كتب ابراهيم بيرم في" النهار": يظهر "حزب الله" برودة حيال مسوّدة الورقة الأميركية الرامية إلى تكريس هدنة في الجنوب والتي وصلت إلى الحزب عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري إذ تعامل معها الحزب بطريقة "التقيّة"، فلا احتفى بها ولا سارع إلى كشف بنودها ونقاطها (الـ15) مقدّمة لرفضها.
وبناءً على ذلك ومع مرور أربعة أيام على تسليم الورقة إلى جهات محددة في بيروت، بدا الحزب كأنه غائب عن الصورة على رغم أنه المعني الأول والذي على كلمته يتوقف مسار التفاوض الديبلوماسي الذي انطلق أخيراً، واستطراداً يتوقف عليه مسار المواجهات العسكرية.



الأمر الأساس الذي شاء الحزب أن يسلط الأضواء عليه هو أن هذا الحراك الديبلوماسي هو "حراك جدي" هذه المرة. وفي معرض ذلك يقول أحد وزيري الحزب في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم إن "ثمة ورقة مكتوبة قُدّمت للمرة الأولى، وهذا التطور يشير إلى الجدية". وإن كان بيرم اكتفى بهذا القدر من الكلام عن الورقة ولم يشأ أن يفتح سجالاً حول مضامينها، فإن مصدراً إعلامياً وثيق الصلة بالحزب أكد من جهته أيضاً أن التفاوض غير المباشر لوقف النار جدي لكنه استدرك قائلاً "إن النقاش حول هذه المسوّدة يحتاج إلى وقت لا يمكن حصره بأيام قليلة، وإلى جانب الأخذ والرد حول الورقة – المسودة ثمة تفاوض بالنار". 

وهكذا وإن كان المصدر يفصح عن ارتياح الحزب المبدئي لظهور الورقة فإنه يلفت إلى أمرين:
- الأول أنه غير معني بكل ما قيل سابقاً عن جولات تفاوض جرت وكان محورها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وذكر أنها تمخضت عن ورقة قيل إنها صارت وديعة عند أوساط لبنانية رسمية، وقيل أيضاً إن هذه الورقة هي عينها التي استند إليها اللقاء الثلاثي الذي انعقد في عين التينة بعد وقت قصير على اغتيال الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصرالله .

الثاني أن الحزب شاء بعد الضجة التي رافقت وصول المسوّدة الأميركية أن يوحي لجمهوره بأن عليه ألا يفرط في الرهان على تلك الورقة بل أن تظل عينه على الميدان وأن يبقى رهانه الأكبر عليه حيث تُرسى "معادلات لا تفضي إلى التعامل مع الحزب كقوة مهزومة أو على شفير الهزيمة، بل إنه قوة ما زال لديها أوراق ومفاجآت".

واقع الحال هذا راسخ في خطاب الحزب، ففي أي حوار مع أي من رموز الحزب يسارع إلى الإسهاب في الحديث عن "التطورات الميدانية التي تحققت أخيراً لمصلحة الحزب" وجعلت إسرائيل كما قال نائب الحزب حسن عز الدين تتراجع عن كثير من الشروط التي كانت تسعى إلى فرضها وهي تصبّ في خانة "تسريح الجهاز العسكري للحزب من جهة وإبقاء الجنوب واستتباعاً لبنان كله تحت العين الإسرائيلية الراصدة، ما يشكل انتهاكاً فاضحاً للسيادة اللبنانية أو بما يكرّس احتلالاً مقنّعاً للجنوب".

وخلص عز الدين إلى "أننا في الوقت الذي نتعاطى فيه إيجاباً مع المساعي الديبلوماسية فإن ما يهمنا أن نثبت عملياً أن معادلة الميدان لا تعطي العدوّ حق ادّعاء النصر وفرض شروطه التي في جملتها تنتقص من السيادة".

باختصار، يحاول الحزب وهو لا يرفض الورقة الأميركية، أن يرسّخ معادلة تقوم على التناغم بين الميدان والمسار الديبلوماسي، وتلك معادلة صعبة جداً ومكلفة، والسؤال: هل ينجح؟

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تحطم طائرة تقل 20 شخصاً في ولاية تينيسي الأميركية

تحطم طائرة تقل 20 شخصاً في ولاية تينيسي الأميركية

مقالات مشابهة

  • نفحات من ولاية الإمام علي” عليه السلام”
  • الإسلاميون المصريون يتبنّون الواقعية السياسية ويعيدون علاقتهم بالغرب.. دراسة
  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • اتهام للمؤسسة الأميركية بالتسبب باستشهاد 130 مواطنا
  • الجميل: لبنان لن يرتاح من ضربات إسرائيل وسط تمسك الحزب بسلاحه
  • 20 عامًا على رحيل عبد الله محمود.. الفنان الذي اختصر عمره في أدوار لا تُنسى (تقرير)
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • فضل الله: الدولة قادرة على حشد عناصر القوة التي تملكها لمواجهة الاعتداءات
  • تحطم طائرة تقل 20 شخصاً في ولاية تينيسي الأميركية
  • النبي الذي فداه الله بكبش عظيم.. إسحاق أم إسماعيل؟ على جمعة يحسم الجدل