بوابة الوفد:
2025-06-03@16:16:14 GMT

«چيل دولوز».. وإعادة تأسيس الخطاب الفلسفي

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

 

چيل دولوز Gilles Deleuze، فيلسوف فرنسي معاصر ولد عام 1925م، لُقِبَ بـ "نيتشه الفرنسي"، ألتحق "باليسيه كارنو" في باريس، ودرس الفلسفة في جامعة السوربون ما بين عام 1944م وعام 1948م، وقام بتدريس تاريخ الفلسفة بجامعة السوربون حتى نهاية عام 1960م، وعمل باحثًا في المركز القومي للبحث العلمي حتى عام 1964م، وقام بالتدريس في جامعة ليون من عام 1964م إلى عام 1969م، وفي عام 1969م تم تعيينه أستاذًا للفلسفة في جامعة فنسان بتوصية من ميشيل فوكو حتى تقاعد عن التدريس في عام 1987.

ومن أهم اعماله: "الاختلاف والتكرار"، "اسبينوزا ومشكلة التعبير"، "منطق المعني"، "نيتشة والفلسفة". ورحل عن عالمنا في عام 1995م.

حاول دولوز تقديم رؤية جديدة للمشروع الفلسفي، توجتها مفهوميته الجديدة والمهمة المتفردة التي أوكلها للفلسفة ومفاهيما. في حين نجد تعريف دولوز يقلب مفهوم الفلسفة من البحث عن الأصول أو المبادئ لصنع المفاهيم، فلم تعد إذن مهمة الفلسفة التنقيب عن المبادئ الأولى واستقصائها، وإنما إنتاج مفاهيم جديدة تواكب صيرورة العصر وتجعل للفلسفة حضورًا قويًا وضروريًا في كل المجالات الإنسانية. لذا يلخص إلى أن قيمة الفيلسوف تتحدد بمقدرته على مدى إبداعه للمفاهيم غير أن الإبداع هنا لا يحيل إلى التأمل والتفكير أو التواصل.

عزيزي القارئ إن الفكر عند دولوز غالبًا ما يعمل وفق معاييره ومفاهيمه الخاصة، ولهذا السبب لم يحتضن دولوز تاريخ الفلسفة بمعناه التقليدي في فرنسا، حيث يري أن الفيلسوف الذي يخلق حدثًا في التفكير، إنما يفصل نفسه عن تاريخ الفلسفة، ويدخل متاهة الفكر وغيابات العقل.

وختامًا نجد صديقي القارئ أنه يمكننا وصف الفلسفة عند دولوز بأنها الفكر المختلف، مقابل فكر المتفق أو مبدأ الذاتية السائد في الفلسفة. كما يريد دولوز من تحليلاته الوصفية لحالة ضياع الذات في الجسد، والجسد في تعبيراته الخارجية، أن يصل إلى حذف أسطورة العقلLogos بالمعني التقليدي الذي ساد الفلسفة، ذلك أن العقل عنده ليس هو مركز العالم، وليست الذات الناطقة الفاعلة هي حاملة هذا العقل بشموليته وجبروته، إنها مجرد مركز عابر بين مختلف الذوات، والأشياء الأخرى.

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يحاكي تعقيدات العقل البشري.. GPT-4o يعكس تناقضات نفسية

أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة PNAS أن نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-4o من OpenAI يظهر سلوكًا يشبه التنافر المعرفي، وهي ظاهرة نفسية بشرية تُعرف بتناقض المواقف بين السلوك والمعتقدات.

والتنافر المعرفي في علم النفس هو حالة من التوتر الذهني تحدث عندما يتعارض سلوك الفرد مع معتقداته أو قيمه، مما يدفعه إلى تعديل أحدهما لتخفيف هذا الصراع الداخلي، وقد صمم العالمان ماهزارين باناجي وستيف لير تجربة لاختبار هذه الظاهرة على GPT-4o، حيث طلبا من النموذج كتابة مقالين متعارضين حول رجل الأعمال إيلون ماسك، أحدهما مؤيد والآخر ناقد.

ولاحظ الباحثان أن النموذج غيّر “مواقفه” تجاه ماسك اعتمادًا على المحتوى الذي أنتجه، خاصة حينما منحه حرية اختيار وجهة نظر المقال، وأوضح البروفيسور باناجي أن النموذج، رغم تدريبه على كميات ضخمة من البيانات المتعلقة بماسك، انحرف عن موقفه المحايد بعد كتابة مقال قصير، في ظاهرة مشابهة لما يحدث للبشر عند مواجهة تحيزات غير عقلانية.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه الظاهرة تحاكي ميكانيزمات نفسية معقدة تعمل في الدماغ البشري، حيث يميل الإنسان إلى تعديل معتقداته لتتوافق مع أفعاله، خاصة إذا عزى تلك الأفعال إلى اختيارات شخصية حرة، وهذا يسلط الضوء على هشاشة “القناعات” التي تتبناها نماذج اللغات الكبيرة، التي يمكن لتجربة قصيرة أن تؤدي إلى تغييرات جذريّة في مواقفها.

وأكد الباحثون أن هذه النماذج لا تمتلك وعيًا أو نية مسبقة، وإنما تحاكي ببراعة العمليات النفسية البشرية، بما في ذلك التحيزات والتناقضات، دون إدراك حقيقي.

واعتبر البروفيسور لير أن قدرة GPT على محاكاة التنافر المعرفي تلقائيًا تعكس عمق التفاعل البنيوي بين أنظمة الذكاء الاصطناعي والعمليات الإدراكية البشرية.

واختتم الفريق البحثي بأن هذه النتائج تفرض إعادة نظر جذرية في فهمنا لكيفية عمل الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد آلة لمعالجة النصوص، بل نموذج قادر على إعادة إنتاج التعقيدات النفسية والاجتماعية التي لطالما اعتبرناها حكراً على العقل البشري.

مقالات مشابهة

  • بشأن المزارعين والمشاريع الزراعية... هذا ما بحثه هاني مع شيخ العقل
  • الإعلام الأصفر وتظليل العقل الجمعي
  • ماهر فرغلي: الفكر الإخواني لا يتغير.. واستراتيجيته تقوم على تزييف الوعي
  • الذكاء الاصطناعي يحاكي تعقيدات العقل البشري.. GPT-4o يعكس تناقضات نفسية
  • عقلية القطيع ونتائجها المدمرة
  • هذا مايقوم به النظام السعودي في سوريا
  • قراءة فى كتاب رئيس الوزراء: القول الأنيس فى خطاب ادريس
  • مفتي الجمهورية: ندعم جهود باكستان في مواجهة الفكر المتطرف
  • مرصد يؤشر تطور ظاهرة الخطاب الطائفي في العراق مع قرب الانتخابات ويدعو لـالضبط
  • مدينة مصر تبدأ إجراءات تأسيس شركة تابعة في دولة الإمارات تحت اسم