كشف الدكتور محمد محمود مهران خبير القانون الدولي، عضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، الأبعاد القانونية والسياسية لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت.

وأوضح مهران، في تصريحات لـ«الوطن»، أن قرار المحكمة يستند إلى تحقيقات موسعة وأدلة قاطعة وثقها المدعي العام كريم خان، حول جرائم الحرب في غزة.

أدلة اعتقال نتنياهو وجالانت

وتضمنت الأدلة وفق مهران، توثيقا شاملا للقصف العشوائي للمدنيين وتدمير المستشفيات والمدارس والمنشآت المدنية، إلى جانب فرض حصار إنساني خانق على قطاع غزة.

وأكد الخبير الدولي، أن المحكمة الجنائية الدولية تمتلك ولاية قضائية كاملة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، نظرا لانضمام فلسطين لنظام روما الأساسي منذ 2015.

ونوه إلى أن القرار يلزم الدول الـ123 الأعضاء في المحكمة بتنفيذ مذكرات الاعتقال، ويتيح لها تجميد أصول المتهمين وتقييد تحركاتهم، ما يضع القيادة الإسرائيلية في عزلة دولية غير مسبوقة.

جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم

وعن مصير القرار، شدد مهران على أنه رغم العقبات المتوقعة في التنفيذ الفوري، إلا أن المذكرات ستظل سارية، وتشكل سيفا مسلطا على رقاب المتهمين، مؤكدا أن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم.

واختتم الخبير الدولي تصريحاته بالتأكيد على أن القرار يمثل انتصارا تاريخيا للعدالة الدولية ولفلسطين، ويؤسس لمرحلة جديدة في محاسبة مجرمي الحرب مهما علت مناصبهم.

يذكر أن هذا القرار يأتي في إطار التحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية منذ مارس 2021، في الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نتنياهو جالانت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل قانون دولي اعتقال نتنياهو

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي يحذر من زوال كل إنجازات جيش الاحتلال في الحرب

قال خبير في شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا ونائب رئيس جامعة تل أبيب إيال زيسر إنه في الأسبوع الماضي، مرت الذكرى السنوية الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، والذي "أنهى الحملة على الحدود الشمالية التي شنها الحزب في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهو اليوم التالي لبدء الهجوم القاتل الذي شنته حماس".

وأضاف زيسر في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أنه "خلال حرب الشمال، وخاصةً قرب نهايتها بعد أن استعادت إسرائيل رباطة جأشها، وجّه الجيش الإسرائيلي ضرباتٍ قاصمة لحزب الله، مُقصيًا كبار قادته، ومُحيّدًا جزءًا كبيرًا من قدراته العسكرية. وهكذا، تبدد الخوف من الصواريخ الـ180 ألف التي كانت بحوزة التنظيم، والتي كان من المُحتمل، كما خُشي في إسرائيل، أن تُشلّ الحياة في البلاد وتُسبّب آلاف القتلى".

وذكر "لكن بعد عام من التوصل إلى اتفاق وانتهاء الحرب، اتضح أنه لم يحدث شيء، لا يزال حزب الله صامدًا، ورغم الضربات التي تلقاها، يحافظ على مكانته بين الشيعة في البلاد، بل ويعمل جاهدًا لاستعادة قوته، ويرفض نزع سلاحه".


واعتبر أن "الخطيئة الأصلية، بطبيعة الحال، تكمن في موافقتنا على التوقيع على اتفاق مشكوك فيه كان واضحاً لكل ذي عين في رأسه ــ وللأسف لم نجد مثل هذا الاتفاق في القيادة السياسية أو العسكرية في إسرائيل ــ بأن حزب الله لم تكن لديه أي نية لتنفيذه، وأن الحكومة اللبنانية لم تكن لديها القدرة أو الرغبة في فرضه على الحزب".

وأشار إلى أنه "بعد مرور عام، ورغم أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات واسعة النطاق ضد عناصر التنظيم الميدانيين، فمن الواضح أنها لا تكفي لمنع إعادة تأهيل التنظيم، ولا للقضاء على ما تبقى من قدراته العسكرية. ومن هذا المنظور، يُعد اغتيال رئيس أركان حزب الله، اللواء طباطبائي، الأسبوع الماضي في قلب بيروت، استثناءً لا يُغير القاعدة العامة، وهي أن إسرائيل قررت فعلاً تصعيد حربها ضد حزب الله".

وأوضح "لم تمضِ سوى مئة يوم، وبدأ الحديث عن جولة أخرى، وعن تهديدات إيرانية وعزم طهران على تجديد البرنامج النووي. كما أوقفنا إطلاق النار في لبنان قبل خمس دقائق من الساعة الثانية عشرة".

وقال "في غزة أيضًا، وبعد عامين من حربٍ ضاريةٍ وإنجازاتٍ عملياتيةٍ لا بأس بها، فُرض علينا وقفٌ لإطلاق النار، مما سمح لحماس باستعادة قوتها ومكانتها، برعايةٍ أمريكية. ومن يظنّ أنه سيتم إيجاد قوةٍ عربيةٍ أو إسلاميةٍ مستعدةٍ لمواجهة المنظمة ونزع سلاحها فهو واهم، وكذلك من يظنّ أن الولايات المتحدة ستسمح لنا بتجديد الحرب في غزة، مما يُهدم الإنجاز الوحيد في السياسة الخارجية الذي يُمكن لإدارة ترامب أن تفخر به".

وأكد "يجدر بنا أن نذكر إيران، حيث استعدت هي الأخرى بشكل مكثف، ولكن لم يمر سوى مائة يوم حتى بدأ الحديث عن جولة أخرى، وعن تهديدات إيرانية بالانتقام وعن تصميم طهران على استئناف رحلتها نحو الأسلحة النووية".


وأضاف زيسر "هنا أيضًا، نميل إلى التفاخر بإسقاط نظام بشار الأسد، لكن هنا أيضًا، أغرقنا العام الماضي في دوامة عبثية في مستنقع سوريا، وينتهي الأمر بفشل الاتصالات التي بدأها السوريون معنا سعيًا للتوصل إلى تفاهمات تضمن الأمن على الحدود. هنا أيضًا، ينتظر الجميع إملاءً من واشنطن لوقف أنشطتنا ووجودنا العسكري في سوريا".

وزعم "كل هذا يُظهر أننا لا نُضاهى في تحقيق الإنجازات في المعارك، دون إتمام المهمة، أو حتى فقدانها في الحملة السياسية التي أعقبت الحرب. فالحرب ليست غاية في حد ذاتها، بل هي دائمًا خدمة لأهداف سياسية، وهو أمر لم نتعلمه أو ننساه".

ولفت إلى "حقيقة أن إسرائيل هربت من صياغة مفهوم سياسي بشأن مستقبل غزة جلبت علينا اتفاقاً قسرياً يسمح لحماس بالحفاظ على قوتها في القطاع، وحقيقة أننا توقفنا عن إطلاق النار في لبنان قبل خمس دقائق من الساعة الثانية عشرة ظهراً تسمح لحزب الله بالعمل على استعادة قوته، وحقيقة أننا لا نروج لأي مبادرة سياسية إلى جانب النشاط العسكري أدت إلى انهيار الجبهة العربية الإسرائيلية ضد إيران".

وختم "كان لدى أرييل شارون، الذي قمع موجات إرهاب الانتفاضة الثانية، قاعدة: التحدث بهدوء واعتدال، ولكن مع إمساك العصا بيده وعدم التردد في استخدامها عند الضرورة، كمزيج من الحكمة السياسية والقوة العسكرية. من المؤسف أنه بدلًا من ذلك، يوجد بيننا من ينشغل بمسألة من غرّد أخيرًا، وكيفية إخضاع رئيس الأركان كما لو كان آخر أعدائنا".

مقالات مشابهة

  • خبير جرائم إلكترونية يدق ناقوس الخطر بسبب تطبيقات المراهنات والتعارف
  • خبير جرائم إلكترونية يدق ناقوس الخطر من تطبيقات المراهنات والتعارف
  • دعوى ضد إسرائيل بتهمة عرقلة عمل الصحفيين الفرنسيين في غزة
  • الجنائية الدولية تتسلم متهما ليبياً بارتكاب جرائم حرب
  • كيف يعالج تعديل قانون الكهرباء جرائم الاستيلاء على التيار؟ تفاصيل
  • تقرير دولي يرصد موقع جواز السفر الليبي عالميًا ويبرز قيود التنقّل وتداعياتها على الفرص الدولية
  • أستاذ قانون دولي: إغلاق المجال الجوي الفنزويلي خطوة حرب واضحة.. وعلى المجتمع الدولي التدخل فورا
  • خبير إسرائيلي يحذر من زوال كل إنجازات جيش الاحتلال في الحرب
  • موعد تطبيق قانون الإجراءات الجنائية الجديد وتفاصيل الصلح بقضايا الإعدام
  • تحالف "صمود" يدعو لتحقيق دولي في تقارير استخدام "الكيميائي"