بوابة الوفد:
2025-10-12@23:09:16 GMT

مأساة فاوست: بين المعرفة والطموح المفرط

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

يُعتبر كريستوفر مارلو (1593-1564) من أبرز كتّاب المسرح الموهوبين فى عصر الملكة إليزابيث الأولى. فقد أظهرت أعماله، مثل دكتور فاوست، مهارته الاستثنائية فى دمج الدراما والشعر والموضوعات الفلسفية العميقة. ومنذ بداية دراستى فى الأدب الانجليزى وأنا أعتقد أنّ موهبته كان من الممكن أن تتفوق على موهبة وشهرة ويليام شكسبير، لو لم يُقْتَل بشكل مفاجئ فى مشاجرة عام 1593 عن عمر لا يتجاوز 29 عامًا.

لقد منعه موته المبكر من أن يحقّق كامل إمكانياته، لكن تأثيره فى تطور التراجيديا الإنجليزية كان عظيما.

تظل شخصية فاوست واحدة من أبرز الأساطير التى ألهمت الفكر الإنسانى عبر العصور، حيث تتجسد مأساة الإنسان فى سعيه الحثيث وراء المعرفة المطلقة والطموح اللامحدود. وكريستوفر مارلو لم يكن وحده الذى عالج هذه الاسطورة فقد تناولها كل من غوته فى مسرحيته الشعرية (عام 1808)، فاوست وكذلك توماس مان فى روايته دكتور فاوست (عام 1947)، التى تصوّر بطلها الموسيقار، وهو يعقد اتفاقًا مع الشيطان ليحصل على العبقرية الفنية.

كانت رؤية فاوست للمعرفة أداة للسلطة والخلود، اعتقادًا منه أن امتلاك هذه المعرفة سيمنحه القدرة على التحكم فى الحياة وتحقيق الخلود. لكنّه فى غمرة طموحه، فقد البوصلة الأخلاقية، فباع روحه فى صفقة غير قابلة للإلغاء. كما يوضّح مارلو، فإن السعى وراء القوة هو فخٌ يخدع صاحبه دون أن يدرك العواقب الكارثية التى قد تترتب عليه.

يعبّر فاوست عن تعطش مفرط لامتلاك المعرفة والسيطرة بقوله: « لَو كانت لى أرواحٌ بعدد النجوم فى السماء، لما ترددت فى أن أهبها جميعها لميفوستوفيليس (الشيطان). به سأصبح إمبراطورًا عظيمًا للعالم، وأبنى جسرًا فى الهواء المتحرك لعبور المحيط مع كوكبة من الرجال؛ سأوحّد الجبال التى تفصل الشواطئ الأفريقية، وأجعل تلك الأرض قارة تتصل بإسبانيا، لتكونا معًا ثروتى الملكية...»

تطرح المسرحية تساؤلات هامة عن العلاقة بين المعرفة والأخلاق. ففى سعيه الحثيث وراء «الحقول الكاملة» للمعرفة، لم يتساءل فاوست عن الثمن الذى سيُدفع مقابل ذلك. ورغم نبل سعيه لفهم العالم، أغفل الأسئلة الأعمق المتعلقة بالأخلاق وقيمة الروح.

فى نهاية المسرحية يصرخ فاوست: «إلهى، إلهي! لا تنظر إليّ بتلك النظرة القاسية! أيتها الأفاعى والثعابين، دعونى أتنفس قليلًا! يا جهنم القبيحة، لا تفتحى فمك!»

تُجسد هذه الصرخات اليائسة لفاوست فى نهاية المسرحية التحوّل الكامل فى شخصيته. هنا، يحاول العودة إلى حياة البراءة ويتوسل لله، بعد فوات الاوان، أن يغفر له ذنبه العظيم.

مأساة فاوست تقدم درسًا تحذيريًا غاية فى الأهمية: تظل الروح، ذلك الوميض الوحيد فى عتمة الوجود، أغلى ما يملك الإنسان، ولا يجب بأى حال أن تُباع أو تُستبدل مهما توافرت المغريات وعَظُمَت المكاسب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأدب الإنجليزى

إقرأ أيضاً:

تعليق مؤثر على مأساة نبروه.. نهال طايل: الصبر تاج فوق رأس اللي يعرف قيمته

أكدت الإعلامية نهال طايل، مقدمة برنامج "تفاصيل" المذاع عبر قناة "صدى البلد 2"، أن الصبر ليس ضعفًا كما يعتقد البعض، بل هو قوة حقيقية وتاج فوق رأس كل من يدرك معناه وقيمته.

وقالت نهال طايل خلال حديثها: “عمر الصبر ما كان ضعف، دا تاج في رأس كل اللي عارف قيمته، الصبر حِلمٌ لحظة الوجع، واليقين في الله لحظة الضعف، ومع كل صبر جبر من ربنا- سبحانه وتعالى-، عشان كده لا يأس مع الصابرين أبدًا”.

نهال طايل تهاجم شقيقة مسلم: إنتي مالك.. من حقه يعيش حياتهطالع عنينا علشانهم.. نهال طايل تعلق على فيديو طفل اشتروا من بابا

وجاء حديثها، في سياق تناولها لقضية مأساوية شهدتها مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية، والتي هزّت الرأي العام خلال الأيام الماضية، بعدما أقدم أب على قتل أطفاله الثلاثة وطعن زوجته عدة طعنات قبل أن يُنهي حياته أمام أحد القطارات في مشهد صادم.

لحظة مأساوية يصعب تقبلها

وأشارت الإعلامية إلى أن ما حدث يمثل لحظة مأساوية يصعب على العقل تقبلها، متسائلة بمرارة: “إزاي أب مسؤول عن ولاده يقتلهم كده؟”.

وأكدت أن مثل هذه الحوادث تحتاج إلى وقفة مجتمعية جادة لفهم أسبابها ودوافعها النفسية والاجتماعية، حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث الإنسانية مرة أخرى.

السلاح في مواجهة الأزمات

وختمت نهال طايل رسالتها، بالتأكيد أن الإيمان والصبر هما السلاح الحقيقي في مواجهة الأزمات، وأن الجبر الإلهي دائمًا يأتي بعد الشدائد، ليعوض الصابرين خيرًا مما فقدوه.

طباعة شارك نهال طايل تفاصيل الإعلامية نهال طايل نبروه مواجهة الأزمات

مقالات مشابهة

  • تعليق مؤثر على مأساة نبروه.. نهال طايل: الصبر تاج فوق رأس اللي يعرف قيمته
  • خلاف زوجي يتحول إلى جريمة قتل.. مأساة جديدة في الجيزة
  • مأساة جديدة على طريق الموت.. قنا تودع 5 ضحايا
  • من ضفاف النيل إلى الوداع الأخير .. مأساة فتاة المنيا
  • مؤسسة شومان تطلق منصة أزرق لتعزيز المحتوى العربي الرقمي
  • خلافات جيرة تتحول إلى مأساة.. مصرع شاب في مشاجرة دامية بالشرقية
  • مأساة على طريق قفط - القصير.. مصرع 5 أشخاص في حادث مروع بقنا
  • لجان مقاومة الفاشر: صمت الدولة حول ما يحدث لنا مأساة إنسانية
  • النصر في زمن الهزائم .. مأساة الوعي العربي في غزة
  • أضرار الاستخدام المفرط لأدوية حرقة المعدة