حديثٌ لا تكاد الصفحات تكفي للكتابة حوله، مواقف عظيمة تجلت في نفوسٍ زاكية، عظماء باعوا من الرحمن فنجحت البيعة، لأن الميزة المهمة في هؤلاء الرجال هي انطلاقتهم وفق المشروع القرآني، فقد حرص شهيد القرآن على أن تكون الانطلاقة قرآنية، ومن بعده احتذى به خيرة الرجال ليلتحقوا بذلك الركب، في إطار إيماني أخلاقي؛ لأن أكثر ما تتعرض له الأمة هو محاربة الوعي والمبدأ، فلا بد أن يكون التحرك واعياً وجاداً.
تتجلى انتصارات هذا الشعب، انتصاراً تلو انتصار وفرحة تلو أخرى، فصرنا نسمع بياناً يخلفه بيان؛ ليشفي غليل الأمة في أعدائها، فلا نزال نقدم ونضحي، من أجل نصرة القضية، رغم ما قد حصل من هجوم مباغت، وقصف، وهدم بكل وحشية، إلا أننا مازلنا ثابتين على نفس المبدأ، لأن هذه الأمة تسير على مبدأ الجهاد والروحية الإيمانية، فبقيت مستمرة في العطاء، لأن ما على النفس إلا أن تكبح جماح نفسها، وتطغى على رغبات نفسها بالهدى القرآني، لتبقى على ما هي عليه من وعي شامل في مواجهة العدو، فها هو شعبنا المقدام اليوم يقدم ويبذل خيرة رجاله لنصرة القضية الفلسطينية، إلى جانب ما قدمه من قوافل العطاء.
يتحرك الجميع تحركاً جاداً لمواجهة العدو، حتى وإن سبق وقدموا قوافل من الشهداء، لم يهنوا، وينكسروا كما يظن البعض، بل ازدادوا انطلاقاً بعدة وجاهزية نفسية وميدانية، فهذه الروحية تسكن كل مجاهد، فهو يظل يعطي ويقدم في سبيل الله إلى أن ينتصر أو يرتقي شهيداً، لم يستغل روحه، بل أرخصها فداءً للقضية ولنصرة الدين، فما نراه اليوم من صمتٍ إزاء العدوان على اليمن لم يجعل الناس تتخاذلون، بل انطلقوا إلى ما هو أعظم، إلى القضية الأم، واتجه الجميع لنصرتها.
ما يحدث اليوم من ردٍ مزلزلٍ من اليمن ضد الكيان الإسرائيلي لنصرة فلسطين، كافٍ لإيصال رسائل لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على اليمن، فما اعتلى شأن اليمن، وما وصلت إلى ما نحن فيه اليوم، من عزة وكرامة وتمكين، إلا بفضل مجاهديها الأبطال، وبفضل دماء شهدائها الأقحاح البواسل، وها نحن في هذا الشهر المقدّس نحيي ذكرى استشهاد هؤلاء العظماء، فلم يتخصص لهم أسبوع معين، وفي شهرٍ معين للاحتفاء ولإحياء ذكراهم، إلا لعظمتهم، ولمكانتهم السامية والعالية في أوساطنا.
شهداءٌ أحياء، اعتلت بهم الأمة، ورفعوا من شأنها، فأصبحت تهابها الأمم؛ لعلو مكانة رجالها، فما ذُلت أمة قط، رجالها من أهل اليمن، هم من آووا ونصروا واستبسلوا منذ عصر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ومازالوا إلى يومنا هذا، هم من استرخصوا دماءهم الزكية حباً لله، ولدينه، وتاجروا بأرواحهم لبارئها، فنعم البائع، ونعم المشتري، وهنيئاً لهم جِنان الخُلد، بكل ما فيها من استضافة، ومكانة، وعلو، وشأنٍ، وجاه، فاللهم إنا نسألك الرضا، وأن ترزقنا ما رزقتهم من حبٍ لك ولدينك، آثروه على حب أنفسهم وعلى كل ما يرغِّب لهم البقاء في هذه الدنيا الفانية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عضو مجلس الأعيان الأردني: التنسيق المصري الأردني يعزز دعم القضية الفلسطينية
أكد عضو مجلس الأعيان الأردني، العين عمر عياصرة، أن التنسيق المستمر والتشاور بين مصر والأردن يعكس مصالح قومية عربية وإنسانية تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية والوقوف في وجه مخطط تهجير الفلسطينيين.
وأضاف عياصرة أن البلدين يقفان بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني، ويعملان على مواجهة التحديات والضغوط التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية.
خلال لقائه بوتين.. عباس يعرب عن رفضه خطة ترامب بشأن غزة وزيرة التضامن: مصر قدمت أكثر من 75% من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة التنسيق المصري الأردني في دعم القضية الفلسطينيةفي تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان، أشاد عياصرة بجهود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة في سعيهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن القيادتين في مصر والأردن لا تفوتان أي فرصة إقليمية أو دولية للحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني، بشكل عام، والشعب في غزة بشكل خاص، من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.
وأوضح أن الجهود المبذولة على المستويين الإقليمي والدولي تهدف إلى الحفاظ على القضية الفلسطينية وعدم السماح بتصفية حقوق الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن المواقف المصرية والأردنية الرافضة للتهجير قد لاقت دعمًا من العديد من الدول الأوروبية والغربية مؤخرًا.
مصر والأردن يقودان الموقف العربي الموحدأكد عياصرة أن الموقف الأردني يشيد بمصر باعتبارها "القاطرة الحقيقية" في قيادة هذا الموقف العربي الموحد، من خلال التنسيق التاريخي والجغرافي بين البلدين.
وأوضح أن هذا التنسيق يعزز من قدرة الدولتين على التصدي للتحديات المختلفة في الساحة الدولية.
وأضاف أن هذا التنسيق هو أحد الأسباب التي تجعل مصر والأردن هدفًا للهجمات والتشويه من قبل جماعات أو دول معادية، وهو ما يعمل البلدان على مواجهته سويًا.
دعم الموقف المصري الأردنيأشار عياصرة إلى أن الموقف المصري الأردني الثابت والمتناغم قد أسهم بشكل كبير في تشكيل موقف عربي قوي، مشددًا على أن هذا التنسيق بين القاهرة وعمان يعد من أبرز سمات دعم القضية الفلسطينية في ظل الأوضاع الحالية في غزة.