية على جرائم العدو التي تنظر فيها محكمتا العدل الدولية والجنائية الدولية تحت عنوان الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأكدت “حماس” أن حكومة الكيان الصهيوني ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب على غزة، منعت دخول المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما منعت فرق التحقيق المستقلة من الوصول إلى الميدان لمعاينة الحقائق وتوثيق الانتهاكات.
وأكملت: “إن هذا الحصار المفروض على الشهود والأدلة يجعل أي تقارير تُبنى بعيدًا عن مسرح الأحداث غير مكتملة ومنقوصة، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني وشفاف يكشف المسؤوليات الحقيقية عمّا يجري على الأرض”.