بالصدفة.. "قطعة نيزك" تكشف وجود مياه على المريخ قبل ملايين السنين
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
توصلت دراسة حديثة إلى اكتشاف باستخدام نيزك مريخي تم العثور عليه في مكان غير متوقع، وهو أحد أدراج الجامعة.
وتم العثور على القطعة التي من كوكب المريخ في درج بإحدى الجامعات عام 1931، إلا أنها أقدم من ذلك بكثير، إذ يُعتقد أن عمرها حوالي 742 مليون عام، وقد أُطلق عليها اسم "نيزك لافاييت".
ومن المفهوم أن ذلك النيزك تفاعل مع المياه منذ 742 مليون عام، وانفصل عن المريخ بعد اصطدام الكوكب بنيزك، منذ حوالي 11 مليون عام.
ويُعتقد أن الاصطدام تسبب في إرسال أعمدة من الغبار والأوساخ، التي تطايرت إلى الفضاء، قبل أن يتم التقاطها في النهاية في مجال الجاذبية للأرض، ويتم سحبها إلى أسفل عبر الغلاف الجوي.
وفي النهاية، تحطمت الكتلة الصخرية التي بحجم عملة "البنس" البريطانية على كوكب الأرض، وتحديداً في ولاية إنديانا الأمريكية، لا يُعرف متى حدث هذا، ولكن بطريقة ما انتهى بها الأمر في درج مكتب قسم الأحياء بجامعة بيردو. هدية للجامعة
وتشير ترجيحات إلى أن أحد طلاب الجامعة عثر على النيزك، بعد أن شهد سقوطه في البركة التي كان يصطاد فيها، فاستخرجه من التراب ثم سلمه للجامعة كهدية.
وبعد مرور عدة سنوات، وفي ثمانينيات القرن الـ20، تم تسليم القطعة الصخرية إلى متحف شيكاغو الميداني، وتمت مطابقة الغازات الموجودة بداخلها بتلك الموجودة على المريخ، وقد أكدت دراسة جديدة نُشرت يوم الثلاثاء الماضي في مجلة "Geochemical Perspective Letters"، أن المعادن الموجودة في الصخرة المريخية تفاعلت مع المياه على "الكوكب الأحمر".
وقالت الأستاذة المساعدة في جامعة بيردو والمؤلفة الرئيسية للدراسة، ماريسا تريمبلاي، في مقال جامعي: "إن تحديد عمر المعادن في "نيزك لافاييت" يمكن أن يخبرنا متى كانت هناك مياه سائلة على سطح المريخ أو بالقرب منه في الماضي الجيولوجي للكوكب".
وتابعت: "لقد حددنا عمر المعادن في "نيزك لافاييت"، ووجدنا أنها تشكلت قبل 742 مليون عام".
وأضافت أنها تعتقد أن هذه المياه لم تكن من الأنهار أو البحيرات السطحية، وإنما من الجليد الذائب تحت السطح بسبب النشاط البركاني، مما يشير إلى أن المريخ ربما كان يحتوي على مصادر مياه مخفية لفترة أطول بكثير مما كان يعتقد سابقاً.
كما أكدت ماريسا تيريمبلاي أن التفاعل مع المياه في "نيزك لافاييت" لم يتأثر بالظروف التي مر بها خلال رحلته عبر الفضاء، مثل تأثيرات الاصطدام الذي ألقاه من المريخ، أو الحرارة التي تعرض لها أثناء دخوله الغلاف الجوي للأرض.
وقالت في هذا الصدد: "تمكنا من إثبات أن أيا من هذه العوامل لم تؤثر على عمر التغير المائي في "نيزك لافاييت".
????MARS SHOCKER: ANCIENT METEORITE REVEALS LIQUID WATER 742 MILLION YEARS AGO
Scientists at Purdue University have made a breakthrough discovery using a Martian meteorite found in an unlikely place - a university drawer.
The Lafayette Meteorite, blasted from Mars 11 million… pic.twitter.com/MDeyQHD8Xb
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية البريطانية المريخ ناسا بريطانيا المريخ ملیون عام
إقرأ أيضاً:
نيزك بعمر ملياري عام وعقيق البيشمركة.. قصص جيولوجية فريدة لأحجار متحف أربيل
في قلب قلعة أربيل الأثرية، الشاهدة على آلاف السنين من التاريخ، يضيء متحف نوعي بنوره العلمي والجمالي، يروي قصصا تعود إلى عصور جيولوجية سحيقة.
متحف الأحجار الكريمة والحفريات في أربيل ليس مجرد معرض، إنه أول متحف متخصص من نوعه في العراق وإقليم كردستان، يجمع بين عبق التاريخ ومكنوزات الأرض النادرة.
يحتضن المتحف، الذي يقع في مبنى قديم ذي طابقين داخل القلعة، أكثر من 700 قطعة فريدة جُمعت من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك أميركا اللاتينية روسيا وآسيا، وتتنوع المعروضات لتشمل حفريات تعود إلى عصور جيولوجية مختلفة، وكائنات بحرية منقرضة، وأحجار كريمة نادرة.
المتحف يُعدّ مركزا علميا وثقافيا رائدا يهدف إلى نشر الوعي بأهمية هذه الأحجار وقيمتها التاريخية والجمالية، كما أنه أصبح وجهة سياحية مهمة تستقطب الزوار من داخل العراق وخارجه، بالإضافة إلى الباحثين وطلاب الجامعات المهتمين بعلم الأرض.
من "ألعاب الطفولة" إلى شغف جيولوجي
خلف هذا الصرح الفريد يقف سربست مجيد عمر، مؤسس ومدير متحف أربيل الجيولوجي، الذي حوّل شغفه الشخصي بجمع الأحجار الكريمة إلى إنجاز وطني. يحكي عمر للجزيرة نت عن بداية رحلته التي تفتحت في المناطق الجبلية: "كل ألعابنا كانت مع الأحجار". ومع دخوله كلية العلوم، قسم الجيولوجيا في جامعة الموصل، تحولت هذه الهواية الطفولية إلى شغف علمي.
وأضاف أن جمع هذه التوليفة النادرة استغرق أكثر من 40 عاما، وتمّ الحصول على معظمها عن طريق الشراء، بالإضافة إلى بعض القطع المُهداة. ويوضح عمر أن المتحف يركز بالأساس على الجانب العلمي للأحجار والحفريات، متجاوزا قيمتها التاريخية أو الأثرية التقليدية.
سلّط عمر الضوء على التحديات التي واجهته، مشيرا إلى أن العقبات كانت في البداية مادية في توفير مبالغ شراء القطع، خاصة خلال فترة دراسته الجامعية. ومع تضخم المجموعة، أصبح التحدي الأكبر هو إيجاد مكان مناسب لتخزينها والحفاظ عليها بشكل آمن، وهو ما تحقق أخيرا داخل قلعة أربيل العريقة.
ويفتخر المتحف بضمّه قطعا ذات قيمة علمية استثنائية، منها:
إعلان قطعة من نيزك "بلاسيت" يقدّر عمره بـ ملياري سنة. متحجرات "ترايلوبايت" التي يعود عمرها لنحو 600 مليون سنة. "عقيق البشمركة" وهو قطعة من حجر العقيق عُثر عليها خلال فترة الحرب ضد تنظيم الدولة، وسُميت بهذا الاسم اعتزازا بلونها الذي يشبه زي قوات البشمركة.وفيما يخص استمرارية المتحف، أوضح عمر أن رسوم الدخول تُستخدم لتغطية نفقات الموظفين، ويُخصّص المبلغ المتبقي لتطوير المتحف وإضافة المزيد من القطع النادرة، مستفيدا من طبيعة الأحجار الصلبة والحفريات التي لا تتأثر كثيرا بالظروف المناخية، مما يسهّل عملية الحفاظ عليها على الأمد الطويل.
زيارة متحف الأحجار الكريمة الواقع في قلعة أربيل التاريخية أثارت إعجاب الزوار، الذين عبروا عن انبهارهم بالمعروضات القيمة وتنوعها، داعين إلى مزيد من الاهتمام بالمتحف ليواكب المعايير العالمية.
فالمواطن معز الدين صلاح أعرب عن انطباعه الإيجابي قائلا: "بصراحة، كانت زيارة معرض الأحجار الكريمة داخل قلعة أربيل تجربة جميلة".
وأكد صلاح للجزيرة نت الأهمية الخاصة للأحجار الكريمة، مضيفا: "حقيقة، هي موضوع لافت ويشد الانتباه، لأن له علاقة بالجمالية والروحانيات. لذلك، فإن معرضا يختص بهذه الأمور هو مبادرة جميلة جدا".
كما أشاد صلاح بالمعلومات المتوفرة عن المعروضات: "كمنظر للأحجار وكمعلومات عنه كبلد المنشأ والعمر والمصدر فهي معلومات جيدة وجميلة لأي شخص يحب ويدخل هذا المجال ويتعمق فيه".
كنوز من كل العالممن جهتها، وصفت المواطنة يمام سامي المتحف بأنه "من نوع مميز"، مشيرة إلى "كثير من الكنوز التي يتم تجميعها من كل العالم، وهذا شيء جدا مهم للكبار والصغار".
وأكدت سامي للجزيرة نت أن ما لفت انتباهها كان القطع النادرة التي يحتويها المتحف، "خصوصا النيزك والرودايمنز الموجود، والأحجام الكبيرة من الأحجار".
وأضافت أن "التنوع في المعروضات، وأيضا لمن لديه معلومات أو اهتمام بعالم الأحجار الكريمة، سيُمتع نظره ويرضي شغفه بهذا المتحف".
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline