من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. فيروز التي ببالي
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
#فيروز التي ببالي..
من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي
نشر بتاريخ 1 / 10 / 2017
وانا أيضا لم يعجبني ألبوم فيروز الجديد، فيروز كانت توقظ الورد المجفف بين صفحات الكتب ، تنثر #الحنين على شرفات #الشبابيك القديمة ، نسافر على متن صوتها من غير حقيبة ، يأخذنا اللوز إلى زهره الغافي تحت جفون الورق الأخضر ، يسرّح الأرز ورقه على كتف #الريح ويتركنا هناك.
فيروز كانت فصلا خامساً في السنة ، إذا ما سمعت لحن صوتها تلسعك قشعريرة #الخريف ويبلل رموشك مطر تشرين الأول ، يفوح من الأرض عطرها الذي يصافح الزخّة الأولى ، والجملة الأولى في صفحات العبير..فيروز هي قاموس #العاشقين الذين عجزوا ان يبوحوا بعشقهم ، فواروا زفرات شوقهم تحت مناديل الخجل الأول ، هي التي تقرأ خربشات الرسائل ،تحلل الحروف الشائكة تحت “تشاطيب” الحبر فوق الصفحات المعطّرة ، تهيء مقعداً عندما تبخل الأرض عن مكان للقاء..وتغلي قهوة على المفرق عندما يكتظّ العطش فوق شفاه البوح ..فيروز كانت شالاً مطرزاً بياسمين الذكريات والحب الذي لن يعود..
فيروز التي “ببالي” تلك خبأتها في “أشرطتي” الملوّنة ، تلك التي كانت تطرب رمانة شبّاكي الغربي ..تقرع أجراس الرمان في الخريف ، تلك التي تفلق حفيف الشجر على السياج كما يفلق الفلاح رغيف خبزه الصباحي ..فيروز كانت تذكرة الغيم التي تحلّق في قلوبنا من غير مطارات ولا مواعيد اقلاع..لم تجامل زعيماً يوماً ولم تُعِر حنجرتها لطائفة ،كيف ترضى أن تجامل في صوتها أو يطيعها مخمل اللحن لتغني ما لا يشبهها؟؟..
فيروز لنا نحن ،اللاهثون وراء النقاء ،العشاق المعتّقون ، لطلاب الجامعات الذين يخوضون اولى تجارب العاطفة ، لرواد المقاهي المتعبين الذين جاؤوا ليستريحوا على خشب الوقت بعد أن أتعبهم الوقوف على أبواب الرزق، فيروز للتاريخ ليست “لريما” ولا “لزياد”..فيروز تشبه ذلك الندى الذي يترقرق على شفة الزهرة الرضيعة..هي ” طلعُ ” الرحبانيين “منصور وعاصي” وليس سواهما..هي تشبه استراحة الأيام بين فصلين طويلين..تشبه أيلول الذي علقتنا به، وتشبه نيسان الذي يدق باب الصيف..فيروز تشبه طلّة الشمس بين منخفضين جويين ، دافئة وخجولة وعميقة الظهور..فلا تجعلوا منها شمساً عادية كتلك التي تمر بقسوة في آب..فيروز لنا،ملكنا جميعاً.. لأنها الساعة الباكرة ، ومنبّه الشوق، لأنها مزيج الصيف والشتاء ومزاج الخريف وطبعُ الربيع….حيث تغنّي توقف السنة دورانها و نقول : هذا فصل فيروز..
فيروز التي ببالي..لا تغيب ولا تتغير،لا تكبُر ولا تخبو..فيروز سيمفونية الصباح وابتهالات الكنار المعتكف في محراب الصنوبر..سيدتي لا تظني أني أكتب اليك مقال عتبٍ..بل هو مقال شوق وتعب.. كيف لا وانت من علمنا أبجدية الحب وأنت النشيد الوطني للعاشقين..
هذا المقال سيدتي ، مكتوب بأجنحة كل العصافير التي تشتاق ان ترفرف على سماء صوتك..فسامحينا ان بالغنا بالاشتياق..
#141يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحنين الشبابيك الريح الخريف العاشقين الحرية لأحمد حسن الزعبي فیروز التی حسن الزعبی فیروز کانت
إقرأ أيضاً:
الكاتب بوعلام صنصال المسجون في الجزائر يُنتخب عضوًا في الأكاديمية الملكية البلجيكية
انتُخب الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، المعتقل منذ نوفمبر 2024، عضوًا في الأكاديمية الملكية للغة والأدب الفرنسي ببلجيكا اعترافًا "بمكانته الأدبية وشجاعته الفكرية". اعلان
انتُخب الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، المعتقل في الجزائر منذ نوفمبر 2024، عضوًا في الأكاديمية الملكية للغة والأدب الفرنسي في بلجيكا
ويُعد صنصال، البالغ من العمر 75 عامًا والمصاب بمرض السرطان، واحدًا من أبرز الكتاب الفرانكوفونيين في العالم العربي.
وحصل على جائزة الأدب الفرنكوفوني عام 2007 لأعماله التي تتناول قضايا الحرية والهوية والتطرف، والتي واجهت خلالها رقابة ومضايقات سياسية في الجزائر.
الاعتقال والمحاكمةتم توقيف صنصال في نوفمبر 2024 في مطار الجزائر العاصمة بتهم تتعلق بـ"المساس بالوحدة الوطنية"، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات، وأكدت المحكمة الجزائرية الحكم في 1 يوليو 2025.
وبقيت جميع المحاولات الدولية، بما في ذلك تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دون جدوى للإفراج عنه أو منحه عفوًا رئاسيًا.
تكريم دوليتأسست الأكاديمية الملكية للغة والأدب الفرنسي في بلجيكا عام 1920، وتضم 40 عضوًا، منها عشرة مقاعد مخصصة للأعضاء الأجانب.
ويأتي انتخاب صنصال عضوًا في الأكاديمية اعترافًا بمكانته الأدبية وجرأته الفكرية، في وقت لا يزال يقبع فيه في السجن.
وأشار الأمين الدائم للأكاديمية، إيف نيمور، إلى أن صنصال "يحمل مرتبة الكاتب الخلاق الذي لا ينفصل عمله عن الحرية التي يمارسها"، مؤكدًا أن هذا التكريم يهدف إلى الاحتفاء بإسهاماته الأدبية وشجاعته، وليس له علاقة مباشرة بملف سجنه.
أزمة دبلوماسية بين الجزائر وفرنساساهمت قضية صنصال في تأجيج التوتر بين باريس والجزائر، التي تشهد علاقاتهما أصلاً أزمة مستمرة. فقد طالبت فرنسا بالإفراج عنه نظرًا لحمله الجنسية الفرنسية، بينما اعتبرت الجزائر ذلك تدخلاً في شؤونها الداخلية لكونه مواطنًا جزائريًا في الأساس.
وخلال المحاكمة، أنكر صنصال التهم الموجهة إليه، مؤكدًا عبر دفاعه أن "لم تكن له نية الإساءة إلى السيادة الوطنية أو مؤسسات الدولة، بل كان تعبيرًا عن آرائه الشخصية".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة