بتقنية مميزة .. إعادة إنتاج صوت الملك البريطاني ريتشارد الثالث
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
تمكن العلماء من إعادة إحياء صوت الملك ريتشارد الثالث باستخدام تقنيات متطورة، ليظهر الصوت بلهجة إنجليزية مميزة.
وعرضت صورة رقمية للملك ريتشارد الثالث أمام عشاق التاريخ في مسرح يورك الملكي يوم الأحد، ويعتبر ريتشارد الثالث كان ملك إنجلترا من عام 1483 حتى وفاته في عام 1485 عن عمر يناهز 32 عامًا.
وعثر باحثون على بقايا جثمان ريتشارد الثالث في عام 2012 تحت موقف سيارات في مدينة ليستر بواسطة فيليبا لانغلي، وتأكد الفريق البحثي من هويته باستخدام مجموعة من الأساليب العلمية مثل تحليل الحمض النووي.
مشروع إعادة إحياء الصوت
بدأت فكرة مشروع إعادة نسخ صوت ريتشارد الثالث منذ أكثر من عشر سنوات على يد مدربة الصوت إيفون مورلي-تشيسهولم، التي بدأت المشروع كترفيه بعد العشاء لمقارنة شخصية ريتشارد الثالث كما صورتها مسرحية شكسبير مع ما هو معروف عن الرجل الحقيقي.
وتطورت الفكرة سريعًا إلى مشروع بحثي مبتكر يركز على إعادة خلق الصوت الخاص بالملك الذي رحل منذ قرون.
وطور فريق في مختبر فيس في جامعة ليفربول جون مورز صورة رقمية للملك بناءً على إعادة بناء لجمجمة ريتشارد الثالث، بقيادة خبيرة التعرف على الوجوه وعلماء الجمجمة، البروفيسورة كارولين ويلكنسون.
تعاون خبراء من مجالات متعددة في المشروع، مثل العلاج اللغوي والنطق، وطب الأسنان، وعلم النفس الجنائي، وعلم الآثار، لتجميع الأدلة وإعادة خلق شكل وصوت ريتشارد الثالث.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ريتشارد مشروع إعادة إحياء مسرحية شكسبير
إقرأ أيضاً:
في لحظة إعادة ترتيب العالم… هل نعيد ترتيب أنفسنا؟
صراحة نيوز- بقلم / النائب الكابتن زهير محمد الخشمان
العالم لا يعيش اضطرابًا مؤقتًا، بل يدخل في مرحلة إعادة ترتيب شاملة للسلطة والمعنى والدور. ليس ما يجري اليوم مجرد صراع على النفوذ، بل تفكيك للنظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، وإعادة تركيب لنظام جديد يُكتب بلا بيانات رسمية، ويُفرض دون إعلانات، ويتشكل خارج جدران الأمم المتحدة أو المؤسسات التقليدية.
التحول لا يأتي من جبهة واحدة، بل من كل الاتجاهات، صراع الغرب مع الشرق، انهيار مركزية القرار في واشنطن، تصاعد دور بكين، حروب بالوكالة، وانكشاف هشاشة اقتصادات كبرى في لحظة واحدة. أصبحت التكنولوجيا أداة سيطرة، لا مجرد تطور، وأصبحت البيانات أكثر فاعلية من الجيوش، والتشريعات العابرة للحدود أقوى من الحدود ذاتها.
العولمة التي عرفناها انتهت، والمصالح هي من يُعرّف المبادئ، لا العكس. لم تعد المعركة على الأرض وحدها، بل على الرأي العام، وعلى السردية الإعلامية، وعلى الصورة، وعلى الوعي.
كل هذا يحدث، والعالم يندفع نحو نظام جديد سيبقى لعقود قادمة. والمخيف في الأمر أن المواقع توزّع الآن، ليس بالتراضي، بل بمنطق من يسبق… ومن يتأخر.
في هذه اللحظة الدقيقة، تقف دول كثيرة في حيرة. بعضها اختار أن يقاتل ليحافظ على وزنه، وبعضها اختار أن يبيع مواقعه لمن يدفع أكثر، وبعضها ما زال يراقب.
أما الأردن، فليس من هذا أو ذاك.
الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، تعامل مع العالم دائم التحول بسياسة متوازنة، هادئة حينًا، حازمة حينًا، لكنها دائمًا واعية.
في الوقت الذي كان فيه العالم يتقلب على وقع التحالفات والمفاجآت، حافظ الأردن على صوته المتزن، وعلى دوره كمحور للاستقرار، وعلى مكانة دبلوماسية غير قابلة للتجاوز.
جلالة الملك، في كل المحافل الدولية، لم يكن فقط من يتحدث باسم الأردن، بل من يمثّل ضمير الإقليم حين يغيب التوازن، وصوت الاعتدال حين ترتفع الضوضاء.
العالم يعيد تشكيل اقتصاده، أمنه، خرائط نفوذه… ومن لا يدخل بمعادلات جديدة، سيُحاصر بمنطق الواقع لا بمنطق الموقف.
هنا، يجب أن تكون الاستجابة الأردنية شاملة، وهادئة، ومدروسة.
أن ندرك أن المكانة السياسية تحتاج إلى دعم اقتصادي، وأن الوزن الدولي يحتاج إلى قاعدة إنتاج داخلية، وأن القرار المستقل لا يُحمى إلا ببنية وطنية متماسكة.
لدينا في الأردن مؤسسة ملكية تُشكل العمود الفقري للاستقرار، وجيش قوي محترف يحمي الداخل والخارج، وأجهزة أمنية أثبتت في كل اختبار أنها تتقدم على التحدي لا تتراجع أمامه، ونخبة سياسية قادرة إذا توفرت الإرادة.
لكن كل هذا يحتاج إلى جبهة داخلية متكاملة، لا تعرف المناكفة، ولا تُستهلك في التفاصيل، ولا تضيع في المسارات الجانبية.
المطلوب ليس مشروع حكومة، بل مشروع دولة.
مشروع تكون فيه الحكومة هدفها الوحيد هو التنفيذ، والبرلمان شريك في التشريع والرقابة، والمواطن جزء من شبكة الأمان الوطني، لا متلقٍ سلبيًا أو عالقًا بين الشكوى والانتظار.
نحن لا ننتظر أزمة، ولا نتهرب من التحدي، بل نملك فرصة أن نعيد ترتيب أولوياتنا، أن يكون الأردن اولا، أن يكون المواطن اولا، علينا ربط التعليم بسوق العمل لا بالحفظ، أن نفتح النوافذ أمام الاستثمار بثقة لا بخوف، وأن نُعيد ثقة المواطن بدولته لا بشعارات بل بقرارات.
هل سنبقى نستهلك طاقتنا في إدارة الملفات القديمة؟
أم سنفتح صفحة جديدة عنوانها: مشروع وطني اقتصادي سيادي عصري، يواكب العالم ويتقدم عليه لا يتخلف عنه؟
إن من لا يشارك في كتابة شكل النظام العالمي الجديد… سيُكتب عليه أن يتعايش مع نتائجه، دون رأي، ولا مكان.
وبقيادة جلالة الملك، ووعي الدولة، وتكامل حقيقي بين السلطات، وشعب يعرف قدر وطنه…
بإمكاننا أن لا نكون ضحية العالم الجديد، بل أحد عناوينه.