الجزيرة:
2025-06-03@06:23:57 GMT

روسيا باقية في سوريا.. اسألوا نتنياهو

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

روسيا باقية في سوريا.. اسألوا نتنياهو

أفادت مصادر إسرائيلية هذا الأسبوع أن روسيا ستشارك في اتفاق للتسوية بين إسرائيل ولبنان، لكن دون تدخل فيما يحدث داخل لبنان.

وأضافت المصادر ذاتها، أن مهمة موسكو ستنصب بالدرجة الأولى على رئيس النظام السوري بشار الأسد؛ لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله المدرج على قوائم الإرهاب الأميركية.

وكان وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون  درمر، قد زار روسيا لهذا الغرض، الأسبوع الأول من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بغية التنسيق لوقف إطلاق النار.

ما يطرحه الإسرائيلي من خلال إشراك الروسي في لعب دور المراقب إن كان على أداء النظام السوري، أو على ما يدخل من الحدود العراقية – السورية، وصولًا إلى لبنان، يهدف إلى منع تهريب السلاح إلى حزب الله في لبنان، على الأقل ظاهريًا.

ولكن ما يمكن قراءته بين السطور، يؤكد على وجود تنسيق دائم بين تل أبيب وموسكو في الساحة السورية. فإن الإصرار الإسرائيلي المستمر على تنفيذ ضربات على مواقع النظام أو مواقع إيرانية أو مليشياتها منذ عام 2011 دول تدخل روسي يعتبره البعض دليلًا كافيًا يوضح تقاطع المصالح بينهما في سوريا.

شكل انسحاب القوات الروسية بشكل مفاجئ من تل الحارة، في ريف درعا، بعد تمركزها هناك عام 2018 والمطل على الجولان المحتل، مصدر ريبة لدى قوات النظام الذي تخوّف من أن تصبح المنطقة ساحة للصراع الإيراني الإسرائيلي. لا سيما بعدما أخذ النظام قرار الحياد، وفصل مساره عن وحدة الساحات الإيرانية.

هذا ما قد يضع سوريا في مواجهة إسرائيل مع المدّ الإيراني على أرضها بـ "قبة باط" روسية، بسبب تضارب المصالح الروسية مع هذا المدّ في أكثر من منطقة، وعلى أكثر من موضوع على رأسها فتح جبهة الجولان لصالح حرب وكلاء إيران.

شكّل الإشراك الإسرائيلي لروسيا في التسوية على الساحة السورية صدمة للمراقبين، على اعتبار أن روسيا تقف في الجانب الآخر من الصراع، معتبرةً أنّ إسرائيل تجسّد الحضور الغربي في المنطقة.

لكنّ حسابات العقل عند نتنياهو لا تتفق مع حساب البيدر الأميركي، وإن الموافقة الروسية على المشاركة، تنطلق من براغماتيتها في دبلوماسيتها الخارجية، خصوصًا مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث تدرك موسكو إنّ إقفال الباب نهائيًا في وجه الغرب يعني قطيعة ستذهب بها حتمًا نحو الصدام المباشر، وهذا ما تتجنّبه روسيا لأنّه مدمر للجميع.

قالت شركة شراء الغاز المملوكة للدولة في سلوفاكيا SPP، الجمعة 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إن أوروبا ليست على وشك التوصل إلى اتفاق لاستبدال خط أنابيب الغاز الروسي بالغاز الأذري، وفق تقرير في نشرة "أويل برايس".

ووفق التقرير، تسعى أوروبا جاهدة لاستبدال الإمدادات القادمة من روسيا اعتبارًا من الأول من يناير/ كانون الثاني، لأن تدفقات الغاز المتبقية من خطوط الأنابيب من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي عبر طريق العبور الأوكراني من المقرر أن تتوقف اعتبارًا من 31 ديسمبر/كانون الأول، عندما تنتهي اتفاقية العبور التي مدّتها خمس سنوات بين غاز بروم الروسية وأوكرانيا.

إنَّ الموقف الروسي تجاه أوروبا لم يزل إيجابيًا رغم ما أعلنت عنه أوكرانيا بالفعل، وفي عدة مناسبات، أنها لن تمدد اتفاق نقل الغازالحالي، بينما أبدت روسيا استعدادها للتفاوض على تمديد الاتفاق.

فالإصرار الروسي لا ينبع من الخوف من عدم إيجاد سوقٍ لطاقتها، فالصين والهند أسواقٌ جيدة للاستهلاك، ولكنّ هناك تخوفًا روسيًا من وصول كييف إلى مبتغاها في قطع "شعرة معاوية" بين الغرب وروسيا.

لا مشكلة لروسيا في لعب دور في التسوية المنشودة، على اعتبار أن استمرار الحرب قد يدخل حضورها في سوريا في أتون الحرب، وهذا ما تخشاه. فالوجود الروسي في سوريا، ليس وليد الأمس، بل بدأ عندما قررت القيادة الروسية دعم حكومة بشار الأسد منذ بداية الصراع السوري في عام 2011 سياسيًا، ولكن منذ 30 ديسمبر/ كانون الأول 2015 شارك جيشها في الأعمال العسكرية بشكل مباشر.

وكانت هذه المشاركة هي المرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة التي يدخل فيها الجيش الروسي نزاعًا مسلحًا خارج حدود الاتحاد السوفياتي سابقًا، الأمر الذي يظهر أهمية سوريا بالنسبة للرؤية الإستراتيجية الروسية في المنطقة والعالم.

لم يعد خافيًا على المتابع حاجة روسيا إلى سوريا في الصراع الدولي القائم، لا سيما من خلال الحاجة للوصول إلى المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط، حيث تعتبر موسكو أنّ عدم تواجد قواتها البحرية هناك يشكل نقطة ضعف في هذا الصراع.

بالإضافة إلى بناء حضور لها في منطقة الشرق الأوسط، لهذا وجدت بالفوضى التي شهدتها سوريا حافزًا لها لبناء حضورها عبر إقامة قاعدتين: واحدة جوية وهي قاعدة حميميم التي تقع جنوب شرق مدينة اللاذقية بسوريا، وقاعدة عسكرية بحرية، وهي منشأة عسكرية تقع على الحافة الشمالية للميناء البحري لمدينة طرطوس.

لتعزيز موسكو قبضتها في منطقة الشرق الأوسط، وقّعت مع النظام السوري عام 2017 اتفاقًا يسمح للقوات الروسية باستخدام المنشأة البحرية "مجانًا" لمدة 49 عامًا، ويمنح الكرملين السيادة على القاعدة البحرية، بحسب ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية.

كما تسمح الاتفاقية لروسيا بالاحتفاظ بعشرات السفن الحربية، بما فيها السفن التي تعمل بالطاقة النووية في طرطوس، وهي المنشأة البحرية التي يمتلكها الكرملين خارج البلاد.

فحرب الشرق الأوسط التي اشتعلت منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، وجدت فيها الدول صراعًا على مصادر الطاقة، بغض النظر عن حقوق الشعوب وأحلامها.

وهذا ما فعل السباق الماراثوني بين الدول الغربية لإيجاد طاقة بديلة عن الغاز الطبيعي الروسي، فكان الشرق الأوسط ساحة الصراع الجديدة، لما تختزنه آباره من مصادر تحتاجها أوروبا وتريد عرقلتها روسيا، لهذا ما بات مؤكدًا أن الروسي سيدوم في سوريا إلى أن تتوضح صورة الصراع الدولي القائم.

فالتواجد الروسي في سوريا، يحمل أبعاد الصراع الدولي القائم، وطبعًا يخدم رؤيتها الإستراتيجية لممارسة الضغط على الغرب، وما طلب نتنياهو لتفعيل الدور الروسي إلا دلالة بوادر الشرق الأوسط الجديد قد بدأ بمساندة روسية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشرق الأوسط فی سوریا هذا ما

إقرأ أيضاً:

ولاية الجزيرة .. أسرار وأخبار ليست للنشر !!

■ المسافة من شارع النيل بمدني إلي قري جنوب الجزيرة محتشدة بالصور والمشاهد التي تحكي عن مختصر قصة الذي حدث ويحدث في مدني الآن .. وقبل تاريخ السقوط الحزين !!

■ عشت مدة 3 أشهر داخل مدينة مدني .. تجولت وجلست في عدة مواقع داخل مدني .. بالصدق كله كان يخالجني شعور لم أستطع التهرب من تبعاته .. ( نفّست) عن هواجسي هذه بالبوح للصديقين العزيزين طلال إسماعيل ومجدي العجب .. قلت لهما: أشتم رائحة خيانة ستقود إلي سقوط هذه المدينة في يد عصابات الجنجويد !!

■ داخل نادي الجزيرة وعلي كباية شاي بدعوة من مجدي العجب نقلت له ملاحظتي .. عدد كبير من صحفيين وإعلاميين وسياسيين داعمين لمليشيا التمرد يتجمعون يومياً داخل نادي الجزيرة .. وفي قصر الثقافة المقابل له كانوا ينظمون دورات تدريبية وأخري متخصصة بدعم ورعاية وتمويل من منظمات دولية مشبوهة .. ومما يؤسف له أن قيادة الولاية في تلك الأيام كانت علي صلة بهذه المجموعة ترعاها وتوفر لها السكن والإعاشة من داخل دواوين حكومة ولاية الجزيرة !!

■ داخل سوق مدني الكبير .. وبلا حياء رفع طبيب شاب يعمل بمستشفي مدني عقيرته بأنه يقف وراء التقارير الدورية لمنظمات خارجية عن تدهور الأوضاع الأمنية داخل مدني .. فوجئ الطبيب الشاب بأن من بين من يحدثهم صحفي داعم للجيش .. كانت جلسة نقاش ساخنة إنتهت بإعتذار من الطبيب الشاب لشخصي بأنه لم يقصد مايقول !!

■ من شارع النيل وتحديداً من مطعم حوش السمك مررت بعدة مواقع جلست فيها كثيراً وزاد يقيني بأن مكروهاً ما سيصيب مدني ..

■ حملني واجب العزاء في وفاة الأخ العزيز بدرالدين البشري إلي زيارة قرية شلعوها الخوالدة لمواساة أسرته المكلومة .. وفي الطريق إلي قبر بدرالدين مررت بمنطقة كبري البوليس حيث تم دفن جثث مئات من عصابات المليشيا الذين قتلوا في هذا الموقع الذي شهد نهاية المعركة الفاصلة لتحرير مدني .. هنا عادت الحياة إلي هذه المحطة التي تنقل المسافرين والعائدين إلي المناقل وعدد من قري جنوب الجزيرة ..

■ المينا البري .. الكريبة مهلة . الطلحة .. كبري بيكا .. المدينة عرب .. حسين الخوالدة .. ود البر .. الجبيلية .. عوفينا .. ودرعية .. ربجيت .. ود مكنون ..ثم العودة مرة أخري إلي مدني عبر هذه القري والأماكن الوادعة .. هنا تعافي الناس من جراح الأبدان .. وعادوا سريعاً إلي مباشرة حياتهم البسيطة .. رفيقي إلي رحلة العزاء والذي كان يقود العربة وهو من أبناء مدني .. قال إن أخطر تحول تاريخي في حياة إنسان الجزيرة أنه أُجبِر علي حمل السلاح .. وأنه لن يكون بعد اليوم لقمة سائغة في أيدي من يفكرون مجرد تفكير في الإعتداء عليه ..

■ قبل مغيب شمس ذلك اليوم تجولت داخل سوق مدني .. ذات الأماكن التي إرتدتها من قبل .. إشتريت خاتماً .. مسبحة .. عطر .. جلست بطرف قهوة إرتشفت فنجاناً بصحبة صديق ثرثار قطع علي تأملاتي في حركة وتجوال البائعين والتجار .. الركشات .. التكاتك .. الحمير .. محلات الموبايل ..

■ عند مكتبة الصفا جوار مستشفي مدني صافحت صديقي صاحب المكتبة وزملائه الذين عادوا إلي ذات المكان .. من هنا اقتنيت وقرأت أجمل كتب وروايات الروائي الأردني أيمن العتوم .. يسمعون حسيسها .. أنا يوسف .. ياصاحبي السجن .. حديث الجنود .. ذائقة الموت ..وهنا أيضاً اقتنيت روائع دوستوفيسكي .. الجريمة والعقاب .. الإخوة كارامازوف .. الليالي البيضاء.. الشياطين .. الأبله ..

■ مساحة المكتبة صغيرة مكاناً لكنها متسعة بالمعاني والروائع التي تغطي علي عشوائية سوق مدني وضوضاء أصواته المزعجة والغريبة .. قبل أن أغادر المكتبة أعطاني صاحبها نسخة قديمة من رواية ستة لأيمن العتوم وهو كاتب أنصح محبي القراءة العميقة بمتابعته ..

■ عدت إلي مقر سكني ودواخلي أكثر إطمئناناً أن ولاية الجزيرة عامة ومدينة ود مدني خاصة قد نفت حتي الآن خبثها شريطة أن يتم التعامل الحاسم مع أخطر وأهم قضية تعيشها ولاية الجزيرة حالياً .. علمت من شخصية رفيعة بمدني أنه تم القبض علي آلاف المتعاونين مع مليشيا التمرد من بينهم أطباء وطلبة جامعات وتجار وموظفون بالدولة وجنود سابقون بالمؤسسات الأمنية والعسكرية وسياسيون وكوادر تنظيمات حزبية وفئات أخري من قطاعات المجتمع .. ومن بين هؤلاء من سجّل إعترافات قضائية بالتعاون مع مليشيا التمرد ..

■ من جهته حدّثنا والي الجزيرة بأن العدد الكلي للمتعاونين المقبوض عليهم أكثر من أربعة ألف متعاوناً يتم التعامل معهم وفق القانون وتمكينهم من الحصول علي كافة حقوقهم القانونية ..

■ قبل أيام صدرت أحكام بإعدام عدد ممن ثبت تعاونهم مع مليشيا التمرد بولاية الجزيرة ..

يُضاف هذا العدد إلي أكثر من خمسة ألف من المحكوم عليهم بالإعدام في كافة أرجاء البلاد .. وهو عدد سيزيد بسبب تعطيل مجلس السيادة بالسودان لقرار إعادة المحكمة الدستورية لمباشرة مهامها .. وتلك قضية أخري سنعود إليها بعد ختام مشاهداتنا بولاية الجزيرة !!

عبد الماجد عبد الحميد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ضرب العقيدة النووية الروسية..كم بلغت خسائر روسيا في أخطر هجوم أوكراني؟
  • هذا مايقوم به النظام السعودي في سوريا
  • سوريا في قبضة التوازنات .. صعود الشرع كواجهة ’’أمريكية_صهيونية’’ وتحجيم السيادة
  • ضخ مياه الري في القنوات الرئيسية بمشروع الجزيرة
  • شنقريحة أشرف على التمرين التكتيكي .. الجزائر تستعرض لأول مرة منظومة الدفاع الجوي الروسية “إس-400”
  • الصراع الروسي الأوكراني بين الحسابات الإستراتيجية والانقسام في “التسوية”
  • ولاية الجزيرة .. أسرار وأخبار ليست للنشر !!
  • الجزيرة يُتوج بكأس الإمارات تحت 21 سنة
  • الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل الدولار في مايو
  • سفاح الساحل يعلن التمرد: مقداد فتيحة يتحدى الدولة ويقود تمرداً دموياً في قلب سوريا!