سودانايل:
2025-07-29@16:12:50 GMT

هل الإنسان صريع الغرور والنرجسية؟

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

لا شك أن السلوك البشري مليء بالتعقيدات ويصعب التنبؤ به. علماء الاجتماع يتفقون على أن الغرور والنرجسية هما من الصفات التي تعزل الإنسان عن الآخرين، مما يدفعه إلى الانغماس في وهم تفوقه. وهنا يقول الفيلسوف أفلاطون: “الغرور هو طغيان الذات على العقل”، فهو يعمي البصر عن رؤية الحقائق بوضوح ويجعل الإنسان يعيش في عالم من الخداع الذاتي.

بمعنى آخر، يريد أفلاطون أن يذكرنا بالوهم وحب الذات وهي أمراض نفسية إن لم ندركها بالمعالجة فسوف تؤدي إلى تدمير كل شيء، والأمثلة كثيرة خاصة عند السياسيين.

من النتائج الكارثية لهذه الصفات أنها يمكن أن تؤدي إلى تعقيد العلاقات الإنسانية من أساسها وقد تدفع بالشخص إلى فقدان الاتصال الحقيقي بمن حوله، مما يعزز شعوره بالعزلة والانفصال.

انتشار النرجسية في عصرنا الحالي

لا شك أن النرجسية أصبحت واحدة من السمات السائدة في عصرنا الحاضر. مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُسهل على الأفراد مشاركة إنجازاتهم وصورهم وأفكارهم أمام جمهور واسع، أصبحت الحاجة إلى البحث عن الاعتراف والتقدير الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذا التعطش الدائم للانتباه يمكن أن يعزز السلوكيات النرجسية، حيث يتمحور اهتمام الفرد حول صورته الذاتية وما يظهره للآخرين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الثقافة الاستهلاكية وتشجيع التميز الفردي على حساب التعاون الجماعي تساهم في تعزيز هذا الاتجاه. المجتمع الحديث غالبًا ما يقيس النجاح بمقاييس مادية وظاهرية، مما يُشجع الأفراد على السعي وراء المكانة الاجتماعية على حساب القيم الإنسانية الحقيقية.

هذا التوجه نحو النرجسية يمكن أن يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية الحقيقية، حيث تصبح العلاقات مبنية على المصالح الشخصية والاعتبارات المادية، بدلاً من الاهتمام الصادق والتعاون المتبادل. إن إدراك خطورة هذا الداء ومعالجته أصبح أمرًا أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، للحفاظ على صحة العلاقات الإنسانية وسلامة المجتمعات.

كيف يمكن للإنسان أن يخرج من هذه الدائرة الشريرة؟

الإجابة على هذا السؤال تتطلب الوعي الذاتي مع الشجاعة لمواجهة العيوب الشخصية. من خلال تنمية التواضع والاعتراف بالنقاط الضعيفة، الأمر الذي يُمكّن الشخص من بناء علاقات أكثر صدقًا وشفافية ووعيًا. كما أن المشاركة في تجارب جماعية تركز على التعاون بدلاً من التنافس، والبحث عن مصادر الفرح والإنجاز خارج الذات، يمكن أن تساعد في التحرر من قيود الغرور والنرجسية. الأهم هو إدراك أن التفوق الحقيقي لا يأتي من وهم التميز الفردي، بل من القدرة على التفاعل بإيجابية مع العالم من حولنا.

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

[email protected]
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: تجويع غزة لا يمكن تبريره للعالم

يرى الكاتب الإسرائيلي يولي سيكر في مقال نشره موقع صحيفة يديعوت أحرنوت، أن ما تواجهه إسرائيل حاليا في حربها على غزة لا يرتبط بإخفاق في الرواية الإعلامية كما يروّج له بعضهم، بل يعود إلى واقع قاس لا يمكن الدفاع عنه أو تبريره بأي وسيلة.

واعتبر الكاتب، أنه لا يوجد أي تفسير مقبول يمكن للعقل البشري استيعابه أو تقبّله عند مشاهدة صورة طفل يتضوّر جوعا وتعلو وجهه نظرة إلى السراب، مشددا على أنّ "هذا النوع من الصور لا يمكن تبريره مهما تطورت أدوات الدعاية".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة بريطانية: غزة مشرحة مفتوحة ورائحة الموت تزكم الأنوف في كل مكانlist 2 of 2لوبوان: هل فرنسا سببٌ في الصراع بين كمبوديا وتايلند؟end of list

وأشار إلى أنّ الانتقادات التي تتردد في البرامج الحوارية الإسرائيلية عن "فشل الرواية الإعلامية" في مواجهة الضغوط الدولية في غير محلّها، موضحا: "يطالبون بلجنة تحقيق، ويُطلقون عليه إخفاق الرواية، لكن الحقيقة أن إسرائيل لا تعاني من خلل في سرديتها، بل من واقع لا يمكن تبريره".

وشدد الكاتب على أنّ كل محاولات التجميل الإعلامي ستفشل "حتى لو جُنّدت أذكى العقول الدعائية وتمت الاستعانة بأمهر الخطباء وأشهر المؤثرين في تيك توك.. لأن هذه المشاهد لا يمكن تبريرها".

الخطاب لا يغير الحقيقة

وقال إن ما يراه العالم حاليا هو أن "إسرائيل تدير حربا فقدت معناها، ولم تعد أهدافها واضحة، وأصبح استمرارها قائما على حسابات سياسية داخلية"، مع نتائج كارثية على الجنود الإسرائيليين والرهائن وسكان غزة.

وحسب رأيه، فإن تغيير صورة إسرائيل في سياق الوضع الراهن، لا يمكن أن يتم بتطوير الخطاب الإعلامي، بل بتغيير الواقع نفسه، لأن العالم لم يعد يهتم بالسياق والخلفيات ولا بمسؤولية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والحكومة الإسرائيلية عن إطالة أمد الصراع، بل يرى الصورة النهائية فقط، وهي صورة طفل يتضوّر جوعا على غلاف أكبر الصحف في مختلف أنحاء العالم.

يولي سيكر: إسرائيل تدير حربا فقدت معناها ولم تعد أهدافها واضحة رواية مغايرة

وأشار الكاتب إلى أن الأهداف الأصلية للحرب تلاشت في خضم التطورات المتلاحقة ولم يعد أمام العالم إلا أن يستنتج أن هدف إسرائيل الوحيد في هذا الصراع هو تجويع سكان غزة.

إعلان

واختتم مؤكدا، أنّ الواقع الحالي يفرض وقف هذه الحرب عاجلا، باتفاق يعيد جميع "الرهائن" الإسرائيليين، ثم إطلاق عملية سياسية تهدف لتسليم غزة إلى جهات قادرة على البدء بإعادة إعمارها، وهو السبيل الوحيد لصياغة رواية إسرائيلية جديدة يتقبلها العالم، حسب تعبيره.

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: تجويع غزة لا يمكن تبريره للعالم
  • هل يمكن مقارنة لامين يامال بميسي؟ غوارديولا يجيب
  • فتح خزائن الدماغ.. هل يمكن قراءة الأفكار؟
  • دراسة: البشر يستنزفون موارد الأرض بأسرع ما يمكن استعادته
  • ما هي فوائد الفراولة للرضع؟ متى يمكن تقديمها؟
  • «الأونروا»: لا يمكن توزيع المساعدات من دوننا
  • الريع المسلح: كيف يمكن تفكيك الميليشيات فعلا!؟ 2
  • خطر يهدد المجتمع.. اضطراب الشخصية النرجسية |فيديو
  • أونروا: لا يمكن توزيع المساعدات في قطاع غزة دون الوكالة
  • هل يمكن استرجاع حساب المواطن بعد حذفه؟.. البرنامج يجيب