الفيتو الروسي… صفعة على أكثر من وجه
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
الفيتو الروسي…
صفعة على أكثر من وجه
لقد كان يوم الاثنين الثامن عشر من نوفمبر 2024م يوما مشهودا على صعيد مآلات ومسار الحرب التي يخوضها الجيش السوداني ومن ورائه شرفاء الشعب في مواجهة مليشيا الدعم السريع الإرهابية.. ففي هذا اليوم كانت جبهة الحرب هي الجبهة الدبلوماسية وهي على عكس ما يظن البعض من أهم الجبهات.
ففي هذا الاثنين الأغر انعقدت جلسة بمجلس الأمن لمناقشة مشروع قرار تقدمت به بريطانيا بخصوص السودان ويبدو أنها بذلت جهودا مضنية لتمريره وبدت واثقة من ذلك خاصة وأنها تتولى رئاسة مجلس الأمن في هذه الدورة كما يبدو أن الكواليس كانت مُثقلة بالتحركات لضمان نجاح تمرير مشروع القرار البريطاني.. والمؤكد إن هناك جهات كانت (تدفع) من أجل نجاح المؤامرة البريطانية.. وبالمقابل كان المندوب الروسي الذي نجح في إدارة المعركة الدبلوماسية بحنكة عالية يقف بالمرصاد لبريطانيا وحلفائها.
وفي نفس اليوم كان مبعوث الرئيس الأمريكي بايدن المنتهية ولايته يسجل زيارة إلى السودان ويلتقي بالمسئولين السودانيين ويناقش ذات القضية التي يدور حولها الجدل بمجلس الأمن في نيويورك وان اختلفت التفاصيل.
فما الذي جري بكل من نيويورك وبورتسودان.. وما أثر ذلك على الأطراف المعنية؟.
في نيويورك وحسب ما جاء في الأخبار وحملته الوسائط المتعددة فقد جرت مواجهة عنيفة بين المندوب الروسي والمندوب البريطاني.. وحسب ما رشح من أخبار فقد بذلت بريطانيا جهودا مضنية حتى أنه تم رفع الجلسة للتشاور وتم تعديل القرار أكثر من مرة من أجل تمرير القرار.. إلا أن النتيجة كانت مخيبة لبريطانيا وحلفائها.. فمن أصل خمسة عشر عضو هم أعضاء مجلس الأمن وافق أربعة عشر على مشروع القرار البريطاني… غير أن المندوب الروسي قد فاجأ الجميع واستخدم حق الفيتو مما أدى لسقوط القرار ورفضه.. ولم يكتفِ المندوب الروسي بإسقاط القرار بل شنّ هجوما واسعا على بريطانيا… وسال مداد كثير في وسائل الإعلام حول المواجهات العنيفة بين المسئولين الروس والمسئولين البريطانيين.. وقد أورد موقع الأمم المتحدة على الإنترنت وقائع هذه الملاسنات التي كان وزير الخارجية البريطاني طرفا فيها وصبّ فيها الدبلوماسيون الروس جام غضبهم على بريطانيا وسياساتها.
في بورتسودان كان توم بيريلو مبعوث الرئيس بايدن المنتهية ولايته يزور السودان وبدت زيارته كمندوب تاجر خاسر أراد أن يختتم حساباته ليقدمها لمن أرسله قبل أن تنتهي مهمته.. وقد التقى بيريلو ضمن من التقى بكل من رئيس مجلس السيادة ونائبه ووزير الخارجية..
وسنكتفي بما أوردته وكالة السودان للأنباء الرسمية حول لقائه بنائب رئيس مجلس السيادة كمؤشر على نتائج لقاءات بيريلو.. : ( وأشار سيادته ان زيارة المبعوث الأمريكي تعد بداية جيدة لبناء علاقة صحية جديدة لاسيما أنها بدأت من مقار الحكومة السودانية وليس عبر المطارات أو من خارج السودان أو عن طريق مكالمات هاتفية وهذا ما سيساهم في خدمة مصالح البلدين.
وأوضح نائب رئيس مجلس السيادة أن الأزمة التي يمر بها السودان الآن هي صنيعة أيادي سودانية ومباركة أمريكية وأوروبية إلى جانب الدعم المادي من دولة الإمارات العربية المتحدة . وأضاف أنه إذا رغبت الولايات المتحدة فعلاً في إنهاء هذه الحرب، فعليها بحكم علاقاتها مع دولة الإمارات ان تتطلب منها ان تكف عن دعم مليشيا ال دقلو.) كلمات مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة واضحة كفلق الصباح قاطعة كحد السيف قوية كالرصاص… ولعلهم يفهمون.
من خلال الاستعراض الموجز لما تم في بورتسودان ونيويورك يوم الاثنين الثامن عشر من نوفمبر 2024م… تُري كم وجه أو جهة تلقت الصفعة الروسية؟
حسن عبد الحميد
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: رئیس مجلس السیادة المندوب الروسی مجلس الأمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
يقول مسؤولون بريطانيون إن صور الأقمار الاصطناعية من الفاشر تُظهر تجمُّعات لجثث، وأرضاً مُخضّبة بالدماء، ومقابر جماعية يُشتبه بوجودها – وذلك في سياق ما تصفه المملكة المتحدة بأنه “حملة ممنهجة” لبثّ الرُعب والسيطرة على المدينة عبر الإرهاب.
التغيير: وكالات
فرضت المملكة المتحدة عقوبات على قادة في قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية مُتّهمين بارتكاب عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي وهجمات متعمَّدة ضد المدنيين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن “الجرائم الشنيعة… لا يمكن أنْ تمرّ من دون عقاب”.
وأُعلن عن هذه العقوبات يوم الخميس، وهي تستهدف أربع شخصيات في قوات الدعم السريع، بينهم عبد الرحيم دقلو، نائب قائد القوات وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتي”.
وبموجب هذه العقوبات، باتت الشخصيات الأربعة تواجه تجميداً لأصولهم وحظراً على السفر.
ويقول مسؤولون بريطانيون إن صور الأقمار الاصطناعية من الفاشر تُظهر تجمُّعات لجثث، وأرضاً مُخضّبة بالدماء، ومقابر جماعية يُشتبه بوجودها – وذلك في سياق ما تصفه المملكة المتحدة بأنه “حملة ممنهجة” لبثّ الرُعب والسيطرة على المدينة عبر الإرهاب.
وقالت إيفيت كوبر إن الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”، متهمةً قوات الدعم السريع بالتورط في عمليات إعدام جماعية، واستخدام التجويع كسلاح، و”الاستخدام الممنهج والمخطط له سلفاً” للاغتصاب كأداة حرب.
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية أن “العقوبات التي فُرضت اليوم على قادة الدعم السريع تستهدف بشكل مباشر أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، فيما ستقدّم حزمة المساعدات المعزَّزة لدينا دعماً منقذاً للحياة لمن يعانون”.
وتعهّدت إيفيت: “المملكة المتحدة لن تدير ظهرها، وسنظل دائماً إلى جانب الشعب السوداني”.
تمويل إنساني إضافي
وإلى جانب العقوبات، أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم ما قيمته 21 مليون جنيه إسترليني إضافية كمساعدات إنسانية للمجتمعات المتضررة من النزاع.
وستموّل هذه الحزمة توفير الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية والحماية للنساء والأطفال في المناطق الأكثر تضرراً من العنف.
وبحسب وزارة الخارجية البريطانية، ستدعم هذه المساعدة الجديدة 150 ألف شخص على صعيد الرعاية الطبية والمأوى، إضافة إلى المساهمة في إبقاء المستشفيات قادرة على العمل.
وترفع هذه المساهمة إجمالي الدعم الإنساني البريطاني للسودان هذا العام إلى 146 مليون جنيه إسترليني.
وتؤكد المملكة المتحدة أن الوضع الإنساني في السودان هو الآن الأسوأ في العالم؛ إذ يحتاج حوالي 30 مليون شخص إلى المساعدة، بينما شُرّد داخلياً نحو 12 مليون شخص، وفرّ ما يقرب من خمسة ملايين إلى دول الجوار.
ورفعت لندن مستوى ضغطها الدبلوماسي خلال الأشهر الماضية؛ ففي نوفمبر/تشرين الثاني، اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً تقوده المملكة المتحدة يكلّف بفتح تحقيق عاجل في فظائع الفاشر.
كما قدّمت المملكة المتحدة دعماً فنياً لآليات العدالة الدولية، واستثمرت 1.5 مليون جنيه إسترليني في مشروع “سودان ويتنس” لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الهجمات على المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة.
ويقول مسؤولون إن عقوبات إضافية قيد النظر، في إطار الجهود المبذولة لـ”إنهاء الإفلات من العقاب”.
وحثّت الحكومة البريطانية جميع أطراف النزاع – بما في ذلك قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية – على السماح بوصول غير مقيّد للعاملين في مجال الإغاثة، وضمان سلامة المدنيين المحاصرين جرّاء القتال.
مَن هم الذين شملتهم العقوبات؟
عبد الرحيم حمدان دقلو: نائب وشقيق قائد قوات الدعم السريع، “حميدتي”؛ يُشتبه بتورّطه في عمليات قتل جماعي، وإعدامات تستهدف مجموعات إثنية، وعنف جنسي ممنهج، واختطاف مقابل الفدية، وهجمات على مرافق صحية وعاملين في مجال الإغاثة. جدّو حمدان أحمد: قائد قوات الدعم السريع في شمال دارفور؛ يُشتبه بضلوعه في عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي، واختطاف وهجمات على طواقم طبية وإنسانية. الفاتح عبد الله إدريس: عميد في قوات الدعم السريع؛ يُشتبه بأنه أشرف على أعمال عنف تقوم على أساس إثني وديني ونفّذ هجمات ضد المدنيين. تيجاني إبراهيم موسى محمد: قائد ميداني في قوات الدعم السريع؛ يُشتبه بمسؤوليته عن الاستهداف المتعمّد للمدنيين في الفاشر.المصدر: BBC عربي
الوسومالعنف الجنسي المملكة المتحدة حرب الجيش والدعم السريع حقوق إنسان عقوبات على الدعم السريع