دعوى قضائية لـ إلزام التيك توك بالضوابط والمعايير الأخلاقية
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
تقدم أحمد مهران المحامي بدعوى قضائية ضــد رئيس الحكومة وآخرين، مطالبًا وضع ضوابط قانونية ومعايير وسياسات أخلاقية بهدف إلزام المنصة من خلال اتفاقات أو تشريعات بحذف أي محتوى يتعارض مع القيم الأخلاقية والمبادئ الدينية، وتفعيل الرقابة الذاتية (Content Moderation) عبر تعاون بين الجهات الحكومية وإدارة المنصة، وفرض عقوبات وغرامات على الحسابات التي تنشر محتويات ضارة أو غير لائقة، وسنّ قانون خاص بالمنصات الرقمية ينص على معايير أخلاقية وقيم أسرية واضحة، مثلما فعلت بعض الدول الأوروبية لحماية نظامها الاجتماعي والأخلاقي
وقال «مهران»: «نسعى من منظور قانوني وأخلاقي، على إجبار المنصة على الالتزام بقيم المجتمع، لأن الحجب الشامل قد يدفع المستخدمين لاستخدام برامج كسر الحجب (VPN)، بينما التنظيم يضمن السيطرة مع الحفاظ على حرية الإنترنت، وعلى الحفاظ على قيم ومبادئ المجتمع وعلى خصوصية الأسرة».
وأشار «مهران» في دعواه، إلى أنه وفقًا للقوانين المصرية الحالية، وبالأخص قانون تنظيم الاتصالات رقم 10 لسنة 2003، لا تملك الحكومة صلاحية حجب أي منصة أو موقع إلكتروني إلا في حالات محددة، مثل: تهـ.ـديد الأمن القومي، ونشر محتوى إرهـ.ـابي أو محـظور قانونًا.
كما أوضح أن المادة 67 من قانون الاتصالات تنص على أنه يمكن للحكومة وقف أو تعطيل خدمة الاتصالات عند الضرورة المرتبطة بالأمن القومي، لكن هذا يحتاج إلى مبررات قوية وإجراءات رسمية.
واختتم في دعواه أن القوانين الدولية والاتفاقيات التي وقّعت عليها مصر (مثل العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية) تحمي حرية التعبير والوصول إلى المعلومات لكن تسمح للدول بوضع قيود ضرورية، وضوابط قانونية لحماية النظام العام وحماية القيم والأخلاق العامة.
اقرأ أيضاًما هي عقوبة عدم المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025؟.. محامي يوضح
اليوم.. هدير عبد الرازق تتقدم بمعارضة على حكم حبسها عامين في قضية الفسق والفجور
اليوم.. استكمال محاكمة أنوسة كوتة في قضية التسبب في بتر ذراع محمد البسطويسي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: تيك توك دعوى قضائية
إقرأ أيضاً:
لماذا يجب أن يُبنى مستقبل الإعلام على القيم الأخلاقية والتعاطف والمسؤولية المشتركة؟
بقلم صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود: الأمين العام وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة الوليد للإنسانية،وعضو مجلس إدارة تحالف بريدج.
شهدتُ خلال سنوات عملي في العمل الإنساني والإعلامي تحوّلات عميقة أعادت تشكيل طبيعة المعلومات وقوتها وتأثيرها. فاليوم، تنتقل البيانات بسرعة تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية، وتصل إلى ملايين البشر في لحظات. وقد باتت قصة واحدة قادرة على أن تكشف جانبًا من الحقيقة، أو تُربك مسارها، أو تُغيّر اتجاه نقاش عالمي بالكامل.
وفي عالم تتحرك فيه المعلومات بسرعة تفوق قدرتنا على التأمل، لم يعد كافيًا التعامل مع الإعلام كمساحة للترفيه أو نقل الأخبار فقط، بل بصفته قوة تشارك في بناء الوعي وصون الكرامة الإنسانية وتعزيز استقرار المجتمعات.
من هذا المنطلق، جاء إطلاق تحالف بريدج وقمة بريدج 2025 في لحظة يحمل فيها الإعلام دورًا مفصليًا في تشكيل المستقبل. ما يعكس رؤية واحدة: بناء إعلام أخلاقي، مسؤول، وفاعل، فتحالف بريدج هو مبادرة عالمية مستقلة وغير ربحية تسعى إلى دعم الممارسات الإعلامية القائمة على المصداقية والمسؤولية، وضمان الاستخدام الآمن والواعي لتقنيات الذكاء الاصطناعي كما يجمع التحالف نخبة من المبدعين وصُنّاع السياسات والخبراء والمؤسسات الدولية، بهدف تعزيز قصص إنسانية قوية ومؤثرة.
أما قمة بريدج 2025، التي تُقام في أبوظبي، فهي منصة عالمية لبحث مستقبل الإعلام وفي دورتها الافتتاحية، تجمع أكثر من 60.000 مشارك من 130 دولة، في حدث يعكس رغبة عالمية في بناء منظومة إعلامية ترتكز على المساءلة والاحترام المتبادل والتفاهم بين الثقافات. ومن خلال جمع الصحفيين وصناع المحتوى والمستثمرين والتقنيين والشباب، تُرسّخ القمة إطارًا جديدًا يلتقي فيه الابتكار مع الأخلاق، والتكنولوجيا مع الإنسان.
ومن واقع خبرتي العملية، يتبيّن أن التحول الإيجابي يتطلب التزامًا طويل المدى، لا مبادرات مؤقتة أو استجابات آنية. فالإعلام بحاجة إلى منظومة مستقرة وواضحة في توجهاتها، بعيدًا عن دورات الاهتمام القصيرة. وفي هذا الإطار، يقدّم تحالف "بريدج" نموذجًا مهنيًا بطبيعته المستقلة وغير الربحية، ما يتيح صياغة مبادرات تركّز على الأثر.
ولا تنتهي هذه الحوارات بانتهاء القمة، بل تمتد على مدار العام عبر تحالف بريدج، من خلال التعاون الدولي المستمر، والنقاش حول السياسات، وتطوير معايير تُسهم في مواءمة الإعلام والتكنولوجيا مع القيم الإنسانية، ومع ما يحتاجه الإنسان ليحظى بإعلام مسؤول.
إننا اليوم في لحظة فارقة؛ فحجم المحتوى يفوق القدرة على التحقق، والتكنولوجيا تتقدم بسرعة تتجاوز الأطر التشريعية، ومع ذلك، يبقى الأمل حاضرًا. فعندما يكون الإعلام قائمًا على الأخلاق، ومُستنِدًا إلى التعاطف والمسؤولية المشتركة، يصبح قوة دافعة نحو بناء عالم أكثر فهمًا، واستقرارًا، وأثرًا إنسانيًا.