لجريدة عمان:
2025-12-07@16:51:15 GMT

عيد مجيد ونهضة متجددة يا بلادي 

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

تحتفل بلادنا العزيزة بعد غدًا الثامن عشر من نوفمبر بعيدها الوطني الرابع والخمسين المجيد، تحتفـي بهذا اليوم الخالد وركبُ مسيرة نهضتها المتجددة يمضي بكل دأب وإصرار وعزيمة لا تفتُر عن مواصلة مسيرة البناء وتحقيق الطموحات والرؤى المستنيرة لمُلهمها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه.

تحل ذكرى الثامن عشر من نوفمبر، وقلوب أبناء الوطن السعيد تجتمع على محبة عاهل البلاد المفدى، مقدرة تضحياته الجليلة، مستشعرة نبله وكرمه، حنوه وعدله، حزمه وبأسه، معاهدة الله على الإخلاص والولاء والطاعة والعرفان والتضحية.

تحل ذكرى الثامن عشر من نوفمبر، وقطار النمو يشق طريقه بكل ثقة وثبات، مكللًا برعاية الله سبحانه وتعالى وتوفـيقه وبصيرة مُجدد نهضة بلاده جلالة السلطان المعظم -أيده الله- الحريص على خير المواطن ورِفعة الوطن والارتقاء بمنجزه ومكتسباته.

تحل ذكرى الثامن عشر من نوفمبر، وبلادنا تحقق إنجازات نوعية «فاخرة» تأخذ بروح العصر فـي مختلف المجالات والميادين، بعد أن خرجت فـي ظرف سنوات قليلة منتصرة شامخة من أزمة اقتصادية ألمّت بها، أثبتت خلالها قوة بأس سلطانها وحكمته، وإيمان مواطنها بنفاذ بصيرة القائد الذي أكّد منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم أن سلطنة عُمان ستستفـيد من تلك التجربة وستُطوعها بصورة إيجابية من خلال إعادة النظر فـي الكثير من الخطط وتصحيح بعض المسارات لتعود أقوى مما كانت عليه.

تحل ذكرى الثامن عشر من نوفمبر، والمواطن العُماني فـي كل شبرٍ من تراب أرضه يزداد ثقة ويقينًا وإيمانًا بأنه لا حديث اليوم عن مستحيل فـي عهد الانبثاق الجديد، وكل أمنياته وتطلعاته أمست واقعًا معاشًا عبر برامج اجتماعية وتنموية عديدة أبرزها «صندوق الحماية الاجتماعية» الذي لم يستثنِ مواطنًا.

تحل ذكرى الثامن عشر من نوفمبر، وجميعنا يتابع بغبطة تصاعد الأداء المالي لبلادنا عبر إعادة الهيكلة المالية والاقتصادية، وارتفاع الإيرادات العامة غير النفطية، وضبط وحوكمة الإنفاق، وانخفاض مفرح ومحفز للدَّين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغ ٣٥ بالمائة بعد مرحلة عسيرة من ضعف الأداء المالي والمردود الاقتصادي.

تحل ذكرى الثامن عشر من نوفمبر، وابن عُمان البار يعايش يومًا بعد يوم استعادة بلاده لجدارتها الاستثمارية فـي التصنيف الائتماني الذي يشير إلى إيفائها بسداد التزاماتها المالية وقوة مركزها المالي وقدرته على التعامل مع الصدمات الخارجية.

تحل ذكرى الثامن عشر من نوفمبر، وحكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -أعزه الله- تسابق الزمن لتحقق بكل هِمة وافتخار ما تتضمنه «رؤية عُمان 2040» من محاور أساسية تستهدف «الإنسان والمجتمع»، و«الاقتصاد والتنمية»، و«الحكومة والأداء المؤسسي»، و«البيئة المستدامة».

تحل ذكرى الثامن عشر من نوفمبر، وسلطنة عُمان تؤكد فـي كافة المحافل الدولية سياسة الحياد المحمود الذي عُرف عنها، ومد جسور الود والتعاون مع الأشقاء والإخوة والأصدقاء، والدعم اللامحدود لقضايا أمتها العربية والأمة الإسلامية، بل الإنسانية جمعاء، انطلاقًا من إيمانها العميق بأهمية أن تسود العدالة والمحبة والتسامح العالم، مستندة فـي ذلك إلى ماضيها الضارب بجذوره فـي أعماق التاريخ ودورها الرائد الذي لا يجهله فطين فـي ترسيخ مبادئ الأمن والسلم بين الشعوب.

النقطة الأخيرة..

«إن الارتقاء بعُمان إلى الذُّرى العالية، من السمو والرفعة التي تستحقها، لهو واجب وطني وأمانة عظيمة، وعلى كل مواطن دور يؤديه فـي هذا الشأن».

من النطق السامي لجلالة السلطان المعظم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ذكرى..

في كل أحوالها تبقى الذكرى مؤلمة؛ ذلك لأن اللحظة الحاضرة بحمولتها السارة أو المحزنة، في غمضة عين، تتحول إلى ذكرى وهذه الذكرى، في حالتيها، تبقى ثقيلة على النفس؛ لأنها تشعرنا وكأن شيئا انسل سريعا من بين أيدينا وبغير حول منا ولا قوة، وكأن هناك من يسلبنا ذات اللحظات المتوارية مع الزمن، وذلك أيضا لأن ذروة الحدث الذي نعيشه ينسينا أنه في قبضتنا أشياء مهمة مهما صغرت، وأن التفريط فيها خسارة كبيرة، ولأننا كذلك مرتهنون بالزمن، والزمن لحظة هاربة أيضا، فهل نقاضي الزمن؛ أو نقاضي أنفسنا التي لم تستوعب هذه المعادلة الخاسرة بين لحظة حاضرة بكل تفاعلاتها، وبين لحظة هاربة بكل آلامها؟

تُشحن الذاكرة بصور المخيلة الاجتماعية؛ كأكبر مخيلة في تاريخ البشرية، وذلك عائد إلى جملة الصور والمواقف، والتضاد والتصالح، ولأن هذه المخيلة لصيقة جدا بحيواتنا اليومية، فإنها تؤرخ لصورها ولا تفرط فيها كتاريخ محفوظ عبر هذه الذاكرة، وإن كان الاحتماء من آفة النسيان ليس يسيرا بالمطلق، ولذلك لا يكاد الفرد منا يتجاوز محنة ذكرى ما، إلا وتشرف على القدوم ذكرى أخرى، وهكذا تتنقل المخيلة من ذكرى إلى أخرى، فلا تدع هذا الإنسان على حاله مستقرا آمنا على حدود نفسه، إلا وتغرقها في مستويات كثيرة من القلق، والتوتر، وعدم الاطمئنان، ربما هناك من ينحاز إلى الذكرى السعيدة؛ ويعلل أن ذكراها لا تكون مؤلمة كالمحزنة، بينما الحقيقة هي الأخرى تأخذ نصيبها من إضفاء القلق على النفس، لأن السعادة مساحة من الأمان، وفقدانها يورث الألم، وأتصور أن ألمها كثر حدة، ذلك لأنها تركت أثرا فيه الكثير من الجمال والسعادة في لحظتها العابرة.

والأهم في ذلك كله، ما هو باستطاعتنا تخليده من أفعال، وأقوال، ومواقف، وتعاون، وتكامل، وتفان، فمتى تحقق كل ذلك أو جزء منه، لن تكون اللحظات التي قضيناها في أي شيء من ذلك «خسارة» لأن الأثر باق، ولا تتوقف المسألة عند هذا الحد فقط، بل تشعرنا بكثير من الغبطة، لأنها تعبر عن مساهمتنا في الحضور الإنساني، وأننا لسنا عبئا على مخيلة الآخر، ولعلنا نسترجع قول القائل:

«ما مات من زرَع الفضائلَ في الورى؛ بل عاش عمرًا ثانيًا تحت الثرى

فالذِّكْـرُ يُحيي ميتًا ولرُبما؛ مات الذي ما زال يسمع أو يرى» ومما ينقل عن جيفارا قوله: «هذه الحياة لن تقف لتراعي حزنك، إما أن تقف أنت وتكملها رغم انكسارك أو أنك ستبقى طريحا للأبد».

تبقى المراوحة بين النقيضين: الألم الفرح، الفقر الغنى، السرور الحزن، هي من السنن التي يتعايش معها الإنسان، ولعله يجد في المسافة الفاصلة بينهما شيئا من استرجاع النفس، فتذهب به المخيلة إلى استحضار الكثير من المقارنات بين النقائض، وتلهمه الكثير من الدروس والمراجعات سواء على مستواه الشخصي، أو على مستوى علاقاته بالآخرين من حوله، ولذلك لا أتصور أن هناك إنسانا تتراكم عبر مخيلته هذا الكم الهائل من الذكريات طوال سنوات عمره، ولا يستفيد منها شيئا، يتاح له الفرص الكثيرة من حمائل المراجعات، ويتخذ حيالها الكثير من المواقف والآراء، فيضيف ويحذف ويستبدل، فالإنسان في حقيقته ليس «إمعة» وإنما هو صاحب موقف ورأي، وهذا الموقف وهذا الرأي لا يأتي هبة من خيال، وإنما يستخلص من تجربة حياة يعتصر فيها الإنسان من خلال ما يمر عليها من لحظات سعيدة، وأخرى مؤلمة، وتجمعها له الذكرى مختمرة ليستخلص منها ما يشاء.

في اللحظة الحاضرة تسافر بنا المخيلة عبر عشرات من السنين التي قضيناها -من كرم الله وبركته- ونقول في أنفسنا لو رجع بنا الزمن لغيرنا الكثير من مساراتنا التي طويناها، ولأخرنا هذا وقدمنا ذاك، ولأن هذا لا يمكن أن يستجلب ذاك، فإننا نكون أمام خيارين: الأول أن نحمد الله تعالى أن أهدانا هذا العمر حتى هذه اللحظة، والثاني: أن تنهمر دموعنا لأننا فقدنا الكثير، وخسرنا الأكثر، وهذا هو مبعث الألم في هذه القصة.

مقالات مشابهة

  • أحمد الحريري في ذكرى سقوط نظام الأسد: يوم عانق ربيع دمشق ربيع بيروت
  • الهيئة العامة لمجلس الشورى تعقد اجتماعها الثامن من أعمال السنة الثانية للدورة التاسعة
  • الخليج الكويتية: مصر تشهد طفرة تنموية ونهضة حضارية غير مسبوقة في عهد الرئيس السيسي
  • الرياض تستضيف العرض الدولي الثامن لجمال الخيل العربية 2025
  • معوض في ذكرى اغتيال الرئيس رينيه معوّض: قتلوه لأنهم خافوا من لبنان الذي حاول أن يبنيه
  • رئيس الوزراء اللبناني: حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة
  • «الرواق الأزهري بالسويس.. رسالة متجددة لخدمة الطفل والمرأة والشباب وتعزيز الهوية الوسطية»
  • “ذا جروفز”.. تجارب ترفيهية وثقافية متجددة ضمن موسم الرياض 2025
  • ذكرى..
  • ما الدعاء الذي لا يرد يوم الجمعة؟.. آية تقيك المصائب وتنصرك