اللبنانيون يعانون من اضطرابات نتيجة الحرب.. وخطة طوارئ وطنية لمواكبتهم
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
كتبت بولا أسطيح في "الشرق الاوسط": لا يزال اللبناني محمد.ر (34 عاماً) يزور منزله الواقع بمنطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت بشكل شبه يومي؛ يستحم فيه، ويشرب القهوة، ويجمع بعض الحاجيات، رغم المخاطر والتهديدات المحدقة بكل ما يقوم به. فهو يشعر براحة نفسية بالوجود في منزله وبين أغراضه. محمد مثل آلاف سواه من النازحين وغير النازحين، يُدركون أنهم يعانون من اضطرابات نفسية، لكنهم لا يعدّون ذلك أولوية في خضم ما يعيشونه.
خطة طوارئ
وتلحظ هذه الخطة، التي وُضعت في تشرين الأول 2023، وحُدّثت مع توسع الحرب في أيلول 2024، تنسيق الجهود بين جميع الشركاء لتسهيل وصول الناس إلى الخدمات النفسية، والدعم النفسي، والاستجابة للحالات النفسية الطارئة. وفي حين تشمل الخطة المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية والدعم النفسي في مراكز الإيواء، وخطاً ساخناً للدعم النفسي، فإنها تلحظ أيضاً ضمان توفّر الأدوية النفسية والوصول إليها لجميع المستفيدين؛ القدامى والجدد.
ويشدد الدكتور ربيع الشمّاعي، مدير «البرنامج الوطني للصحة النفسية»، على أن «الاهتمام بالصحة النفسية في وقت الأزمات مهم جداً، وهذا ضمن الأولويات لا الكماليات»، لافتاً إلى أنه «وفق منظمة الصحة العالمية، فإن واحداً من خمسة على الأقل من الأشخاص الذين يتعرضون لأزمة إنسانية بسبب حرب أو كارثة طبيعية، سيحتاج إلى خدمات مرتبطة بالصحة النفسية». ويوضح الشمّاعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطة التي وضعها (البرنامج)، لا تُعنى حصراً بالنازحين؛ لأنهم ليسوا وحدهم من يتأثرون بالأزمة، إذ هناك قسم كبير من اللبنانيين يحسون بغياب الشعور بالأمان، ويعيشون في ترقب وخوف دائمين»، مشيراً إلى أن «آخر دراسة أجريت في لبنان قبل الحرب أظهرت أن 60 في المائة من الأشخاص الذين شملتهم هذه الدراسة لديهم اضطراب نفسي، وبالتالي، فهذه الحرب لا شك في أنها زادت الأعداد والنسب». ويلفت الشمّاعي إلى أن «معظم من يتصلون بالخط الساخن (على الرقم 1564) يستفسرون عن أمكنة للحصول على خدمات مرتبطة بالصحة النفسية، أو يسألون عن كيفية التعامل مع أطفالهم الذين يشتكون من عوارض معينة، أو إنهم بحاجة إلى الوصول لخدمات صحية عادية، أو حماية، أو مأكل ومشرب، ويوجَّهون إلى ما يريدون، علماً بأنه يمكن حتى لمن يتلقون الاتصالات على الخط الساخن أن يتعاملوا مباشرة مع من يعانون من ضغط نفسي طارئ». ما هذه المشكلات النفسية؟
وتعدد مستشارة الصحة النفسية، سابين صادر، المشكلات النفسية الكثيرة التي يعاني منها النازحون، «خصوصاً أنهم اضطروا إلى ترك منازلهم، التي عادة ما تمثل الأمان لأي شخص. فعندما نفقد الأمان، لا شك في أننا نشعر بالخوف والقلق والاضطراب والغضب والقهر والعجز، وهذه كلها مشكلات نفسية».
وتشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «التداعيات النفسية غير محصورة في النازحين، إنما تشمل القسم الأكبر من اللبنانيين الذين يعيشون في خوف وقلق دائمين على أمنهم».
وتُنبه المستشارة النفسية سابين صادر إلى تداعيات هذه المشكلات النفسية على مستقبل الأشخاص، خصوصاً الأطفال، لافتة إلى أن «كثيرين ممن بدأوا يتعافون من تداعيات انفجار مرفأ بيروت ساءت أحوالهم النفسية مجدداً بعد هذه الحرب».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: بالصحة النفسیة الصحة النفسیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
اضطرابات في جيش الاحتلال ومظاهرات لعائلات الأسرى ودعوات لإضراب ضخم
أفادت هيئة البث الإسرائيلية بوجود حالة اضطراب داخل جيش الاحتلال بسبب رفض رئيس أركان الجيش الصهيوني شن عملية غزة بالشكل الممتد الذي تراه حكومة نتنياهو ويضغط به على زامير، وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
ويقول المحللون إن الخلاف بين القيادة العسكرية والسياسية ليس حول أمور تفصيلية بل في الاستراتيجية، ورغم ذلك فقد تجاوز جيش الاحتلال قيادته السياسية ونشر قائمة التعيينات الجديدة في صفوف ضباطه رغم معارضة وزير الدفاع.
ويضاف إلى هذا التوتر، ما قالته صحف عبرية من أن جامعتا بن جوريون وتل أبيب سمحتا لموظفيهما بالمشاركة في إضراب يوم الأحد المقبل والمظاهرات الواسعة لوقف الحرب والإفراج عن الأسرى بصفقة شاملة لتسليمهم، وذلك كله وسط تساؤلات لمسئولين غربيين لقادة جيش الاحتلال عن عدم قدرة جيش الاحتلال على هزيمة حماس.
كما ذكرت الصحف أن جيش الاحتلال يخشى من فشل عملية احتلال مدينة غزة حتى قبل أن تبدأ.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أمهات جنود الاحتلال بدأن المشاركة في احتجاج قبالة منزل قائد سلاح الجو للمطالبة بوقف الحرب على غزة وهو الأمر الذي دعاه إلى مقابلتهم محاولًا تهدئتهم فيما طالبنه بالتوقف عن المشاركة في حرب غير قانونية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية: إن" أمهات الجنود أخبرن قائد سلاح الجو أن الحكومة تخلت عن أبنائهن وعن المخطوفين في غزة".
وبعد قائد سلاح الطيران حدثت مظاهرات قبالة منزلي رئيس الكنيست ووزير التعليم للمطالبة بصفقة تبادل وإعادة المخطوفين.
وسبق ذلك أن دعا اتحاد النقابات العمالية بإسرائيل النقابات لتمكين العمال من المشاركة باحتجاجات الأحد المقبل، فيما اعتبر رئيس اتحاد النقابات بإسرائيل أنه يمكن للصوت المشارك تعزيز قوة دعوة إعادة المخطوفين من غزة.
وأعلنت الجامعة المفتوحة بإسرائيل الإضراب الأحد المقبل والانضمام للحراك المطالب بإعادة المخطوفين.