صاحب السمو/ نمير بن سالم آل سعيد
منذ تولي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم فإنَّ الأمور لم تعد كما كانت فهناك تغييرات كثيرة تحدث في البلاد، إنه عهد جديد ونهضة مُتجددة بتغييرات كثيرة لصالح الوطن والمواطن نحو الأفضل.. صعود إلى آفاق أرحب من التقدم والنمو يسعد المواطن ويجعله يتطلع بتفاؤل إلى السنوات القادمة تتحقق فيها آماله وطموحاته.
كل المؤشرات تدل على تحقيق النجاحات بالجهود الخيرة والمساعي الجادة الذي يقودها عاهل البلاد ليعم المزيد من الخير على كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.
والتطور سائر إلى الأمام في الطريق الصحيح بمنهجية مدروسة وفكر واعٍ مُستنير داعم لكل ما هو جديد لمصلحة البلاد مع الحفاظ على السمات الأصيلة للهوية الوطنية والتراث المجيد.
نحيا في بلد آمن مستقر، وينتظرنا مستقبل واعد، في كنف نظام دولة راسخ، والتفاف وطني بالولاء والطاعة خلف القيادة الحكيمة في مسارها الحثيث من أجل عُمان.
ولأن عُمان في أيادٍ مُخلصة أمينة، فقد أخذت على عاتقها القيام بنقلة حضارية كبيرة بتطلعات عالية وعزم صادق ولأنَّ عُمان تستحق الأفضل. وقد وضع السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الأسس الراسخة لهذا الوطن، وقدَّم الكثير لعُمان في فترة حُكمه كأحد سلاطين عُمان الأماجد. ليتولى من بعده الحكم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- ليُكمِل المسير بفكرٍ جديدٍ ورؤية مُستقبلية واضحة وتطلعات طموحة لخدمة عُمان وشعبها؛ متزودًا بالعلم والمعرفة، ومدركًا للكثير من تفاصيل أروقة الإدارة الحكومية وجوانب أمورها ومتطلبات المجتمع، بفضل اندماج جلالته الاجتماعي الكبير مع أبناء المجتمع الذين يمثلون نبض الوطن وهمومه وآماله وتطلعاته، ولقاءته العفوية معهم في الكثير من المناسبات الاجتماعية المختلفة التي كان يحضرها أو ضمن تواجده الوظيفي في مقر عمله أو زياراته الميدانية، وحضوره للعديد من الاجتماعات والملتقيات عبر فترة زمنية طويلة قبل أن يكون سلطانًا للبلاد.
ومن الصفات الشخصية المُميزة لجلالة السُّلطان المفدى- أعزه الله- في تعاملاته مع الغير، التواضع؛ إذ ليس به شيء من كِبر أو غرور، كما إنه هادئ الطبع، دمث الخلق، يحترم الصغير والكبير، متزن، وشهم كريم.
وإدراكاً من جلالته- حفظه الله ورعاه- لأمور الدولة والشعب- عن قرب- فإنَّ أول ما شرع في تنفيذه- أيده الله- هو ضبط المصروفات ووقف الهدر المالي وخفض الإنفاق الحكومي بطريقة ترشيدية حريصة وفعّالة، والبدء في تسديد مديونيات الدولة، ومكافحة الفساد والمفسدين الذين تُسوِّل لهم أنفسهم نهب المال العام.
كما أولى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الأجهزة العسكرية والأمنية الاهتمام الكبير، والرعاية المستمرة، تدريبًا وتسليحًا، وغيرها من المجالات، التي تُعزِّز القيام بواجبها الوطني المقدس، في حمل أمانة الدفاع عن الوطن والذود عن حياضه الطاهرة وحراسة لمكتسباته وحماية لمنجزاته دعمًا للسلام والاستقرار.
كما عمل جلالته- حفظه الله ورعاه- على إعادة هيكلة بعض مفاصل الدولة وإلغاء بعض القوانين وإرساء قوانين جديدة للصالح العام؛ بمشاركة مجلسي الدولة والشورى في مراجعة ودراسة القوانين ورفع اقتراحات تعديلها.
كما وجه جلالته بتحسين الأداء الوظيفي وزيادة إنتاجية العمل والرقابة عليها، وخفض معدلات الباحثين عن العمل تدريجيًا حسب القدرة الاستيعابية للمؤسسات الخاصة والعامة، ودعم الأسر والأفراد الأقل دخلًا والأقل فرصًا في المجتمع لتحسين ظروفهم المعيشية عبر منظومة الحماية الاجتماعية.
وأيضًا وجّه جلالته- أعزه الله- بخلق فرص وظيفية جديدة ونشر ثقافة ريادة الأعمال، والتقليل من البيروقراطية من خلال تبسيط الإجراءات الحكومية، واستحداث وسائل وطرق مختلفة لتنويع الدخل الحكومي وتسهيل الاستثمار في البلاد، والقيام بمشاريع بناء المدن الحديثة ومشاريع العمران بما يعرف بـ"الداون تاون" والتي سترى النور في سنوات لاحقة مُقبلة بإذن الله؛ لتكون واجهات حضارية سياحية جذابة للبلاد.
وأيضاً استمرت السلطنة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- بالمحافظة على ثوابت سياستها الخارجية والقائمة على التعايش السلمي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والتعاون الدولي في مختلف المجالات.
وها هو حضرة صاحب الجلالة سلطان البلاد المُفدّى- نصره الله- يؤدي مهامه السلطانية على أكمل وجه؛ وهو السلطان التاسع في سلسلة سلاطين الدولة البوسعيدية العريقة الماجدة، إذ إنِّه "خير خلف لخير سلف".. قائدًا مطلعًا مبادرًا فاعلًا لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطنين، يقود البلاد بفكرٍ حكيمٍ وتطلعاتٍ سامقة، يضع- حفظه الله- نصب عينيه أهدافًا سامية تتمثل في تحقيق تقدم البلد وتطورها ونمائها وإسعاد المُواطن في كافة مناحي الحياة.
فبورك من قائدٍ.. وبوركت من مساعٍ سلطانيةٍ خيِّرةٍ.
وكلُ عامٍ والجميعُ في مَسرَّةٍ وازدهارٍ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: «شتاء صندوق الوطن» نافذة للإبداع وتنمية المواهب وتعزيز قيم الهوية
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن برامج «شتاء صندوق الوطن» أصبحت نافذة للتعرف على إبداعات الصغار، ودعم المواهب الطلابية في مختلف المجالات الأدبية والفنية والتقنية والرياضية، بجانب رسالتها الرئيسية في تعزيز الهوية الوطنية، وتعريف الطلاب بمكوناتها وأهدافها ودورها ومكانتها في نفوس أبناء وبنات الإمارات ولاسيما لدى أجيال المستقبل، ودعم مكانة اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم.
وأكد أن نجاحات البرامج هي استمرار لتميّز صندوق الوطن في مجال تعزيز الهوية من خلال عشرات المبادرات، والتي تأتي تجسيداً حيا للرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والذي يؤكد لنا دائماً أن الحفاظ على الهوية الإماراتية يجب أن يكون في مقدمة أولويات الجميع أفراداً ومؤسسات.
جاء ذلك عقب الزيارة التفقدية التي قام بها معاليه أمس في مدارس أبوظبي المشاركة في برنامج «شتاء صندوق الوطن»، الذي يستمر أسبوعين في إمارات الدولة كافة، حيث بدأت الزيارة بمتابعة معاليه لطلاب المدارس وهم يشدون بـ«أسماء الله الحسنى»، ثم تابع نماذج من مشاركات المدارس في مبادرة «حياتنا في الإمارات».
وأشاد معاليه بمشاركة بلدية أبوظبي في تدريب الصغار على الزراعة العضوية للحفاظ على البيئة الإماراتية، وفي غرفة الذكاء الاصطناعي تفقّد معاليه تدريب الطلاب على الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي في التعريف بالبيئات الإماراتية المختلفة ضمن الخريطة الجغرافية للدولة.
وشهد معاليه ورشة تدريبية أدارها منصور المنصوري وتحمل عنوان «عين على الطبيعة»، لتعريف الطلاب بأساسيات ومهارات التصوير الفوتوغرافي، وفي غرفة الإبداع والابتكار استمع إلى إبداعات إماراتية شابة في مجالات الكتابة والفنون البصرية.
وأطلق معاليه بطولة صندوق الوطن للألعاب الشعبية كأس الكيرم الوطني/ النسخة الأولى، بمشاركة 55 فريقاً من مختلف مدارس الدولة، باعتبار الكيرم من الألعاب الشعبية، وتصنّف ضمن التراث الشعبي للدولة.
واختتم معاليه زيارته بمتابعة جانب من الجلسة النقاشية التي أدارتها سعادة الريم بنت عبدالله الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بعنوان «لمة الماضي وتكنولوجيا اليوم»، ودار النقاش حول كيفية إعادة التواصل الحقيقي بين أفراد الأسرة بمشاركة عدد كبير من الأسر الإماراتية وأولياء الأمور، تحت شعار «أسرة متماسكة مجتمع متلاحم»، وتناولت الجلسة البحث عن المشتركات بين الأجيال المختلفة في إطار القيم الإماراتية الأصيلة.
أخبار ذات صلةرافق معاليه خلال جولته سعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، وسعادة ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن، وعدد من القيادات الفكرية والتعليمية، وأعضاء مجلس إدارة أكاديمية جيمس العالمية.
وأوضح معاليه أن تعزيز الهوية الوطنية ليس مجرد شعار، بل أفعال مترابطة، تبدأ بالتوعية وتنتهي ببناء مجتمع متلاحم يعتز بتاريخه ويحتضن تنوعه، ويؤسس لمستقبله، ويقبل على لغته العربية ويتعرف على مواطن الجمال فيها، ويحترم قيمه وتراثه، وهذا ما تعلمناه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومن هنا تأتي أهمية برنامج شتاء صندوق الوطن، الذي يركّز على الهوية والعربية لغة القرآن، من خلال العديد من الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والمجتمعية والتراثية والوطنية وغيرها، حتى تكون هذه القيم جزءاً من الحياة اليومية، مشدداً على ضرورة وصول هذه القيم بأساليب مبتكرة إلى الأجيال الجديدة، بالتعاون مع جميع المؤسسات.
وثمّن جهود المدارس المشاركة بالبرنامج ومساهمات كل الشركاء والداعمين والمتطوعين، معرباً عن أمله بأن يحقق شتاء صندوق الوطن النجاح المأمول منه كما في الدورات السابقة، من خلال اكتساب ثقة الطلاب وأولياء الأمور على السواء، مؤكداً أن هذا النجاح يجعل من هذه المبادرة مجالاً يحتفي فيه الطلبة بهويتهم وقيمهم ومبادئهم، وقدراتهم، ويظهرون التزامهم القوي بالأخلاق الحميدة.
وأضاف معاليه أن جميع أنشطة البرنامج على تنوعها وثرائها تحتفي بالأجيال الجديدة، وتعمل على تعميق إدراكهم لنبض الوطن ومكانته وتاريخه وتراثه وقيمه الأصيلة التي تعزّز لديهم الانتماء والولاء للوطن وقيادته الرشيدة، ولتقدمه وإنجازاته، وهو ما نلتزم به جميعاً وفق الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وأكد أن هدف الصندوق هو المساهمة في بناء أجيال المستقبل الواعية بهويتها الوطنية، والقادرة على الإبداع والريادة، وتعزيز الثقة باللغة العربية، وتطوير مهارات القراءة والفهم باللغة العربية من خلال آيات قرآنية، وإطلاق القدرات والمهارات الإبداعية والابتكار لدى الجيل الجديد، ولا سيما تقنية الذكاء الاصطناعي.
وأشاد معاليه بالحماس الكبير الذي لمسه من كافة المشاركين من طلاب المدارس والمعلمين وإدارة البرنامج، وتنوع أنشطة البرنامج التي تمزج بين التراث والتاريخ واللغة والقيم والسلوك الإنساني والرياضة، إلى جانب الأنشطة التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي والاستدامة، ومسابقة «حياتنا في الإمارات»، مؤكداً أن هذا دليل على أن صندوق الوطن يسير في الطريق الصحيح، ووفق الرؤية الواضحة لقيادتنا الرشيدة.
المصدر: وام