أهالى غزة: لا يوجد رئيس أمريكى صادق
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
بعد أن فاز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، يتساءل الناس فى غزة عما ينتظرهم فى المستقبل. يشعر المواطنون فى القطاع أن الدعم غير المحدود الذى تقدمه إدارة جو بايدن لإسرائيل وصمتها عن الإبادة الجماعية، هو السبب الرئيسى وراء هزيمة الحزب الديمقراطى فى الانتخابات، لكن ما يخبئه المستقبل مع تولى «ترامب» السلطة ليس واضحاً.
تمكنت مجلة «ذا نيشن» الأمريكية من إجراء مقابلات فى عدد «نوفمبر» الحالى مع بعض مواطنى غزة عقب إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية، ورصدت شهادات حية تتضمن مزيجاً من الأمل والخوف بين النازحين الذين يعيشون فى ظروف مأساوية. يأمل المواطنون فى أن يتخذ «ترامب» خطوات جدية لإنهاء الحرب على القطاع كما صرح فى حملته الانتخابية، وفى نفس الوقت يشعرون بالخوف من أنه قد يسمح باستمرار الإبادة الجماعية التى تجاوزت أكثر من عام رغم وعوده بإنهائها.
يؤكد رائد بركة، 50 عاما، من بلدة خزاعة شرق خانيونس، أنه لا يوجد رئيس أمريكى صادق، قائلاً: «بيتى دمر بالصواريخ الأمريكية، «بايدن» شارك مع «نتنياهو» فى الحرب على غزة ولم يرحم أطفالنا ونساءنا، لقد وافق على تهجيرنا وطردنا من بيوتنا وتدميرها بهذه الطريقة المرعبة، نريد رئيساً عادلاً وقوياً يستطيع أن يوقف الحرب على غزة، نريد من «ترامب» أن يوقف هذه الحرب، نريده أن يكون صادقاً».
ويرى «رائد» أن «ترامب» رئيس مثير للجدل، يبدو أحيانا وكأنه مجنون بأفكار غريبة عن الشرق الأوسط، لكن ما يهمنا الآن هو وقف الحرب على غزة ومنحنا دولة حتى نعيش بأمان. ويستعرض «رائد» مأساته الشخصية والكوارث التى يعيشها أهالى القطاع، قائلا: «نحن لا نريد الحروب. منذ ولادتى عشت حروبا متتالية عديدة. فى كل حرب على غزة دمر منزلى وجرفت أرضى الزراعية. إذا كان «ترامب» يؤيد إسرائيل فليفعل ما يشاء، ولكن ليس بحرماننا من العيش بسلام وأمان. أوقفوا الحرب علينا. هذا ما نريده منكم. ليس من الصعب عليكم وقف قتل الأطفال والنساء. يقول «ترامب» إنه رجل سلام، نحن شعب سلام، نريد منه أن يوقف الحرب».
وتقول ريم الخوري، 40 عاما، من مدينة غزة، نازحة حاليا: «من المحزن جدا أننا فى السنة الثانية من الحرب، وقد جاءت الانتخابات الأمريكية، ولم تتوقف الحرب بعد، ولم تعترف الإدارة الأمريكية حتى الآن بوجود جرائم حرب ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، رغم أن عائلات بأكملها لم تعد مسجلة فى السجل المدني».
تشير «ريم» إلى أنها دعمت فوز «ترامب» فى الانتخابات لأنه وعد بوقف الحرب، والآن أنتظر منه أن يكون صادقاً فى كلامه ويجبر إسرائيل على وقف الحرب، وأتمنى ألا تكون هذه الخطابات مجرد دعاية انتخابية، موضحة أن الأيام تمر بسرعة وكلها سيئة للغاية بسبب القصف المستمر والدمار والمجاعة.
وتضيف «ريم» أن «ترامب» لن يكون ضد إسرائيل، ويبدو من خطابات نتنياهو التى ألقاها بعد فوز «ترامب» أنه سعيد بفوزه، مؤكدة أن «ترامب» فعل أشياء أغضبت الشعب الفلسطينى مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو ما يسمى بصفقة القرن، لكن الشيء الإيجابى الوحيد هو أنه لم تحدث حرب على غزة خلال فترة حكمه، وهذا ما نريده، نريد وقف الحرب وإعادة بناء غزة حتى نتمكن من العودة إلى حياتنا الطبيعية.
ويرى سالم المصري، 35 عاما، من بلدة بيت حانون، نازح حاليا، أن فوز «ترامب» فى الانتخابات قد يكون أمرا جيدا، فهو رجل يهتم بالاقتصاد ويعقد الصفقات مع دول الشرق الأوسط، ووعد فى حملته الانتخابية بأنه سيوقف الحرب، لكن «سالم» لا يثق به لأنه من الممكن أن يدعم خطط «نتنياهو».
يأمل «سالم» فى اتخاذ خطوات إيجابية سريعة لوقف معاناة أهالى القطاع، ويقول: «نريد منهم فقط أن يوقفوا الحرب، أريد أن أعود إلى بيتى مع أطفالى الثلاثة وزوجتي، أريد أن ألتقى بأمى وأبى فى الشمال، لم أرهم منذ سنة وشهرين، يكفى ما حدث خلال سنة كاملة من القتل والدمار، نريد شخصا قويا يستطيع أن يجبر إسرائيل على وقف الحرب، هناك خطط خطيرة ينفذها الجيش على الأرض فى غزة، وبايدن لا يهتم بها، نرى أرضنا محتلة من قبل إسرائيل وبايدن يتفرج علينا فقط، لذلك نريد من «ترامب» أن يوقف الحرب بسرعة».
وتقول رنا الريس، 22 عاما، طالبة من خان يونس: «كنت أتابع الأخبار منذ بداية الحرب، ولم أشاهد فشلاً كما رأيت من إدارة «بايدن» التى شجعت إسرائيل على الاستمرار فى الحرب حتى الآن، لذلك استمرت معاناتنا لأكثر من عام».
وتضيف «رنا» أن «ترامب» لديه خبرة سابقة فى التعامل مع الشرق الأوسط منذ أن كان رئيسا للولايات المتحدة، فلم تحدث أية حروب خلال فترة رئاسته، وكان يتفاخر بذلك أثناء حملته الانتخابية، وأقنع العديد من المسلمين وأنصار الفلسطينيين بأنه سينهى الحرب، مشيرة إلى أنه لا يوجد رئيس أمريكى لا يتمتع بصداقات قوية ودعم مطلق لإسرائيل، لكن «ترامب» قد يكون صادقا فى أن الحروب ليست جزءا من سياسته. وتتساءل قائلة: «الصعوبة تكمن فى ما إذا كان هذا سيحدث، وإذا كان سيحدث، فمتى؟. الناس فى غزة متعبون جدا ولا يستطيعون الانتظار لفترة أطول. لم تشهد غزة حربا أصعب من هذه، وكانت للأسف الأسوأ، لذلك لا نريد أن نفقد الأمل ونأمل أن يكون «ترامب» صادقاً فى وعده لنا بأن الحرب ستتوقف بسرعة».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية الناس فى غزة المستقبل الدعم غير المحدود یوقف الحرب الحرب على وقف الحرب أن یوقف نرید من على غزة
إقرأ أيضاً:
ترامب: قد يكون من الصعب العثور على بعض جثث الرهائن
قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب، خلال تصريحاته مساء اليوم الخميس، إنه قد يكون من الصعب العثور على بعض جثث الرهائن، وفقًا لقناة العربية.
وعلى صعيد آخر، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، سعادته بدخول اتفاق إنهاء حرب غزة حيز التنفيذ.
وقال ترامب في تصريحاتٍ تناقلتها وكالات الأنباء الدولية :"هذا يوم عظيم في الشرق الأوسط".
ودفعت الدولة المصرية بعشرات الشاحنات المحملة بآلاف الأطنان من المساعدات لغزة، في اليوم لدخول اتفاق إنهاء الحرب حيز التنفيذ.
ويأتي التحرك المصري في إطار جهود القاهرة لإنهاء حربٍ سفكت دماء أهالي القطاع على مدار عامين.
وقال اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، إن مصر لم تتوقف عن دعم الفلسطينيين في قطاع غزة.
واضاف :"نعمل على إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة على مدار الساعة".
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن"، اليوم الخميس، إنهم يتطلعون إلى التزام جميع الأطراف بتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة
ورحّب أبو مازن بالتوصل إلى اتفاقٍ يُنهي حرب غزة، ووجه الشكر للوسطاء وعلى رأسهم مصر.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، إن تركيا ستشارك في جهود مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف "تركيا ستسهم في عادة إعمار غزة، وعلى إسرائيل السماح بإدخال المساعدات لغزة وسنتابع تنفيذ بنود الاتفاق".