مصادر حقوقية لـ"خبر": مئات المخفيين في السجون الحوثية يعانون أهوالاً لا توصف
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
لا يكاد يمر يوم إلا وترتكب فيه المليشيا الحوثية (المصنفة على قائمة الإرهاب)، جريمة جسيمة وفي الغالب أكثر من جريمة تسفك فيها دماءً أو تحتجز حريات وتدمر ممتلكات وتنتهك أعراضاً.
وتتكشف يوماً بعد آخر الانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي في سجونها بحق المعتقلين والمختطفين، وتتحدث منظمات وتقارير حقوقية عن أن مئات المخفيين في السجون يعانون أهوالاً لا توصف.
وذكرت مصادر حقوقية لوكالة خبر، بأن المعتقلين والمختطفين في سجون مليشيا الحوثي يعانون من تعذيب نفسي وجسدي مميت، وسط صمت مريب تجاه قضاياهم.
وقالت، إن جعل قضية معاناة المعتقلين بسجون الحوثي مجرد ورقة تطرح أثناء الحملات المؤقتة هو أكثر ألماً، منوهة إلى أن هناك كارثة في السجون السرية ومئات المخفيين يعانون أهوالاً في سجون ميليشيا الحوثي.
وجددت المصادر التأكيد بأن إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، هي قضية الجميع، داعية المنظمات الحقوقية والإنسانية لتسليط الضوء أكثر على معاناتهم، موضحة أن الصمت حولها جريمة أخرى.
وشددت على أنه لا يجب أن يبقى ملف المعتقلين في السجون الحوثية ضمن ملفات التفاوض السياسي، إذ إن ذاك معيب بحق كل اليمنيين. وقالت على الحوثي ومناصريه أن يدركوا أن جرائم الخطف والتعذيب والمعتقلات السرية جرائم لا تسقط من ذاكرة الناس ولا يغفرها التاريخ، ولا تسقط بالتقادم.
وتحدثت المصادر، بأن مليشيا الحوثي ترتكب جرائم وانتهاكات وحشية جديدة بحق المختطفين، حيث أقدمت على تصفية ثلاثة مختطفين خلال أقل من شهر في سجونها بصنعاء والبيضاء، والضحايا هم حسين لصهب (65 عامًا) - سجن بمديرية الملاجم بمحافظة البيضاء، محمد محمد عبدالله حسن سليمان (36 عامًا) من ذمار - سجن عبدالقادر المرتضى بمعسكر الأمن المركزي بصنعاء، محمد ناجي خماش (55 عامًا) - سجن الأمن والمخابرات بصنعاء.
ووفقاً للمصادر، فإن هذه الجرائم والفظائع تعكس استهتار ميليشيا الحوثي بحياة الأبرياء، وتؤكد نهجها الممنهج في استخدام التعذيب والعنف ضد المختطفين.
وقالت، إن جرائم الحوثيين اليومية تستدعي إدانة دولية عاجلة وحقيقية وتحركًا فاعلًا لإيقافها ومحاسبة مرتكبيها وقادة المليشيا الحوثية.
وطالبت المبعوث الأممي إلى اليمن بالعمل الجاد للإفراج عن كافة الأسرى والمختطفين وإنقاذ حياتهم من المصير المأساوي الذي يواجهونه يوميًا في سجون الميليشيات الحوثية، فكلما طال أمد اختطاف الأسرى والمختطفين، زادت فرص تكرار هذه الجرائم المروعة المستمرة منذ انقلابها في العام 2014.
وطبقاً للمصادر، فإن اعتقال النساء في صنعاء أصبح أمراً شبه يومي، فلم يعد للنساء حرمة ولا كرامة لدى الحوثيين، موضحة بأن الاعتقالات ضد النساء تتزايد على خلفية حرية الرأي والتعبير أو بسبب منشور أو تغريدة في وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت منظمة راصد للحقوق والحريات، أدانت بأشد العبارات عملية اختطاف الناشط المجتمعي والمصور، عبد الرحمن النويرة، من قبل مليشيات الحوثي، في صنعاء قبل أيام، واقتياده إلى جهة مجهولة.
وذكرت بأن "هذه الجريمة تأتي في سياق ممنهج تمارسها جماعة الحوثي للتضييق على حرية التعبير وملاحقة النشطاء والصحفيين الذين يسعون لكشف الحقائق وفضح الانتهاكات".
وكشفت تقارير حقوقية عن تعرض المعتقلين في سجون المليشيا لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، مما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية والنفسية وفقدانهم للوعي عدة مرات.
وتضيف التقارير، بأن هذه الجرائم تشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الثالثة بشأن معاملة أسرى الحرب، التي تفرض معاملة إنسانية وتمنع التعذيب والإساءة بأي شكل من الأشكال، كما ترقى هذه الجرائم إلى مستوى جرائم الحرب بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".
بدورها أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بأن سلطات جماعة الحوثيين في اليمن سلّمت منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول قضايا 12 شخصًا على الأقل، بينهم موظفون سابقون في السفارة الأمريكية والأمم المتحدة، إلى "النيابة الجنائية المتخصصة"، بعد اتهام بعضهم بجرائم تصل عقوبتها إلى الإعدام، بينما تحرمهم من الإجراءات الواجبة.
وأشارت إلى أنه منذ 31 مايو/أيار، احتجزت سلطات الحوثيين تعسفًا وأخفت قسرًا عشرات من موظفي "الأمم المتحدة" والمجتمع المدني، في حين قالت مصادر مطلعة لـ هيومن رايتس ووتش، إن عدد المحتجزين في ارتفاع.
وقالت المنظمة إنه بدءًا من 10 يونيو/حزيران، نشرت سلطات الحوثيين سلسلة فيديوهات وأعدت منشورات على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر 10 رجال يمنيين، بعضهم أصبحوا الآن ضمن الـ12 الخاضعين للتحقيق، وهم يعترفون بالتجسس لمصلحة الأمم المتحدة وإسرائيل، ولا تستبعد أن تكون هذه الاعترافات قد انتُزعت تحت التعذيب.
وأشارت إلى أنها وثّقت سابقاً استخدام الحوثيين التعذيب للحصول على اعترافات، ومات ثلاثة معتقلين بارزين خلال احتجازهم على مرّ العام الماضي.
واعتبرت أن نشر فيديوهات الاعترافات يقوض الحق بمحاكمة عادلة ويفتقر للمصداقية.
وقالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: "لطالما أظهر الحوثيون ازدراءهم للإجراءات الواجبة والحمايات الأساسية للمتهمين منذ استيلائهم على العاصمة اليمنية صنعاء، وقد تفاقم الوضع في الأشهر الأخيرة.
وأضافت، أن وفاة المحتجزين لدى الحوثيين يجب أن تنبّه المجتمع الدولي وتدفعه إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان عدم تعرض المئات الآخرين المحتجزين تعسفاً لدى الحوثيين لنهاية مماثلة".
وقالت المنظمة، إنها تحدثت مع ثلاثة أشخاص، ضمنهم مسؤولان في الأمم المتحدة، مطلعين على القضايا الجنائية. يخضع هؤلاء الأشخاص الـ12 للتحقيق من قِبل "النيابة الجنائية المتخصصة" التابعة للحوثيين، بينهم موظفون سابقون في السفارة الأمريكية في اليمن، وموظفون في الأمم المتحدة اعتُقلوا بين 2021 و2023. احتُجز العديد منهم بمعزل عن العالم الخارجي لمعظم فترة الاحتجاز، بدون قدرة التواصل مع عائلاتهم، وقد أُخفوا قسرا.
وأوضحت أنه في منتصف أكتوبر/تشرين الأول، نُقلت قضايا الرجال من وحدة التحقيق التابعة للحوثيين إلى وحدة الادعاء، بحسب مسؤول في الأمم المتحدة، خضع بعضهم للاستجواب والتحقيق ضمن إجراءات النقل بدون حضور محام.
وقال مسؤول أممي لـ هيومن رايتس ووتش، إن بعضهم لم يُمنح أي قدرة على التواصل مع محامين طوال فترة الاحتجاز، إلا أن الحوثيين أخبروا عائلات بعض المحتجزين أن بإمكانهم تعيين محامين لأقربائهم.
وأعلن محام مطلع على القضايا أنه حتى في الحالات التي عينت فيها العائلات محاميًا، لم يسمح الحوثيون للمحامين بحضور الاستجواب.
ولفتت أنها راجعت وثائق طلبت فيها عائلات بعض المحتجزين من النيابة الجنائية المتخصصة السماح لهم بزيارة أقربائهم المحتجزين، رغم التوجيهات المكتوبة من النيابة إلى "جهاز الأمن والمخابرات" الحوثي، وهو السلطة المسؤولة عن مراكز الاحتجاز، التي تأمر بتسهيل هذه الزيارات، لم يُسمح لعائلات هؤلاء المحتجزين ومحاميهم بلقاء المحتجزين أو التواصل معهم.
وقالت إنه ضمن الذين توفوا بالحجز لدى الحوثيين منذ خريف 2023 محمد خماش، وصبري الحكيمي، وهشام الحكيمي. كان خماش وصبري الحكيمي مسؤولَيْن كبيرَيْن في وزارة التربية، بينما هشام الحكيمي كان موظفًا في منظمة "أنقذوا الأطفال".
وأضافت انه في 22 أكتوبر/تشرين الأول، اتصل الحوثيون بعائلة خماش لكي تستلم جثته، كان خماش محتجزا تعسفًا ومخفيًا قسرًا منذ يونيو/حزيران، بدون إمكانية التواصل مع عائلته أو محاميه.
وأكدت أن الحوثيين اعتقلوا، بشكل متكرر، الأشخاص الذين ينتقدون سياساتهم بتهم واهية. في يناير/كانون الثاني 2024، اعتقلوا قاضيا بتهم تتعلق بشرب الكحول، وأفرجوا عنه بعد احتجازه ستة أشهر بدون محاكمة.
وفي 2021، حكمت محكمة حوثية على عارضة الأزياء والممثلة اليمنية انتصار الحمادي، بالإضافة إلى ثلاث نساء أخريات، بالسّجن بعد إدانتهن بتهم ارتكاب فعل مخل بالآداب.
وأشارت إلى أنه خلال العام الماضي، ازدادت وتيرة الأحكام بالإعدام التي أصدرتها المحاكم الحوثية. ومن ضمن ذلك محاكمة جماعية جائرة في يناير/كانون الثاني، حكمت فيها محكمة حوثية على 32 رجلًا بالسّجن وتسعة بالإعدام بتهم مشكوك فيها.
وعبرت هيومن رايتس ووتش عن رفضها عقوبة الإعدام في جميع البلدان وفي جميع الظروف، وقالت هيومن رايتس ووتش إن عقوبة الإعدام فريدة بقسوتها ونهائيتها، وغالبا ما يكون إقرارها مشوبا بالتعسف والتحيّز والخطأ.
وكتب محمد الشويطر، وهو محام يمني والمدير التنفيذي لمنصة "قانون" الحقوقية، في 16 أكتوبر/تشرين الأول بشأن التعديلات الأخيرة التي أدخلها الحوثيون على سلطتهم القضائية، معلنًا أن بعض هذه التعديلات على النظام القضائي "يُعدّ تعدياً مباشراً على استقلالية السلطة القضائية ويفتح المجال أمام استغلال القضاء – لا سيما المحكمة الجزائية – لتسوية حسابات سياسية وقمع المعارضين والاستحواذ على ممتلكاتهم من خلال محاكمات صورية".
وقالت هيومن رايتس إن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في استخدام الحوثيين الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري، وإصدار أحكام الإعدام خلال الأشهر الأخيرة.
وفي اعتقالات مسؤولي الأمم المتحدة والمجتمع المدني خلال الأشهر الأخيرة، قالت المنظمة إن الحوثيين لم يبرِزوا مذكرات تفتيش أو توقيف خلال الاعتقال، مشيرة إلى رفض سلطاتهم إعلام العائلات بمكان المحتجزين، ما يعني أن هذه الأعمال ترقى إلى الإخفاء القسري، احتجزوا العديد من المعتقلين بمعزل عن العالم الخارجي، بدون منحهم فرصة التواصل مع محاميهم أو عائلاتهم.
وفي 19 يونيو/حزيران، أرسلت هيومن رايتس ووتش كتابا إلى الحوثيين يتضمن أسئلة حول الاعتقالات والمخاوف من الغياب الواضح للإجراءات الواجبة، ولم يردّ الحوثيون.
وثّقت هيومن رايتس ووتش سابقا انتهاكات ممنهجة في سجون الحوثيين، استنتج فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، في تقرير نشره في 2023 "يتعرض السجناء المحتجزون لدى الحوثيين للتعذيب النفسي والجسدي المنهجي، بما في ذلك الحرمان من التدخل الطبي لعلاج الإصابات الناجمة عن التعذيب الذي يتعرضون له، والذي أدى إلى إصابة بعض السجناء بحالات عجز دائم وحالات وفاة".
وقالت جعفرنيا: "تظهر هذه القضايا المخاطر الجسيمة التي يواجهها عشرات، بل مئات الأشخاص الذين ما يزالون محتجزين تعسفا في السجون الحوثية.
وأضافت، على الحوثيين أن ينهوا فورا استخدامهم الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري ويحسّنوا ظروف السجون، كما على الدول المؤثرة أن تتحرك لضمان عدم وفاة مزيد من الأشخاص أثناء الاحتجاز لدى الحوثيين".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول هیومن رایتس ووتش لدى الحوثیین سجون الحوثی هذه الجرائم التواصل مع فی السجون فی سجون إلى أن
إقرأ أيضاً:
مركز دولي: هل ينجح نهج ترامب باليمن في ظل العلاقة الحوثية السعودية؟ (ترجمة خاصة)
قال المركز الدولي لمبادرات الحوار (ICDI)، إن نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليمن لن ينجح في ظل العلاقة السعودية والحوثيين.
وأضاف المركز -في تحليل للباحثة ميساء شجاع الدين وترجمه للعربية "الموقع بوست"- إن الحصرية ربما نجحت في اتفاق ترامب-الحوثيين، نظرًا لأن الولايات المتحدة كان لها هدف وحيد يتمثل في وقف هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، إلا أن هذا النهج نفسه غير مناسب للعلاقة الحوثية-السعودية.
وأكد أن طبيعة الصراع وجذوره أكثر تعقيدًا بكثير في هذه الحالة.
وتابع "لا تزال خارطة الطريق تُقدّم كمرجع لحل النزاع اليمني، رغم الانتقادات الواسعة والفيتو الأمريكي في أعقاب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. كما أن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية شكّلت عنصرًا رئيسيًا آخر في خارطة الطريق غير عملي.
وتعكس هذه التطورات -حسب الباحثة- ميلًا متزايدًا لتهميش الصراع اليمني المستعصي من خلال معالجة تداعياته الأمنية المباشرة فقط، مع ترك أسبابه الجذرية دون معالجة.
ثلاث تحديات للسلام في اليمن
وأشار إلى أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تجعل السلام في اليمن يبدو بعيد المنال:
تشرذم المعسكر المناهض للحوثيين: فشل دمج جميع الفصائل في الحكومة المعترف بها دوليًا في حل التناقضات الداخلية، والتنافسات الشخصية، والهويات الإقليمية المتنافسة. وتعمّق هذه الانقسامات التنافسات الخارجية، وخاصة التنافس بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مما شلّ قدرة الحكومة على العمل بفعالية.
اختلال ميزان القوى لصالح الحوثيين: بدأ الحوثيون، وهم جماعة أيديولوجية منغلقة على هوياتها، ببناء دولة تتماشى مع عقيدتهم. وهذا ما يجعلهم غير راغبين في تقاسم السلطة أو التسوية مع الفصائل اليمنية الأخرى.
رؤى متضاربة لمستقبل اليمن: لا يوجد إجماع على البنية السياسية والإقليمية للبلاد، سواءً أكانت موحدة أم اتحادية أم مقسمة. وبالمثل، هناك خلاف حول النظام السياسي نفسه، حيث يدعو البعض إلى نموذج جمهوري، بينما يميل آخرون إلى نظام أكثر ثيوقراطية.
وأعلنت الإدارة الأمريكية صراحةً أنها غير مهتمة بالتورط في حرب اليمن. وقد تجلى ذلك في تعليق المساعدات الإنسانية خلال فترة قصف دامت قرابة سبعة أسابيع في اليمن. بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وبعد سبع سنوات من التدخل العسكري، أصبح من الواضح أن الحرب أصبحت مستنقعًا لا يمكن كسبه، مستنزفةً موارد المملكة المالية وأضرت بسمعتها الدولية.
اليمن بحاجة إلى استراتيجية سياسية واقتصادية شاملة
ولفت إلى أنه خلال زيارة الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، غاب اليمن بشكل ملحوظ عن جدول الأعمال. حتى أن طلب رئيس المجلس الرئاسي اليمني للقاء ترامب خلال زيارته للمملكة العربية السعودية قوبل بالتجاهل.
واستدرك "من الواضح أن اليمن يُنظر إليه على أنه عبء بلا عوائد ملموسة، مما يجعل من الأفضل تجنبه. ونتيجة لذلك، تبدو أي مبادرة سلام مقترحة أقرب إلى استراتيجية احتواء لا حل، تهدف إلى حصر الصراع في نطاق محلي لمنع تداعيات إقليمية أوسع، حتى لو كان الحل جزئيًا وقصير النظر".
في الواقع، وفق التحليل تنبع أزمة اليمن المتجذرة من عقود من السياسات قصيرة النظر والاعتماد المفرط على النهج الأمني. ما يحتاجه اليمن حقًا هو استراتيجية سياسية واقتصادية شاملة قادرة على تحقيق نتائج بناءة ودائمة.
وأكد أن ذلك سيتطلب هذا جهودًا مستدامة وطويلة الأجل قائمة على التخطيط الاستراتيجي لا التكتيكي. وإلا، فإن الاعتماد المستمر على السياسات الانفعالية لن يحل الأزمة. وحتى لو نجحت مثل هذه الأساليب في احتواء بعض آثارها المباشرة، فإنها سوف تفشل في نهاية المطاف مع تفاقم الأزمة بمرور الوقت.